التأمل الإيمانى لعلاج التوتر والانفعال

  بقلم   د. عبدالهادى مصباح    ٢٧/ ٨/ ٢٠١٠

عندما خلق الله (سبحانه وتعالى) أبانا آدم، ونفخ فيه من روحه، كان لابد أن يكون فى سيدنا آدم بعض من صفات الخالق سبحانه، ولكنها لا تصل أبداً إلى حد الكمال الذى لا يتوافر إلا لرب العزة جل وعلا، ولما كان البشر أجمعين من سلالة آدم وحواء التى خلقها المولى من ضلع آدم، فلابد أن يتواجد فى كل منا بعض من هذه الصفات التى تنتقل من خلال الحامض النووى »دى إن إيهب والمورثات، حيث إن بداخل كل منا جزءاً من الحامض النووى لسيدنا آدم، سيظل يورث لأبنائنا حتى قيام الساعة، لذا فإننا نجد بعض الصفات مثل القوة، العلم، الرحمة، العدل، الحكمة، السمع والبصر مثل تلك التى وصف بها الخالق (عز وجل) نفسه فى أسماء الله الحسنى، ولكن من منطلق »ليس كمثله شىء«، إذن فالله موجود بداخلنا جميعاً منذ لحظة ولادتنا، وكما جاء فى معنى الحديث الشريف »يولد الإنسان على الفطرة ثم يأتى والداه فيهودانه أو ينصرانه أو يمجسانهب.

والفطرة الإيمانية تكسب الإنسان السكينة والاطمئنان والسلام، وإذا كان الإنسان يطمئن فى حالة السلام مع الآخرين، فلابد أن يبحث أولاً عن السلام مع نفسه، فالسلام اسم من أسماء الله الحسنى، ولكى نصل إلى هذا السلام النفسى فهناك العديد من الوسائل التى يمكن للإنسان من خلالها تحقيق السكينة داخل نفسه من أجل مواجهة ما حوله من تغيير وتوتر وانفعالات، وسوف نناقش بعض الوسائل العلمية التى يمكن التدريب عليها من أجل الوصول إلى هذا الهدف مثل التأمل Meditation وكذلك الاسترجاع الحيوى (بيوفيدباك) Biofeedback واليوجا وغيرها.

والتأمل هو أحد العلاجات التى وصفها لنا القرآن فى العديد من المواضع، فحين يصف الحديث السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، نجد »رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه بالدمع«، وهذا هو قمة التأمل، فالتعريف العلمى للتأمل يشمل عدة مراحل منها: (١) الاسترخاء، (٢) التركيز، (٣) تحويل الانتباه إلى شىء محدد، (٤) إيقاف التفكير والانشغال بما عدا هذا الشىء، والكف عن التفكير المنطقى فى أى شىء فى الماضى أو الحاضر أو المستقبل فى هذه اللحظات، (٥) الاستغراق فى هذه اللحظة زماناً ومكاناً، وملاحظة النفس والسيطرة عليها، من أجل عدم الخروج عن هذا التركيز، كل هذا يمكن أن يصل إليه الإنسان حين يركز تفكيره ووجدانه فى ذات الله نور السماوات والأرض، الذى تنضبط موجات الطاقة بداخلنا بمجرد ذكره والتفكير فيه، ولعل من ضمن حالات التأمل أيضاً الصلاة، فنجد الحديث الذى يقول »ركعتان فى جوف الليل خير من الدنيا وما فيهاب لأنها تتوافر من خلالها كل ما يرتقى بالنفس على الجسد،

 فيتحكم المخ من خلال إرادة الإنسان فى الجهاز العصبى اللاإرادى الذى يملك التحكم فى نبض القلب، وعدد مرات التنفس، واسترخاء العضلات، وسلامة الأوعية الدموية، وضبط حرارة الجسم، والموجات الكهربية فى المخ، مما يعيد ضبط الوظائف الفسيولوجية فى الجسم، وتحسين قدرة الجهاز المناعى، ولعل هذا يفسر لنا الحديث الشريف »القلوب تصدأ مثل الحديد فعليكم بجلائها بالقرآنب وأيضاً قوله تعالى »الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئِن القلوبب.

[email protected]

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 105 مشاهدة
نشرت فى 27 أغسطس 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,621,760