الأطفال عباقرة فى انتظار الاكتشاف
كتبت - سوسن الجندى:


تجنبي معاقبة طفلك وأنت منفعلة‏,‏ فهناك فارق كبير بين العقاب‏، ‏الذى يراد به الانتقام بسبب قيام الطفل بفعل نعتبره إساءة لنا وبين العقاب الذى يقصد به التأديب لأنه يمنع قيام الطفل بالسلوك السلبى مرة أخريى، فلا تقومى أبداً بعقاب طفلك وأنت فى حالة غيظ منه‏.‏

 

كانت هذه هي أولي نصائح الدكتور عطا بركات رئيس الاكاديمية الدولية لصناعة العبقرية وخبير التنمية البشرية والذي يؤكد أن انجح تعامل مع الاطفال هو الذي يبدأ بغرس الثقة بالنفس وبالوطن وتنمية مختلف أنواع الذكاء لديه وادراك أن المعرفة هي المرحلة الأولي فقط من سلم التعلم يتبعها مراحل أخري مثل التطبيق للمعرفة ثم النجاح في المهارة المعرفية وأخيرا تحويل هذه المهارة من العقل الواعي الي العقل اللاواعي‏..‏ وبالنسبة لأطفالنا علينا التعامل معهم باعتبارهم عباقرة ينتظرون كشف مواهبهم خاصة اذا علمنا ان لدي كل طفل 37%‏ من المهارات وهي مهارات مميزة بينما تحتاج 63%‏ من المهارات لديه الي التنمية ويجب أن نضع في اعتبارنا عدة أمور عندما نتعامل مع الطفل ومنها أن الواجب للتعلم عند الطفل يتحقق عبر المتعة وليس عبر الالم‏,‏ من هنا يجب ربط التعلم بالمتعة دائما‏..‏ وحتي يحب الطفل مدرسته وواجباته يجب ربط المذاكرة بمتعة الحافز لحين ربطها فيما بعد بمتعة المعرفة‏.‏
‏<‏ ان عناد الطفل لا يهدف الي المخالفة دائما ولكن الي اثبات استقلالية ويبدأ الطفل في التعبير عن رفضه للاشياء بكلمة لا في عامه الثاني ليعلن بذلك عن استقلاله عن الآخرين‏,‏ لكن تكرار الرفض ومحاولات اجبار الطفل علي تنفيذ ما يرفضه يؤدي الي عناد الاطفال فيما بعد‏..‏ والحل هو اعطاء الطفل خيارات متعددة‏..‏ وقد يكثر العناد بين الاطفال لأسباب أخري مثل الاهمال وعدم الاكتراث والحرمان من الحقوق والاستبداد الشديد من الوالدين المعتمد علي القهر وتربية الاذلال التي تقوم علي منح الطفل المزايا أو منعه منها والتشدد في ذلك‏,‏ وهناك ايضا العناد الذي يقوم به الطفل بهدف تجريب والديه وحله الوحيد هو البرمجة‏,‏ بالايحاء بمعني أن نقول لاطفالنا افعلوا ما تريدون غير إننا سنفعل أمرا افضل ولكنه مخالف وستكونون سعداء به كذلك تعتبر البرمجة والتعود من الأسباب الرئيسية للعناد عند الابناء‏,‏ فالطفل الذي يري والديه في حالة عناد يمارس العند تشبها بهم وللعناد عدة علاجات‏:‏ـ
‏1‏ـ كسر الحاجز‏:‏ ابدئي بمصادقة طفلك وقصي عليه اخبارك في عملك ومع اصدقائك حتي يعتاد هو ايضا علي القيام بذلك‏.‏
‏2‏ـ التجاهل أو المشاركة‏:‏ بمعني القيام بنفس رد فعل الطفل أو تجاهل موقفه‏,‏ وعدم الاستجابة له‏,‏ فكلا السلوكين يدفع الطفل لتغيير موقفه‏.‏
‏3‏ـ الحوار‏:‏ ويبدأ بترك حرية الاختيار للطفل مع إلزامه بتحمل نتيجة اختياراته مهما كانت‏.‏
وحتي لا يصل الطفل لهذه المرحلة من العناد يجب علينا اعتماد سياسة متزنة في التعامل معه ليس فيها تسلط ولا تساهل‏,‏ فكلاهما يؤدي للعناد كما يجب الحرص علي اشباع احتياجات الطفل الاساسية‏.‏
وينبه د‏.‏عطا بركات الي أن وراء كل سلوك يقوم به الطفل هدفا ايجابيا لأننا لو عدنا للهدف الأصلي لسلوك الطفل فنجده ايجابيا غالبا وعلينا أيضا أن نفصل بين سلوك الطفل وشخصيته فالسلوك السييء لا يعني أن أطفالنا سيئون لكنه يعني أنهم قد أساءوا التصرف‏.‏
وأعلمي أن الزمن عند الطفل زمن نفسي وليس اجتماعيا‏,‏ فالطفل الذي يرفض ترك اللعب للمذاكرة لا يستوعب أنه أمضي وقتا طويلا في اللعب‏,‏ لذا علينا أن نبدأ تعريفه بقيمة الزمن وأهمية الوقت‏.‏
‏<‏ طفلك يحتاج للتفكيك وليس التركيب‏:‏
لأنه يحتاج أن يتعلم ولهذا يجب أن يفهم مكونات كل شيء‏,‏ لذا فهو يفك ألعابه ليفهم مكوناتها وهو هدف مفهوم إذا انتبهنا له غير أن العالم عند الوالدين هو لاستخدام كل ما تم تركيبه‏,‏ لذا يغضب الاباء عند اكتشاف ما فكه الطفل وعلينا فقط ابعاد ما نحتاجه ونخاف عليه عنه‏.‏
‏<‏ رغبات الطفل كلها مشروعات تعلم لكن المشكلة في طريقة التعبير وعلينا استغلال هذه الرغبات في تنمية حب أطفالنا للادخار‏,‏ فيجب الا نقدم له لعبة دون سبب بل يجب اعطاؤه كل يوم بعض المال ومطالبته بالحفاظ عليه يوما بعد يوم حتي يكتمل لديه ثمن اللعبة وبالتالي يصبح قادرا علي اقتنائها ويكون قد تعلم اثناء ذلك قيمة الادخار‏.‏
أما الرغبات التي لا تفيد اطفالنا فيجب اقناع الطفل بعدم جدواها‏.‏
يجب أن تفهمي الطفل حتي يفهمك ويجب أن تنصت له حتي يستمع اليك‏:‏
‏<‏ يجب أن نستمع جيدا لابنائنا حتي نقنعهم عندما نحاورهم وحتي نستطيع الاجابة عنهم‏,‏ واليك هذه اللعبة‏,‏ جربي أن تنظري في وجه طفلك جيدا وتقرأي تعبيره ثم تؤدي نفس التعبير بوجهك سيفرح طفلك بهذه اللعبة جدا وستتفاهمان سريعا بعدها‏.‏
‏<‏ عاملي طفلك كما تحبين أن يعاملك‏:‏
عاملي طفلك بأدب واحترام وعلميه التحكم في الذات بتقديم القدوة كذلك علميه الالتزام حتي ينشأ ملتزما‏,‏ومارسي الاسترخاء نصف ساعة يوميا حتي تستطيعي السيطرة علي انفعالاتك بصورة افضل‏.‏
واخيرا اعلمي ان أي مشكلة في السلوك هي مشكلة اشباع احتياجات الجوع أو الحرمان من المسكن أو الملبس أو اللعب وغيرها من الاحتياجات النفسية والبيولوجية قد تؤدي بالطفل للانحراف إذا لم نشبعها‏.‏
 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 83 مشاهدة
نشرت فى 20 أغسطس 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,825,571