الأجور‮ ‬يؤدي‮ ‬إلي‮ ‬زيادة فرص العمل وفتح منافذ للاستثمار وتغيير هيكل الإنتاج القومي
تقرير‮:‬ ماجدة صالح: يثار في‮ ‬الآونة الأخيرة الحديث عن أوضاع الأجور والمرتبات في‮ ‬المجتمع المصري،‮ ‬خاصة بعد حكم المحكمة الإدارية العليا بوقف القرار السلبي‮ ‬للحكومة المصرية بعدم وضع حد أدني‮ ‬للأجور،‮ ‬وكان قد سبقه حكم المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية وضع حد أقصي‮ ‬للأجور‮. ‬ومع تزايد حدة وتيرة الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية من جميع فئات المجتمع للمهنيين والعاملين بالقطاع الحكومي‮ ‬اعتراضاً‮ ‬علي‮ ‬تدني‮ ‬الأجور والمرتبات إلي‮ ‬حد كبير لا‮ ‬يتناسب مع ارتفاع موجة الأسعار‮ ‬يوماً‮ ‬بعد‮ ‬يوم،‮ ‬وعلي‮ ‬الرغم من الجهود المبذولة لإصلاح أوضاع الأجور علي‮ ‬مدار السنوات الماضية سواء بالعلاوات الخاصة التي‮ ‬تقرر سنوياً‮ ‬منذ عام‮ ‬1987‮ ‬أو بسياسة الدعم السلعي‮ ‬والخدمي،‮ ‬إلا أنها جميعاً‮ ‬لا تخرج عن كونها مجرد مسكنات وقتية،‮ ‬ولكنها لا تحل المشكلة بأكملها والكامنة في‮ ‬ظل نظام الأجور والمرتبات في‮ ‬مصر،‮ ‬هذا ما كشفته أحدث دراسة عن المرتبات والأجور في‮ ‬مصر للدكتور عبدالفتاح الجبالي‮ ‬نائب مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام وتحمل عنوان‮ »‬اختلالات الأجور في‮ ‬مصر ومشكلات الحد الأدني‮« ‬وقدمت لمركز شركاء التنمية‮ ‬‭(‬pid‭)‬‮ ‬برئاسة الدكتور مصطفي‮ ‬كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة‮.‬ أكد الدكتور عبدالفتاح الجبالي‮ ‬أنه رغم أن المنظومة التشريعية والدستورية أعطت أولوية خاصة لحق المواطن في‮ ‬الحصول علي‮ ‬أجر عادل مقابل أداء العمل وضرورة وضع حد أدني‮ ‬للأجور علي‮ ‬مستوي‮ ‬المجتمع وربطها بالإنتاج والإنتاجية،‮ ‬إلا أن منظومة الأجور تعاني‮ ‬من التشتت الكبير‮.‬ قوة العمل أشارت الدراسة إلي‮ ‬أن هناك العديد من الخصائص التي‮ ‬تؤثر علي‮ ‬منظومة الأجور في‮ ‬مصر وتعاني‮ ‬منها مثل ارتفاع نسبة الإعالة،‮ ‬حيث تشير الإحصاءات الرسمية إلي‮ ‬أن قوة العمل المصرية التي‮ ‬وصلت إلي‮ ‬25‭.‬3‮ ‬مليون عام‮ ‬2009‮ ‬لا تحتل سوي‮ ‬33٪‮ ‬من السكان مع ملاحظة أن هذه النسبة تصل إلي‮ ‬50٪‮ ‬تقريباً‮ ‬بالنسبة للذكور مقارنة بـ‮ ‬15٪‮ ‬فقط للإناث‮. ‬كذلك هناك ضعف الحالة التعليمية للقوي‮ ‬العاملة المصرية،‮ ‬حيث تتسم بانخفاض المستوي‮ ‬التعليمي‮. ‬وتشير الإحصاءات إلي‮ ‬أن‮ ‬27‭.‬7٪‮ ‬منهم أميون و7‮ ‬و9٪‮ ‬يقرأ ويكتب‮. ‬و41‭.‬3‮ ‬مؤهل متوسط أو أقل،‮ ‬وهناك‮ ‬80٪‮ ‬من القوي‮ ‬العاملة‮ ‬غير مؤهلة وتحتاج إلي‮ ‬إعادة تدريب وتأهيل مرة أخري‮.‬ وتشير دراسة الدكتور‮ »‬الجبالي‮« ‬إلي‮ ‬عدم استقرار سوق العمل،‮ ‬حيث‮ ‬يعمل منهم بشكل دائم‮ ‬69‭.‬9٪‮ ‬ارتفعت إلي‮ ‬79‭.‬6٪‮ ‬بشكل إجمالي،‮ ‬بينما‮ ‬يعمل‮ ‬14‭.‬1٪‮ ‬بشكل متقطع و0‭.‬8٪‮ ‬بشكل مؤقت و5٪‮ ‬موسمي‮. ‬وأغلب العمالة تعمل في‮ ‬الزراعة والصيد التي‮ ‬تستحوذ علي‮ ‬31‭.‬5٪‮ ‬و25٪‮ ‬في‮ ‬القطاع الحكومي‮ ‬وحوالي‮ ‬11‭.‬4٪‮ ‬في‮ ‬الصناعات التحويلية و10‭.‬1٪‮ ‬في‮ ‬قطاعات التشييد والبناء‮.‬ وتوضح الدراسة أن هناك زيادة في‮ ‬نسبة العاملين في‮ ‬القطاع‮ ‬غير الرسمي‮ ‬وذلك باتجاه حركة التشغيل في‮ ‬المجتمع علي‮ ‬عكس الاتجاه المستهدف منها إبقاء التعيينات في‮ ‬الوظائف الحكومية وتشجيع الإجازات‮ ‬غير مدفوعة الأجر،‮ ‬بالإضافة إلي‮ ‬التخلي‮ ‬تدريجياً‮ ‬عن الالتزام بتعيين الخريجين وترشيد التوظيف الحكومي،‮ ‬إلا أن الزيادة في‮ ‬معدلات البطالة وعدم قدرة القطاع الخاص علي‮ ‬امتصاصها أدي‮ ‬إلي‮ ‬تدخل الدولة من جديد إلي‮ ‬سوق العمل عن طريق تعيين المزيد في‮ ‬دولاب العمل الحكومي‮ ‬وكانت وظائف المعلمين هي‮ ‬أسرع المجموعات الوظيفية نمواً،‮ ‬حيث أسهمت بأكثر من نصف النمو في‮ ‬العمالة الحكومية‮. ‬ونلاحظ أن معظم العمالة التي‮ ‬لحقت بالقطاع الخاص قد انضمت إلي‮ ‬القطاع‮ ‬غير المنظم أو‮ ‬غير الرسمي‮ ‬والذي‮ ‬أصبح‮ ‬يستوعب‮ ‬50٪‮ ‬من إجمالي‮ ‬المشتغلين خلال الربع الأخير من عام‮ ‬2009‮ ‬مقابل‮ ‬22‭.‬5٪‮ ‬في‮ ‬القطاع الخاص المنظم وترتفع هذه النسبة بشدة داخل الريف المصري،‮ ‬حيث تصل إلي‮ ‬82‭.‬3٪‮ ‬مقابل‮ ‬42‭.‬8٪‮ ‬في‮ ‬الحضر‮. ‬وأصبح هذا القطاع‮ ‬يضم شرائح عريضة من المجتمع المصري‮ ‬مثل العاملين في‮ ‬الورش الصغيرة أو الأعمال اليدوية والحرفية أو الذين ليس لهم مكان عمل إلا بالشارع،‮ ‬كالباعة الجائلين وعمال التراحيل‮.‬ وتؤكد الدراسة أن خطورة هذا الوضع تكمن في‮ ‬أنه‮ ‬يستوعب قطاعات جديدة من الشباب،‮ ‬خاصة خريجي‮ ‬الجامعات والمعاهد العليا ليضافوا إلي‮ ‬قوته الأساسية المتمثلة في‮ ‬المنتقلين من الريف المصري‮ ‬إلي‮ ‬المدن أو العائدين من الخارج،‮ ‬بل أصبحت هذه العمالة تتجه مباشرة إلي‮ ‬هذا السوق وهذا مكمن الخطورة،‮ ‬خاصة أن هؤلاء‮ ‬يعملون بدون عقود رسمية وغير مسجلين لدي‮ ‬التأمينات الاجتماعية وخير دليل علي‮ ‬ذلك أن نسبة العاملين بعقد قانوني‮ ‬لدي‮ ‬القطاع الخاص لا‮ ‬يتجاوز‮ ‬36٪‮ ‬من إجمالي‮ ‬العاملين بهذا القطاع ووصلت نسبة المشتركين بالتأمينات الاجتماعية إلي‮ ‬45٪‮ ‬فقط‮. ‬ويؤدي‮ ‬نمو القطاع‮ ‬غير المنظم إلي‮ ‬عدم الاستقرار الداخلي‮ ‬لسوق العمل وصعوبة وضع أو رسم سياسات محددة من جانب متخذي‮ ‬القرار في‮ ‬المجتمع،‮ ‬ناهيك عن صعوبة تنظيم الأوضاع بداخل هذا السوق مع ما‮ ‬يتلاءم واحتياجات المجتمع‮.‬ غول البطالة وحول البطالة تؤكد الدراسة أنها في‮ ‬تزايد مستمر ووصلت إلي‮ ‬10٪‮ ‬وهو معدل مرتفع والأهم من ذلك أن أغلب المتعطلين من الشباب إذ تشير البيانات أن‮ ‬51‭.‬1٪‮ ‬من العاطلين هم في‮ ‬سن ما بين‮ ‬20‮ ‬و25‮ ‬سنة وتصل هذه النسبة إلي‮ ‬22٪‮ ‬في‮ ‬الشريحة العمرية‮ ‬25‮ ‬و30‮ ‬سنة،‮ ‬و18‭.‬4٪‮ ‬هم في‮ ‬الشريحة العمرية من‮ ‬15‮ ‬سنة إلي‮ ‬20‮ ‬سنة‮. ‬وأن المتعطلين لأكثر من عامين تصل إلي‮ ‬41‭.‬3٪‮ ‬مقابل‮ ‬43‭.‬7٪‮ ‬متعطلين بين عام وعامين و15٪‮ ‬فقط أقل من عام‮. ‬وأن‮ ‬46٪‮ ‬سبب التعطل في‮ ‬عدم وجود عمل إطلاقاً‮ ‬مقابل‮ ‬29‭.‬3٪‮ ‬بدون عدم وجود عمل‮ ‬يناسب المؤهل وفيما‮ ‬يتعلق بالأجور‮ ‬يري‮ ‬9‭.‬1٪‮ ‬أن سبب التعطل‮ ‬يرجع إلي‮ ‬عدم وجود عمل بالأجر المناسب‮.‬ وأضافت الدراسة أن الاقتصاد المصري‮ ‬ينقسم إلي‮ ‬مجموعة من أسواق العمل مع تعدد التنظيمات والقطاعات والأشكال الاجتماعية التي‮ ‬تسيطر علي‮ ‬مجالات الإنتاج والتوظف،‮ ‬مما انعكس في‮ ‬صورة اختلاف تحديد الأجور،‮ ‬حيث‮ ‬يوجد القطاعان الحكومي‮ ‬والعام التابعان للدولة وكذا القطاع الخاص والاستثماري‮ ‬المنظم وغير المنظم بما له من تباين في‮ ‬تحديد الأجور علاوة علي‮ ‬تجزئة سوق العمل في‮ ‬مصر وكلها أمور أدت إلي‮ ‬تعقيد الأوضاع الأجرية في‮ ‬المجتمع وتشتتها بصورة كبيرة‮.‬ أضافت الدراسة أن ثاني‮ ‬الآثار الناجمة عن الأوضاع الحالية لسوق العمل تكمن في‮ ‬انخفاض نسبة المشتغلين بأجر كنسبة مئوية من القوي‮ ‬العاملة والتي‮ ‬انخفضت من‮ ‬60‭.‬2٪‮ ‬خلال عام‮ ‬2006‮ ‬إلي‮ ‬57‭.‬8٪‮ ‬خلال عام‮ ‬2007‮ ‬ثم عاودت الارتفاع إلي‮ ‬60‭.‬9٪‮ ‬عام‮ ‬2009‭.‬‮ ‬ونسبة العاملات بأجر مقابل زيادة نسبة العاملات لدي‮ ‬الأسرة بدون أجر من‮ ‬38٪‮ ‬تقريباً‮ ‬عام‮ ‬2009‮ ‬إلي‮ ‬29٪‮ ‬عام‮ ‬2009‮ ‬وأن العاملين بأجر‮ ‬يقع أغلبهم في‮ ‬القطاع الحكومي‮ ‬رغم تراجع نسبتهم من‮ ‬42٪‮ ‬إلي‮ ‬40‭.‬6٪‮ ‬ممن‮ ‬يعملون بأجر علي‮ ‬الصعيد القومي‮ ‬مع زيادة نصيب القطاع الخاص ليصل إلي‮ ‬27٪‮ ‬عام‮ ‬2009‮ ‬مقابل‮ ‬24‭.‬7٪‮ ‬عام‮ ‬2006‮ ‬بينما كان نصيب القطاع الخاص المنظم‮ ‬25٪‮ ‬مقابل‮ ‬24‭.‬3٪‮ ‬خلال نفس الفترة ثم القطاع العام الذي‮ ‬تراجع من‮ ‬7‭.‬2٪‮ ‬عام‮ ‬2006‮ ‬إلي‮ ‬2‭.‬1٪‮ ‬والتعاوني‮ ‬والأجنبي‮ ‬من‮ ‬0‭.‬7٪‮ ‬إلي‮ ‬0‭.‬4٪‮ ‬خلال نفس الفترة‮.‬ اختلالات الأجور أوضح الدكتور‮ »‬الجبالي‮« ‬في‮ ‬دراسته أن الأجور في‮ ‬المجتمع قد ارتفعت من‮ ‬180‭.‬4‮ ‬مليار جنيه عام‮ (‬2001‮ - ‬2002‮) ‬إلي‮ ‬381‭.‬7‮ ‬مليار في‮ ‬العام‮ (‬2008‮ - ‬2009‮) ‬مع ملاحظة أن أجور الحكومة قد استحوذت علي‮ ‬النصيب الأعلي،‮ ‬حيث ارتفعت من‮ ‬35‭.‬2‮ ‬مليار إلي‮ ‬87‮ ‬ملياراً‮ ‬خلال نفس الفترة‮ ‬يليها قطاع الصناعات التحويلية ثم قطاع تجارة الجملة والتجزئة ثم قطاع التشييد والبناء‮.‬ ورغم استيعاب القطاع الخاص لنحو‮ ‬70٪‮ ‬من العمالة،‮ ‬إلا أن نصيبه من الأجور علي‮ ‬المستوي‮ ‬القومي‮ ‬قد وصل إلي‮ ‬55٪‮ ‬من الإجمالي،‮ ‬مما‮ ‬يعكس انخفاض متوسط الأجر في‮ ‬القطاع الخاص مقارنة بقطاعات الاقتصاد العام أعلي‮ ‬من مثيله في‮ ‬القطاع الخاص ويصل متوسط الأجر الشهري‮ ‬للذكور العاملين في‮ ‬القطاع العام إلي‮ ‬684‮ ‬جنيهاً‮ ‬مقابل‮ ‬576‮ ‬لدي‮ ‬القطاع الخاص‮.‬ اختلال السلم الوظيفي كشف الدكتور عبدالفتاح الجبالي‮ ‬خلال دراسته أن عدد العاملين بأجهزة الدولة قد ارتفع إلي‮ ‬5‭.‬902‮ ‬مليون موظف تقع الغالبية العظمي‮ ‬منهم في‮ ‬الدرجة الثانية ويصل عددهم إلي‮ ‬1‭.‬306‮ ‬مليون موظف،‮ ‬يليها الدرجة الثالثة حيث‮ ‬يحصل الموظف علي‮ ‬أجر‮ ‬يتراوح بين‮ ‬713‮ ‬جنيهاً‮ ‬شهرياً‮ ‬و1376‮ ‬جنيهاً‮ ‬حسب سنوات العمل ويصل عددهم إلي‮ ‬1‭.‬235‮ ‬مليون موظف ثم الدرجة الأولي‮ ‬والتي‮ ‬يصل عددها إلي‮ ‬963‮ ‬ألفاً‮ ‬ويشكل العاملون بالدرجة السادسة‮ ‬196‮ ‬ألفاً‮ ‬وهي‮ ‬الشريحة المخاطبة أصلاً‮ ‬بالحد الأدني‮ ‬للأجور‮.‬ وأشارت الدراسة أن الغالبية العظمي‮ ‬تعمل في‮ ‬مجال التعليم،‮ ‬حيث‮ ‬يصل عددهم إلي‮ ‬2‭.‬162‮ ‬مليون،‮ ‬يليه قطاع النظام العام والأمن،‮ ‬ثم الشباب والثقافة والدين‮ ‬يليهم قطاع الصحة،‮ ‬وزيادة حجم العاملين بالوظائف العامة في‮ ‬مصر‮ ‬يؤثر بالسلب علي‮ ‬مستويات الأجور والرواتب ويؤثر بشكل أخطر علي‮ ‬أداء الموظفين وتوعيته بالخدمات المقدمة ومن ثم‮ ‬يقف عائقاً‮ ‬أمام محاولات تحقيق الكفاءة الإدارية‮.‬ ولاحظت دراسة الدكتور الجبالي‮ ‬ارتفاع نسبة الأجور المتغيرة إلي‮ ‬الإجمالي،‮ ‬حيث لا تشكل الأجور الأساسية في‮ ‬موازنة‮ (‬2009‮ - ‬2010‮) ‬سوي‮ ‬20٪‮ ‬فقط من إجمالي‮ ‬الأجور مقابل‮ ‬49٪‮ ‬للأجور المتغيرة،‮ ‬و902٪‮ ‬للمزايا التأمينية والباقي‮ ‬احتياطيات عامة وأجور إجمالية وأدت هذه الأوضاع إلي‮ ‬اختلالات عديدة في‮ ‬توزيع الأجور بالجهاز الحكومي‮ ‬ككل نتيجة لأوضاع قانونية لا علاقة لها بالإنتاجية ويحصل العاملون بالمحليات علي‮ ‬أجور أقل من العاملين بالجهاز الإداري‮ ‬أو الهيئة الخدمية‮. ‬ووصلت نسبة الأجور المتغيرة التي‮ ‬تشمل المكافآت والبدلات إلي‮ ‬127٪‮ ‬من الأجور الأساسية وتختلف هذه النسبة بين القطاعات المختلفة للموازنة حيث تصل إلي‮ ‬217٪‮ ‬بالنسبة للجهاز الإداري‮ ‬و184٪‮ ‬للهيئات الخدمية،‮ ‬بينما لا تمثل سوي‮ ‬78٪‮ ‬بالنسبة للإدارة المحلية‮.‬ وأضافت الدراسة أن هناك تفاوتاً‮ ‬كبيراً‮ ‬في‮ ‬بنود البدلات والمكافآت والمزايا النقدية التي‮ ‬يحصل عليها موظفو الدولة تبعاً‮ ‬للجهة التي‮ ‬يعملون بها ومثال ذلك‮ ‬يتراوح بدل طبيعة العمل بين‮ ‬25٪‮ ‬و180٪‮ ‬من الأجر الأساسي،‮ ‬حسب جهة العمل وبدل إقامته بالمناطق النائية‮ ‬يختلف حسب المنطقة ويتراوح بين‮ ‬15٪‮ ‬و100٪‮ ‬وحافز إثابة‮ ‬يتراوح ما بين‮ ‬25٪‮ ‬و80٪‮.‬ كشفت الدراسة أن هناك اختلالات واضحة في‮ ‬الأجور بين القطاعات الحكومية‮ ‬المختلفة،‮ ‬حيث‮ ‬يستحوذ قطاع المحليات علي‮ ‬النسبة العالية من الأجور المدفوعة للعاملين بالقطاع الحكومي‮ ‬ووصل ما‮ ‬يحصل عليه إلي‮ ‬32‭.‬5‮ ‬مليار جنيه في‮ ‬موازنة‮ (‬2009‮ - ‬2010‮) ‬بنسبة‮ ‬48‭.‬5٪‮ ‬مقابل‮ ‬25‭.‬5‮ ‬مليار للجهاز الإداري‮ ‬أي‮ ‬بنسبة‮ ‬38٪‮ ‬و8‭.‬9‮ ‬مليار للهيئات الخدمية بنسبة‮ ‬13‭.‬4٪‮ ‬ولا‮ ‬يعني‮ ‬ذلك أن أجور العاملين بالمحليات أعلي‮ ‬من القطاعات الأخري‮ ‬بل العكس‮.‬ الجهاز الإداري‮ ‬والكادر تقول الدراسة إن الجهاز الإداري‮ ‬استحوذ علي‮ ‬معظم الكادرات الخاصة ويصل عدد الكادرات الخاصة بهذا الجهاز الإداري‮ ‬إلي‮ ‬935‮ ‬ألفاً‮ ‬بنسبة‮ ‬88‭.‬7٪‮ ‬من إجمالي‮ ‬العاملين بالكادرات الخاصة وبنسبة‮ ‬46‭.‬7٪‮ ‬من العاملين بالجهاز الإداري‮ ‬معظمهم‮ ‬يقع في‮ ‬قطاع الأمن والشرطة‮ (‬901‮ ‬ألف موظف‮)‬،‮ ‬يليه التمثيل التجاري‮ (‬30‮ ‬ألفاً‮) ‬وجامعة الأزهر‮ (‬19‮ ‬ألفاً‮) ‬بينما‮ ‬يصل عدد الكادرات الخاصة في‮ ‬الهيئات الخدمية إلي‮ ‬117‮ ‬ألفاً‮ ‬بنسبة‮ ‬11‭.‬2٪‮ ‬من إجمالي‮ ‬العاملين بالكادرات الخاصة وبنسبة‮ ‬21‭.‬5٪‮ ‬من إجمالي‮ ‬العاملين بهذا القطاع،‮ ‬وتستوعب الجامعات معظم هؤلاء بنحو‮ ‬99‮ ‬ألفاً‮ ‬ومركز البحوث الزراعية‮ ‬6583‮ ‬كادراً‮ ‬والهيئة المصرية للثروة المعدنية‮ ‬3358‮ ‬درجة‮.‬ أما المحليات فهي‮ ‬تكون معدومة من الكادرات الخاصة،‮ ‬حيث‮ ‬يصل عددهم إلي‮ ‬536‮ ‬من الخفراء والعمال بالقطاع‮. ‬وعلي‮ ‬الجانب الآخر ونتيجة لعدم قدرة الدولة علي‮ ‬جذب الكفاءات المطلوبة لتسيير دولاب العمل بكفاءة ويسر‮. ‬لجأ البعض إلي‮ ‬إقامة هياكل موازية تحصل علي‮ ‬دخول مرتفعة من مصادر مختلفة،‮ ‬مما أدي‮ ‬إلي‮ ‬العديد من المشكلات منها تجزئة الهيكل الإداري‮ ‬للدولة مع ازدواجية في‮ ‬القرارات وتعدد الآراء والمواقف المتضاربة إلي‮ ‬جانب سيادة الشعور بالإحباط واليأس لدي‮ ‬العاملين في‮ ‬المسار التقليدي،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن عدم ضمان استمرارية هذه النظم الموازية لأنها‮ ‬غالباً‮ ‬ما تكون خارج الهيكل الرسمي‮ ‬للجهة،‮ ‬وأخيراً‮ ‬انعدام المسئولية لديهم‮.‬ الحد الأدني‮ ‬للأجور وضعت الدراسة عدة مقترحات لإصلاح هيكل الأجور في‮ ‬مصر،‮ ‬بحيث تتم في‮ ‬إطار سياسة مالية متكاملة ويجب أن تأخذ بعين الاعتبار مدي‮ ‬مساهمتها في‮ ‬خلق فرص عمل جديدة ورفع معدلات الاستثمار وتغيير هيكل الإنتاج القومي‮. ‬وأن نجاح السياسة المالية‮ ‬يجب أن‮ ‬يقاس بالقدر الذي‮ ‬تسهم فيه النفقات العامة في‮ ‬زيادة التشغيل وامتصاص فائض العمالة بالمجتمع وبقدرتها علي‮ ‬توليد المزيد من الإيرادات العامة في‮ ‬الأجلين المتوسط والطويل لتعزيز النمو الاقتصادي‮ ‬وتشجيع استخدام الموارد بكفاءة وفعالية والمساهمة في‮ ‬إحداث التغييرات الهيكلية المطلوبة في‮ ‬الاقتصاد وتدعيم القواعد الإنتاجية وإزالة المعوقات التي‮ ‬تحول دون تفعيل عمل الأدوات الاقتصادية مع مراعاة الفئات الاجتماعية الضعيفة وبالتالي‮ ‬تمثل التحدي‮ ‬الذي‮ ‬يواجهها في‮ ‬ضمان مستوي‮ ‬من الإنفاق العام‮ ‬يتسق مع الاستقرار الاقتصادي‮ ‬الكلي‮ ‬ثم‮ ‬يجري‮ ‬بعد ذلك هيكلة الإنفاق كجزء من الإجراءات التنفيذية للسياسة المالية‮.‬ وأكدت الدراسة أن الوضع الراهن لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يستمر إلا إذا تعاملنا معه من منظور تنموي‮ ‬عن طريق إعادة تأهيل وتدريب هذه الفئات بما‮ ‬يساعد علي‮ ‬رفع كفاءة الأداء في‮ ‬دولاب العمل الحكومي‮ ‬والحد الأدني‮ ‬من ظاهرة نمو العمالة في‮ ‬القطاع‮ ‬غير الرسمي‮ ‬والبطالة المقنعة من ناحية أخري‮ ‬وذلك بالعمل علي‮ ‬زيادة الأجور والمرتبات وإعادة النظر في‮ ‬نظم الحوافز وبدلات العمل‮.‬ وأوضحت الدراسة أهمية وضع حد أدني‮ ‬للأجور في‮ ‬المجتمع،‮ ‬بحيث تلتزم به جميع القطاعات العاملة في‮ ‬الحقل الاقتصادي،‮ ‬سواء كان قطاعاً‮ ‬عاماً‮ ‬أو خاصاً‮ ‬يتناسب مع مستويات المعيشة ويتحرك سنوياً‮ ‬وفقاً‮ ‬لمعدلات التضخم المعلنة من الجهاز الإداري‮ ‬المركزي‮ ‬للتعبئة العامة والإحصاء علي‮ ‬أن‮ ‬يكون هذا الحد جزءاً‮ ‬لا‮ ‬يتجزأ من عقود العمل الجماعية والفردية‮.‬ وضعت الدراسة عدة محاور للتعامل الجدي‮ ‬مع مشكلة الأجور في‮ ‬مصر أهمها إعادة النظر في‮ ‬جداول الأجور الملحقة بالقانون رقم‮ ‬47‮ ‬لسنة‮ ‬1978‮ ‬بشأن العاملين المدنيين بالدولة،‮ ‬حيث لا تمثل الجداول الأوضاع الحقيقية للموظفين بالرغم من التعديلات التي‮ ‬أدخلت عليها وهي‮ ‬أوضاع لا تتناسب مع ما‮ ‬يحصلون من دخول فعلية وعدم تناسب الإجمالي‮ ‬مع مستويات المعيشة الراهنة،‮ ‬مما‮ ‬يتطلب تصحيح جداول المرتبات والأجور ووضعها في‮ ‬صورة مرنة‮ ‬يمكن لها أن تتغير لتواكب التطورات في‮ ‬الراتب الأساسي‮ ‬والمتغير مما‮ ‬يعكس دائماً‮ ‬الوضع الحقيقي‮ ‬للأجور‮.‬ واقترحت الدراسة زيادة شرائح العلاوات الدورية الحالية والتي‮ ‬أصبحت لا تتغير بأي‮ ‬حال من الأحوال عن مستويات المعيشة فمن‮ ‬غير المعقول أن تكون العلاوة الدورية بين‮ ‬1‭.‬5‮ ‬جنيه شهرياً‮ ‬للدرجة السادسة و6‮ ‬جنيهات للدرجة العالية إذ‮ ‬يجب مضاعفة هذه العلاوة لتصبح نسبة ثابتة من الأجر الأساسي‮.‬ كما اقترحت الدراسة إعادة تصنيف موظفي‮ ‬الحكومة وإعادة توزيعهم بطريقة اقتصادية سليمة وهؤلاء منهم نحو‮ ‬713‮ ‬ألفا‮ ‬يعملون في‮ ‬الخدمات المعاونة و319‮ ‬ألف حرفي‮ ‬و1053‮ ‬ألف كادر خاص،‮ ‬من هذا التقسيم‮ ‬يمكن إعادة تأهيل وتدريب الخدمات المعاونة وتحويلهم إلي‮ ‬عمالة حقيقية‮ ‬يمكن أن تلتحق بسوق العمل مقابل أجور أعلي‮ ‬وهو ما‮ ‬ينطبق علي‮ ‬الحرفيين‮. ‬بحيث‮ ‬يمكن إنشاء هيئة عامة لشئون النظافة والخدمات الحرفية ويمكن تحويلها بعد ذلك إلي‮ ‬شركة قابضة تتولي‮ ‬القيام بالأعمال عبر التعاقد مع الوزارات المختلفة‮.‬ استراتيجية جديدة للحد الأدني‮ ‬للأجور طالبت الدراسة بتفعيل دور المجلس القومي‮ ‬للأجور ليصبح الفاعل الرئيسي في‮ ‬هذا المجال والذي‮ ‬يضع الاستراتيجية المناسبة للتعامل مع جميع الأمور المرتبطة بالأجور والمرتبات في‮ ‬المجتمع سواء كان قطاعاً‮ ‬عاماً‮ ‬أو خاصاً،‮ ‬مع منحه الصلاحية الكاملة لتنفيذ ما‮ ‬يراه مناسباً‮ ‬من سياسات وهو ما‮ ‬يتطلب تعديل المادة‮ ‬34‮ ‬من قانون العمل رقم‮ ‬12‮ ‬لسنة‮ ‬2003‮ ‬لتعطي‮ ‬للمجلس الصلاحية الكاملة في‮ ‬إقرار العلاوة السنوية وفقاً‮ ‬لما‮ ‬يراه من متغيرات اقتصادية واجتماعية معينة وما‮ ‬يتوقعه من سياسات وإجراءات،‮ ‬وذلك بدلاً‮ ‬من الوضع الحالي‮ ‬الذي‮ ‬حددها بـ‮ ‬7٪‮ ‬من الأجر الأساسي‮ ‬كحد أدني‮ ‬لأن ذلك أفقد المجلس أهم آليات التعامل كما أن تحديد العلاوة بالأجر الأساسي‮ ‬فقط فيه ظلم شديد للعاملين وبالتالي‮ ‬يجب أن‮ ‬يعطي‮ ‬المجلس الصلاحية الكاملة في‮ ‬هذه المسألة،‮ ‬وتعديل الرقم القياسي‮ ‬لأسعار المتسهلكين وتصحيح الأخطاء التي‮ ‬تشوبه حتي‮ ‬يصبح أكثر قدرة علي‮ ‬التغيير عن الواقع الفعلي‮ ‬المعاش،‮ ‬خاصة أن هذا المؤشر مازال‮ ‬يحتوي‮ ‬علي‮ ‬العديد من السلع المحددة بأقل من قيمتها في‮ ‬السوق ولا‮ ‬يتم تعديلها بشكل منتظم مثل بعض المواد الغذائية والأدوية والسكن والنقل والتعليم وهو ما‮ ‬يجعل المؤشر متحيزاً‮ ‬لأدني‮ ‬بالضرورة ويتطلب التصحيح حتي‮ ‬يمكن ربط الحد الأدني‮ ‬للأجور بهذا المؤشر وتحريكه سنوياً‮ ‬بما‮ ‬يتناسب مع التحركات في‮ ‬هذا المؤشر‮.‬ وعن كيفية تحديد الأدني‮ ‬للأجور تؤكد إحصاءات منظمة العمل الدولية أن‮ ‬60٪‮ ‬من بلدان العالم لديها سياسات محددة للحد الأدني‮ ‬للأجور و40٪‮ ‬منها تضع هذا الحد وفقاً‮ ‬للقطاعات والمهن المختلفة ووفقاً‮ ‬لتقرير الأجور الصادر عن منظمة العمل الدولية في‮ ‬يناير‮ ‬2010‮ ‬يوجد مؤشران أساسيان لمعرفة أوضاع الأجور في‮ ‬المجتمع وهما متوسط الأجور الفعلية علي‮ ‬المستوي‮ ‬القومي،‮ ‬كذلك حصة الأجور في‮ ‬الناتج‮.‬ وتشير الدراسات إلي أن رفع الحد الأدي‮ ‬للأجور‮ ‬ينبغي‮ ‬ربطه ليس فقط بالرقم القياسي‮ ‬لأسعار المستهلكين ولكن بالزيادة في‮ ‬أسعار السلع الغذائية،‮ ‬حيث تنفق هذه الأسرة النسبة الغالبة من دخولها علي‮ ‬ذلك وسياسة الحد الأدني‮ ‬لا‮ ‬ينبغي‮ ‬أن تؤخذ بمفردها ولكن‮ ‬يجب الأخذ بالحسبان السياسات الاجتماعية الأخري‮ ‬خاصة الدعم‮.‬ وفسرت الدراسة الحالة المصرية أنه بالرغم من كون القانون رقم‮ ‬35‮ ‬لسنة‮ ‬1984‮ ‬قد رفع الحد الأدني‮ ‬للأجور إلي‮ ‬35‮ ‬جنيهاً‮ ‬شهرياً‮ ‬إلا أن ما‮ ‬يحصل عليه العامل شهرياً‮ ‬سواء كان في‮ ‬الحكومة أو القطاع العام أو القطاع الخاص‮ ‬يختلف تماماً‮ ‬عن ذلك وأصبح من الضروري‮ ‬العمل علي‮ ‬وضع حد أدني‮ ‬للأجور جديد‮ ‬يتناسب مع الأوضاع المعيشية الحالية والمستوي‮ ‬العام للدخول في‮ ‬المجتمع ومعدل التضخم والإنتاجية ويضمن الحفاظ علي‮ ‬مستوي‮ ‬ملائم من العمالة في‮ ‬المجتمع‮.‬ وتري‮ ‬الدراسة أنه من الأوفق أن‮ ‬يتم وضع حد أدني‮ ‬للأجور علي‮ ‬مستوي‮ ‬المجتمع ككل ولكن‮ ‬يتم تحديد حدود دنيا مختلفة فيما بين المناطق الريفية أو الوجه القبلي‮ ‬للحد من الفقر،‮ ‬وكذلك للمهن المختلفة خاصة أن الدراسات عن الفقر تشير إلي‮ ‬أن‮ ‬51٪‮ ‬من الفقراء‮ ‬يعيشون في‮ ‬ريف الوجه القبلي‮ ‬مقابل‮ ‬5‭.‬4٪‮ ‬فقط في‮ ‬المناطق الحضرية‮.‬ وتري‮ ‬الدراسة أن وضع الحدود الدنيا للأجور بالنسبة للعاملين‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬يراعي‮ ‬زيادة هذه الحدود عن حد الفقر الذي‮ ‬وضعه خبراء البنك الدولي‮ ‬وأيضاً‮ ‬الجهاز المركزي‮ ‬للتعبئة العامة والإحصاء‮.‬ وأكدت الدراسة أن الحد الأدني‮ ‬للأجور‮ ‬يجب ألا‮ ‬يتراوح بين‮ ‬500‮ ‬و600‮ ‬جنيه شهرياً‮ ‬وضم العلاوات الخاصة والاجتماعية ومنحة عيد العمال والعلاوات الأخري‮ ‬إلي‮ ‬أساسي‮ ‬المرتب‮.‬
 
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 296 مشاهدة
نشرت فى 1 سبتمبر 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,792,915