تنمية مهارات الاستماع لدى تلاميذ الصف الثامن من التعليم الأساسي في الجمهورية اليمنية |
|
|
الملخص :
يتناول هذا الفصل ملخصا لمقدمة البحث من حيث أهميته ودواعيه ومشكلته ,وعرضا لإجراءات بحث هذه المشكلة , وعرضا موجزا للفصول التي اشتمل عليها , وملخصا لأهم النتائج التي توصل إليها , وأخيرا يعرض أهم التوصيات والمقترحات التي انتهى إليها.
وفيما يلي تفصيل لذلك :
أولا : ملخص البحث وإجراءاته :
الاستماع أحد فنون اللغة العربية الأربعة : الاستماع والحديث والقراءة والكتابة , ويمثل الجانب الشفهي من اللغة مع مهارة الكلام, كما يمثل الجانب الاستقبالي مع مهارة القراءة , وعن طريق الاستماع انتقل التراث الثقافي والحضاري عبر الأجيال , واحتفظت كل أمة بتراثها وثقافاتها وحضارتها وتقاليدها وعاداتها , ولو لا عملية الحفظ والرواية لضاعت من التراث الإنساني حضارات ولاندثرت أمم وشعوب بثقافتها , فانتقل إلينا القرآن الكريم والحديث الشريف ، والنصوص الأدبية الشعرية والنثرية بواسطة الاستماع .
ومهارة الاستماع كان لها تأثيرها البالغ على الإنسان العربي ، فأثر وتأثر بها والقصص في السيرة جلية تثبت صحة هذا القول ، فالوليد بن المغيرة عندما سمع بعض آيات القرآن الكريم قال: " إن أعلاه لمثمر و إن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى عليه" ،والاستماع كان سببا في إسلام الخليفة العادل عمر بن الخطاب كما روت السيرة في قصة إسلامه ، وهذا يؤكد ما للاستماع من أهمية حضارية واجتماعية .
والإنسان على مختلف عصوره وحتى عصرنا الراهن يستخدم مهارة الاستماع ومهارة الكلام أكثر من استخدامه مهارة القراءة ومهارة الكتابة ، فقد ثبت من أبحاث كثيرة أن المستمع العادي يستغرق في الاستماع ثلاثة أمثال ما يستغرقه في القراءة ، كما وجد أن الفرد الذي يستغرق (70%) من ساعات يقظته في نشاط لفظي لغوي يتوزع عنده هذا النشاط بالنسب المئوية التالية 11% من النشاط كتابة ، و15% قراءة ، و32% حديثاً ، و42% استماعا ، أي أن الفرد العادي يستمع إلى ما يوازي كتاباً كل يوم ، ويتحدث ما يوازي كتاباً كل أسبوع ، ويقرأ ما يوازي كتاباً كل شهر ، ويكتب ما يوازي كتاباً كل عام .
والاستماع له الدور البالغ في عصرنا الحاضر حيث أصبح العصر اليوم عصر الكلمة المسموعة والمنطوقة خاصة في ظل التكنولوجيا الحديثة ( التلفاز والقنوات الفضائية ، والتلفون ، والإنترنت )
و الاستماع له الدور الفعال في حياة الفرد فهو أكثر نشاط يمارسه في حياته مقارنة بمهارات اللغة الأخرى ، والاستماع هو الفن الذي يعتمد عليه الطفل في سلوكه اللغوي ، وفي اكتساب عاداته المتنوعة وعن طريقه يكتسب المهارات الأخرى للغة كلاماً وقراءة وكتابة ، لأنه لا يستطيع نطق الكلمات إلاٌ بعد الاستماع إليها والطفل الذي يفقد القدرة على السماع في سن مبكرة يفتقد بالتالي القدرة على الكلام .
فالاستماع يمثل في حياة الفرد والمجتمع دوراً كبيراً ومكانة خاصة ، من أجل ذلك كان القرآن الكريم سباقاً إلى تنبيه البشر وحثهم عليه تقديراُ لقيمة هذه المهارة ، حيث يقدمه الله عز وجل على البصر في أكثر من سبعة عشر موضعاً: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}الإسراء36 بل أمرنا الله بالاستماع في أعلى درجاته وهو الإنصات ، حتى يمكننا أن نتدبر كلامه عز وجل ونفهم معناه فقال : {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الأعراف204.
وتتضح أهمية الاستماع في الجانب التعليمي ، حيث يعد جزءاُ أساسيا في معظم برامج تعليم اللغة ،فمعظم أوقات الحصص داخل الفصول تخصص للعمل الشفهي ،والاستماع شرط أساسي لتعلم فنون اللغة الأخرى ، كما يعد ضرورياً لضمان النجاح في التعلم بصفة عامة ،ويعد من المهارات الأساسية التي تلازم الإنسان طوال حياته ، والتي يجب المران عليها منذ المرحلة الأولى من التعليم , فيرى علماء التربية أن المدرسة منذ البداية وحتى مرحلة التعليم الجامعي هي من أنسب الأماكن التي تنمي في أفرادها مهارات الاستماع .
ورغم الأهمية البالغة التي يحظى بها الاستماع , ورغم الدور الذي يؤديه في النشاط التعليمي, إلا أنه لا يحظى بهذه الأهمية على المستوى اللغوي البحت كتحليل مهاراته ودراسة العلاقة بينها وبين غيرها من المهارات ، أو على المستوى التربوي كتدريس مهارات الاستماع أوقياسها أو محاولة تنميتها لدى التلاميذ ،أوعلاج مشكلات الدراسة فيها ، فحتى الآن ما زال الاستماع مهملاً في مناهجنا الدراسية وفي مدارسنا ويدرس ضمن فن لغوي آخر وهو القراءة ، في حين أنه فن من فنون اللغة العربية وأولها على الإطلاق ، فاللغة العربية يجب أن تدرس على أساس أنها فنون متكاملة ، لا على أساس أنها فروع منفصلة، فالفروع وسيلة لتنمية الفنون لدى المتعلم ، أي لا بد أن ندرب التلاميذ على ممارسة اللغة في حياتهم ، فيكون المتعلم قادراً على الاستماع الجيد ، والكلام البليغ ، والقراءة الفصيحة ،والكتابة المتقنة ، وإلا لا فائدة من حفظ النصوص والقواعد النحوية والصرفية والبلاغية إذا لم يمارسها الفرد في حياته اللغوية .
وما زال بعض التربويين – حتى عصر قريب- يرون أن الاستماع نوع من أنواع القراءة ، لا مهارة مستقلة بذاتها ولها أصولها ومهاراتها وأساليب تدريسها وتقويمها.
والملاحظ الآن أن كثيراً من التربويين بدأوا يقدرون أهمية الاستماع والحاجة إليه في حياة الفرد والجماعة ، واعتباره فناً مستقلاً من فنون اللغة ، له مهاراته المستقلة ومنهجه الخاص به ، بأصوله وفنياته وأساليب تدريسه وتقويمه وأنشطته المستقلة ، والجدير بالذكر هنا أن لكل مرحلة تعليمية وصف دراسي مجموعة من مهارات الاستماع خاصة به ، ينبغي أن تعلم في وقتها المحدد لها حتى يتمكن التلاميذ من السيطرة على مهارات الاستماع .
يتضح مما تقدم أن الاستماع في حاجة ماسة إلى دراسات وبحوث علمية مستفيضة وخاصة في الجمهورية اليمنية لتحديد مهاراته الأساسية ، وتحديد أدوات القياس الموضوعية التي تساعد في تحقيق أهداف الدراسة اللغوية ، وفي حاجة لبناء برامج تعليمية ووحدات دراسية لتنمية مهارات الاستماع لمختلف الصفوف الدراسية والمراحل التعليمية ، حيث لم يجر حتى الآن – في حدود علم الباحث – بحث واحد لتحديد مهارات الاستماع أو قياسها أو تنميتها في أي صف دراسي أو مرحلة تعليمية على مستوى الجمهورية اليمنية .
يضاف إلى ما سبق ذكره أن المشتغلين بتطوير تعليم اللغة العربية وأعضاء المجامع اللغوية، وأساتذة الكليات المعنية بالدراسات اللغوية والتربوية وموجهي اللغة العربية ، يرون أن تعليم اللغة العربية يفتقر إلى تحديد المهارات اللغوية بالمراحل التعليمية المختلفة ، وإلى توفير أدوات القياس الموضوعية التي تساعد في تحقيق أهداف اللغة العربية .
كل ما تقدم ذكره دعا الباحث إلى القيام بهذه الدراسة ، لتحديد مهارات الاستماع اللازمة لتلاميذ الصف الثامن من مرحلة التعليم الأساسي في الجمهورية اليمنية ، التي يجب أن يتقنها التلاميذ ، وتحديد أدوات القياس المناسبة لقياس أداء التلاميذ في تلك المهارات ،وبناءً وحدة دراسية لتنمية تلك المهارات لدى تلاميذ الصف الثامن أساسي (عينة البحث) ، وفق أسس علمية ، تخفف من الصعوبات التي يجدها المتعلم والمعلم في التعامل مع اللغة ، وهذا البحث الذي بين أيدينا يمثل نقطة بداية لبحوث ودراسات علمية لاحقة في الاستماع تحديداً أو قياساً أو تنمية على مستوى المراحل التعليمية والصفوف الدراسية المختلفة ، ويعد هذا البحث خطوة متواضعة على طريق إيجاد بعض الحلول العلمية لهذه المشكلة التي تتمثل في القضية الآتية (تنمية مهارات الاستماع لى تلاميذ الصف الثامن من التعليم الأساسي في الجمهورية اليمنية ) وتتفرع عن هذه القضية الأسئلة الآتية :-
1- ما مهارات الاستماع اللازمة لتلاميذ الصف الثامن من التعليم الأساسي في الجمهورية اليمنية؟
2- ما الأهمية النسبية لكل مهارة من تلك المهارات من وجهة نظر الموجهين والمعلمين ؟
3- ما مستوى أداء تلاميذ هذا الصف لهذه المهارات ؟
4- ما أثر وحدة دراسية (مقترحة ) لتنمية مهارات الاستماع على أداء التلاميذ في تلك المهارات؟
5- ما أثر الجنس ( بنين /بنات ) على مستوى أداء تلاميذ هذا الصف لمهارات الاستماع ؟
فروض البحث :
1- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات تلاميذ المجموعتين التجريبية والضابطة في الاختبار القبلي في كل من الأداء الكلي لمهارات الاستماع ، وفي أداء كل مهارة من مهارات الاستماع على حدة .
2- مستوى أداء تلاميذ الصف الثامن (عينة البحث ) لمهارات الاستماع ككل ،وكل مهارة على حدة في الاختبار القبلي ، أقل من مستوى النجاح المطلوب وهو (50%) من درجة الاختبار .
3- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات تلاميذ المجموعتين التجريبية والضابطة في الاختبار البعدي في كل من الأداء الكلي لمهارات الاستماع ، وفي أداء كل مهارة من مهارات الاستماع على حدة .
4- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات تلاميذ الصف الثامن أساسي في الاختبار البعدي في أدائهم لمهارات الاستماع ككل وفي أدائهم لكل مهارة على حدة تعزى إلى الجنس .
منهج البحث :
اعتمد البحث الحالي على المنهجين الآتيين :
المنهج الوصفي : في جمع المعلومات والبيانات عن الاستماع ومكوناته وأنواعه وطرق تعليمه وأساليب تقويمه ، وفي تحديد مهارات الاستماع اللازمة لتلاميذ الصف الثامن من مرحلة التعليم الأساسي ، وفي إيجاد الوزن النسبي لأهمية كل مهارة ، كما أفاد في إعداد الوحدة الدراسية والاختبار، وفي تحليل النتائج ومناقشتها وتفسيرها.
المنهج التجريبي : من خلاله تم تحديد عينة البحث التجريبية والضابطة وتحديد إجراءات تطبيق الاختبار قبلياً وبعدياً ، وإجراءات تنفيذ الوحدة الدراسية.
وقد اقتصر البحث الحالي على :
-عينة من تلاميذ وتلميذات الصف الثامن أساسي بأمانة العاصمة وشملت أربعة فصول ، اختيرت عشوائياً من مدرستين بمدينة صنعاء ، على أساس فصلين للمجموعة الضابطة ،وفصلين للمجموعة التجريبية.
- عينة من المعلمين والمعلمات الذين يدرسون مادة اللغة العربية ، وبعض من موجهي مادة اللغة العربية للصف الثامن أساسي.
- إعداد وحدة دراسية باختيار نصوص شعرية ونثرية من خلالها يتم الاهتمام بمهارات الاستماع والتي تم تحديدها من خلال قائمة مهارات الاستماع ، وطبقت في الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 2004/2005م.
وسارت إجراءات البحث على النحو الآتي :
1- تحديد مهارات الاستماع اللازمة لتلاميذ الصف الثامن أساسي من خلال إعداد قائمة بمهارات الاستماع، وضبطها ، وإخراجها في صورتها النهائية .
2- تحويل القائمة إلى استبانة لمعرفة الوزن النسبي لأهمية كل مهارة من مهارات الاستماع من وجهة نظر المعلمين وموجهي مادة اللغة العربية للمرحلة الأساسية من (7-9) من ذوي الخبرة .
3- إعداد اختبار الاستماع لتلاميذ الصف الثامن في ضوء مهارات الاستماع التي تم تحديدها سابقاً وعرضه على مجموعة من المحكمين للتأكد من صلاحيته وصدقه وثباته وإخراجه في صورته النهائية.
4- إعداد وحدة دراسية لتنمية مهارات الاستماع في ضوء مهارات الاستماع التي تم تحديدها سابقاً ، حسب نتائج القائمة والاستبانة ، وإخراجها في صورتها النهائية .
5- تطبيق الاختبار قبلياً على تلاميذ الصف الثامن (عينة البحث ) وتصحيحه ورصد درجاته وتسجيلها.
6- تطبيق الوحدة الدراسية على تلاميذ الصف الثامن أساسي (عينة البحث ) المجموعة التجريبية .
7- تطبيق الاختبار بعدياً على تلاميذ الصف الثامن أساسي (عينة البحث ) وتسجيل نتائجه ورصدها ومقارنتها بنتائج التطبيق الأول للاختبار.
فصول البحث :
يتكون البحث الحالي من ستة فصول وهذا عرض موجز لما تضمنه كل فصل:
الفصل الأول : وقد تضمن مقدمة البحث أوضح من خلالها مشكلة البحث ، و دواعيها ، كما تضمن عرضاً لحدود البحث ،وأهميته وفروضه ، والمنهج المتبع فيه ، وأدواته ، وعرضاً لبعض المصطلحات التي استخدمت في البحث ، والإجراءات التي سار وفقها .
الفصل الثاني : تناول عرضاً للبحوث والدراسات العربية والأجنبية التي تناولت مهارات الاستماع ، بهدف بيان موقع الدراسة الحالية منها ، والإفادة من أدواتها ومناهجها ونتائجها ، والتوصل إلى أهم الأسس التي تم في ضوئها إعداد اختبار الاستماع والوحدة الدراسية ، وتم عرض تلك الدراسات على محورين الأول: الدراسات التي جمعت بين مهارات الاستماع ومهارات اللغة الأخرى ، والثاني : الدراسات التي تناولت مهارات الاستماع تحديداً أو قياساً أو تنمية .
الفصل الثالث : تناول الجانب النظري للبحث ، وذلك من خلال استعراض الكتابات والأدبيات المتخصصة في هذا المجال ، والإفادة منها في مجال البحث الحالي وذلك في توضيح : مفهوم الاستماع ، وعلاقته بالسمع والسماع والإنصات والإصغاء, وأهمية الاستماع ومكوناته وأنواعه ومكانته في القرآن الكريم ،كما تضمن عرضاً لعلاقة الاستماع بفنون اللغة الأخرى ،وأوضح صفات وسمات المستمع الجيد وعاداته ، وعوامل الاستماع الجيد وشروطه ، كما تناول عرضاً لمهارات الاستماع التي تناولتها تلك الكتب والأدبيات، وتنمية تلك المهارات ، والعوامل المتعلقة بذلك ، وعرضاً لتدريس الاستماع من حيث واقعه ، إمكانياته ، مبادئه ، خطته ، طرقه ، تقنياته، وأخيراً تقويم الاستماع ومعوقاته.
الفصل الرابع : تناول هذا الفصل الجانب الميداني من البحث فبدأ أولاً بإعداد قائمة مهارات الاستماع اللازمة لتلاميذ الصف الثامن أساسي ، وقد تضمنت عملية إعداد القائمة تفصيلاً : للهدف منها ، ومصادر اشتقاقها ، وصورتها الأولية ، وضبطها وإخراجها في صورتها النهائية ، وتحويلها إلى استبانة وتطبيقها على عينة من المعلمين والموجهين بهدف إيجاد الوزن النسبي والنسبة المئوية لكل مهارة ، وعرضاً لإجراءات إعداد الاختبار وقد تضمنت عملية إعداده تفصيلاً : للهدف منه ، ووصف الاختبار ( بياناته ، أسئلته ، نصوصه ، تقدير درجاته ) ، وضبط الاختبار والتأكد من صدقه وثباته ، بعرضه على مجموعة من المحكمين في صورته الأولية,وتطبيقه بصورة استطلاعية للتأكد من صلاحيته وتحليل مفرداته وحساب زمنه وحساب ثباته ، بعد ذلك تم إجراء التعديلات اللازمة عليه وإخراجه في صورته النهائية ، كما تناول الفصل عرضاً لإجراءات بناء الوحدة الدراسية وإعدادها ، وقد تضمنت عملية إعدادها تفصيلاً: لأهدافها العامة والخاصة ، وموضوعاتها ، وطريقة تدريسها ،وخطة تدريسها والأنشطة المصاحبة لها وتقويمها ، ومكونات الوحدة ، حتى إخراجها في صورتها النهائية .
كما تناول الفصل عرضاً لعينة البحث و كيفية اختيارها وتحديدها فكانت (200) تلميذ وتلميذة، وتناول عملية تطبيق التجربة وتنفيذها بدءاً بتطبيق الاختبار القبلي ثم تدريس الوحدة على عينة البحث (التجريبية ) والتطبيق البعدي للاختبار ، وعرضاً لبعض الملاحظات العامة في أثناء تطبيق الوحدة وأخيراً تناول الفصل عرضاً للأساليب الإحصائية التي تم بها معالجة النتائج .
الفصل الخامس : تناول هذا الفصل عرضاً للنتائج التي توصل إليها البحث الحالي ومناقشتها وتفسيرها.
الفصل السادس : تضمن عرضاً موجزاً للبحث وأهم ما توصل إليه من نتائج وبعض التوصيات والمقترحات.
ثانياً : نتائج البحث :
وقد توصل البحث الحالي إلى نتائج منها :
1- الخروج بقائمة لمهارات الاستماع اللازمة لتلاميذ الصف الثامن من مرحلة التعليم الأساسي في الجمهورية اليمنية ، وتضمنت القائمة (21)مهارة على النحو الآتي :
1- تحديد الفكرة الرئيسة للنص المسموع .
2- ترتيب الأفكار وفقاً لتتابعها المسموع .
3- التمييز بين الأفكار الصحيحة والأفكار الخاطئة .
4- تحديد معاني المفردات من خلال السياق المسموع .
5- استخلاص الأفكار الجزئية من النص المسموع.
6- تحديد هدف الحديث المسموع .
7- التمييز السمعي بين أصوات الكلمات المتشابهة في النطق .
8- استنتاج الأحكام الصحيحة من النص المسموع .
9- التنبؤ بما سيقال .
10- التميز بين الحقيقة والرأي .
11- الربط بين السبب والنتيجة .
12- تحديد ما ليس وثيق الصلة بالنص المسموع .
13- الإجابة عن الأسئلة التفصيلية للمادة المسموعة .
14- تحديد شخصيات النص المسموع .
15- التقاط الأفكار من المتحدث السريع .
16- تمييز أدوار الشخصيات في النص المسموع .
17- ربط الأفكار المسموعة بما لدى المستمع من أفكار وخبرات سابقة .
18- القدرة على تلخيص ما يسمع .
19- الربط بين الكلمات المسموعة مع ما يناسبها من الجمل .
20- تحديد الجمل والتعبيرات التي تشير إلى سلوك معين في النص المسموع .
21- توظيف المادة المسموعة في الخبرات اللاحقة .
2- مهارات الاستماع التي حصلت على أهمية نسبية كبيرة تراوحت بين متوسط من (3 ـ 4) فأكثر، ونالت نسبة مئوية (80%) فأكثر ، وتم تنميتها من خلال الوحدة الدراسية هي :
*التمييز السمعي بين أصوات الكلمات المتشابهة في النطق.
*تحديد معاني المفردات غير المعروفة من خلال السياق المسموع.
* تحديد الفكرة الرئيسة للنص المسموع .
* ترتيب الأفكار وفقاً لتتابعها المسموع.
* استخلاص الأفكار الجزئية من النص المسموع .
*التمييز بين الأفكار الصحيحة والأفكار الخاطئة .
* استنتاج الأحكام الصحيحة من النص المسموع .
*الربط بين السبب والنتيجة .
* التمييز بين الحقيقة والرأي .
*تحديد ما ليس وثيق الصلة بالنص المسموع .
3-أثبتت نتائج التطبيق القبلي لاختبار الاستماع عن تدني مستوى التلاميذ وضعفهم في أداء هم لمهارات الاستماع ككل وكل مهارة على حدة ، حيث كان نسبة متوسط درجات المجموعتين التجريبية والضابطة أقل من نسبة درجة النجاح المطلوبة في الاختبار وهي (50%) سواء في مستوى الأداء لمهارات الاستماع ككل ، أو في مستوى الأداء لكل مهارة من مهارات الاستماع على حدة .
4- توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين متوسط درجات عينة البحث في التطبيق البعدي لاختبار الاستماع لصالح المجموعة التجريبية سواء في الأداء الكلي لمهارات الاستماع أو في أداء كل مهارة على حدة ، مما يؤكد على أثر وفاعلية الوحدة الدراسية المقترحة في تنمية مهارات الاستماع ، حيث أثبتت كفاءة عالية في تحقيق أهدافها في رفع مستوى أداء التلاميذ على مستوى المهارات ككل ، أو كل مهارة على حدة .
5-أعلى المهارات أداء هي مهارة: التمييز السمعي بين أصوات الكلمات المتشابهة في النطق, تليها مهارة:استخلاص الأفكار الجزئية من النص المسموع ، أما أدنى المهارات أداء فكانت مهارة: التمييز بين الحقيقة والرأي .
6-الجنس ليس عاملاً مؤثراً في أداء مهارات الاستماع حيث لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين البنين والبنات في مستوى أدائهم لمهارات الاستماع ككل , ولا توجد فروق إحصائية بين البنين والبنات في مستوى أدائهم لكل مهارة على حدة ، عدا مهارتين وهما مهارة : التمييز بين الأفكار الصحيحة والأفكار الخاطئة ،ومهارة :الربط بين السبب والنتيجة فتوجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) لصالح البنات .
7-تبين أن الأسلوب الأمثل لتدريس مهارات الاستماع هو أسلوب المناقشة والحوار .
8- فاعلية المدخل القصصي في تنمية مهارات الاستماع لدى تلاميذ الصف الثامن من التعليم الأساسي، كما لمسه الباحث أثناء تدريس الوحدة .
10- الارتباط الوثيق بين مهارة الاستماع ومهارة التحدث في أثناء التدريس.
ثالثاً :توصيات البحث :
في ضوء نتائج البحث السابقة ، ووصولاً بهذه النتائج إلى حيز الواقع العملي يوصي البحث الحالي بما يأتي :-
1 -ضرورة تحديد قوائم بمهارات الاستماع اللازمة لكل مرحلة تعليمية ولكل صف دراسي على حدة حتى يتمكن مخططو المناهج ومؤلفوها والمعلمون من الاستفادة من تلك المهارات ، ويمكن الاسترشاد بقائمة مهارات الاستماع التي قدمتها الدراسة الحالية .
2-أن يدرس الاستماع باعتباره جزءاً من مقرر طرائق تدريس اللغة العربية لطلاب دور المعلمين والمعلمات وكليات التربية ، حتى يتمكن هؤلاء الطلاب من معرفة أهمية الاستماع وأدواره اللغوية والتربوية وأنواعه ومهاراته وكيفية تدريسه ، كي يتمكنوا من تنمية مهاراته لدى تلاميذ الصفوف المختلفة
3 -تصميم منهج لتعليم الاستماع ومهاراته ، بحيث تكون له أهدافه المحددة ، ومحتواه الخاص،وطرقه ، وأساليب تدريسه وتقويمه.
4-أن ينطلق منهج اللغة العربية خاصة في التعليم الأساسي من منطلق فنون اللغة ومهاراتها ، حيث يتوجب على المخططين ومؤلفي المناهج أن يضعوا في اعتبارهم وضع واختيار دروس ونصوص مستقلة ومتنوعة لتدريب التلاميذ على الاستماع حتى تكون مجالاً خصباً لتنمية مهارات الاستماع المحددة في أهداف المنهج ، شريطة أن يكون اختيار تلك النصوص يتمشى مع المستويات التعليمية المختلفة ، ومتدرجة في صعوبتها ومشوقة ومثيرة لاهتمامات التلاميذ, بحيث يشعر التلميذ أنه في حاجة إلى الاستماع و إلى المزيد منه ، ويمكن الاسترشاد بالوحدة الدراسية التي قدمتها هذه الدراسة
5-أن يتم تدريب التلاميذ على عادات الاستماع الجيدة من بداية التحاقهم بالمدرسة ، وأن يكون المعلم قدوة لتلاميذه في هذه العادات ، فلا يقاطع متحدثاً ولا يسخر منه ولا يعرض عنه في أثناء حديثه .
6-لا بد من تخصيص حصص دراسية لمقررات الاستماع في كل أسبوع لكل صف دراسي في الجدول المدرسي، خاصة في مرحلة التعليم الأساسي .
7- أن يراعي مخططو المناهج ومؤلفوها المناشط اللغوية المصاحبة لدروس الاستماع كتمثيل الأدوار، وإعادة الرواية ، وتلخيص ما يتم سماعه ، والمسرحيات اللغوية وغيرها ، وأن يعمل المعلم على إشراك جميع التلاميذ في هذه الأنشطة بصورة دورية و منتظمة .
8- ضرورة التخطيط السليم والاختيار المناسب لأساليب واستراتيجيات التدريس لدروس الاستماع في المناهج الدراسية .
9- إعادة النظر في توزيع الدرجات الخاصة بمادة اللغة العربية, وذلك بتحديد درجات خاصة بقدرة التلميذ على الاستماع الإيجابي ، ودرجات خاصة بقدرة التلميذ على التحدث بطلاقة ، ودرجات خاصة بقدرة التلميذ على القراءة الجيدة المتقنة ، تعطى هذه الدرجات للتلميذ في ضوء اختبار لقياس هذه المهارات فعلاً، ويمكن الاسترشاد باختبار الاستماع الذي قدمته الدراسة الحالية في إعداد تلك الاختبارات.
10- عقد دورات تدريبية تأهيلية لمعلمي اللغة العربية في مرحلة التعليم الأساسي للوصول بهم إلى مستوى التمكن من مهارات الاستماع ، وأساليب تدريسه، حتى يكون ذلك معيناً لهم على إكساب تلاميذهم وطلابهم تلك المهارات ، ومن الضرورة اهتمام برامج إعداد المعلم بتنمية وعي المعلم بالعلاقة المتبادلة بين فنون اللغة , وبالمستويات المختلفة للاستماع و المتضمنة في السمع والإنصات ، وكذلك أنواع الاستماع ،وإمداده بطرق التدريس الفعالة حتى يكون واعيا بأهمية فن الاستماع وطبيعته ومهاراته وكيفية تدريسه.
11- ضرورة إعداد دليل المعلم لكل صف دراسي ، يعينه على تدريس فنون اللغة العربية ومهاراتها ومنها فن الاستماع ومهاراته ، بحيث يكون دليلا واضحاً للمعلم في تدريس الاستماع من حيث تحديد الأهداف لكل درس ، وخطة السير فيه ، وإجراءات تدريسه ، والأنشطة المصاحبة له والوسائل المعينة لتدريسه ، وأساليب تقويمه ، ويمكن الاسترشاد بدليل المعلم الذي قدمته الدراسة الحالية.
12--اهتمام المعلم بالإذاعة المدرسية والتلفزة المدرسية وأجهزة التسجيل و المسرح المدرسي والندوات المدرسية وغيرها من التقنيات التي تساعده في إكساب تلاميذه مهارات الاستماع المحددة.
13- أن يتم تقويم مهارات الاستماع باستخدام اختبارات لقياس أداء التلاميذ في كل مهارة ، أي يكون التقويم تقويم أداء لا تقويم تحصيل ، ويمكن الاسترشاد باختبار الاستماع الذي قدمته الدراسة الحالية .
14- نظراً لما أثبتته الدراسة الحالية من ضعف التلاميذ في مستوى أدائهم لمهارات الاستماع ،وما أثبتته الوحدة الدراسية من فعالية في تنمية مهارات الاستماع ، لذا يوصي البحث بضرورة أن تهتم وزارة التربية و التعليم بتعليم الاستماع كفن لغوي يؤثر في الفنون اللغوية الأخرى وتتأثر به ، على أن يكون أمر تعليمه وفقاً لبرامج ووحدات دراسية واضحة ومحددة على مستوى الصفوف الدراسية المختلفة ، وتهتم بتوفير المواد السمعية و البصرية اللازمة لتنمية مهارات الاستماع وتزويد المدارس بها .
15-نظراً لأن الاستماع مرتبط بالتحدث ، فيوصي الباحث بضرورة تدريب التلاميذ على الاستماع إلى مختارات مسجلة من المحاضرات الجيدة ، والخطب البليغة ، والأساليب اللغوية السليمة حتى تستقيم ألسنتهم ، ويرتفع مستوى فهمهم للغة .
16- وأخيراً يمكن الإفادة من الدراسة الحالية عند التخطيط لدروس الاستماع وعند تنفيذها وتقويمها.
رابعاً : مقترحات البحث :
يقترح البحث الحالي بعض الدراسات التي يمكن أن تستكمل جوانب أخرى لم تلتفت إليها الدراسة الحالية مثل :
1-دراسات لتحديد مهارات الاستماع التي يجب أن يتقنها تلاميذ كل مرحلة وكل صف دراسي
2-بناء مقاييس لمهارات الاستماع على مستوى ا لمراحل التعليمية والصفوف الدراسية المختلفة وتطبيقها ، لمعرفة مستوى أداء التلاميذ لهذه المهارات ، في ضوء هذا المقياس .
3-بناء برامج ووحدات دراسية لتعليم الاستماع وتحديد أثرها على تنمية مهارات الاستماع لدى تلاميذ المراحل والصفوف الدراسية المختلفة .
4-دراسات لتوضيح العلاقة بين الاستماع وفنون اللغة الأخرى .
5-برنامج مقترح في مهارات الاستماع وأثره على تعلم مهارات التحدث لدى تلاميذ المراحل والصفوف الدراسية المختلفة .
6-أثر برامج ووحدات دراسية في تنمية بعض مهارات التحدث لدى تلاميذ صفوف التعليم الأساسي .
7-أثر برنامج أو وحدة مقترحة لتنمية مهارات الاستماع على تحسن الأداء في مهارات القراءة بنوعيها ( الجهرية ، و الصامتة ) , لدى الصفوف الدراسية المختلفة.
8- دراسات لتوضيح العلاقة بين الاستماع والتحصيل الدراسي .
9-دراسات لمعرفة أثر استخدام النشاط التمثيلي في تنمية مهارات الاتصال الشفهي على مختلف الصفوف.
10- دراسات لمعرفة أثر استخدام طريقة الحوار والمناقشة في تنمية مهارات الاستماع .
11- دراسات لمعرفة أثر استخدام القصص القرآني في تنمية مهارات الاستماع ، أو مهارات الاتصال الشفهي على مختلف الصفوف الدراسية.
12- دراسات لمعرفة صعوبة التمكن من مهارات الاستماع ومهارات التحدث لدى تلاميذ الصفوف الدراسية المختلفة .
13- دراسات لمعرفة أثر المستوى الثقافي والاقتصادي للوالدين على تمكن تلاميذ المراحل المختلفة من مهارات الاستماع والتحدث.
14- دراسات لقياس مدى إتقان طلاب دور المعلمين والمعلمات وطلاب كليات التربية لمهارات الاستماع اللازمة للتلاميذ الذين سيقومون بتدريسهم.
15- بناء مقياس للكفاءة اللغوية في فنون اللغة ، لتلاميذ الصفوف الدراسية المختلفة.
16-بناء برامج ووحدات دراسية لتعليم الاستماع وأثرها على تعلم مهارات الكتابة , لدى تلاميذ الصفوف الدراسية المختلفة .
ساحة النقاش