قطر
  في دراسة علمية اعدتها مديرة مركز الدوحة لذوي الاحتياجات الخاصة.. مطلوب استراتيجيات تعليمية بالمدارس لمساعدة طلاب صعوبات التعلم
  
   اكدت الاستاذة هلا السعيد مديرة مركز الدوحة لذوي الاحتياجات الخاصة اهمية استخدامات استراتيجيات تعلمية حديثة متنوعة لمساعدة الطلاب من ذوي صعوبات التعلم للتكيف والتطوير في حياتهم العلمية. واوضحت ان الدراسات الاحصائية في عدد من الدول كشفت عن تزايد اعداد طلاب صعوبات التعلم والتي تتراوح ما بين 7 الي 8 % في بعض المراحل وتصل الى 12 % في الدراسات التي اجريت في امريكا وان الزيادة والنقصان في النسب تختلف ايضا بين الذكور والاناث موضحة ان الصعوبات التعليمية بين الذكور تكشف اكثر مما لدى الاناث وقد تصل نسبة صعوبات التعلم لدى الذكور ثلاثة او اربعة امثال ما لدى الاناث.
وطالبت بضرورة توظيف التعليم الالكتروني في عملية علاج طلاب صعوبات التعلم وان تكون هناك استراتيجيات تعاون بين المعلم والاسرة لتعزيز التعلم لدى هذه الفئة من الطلاب.
وكشفت مديرة مركز الدوحة لذوي الاحتياجات الخاصة في دراسة لها حول صعوبات التعلم بين النظرية والتطبيق والعلاج انه لم يعد مفهوم صعوبات التعلم من الموضوعات الجديدة نسبيا في ميدان التربية الخاصة، حيث يعتبر العقد الأخير من هذا القرن نقطة تحول من الاهتمام بدراسة الإعاقات العقلية والحسية والحركية إلى دراسة الأطفال الأسوياء في نموهم العقلي والحسي والحركي والذين يعانون من مشكلات في تحصيلهم الدراسي.
واشارت الى "أن مصطلح صعوبات التعلم يصف مجموعة من الأطفال ليس لهم مكان في التصنيف المعتاد لفئات الإعاقة، يظهرون تأخرا في الكلام أو لديهم صعوبة في تعلم القراءة أو الكتابة أو الحساب. او هؤلاء الأطفال لديهم قصور لغوي على الرغم من أنهم غير صم أو يعانون من قصور في فهم ما يرونهم مع أنهم ليسوا مكفوفين وبعضهم لا يستطيع التعلم بالطرق المعتادة مع أنهم ليسوا متخلفين عقليا وانه قد تغيرت النظرة إلى ذوي صعوبات التعلم تبعا للتصنيفات الحديثة ومن ثم تغيرت طرق علاج تلك الفئات.
مشيرا الى ان الأطفال ذوي الصعوبات الخاصة في التعليم هم أولئك الأطفال الذين يعانون من قصور في واحد أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية التي تدخل في فهم او استخدام اللغة المنطوقة أو المكتوبة، ويظهر هذا القصور في نقص القدرة علي الاستماع أو الكلام او القراءة او الكتابة او التهجئة أو أداء العمليات الحسابية، وقد يرجع هذا القصور إلي إعاقة في الإدراك أو إلي إصابة في المخ أو إلى الخلل الوظيفي البسيط أو عسر القراءة او إلى حبسة كلامية، ولا يشمل الأطفال ذوي صعوبات التعلم الناتجة عن إعاقة بصرية او سمعية او حركية او تخلف عقلي او اضطراب انفعالي أو حرمان بيئي وثقافي واقتصادي.
وحول علاقة صعوبات التعلم والتأخر الدراسي قالت انه نظرا لأن السمة الغالبة على الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم هي المشاكل الدراسية وانخفاض مستوى التحصيل الدراسي، لذلك ارتبطت صعوبات التعلم في ذهن الكثير من التربويين في عالمنا العربي بموضوع التأخر الدراسي، لأن المظهر الخارجي لكل من صعوبات التعلم والتأخر الدراسي واحدة وهي المشاكل الدراسية وانخفاض مستوى التحصيل الدراسي كما انه إذا كان الطفل الذي يعاني من صعوبة في التعلم يعاني من انخفاض في التحصيل مثل الطفل المتأخر دراسيا فان الطفل ذا صعوبة التعلم لديه متوسط من الذكاء أما الطفل المتأخر دراسيا فان نسبة ذكائه تكون منخفضة عن زملائه العاديين وإذا كان التأخر الدراسي يرجع إلى عوامل خاصة بالضعف العقلي او عوامل اجتماعية ومشكلات سلوكية تعوق التلميذ عن تنمية قدراته وامكاناته العقلية فان الصعوبة في التعلم ترجع إلى عوامل نفسية او عصبية وليست نتيجة لمعوقات حسية او عقلية او حركية.
وحول عنوان صعوبات التعلم وبطء التعلم قالت انه يتم التمييز بين الأطفال ذوي صعوبات التعلم والأطفال بطيئي التعلم بأن الطفل بطيء التعلم هو الطفل الذي تعد قدرته على التعلم في كل المجالات متأخرة مقارنة بالأطفال في نفس العمر الزمني، كما يتصف الأطفال بطيئي التعلم بأن لديهم مستويات ذكاء تتراوح بين الحد الفاصل وأقل من مستوى المتوسط للذكاء مع بطء في التقدم الأكاديمي. ومن ثم لا يمكن اعتبار الأطفال بطيئي التعلم كحالات صعوبات تعلم بسبب عدم وجود تباعد واضح بين قدراتهم المعرفية وتحصيلهم الأكاديمي.
وحول أسباب صعوبات التعلم اوضحت ان هناك أسباب لصعوبات التعلم متعددة وتختلف حسب خلفية وفلسفة واهتمامات العلماء والباحثين الذين يتناولون الدراسة. ويمكن تقسيم تلك الأسباب إلى مجموعة من العوامل تتمثل في العوامل العضوية والبيولوجية وتتمثل في إصابات الدماغ والخلل الوظيفي البسيط بالمخ، إذ يمكننا القول ان الأطفال الذين يشكون من الخلل الوظيفي بالمخ غالبا ما يعانون من صعوبات في التعلم، والذي يلفت انتباه الوالدين هنا هو اضطراب حركة الطفل وعدم استجابته للمثيرات الخارجية. أما إذا تعرض الطفل إلى الاصابه فان حدة المشكلة وأثارها على الشخص تتوقف على نوع الإصابة والمنطقة التي أصيبت وعلى شدة الإصابة. ومن ثم فان حدوث أي خلل أو اضطراب في الجهاز العصبي المركزي لدى التلميذ يمكن أن ينعكس على سلوكه حيث يؤدي إلى قصور او خلل او اضطراب في الوظائف الادراكية والمعرفية والدراسية والمهارات الحركية لدى التلميذ.
كذلك من اسباب صعوبات التعلم العوامل الجينية أو الوراثية وهي تشير إلى تلك العوامل والاستعدادات التي تنتقل من الوالدين إلى الأبناء أثناء عملية الإخصاب عن طريق الجينات التي تحملها الكروموزومات، فقد أوضحت الدراسات انتشار صعوبات التعلم بين أفراد الأسرة الواحدة وخاصة التوائم المتماثلة، مما يشير إلى دور الوراثة في ذلك كذلك هناك العوامل البيئية وهي العوامل الخاصة بالوسط الذي ينشأ فيه الفرد وينمو ومن أبرزها: البيئة البيولوجية — البيئة الجغرافية او الطبيعية — البيئة الاجتماعية او الثقافية. وجميع هذه العوامل تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر في نمو الطفل.
وحول كيفية تشخيص ذوي صعوبات التعلم ومحكات التعرف عليهم اوضحت انه يقصد بالتشخيص تحديد نوع المشكلة أو الاضطراب أو المرض أو الصعوبة التي يعاني منها التلميذ ودرجة حدتها وهو مصطلح بدأ في الطب ثم استخدم في العلاج النفسي والإرشاد النفسي والخدمة الاجتماعية والتعليم العلاجي.
مشيرة الى ان أنواع صعوبات التعلم نمائية — أكاديمية وتحصيلية حيث ان هناك نوعين أساسيين لصعوبات التعلم الأول يتضمن صعوبة الذاكرة والانتباه والتفكير والإدراك واللغة ويطلق علية صعوبات التعلم النمائية، والثاني يتضمن صعوبات القراءة والكتابة والحساب والتهجي ويطلق عليه صعوبات التعلم الأكاديمية.
موضحة ان خصائص الأطفال ذوي صعوبات التعلم (عقلية - معرفية — انفعالية) اهتم العديد من الباحثين بتحديد الخصائص المميزة لذوي صعوبات التعلم بهدف تسهيل عملية التشخيص والعلاج. وانه قد حاول بعض الأطباء وعلماء النفس والتربية تفسير صعوبات التعلم وذلك من خلال اطر نظرية تحاول تفسير أسباب ظهورها وكيفية تشخيصها ووسائل علاجها.
وتناولت الكاتبة في دراستها أهم الاتجاهات النظرية التي تحاول تفسير صعوبات التعلم ومنها الاتجاه النفسي العصبي الذي يركز على الصعوبات التعليمية الناتجة عن العمليات العقلية ذلك لأن اهتمام علماء النفس ينصب على فهم القدرات المعرفية والأساليب والعمليات التعليمية التي يستخدمها الفرد في التعليم. حيث ان التلف الذي يصيب مناطق ما في الدماغ يكون هو المسئول عن القصور اللغوي والمعرفي لدى الطفل ومن ثم فان حدوث أي خلل أو اضطراب في الجهاز العصبي المركزي لدى الفرد ينعكس تماما على سلوكه ويؤدي إلى قصور أو اضطراب في الوظائف الإدراكية والمعرفية واللغوية والمهارات الحركية والتحصيلية لديه.
ومن ثم فهناك العديد من الاختبارات التي تستخدم للتعرف على اضطراب المخ منها: رسم المخ، واختبار المخ النيرولوجي السريع للمخ، وخريطة النشاط الكهربي للمخ. (اما الاتجاه النمائي فانه يوضح أن نمو الإنسان يخضع لسياق متتابع من المراحل تمهد كل مرحلة منهم للمرحلة التالية والسابقة لها وهي مراحل متعاقبة متتابعة لكل منها خصائصه وسماته. ويتم التشخيص عن طريق الاستعانة بقوائم النمو واختبارات الاستعدادات العقلية والميول الدراسية والمقابلة الشخصية ودراسة الحالة، مع مراعاة كل من الخصائص النمائية لكل مرحله عمرية ومبدأ الفروق الفردية والفروق بين الجنسين ومبدأ الاستعداد للتعلم من خلال بحث تاريخ التلميذ ومعدله النمائي وحالته. اما الاتجاه السلوكي فيشير الى صعوبات التعلم وأساليب التحصيل الدراسية الخاطئة واستخدام طرق تدريس غير ملائمة وافتقار التدريس للوسائل التعليمية والأنشطة التربوية المناسبة وكثرة عدد التلاميذ بالفصل. ومن ثم يرى أصحاب هذا الاتجاه ضرورة دراسة الظروف البيئية وعوامل التنشئة الاجتماعية للطفل ومعرفة تاريخة التعليمي والتحصيلي والاتجاهات الوالدية نحوه وكذلك بحث خصائصة السلوكية مثل مدى تركيزه وثقته بنفسه. اما الاتجاه المعرفي فيرجع أصحاب الاتجاه المعرفي صعوبات التعلم إلى أنها خلل في العمليات العقلية الخمس المسئولة عن صعوبات التعلم النمائية وهي الانتباه — الإدراك — تكوين المفاهيم — التذكر — حل المشكلات. ويعتبر الطفل ذا صعوبة في التعلم إذا فشل في القيام بعملية التذكر بمستوياتها، تكوين بنية معرفية، عمل استراتيجيات معرفية.
وقد تضمن الكتاب فصولا مهمة منها اهمية الكشف المبكر لذوي صعوبات التعليم والاستراتيجيات العامة في تدريس المعلم حيث قدم عددا من الارشادات عندما يكتشف المعلم المشكلات التي يعاني منها الطالب، حيث ان هناك الشيء الكثير الذي يمكن عمله. ومن اهم الاقتراحات التي قدمتها الباحثة ان يتعرف المعلم على مواطن القوة لدى الطالب ليحصل على الخبرات التعليمية الناجحة. فإذا كان الطالب يتعلم جيداً بالنظر، عليه أن يستخدم عناصر بصرية. ولا يستخدم النشاطات التي تتطلب من الطالب استخدام مواطن العجز لديه وذلك من أجل أن لا يفشل بشكل متكرر. فإذا كان الطالب عاجزاً عن كتابة الواجب عليه ان يتركه يقرؤه شفوياً. وان يركز على موطن الضعف بعد تحقيق نمط من النجاح.
كما لابد على المعلم ان يعرف ويحدد المفاهيم التي سيتعلمها الطالب من أجل تجنب الإرباك، فتعليم المفهوم يختلف عن تعليم المهارة. وحاول ربط المفاهيم الجديدة بالمعلومات السابقة كلما كان ذلك ممكنا. فالطالب ذو صعوبات التعلم كثيراً ما يخفق في التوصل إلى استنتاجات عامة. وان يدع الطالب يدرك الأهداف ويدرك أهمية إنجازها. ويركز على ما تم تعلمـه بالأمس، وما يتم تعلمه اليوم، وما سيتم تعلمه غدا، فذلك يعطي إحساساً بالنجاح. وان يحدد أهدافاً قصيرة المدى قابلة للتحقيق تستطيع تطوير ثقة الطفل بنفسه وتنمي قدراته. وان يقوم بتزويد الطفل بتغذية راجعة فورية حول أدائه. والعمل على استخدام أسلوب إيجابي في التصحيح، وتشجيع الطالب على البحث عن إجابة أفضل بدلاً من أن نكتفي بمجرد إبلاغه بان ما فعله خطأ. وإذا أخفق الطالب في التقدم نوقف النشاط أو الطريقة المستخدمة مؤقتاً. كما على المعلم الا يحاول تعليم الطالب ما لا يستطيع تعلمه حالياً. ويستخدم الأدوات والمواد الملموسة غير المجردة إلى أقصى حد ممكن. وان يجعل التعليم ممتعاً قدر المستطاع وذلك من خلال إشراك الطالب بالألعاب والسماح له بأن يلمس الأشياء ويراها ويسمعها. وان يزود الطالب بفرص تدريبية كافية إلى أن يتعلم الأشياء.
كما قدمت بعض النصائح للاسر لمساعدة الابناء الذين يعانون من صعوبات تعلم من اهمها إقامة علاقة وثيقة مع الابن والتحفيز المستمر رغم البطء في التعلم. وملاحظة ما هي المهارات التي يفتقدها ومحاولة تنميتها عنده عن طريق إقامة حوار معه إذا كان الجانب اللغوي عنده ضعيفا أو عن طريق اللعب بالمكعبات أو الوسائل التعليمية المرئية إذا كان ضعيفا في الرياضيات أو في اللغة الانجليزية.
والعمل على التدريب على مهارات الكتابة عن طريق تهجى الحروف وكتابتها بشكل منفصل. كما انه على الأسرة ألا تتوقع الكثير من الابن دفعة واحدة فيجب أن تكون واقعية وصبورة وتبدأ بما يستطيع الطالب أن يفعله جيدا ويتم تشجيعه عليه ثم تتدرج فى الصعوبة بشكل تدريجي. وكذلك على الأسرة الإكثار من المدح والتشجيع للطالب والتحدث معه بشكل بسيط دون استخدام ألفاظ وعبارات صعبة وعدم التعامل معه بصوت مرتفع او عال.
و إظهار علامات الفرح والسرور عند تقدمه في التعلم وإعطائه جوائز.
وان تعمل الاسرة على جعل التعليم ممتعا داخل المنازل عن طريق متابعة الطالب في المنزل في جو يسوده التوافق الأسرى وعدم إثارة مشاكل أسرية امامه.
الكتاب دراسة مهمة لكل العاملين في القطاع التربوي لانه يقدم رؤية وخططا واستراتيجيات واضحة لكل من الاسرة والمعلم او الاخصائي وكل من يتعامل مع من لديه اضطرابات سواء نمائية او اكاديمية للتغلب على اي مشكلة يعاني منها الطالب الذي لديه صعوبات تعلم.
الشرق
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 46/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
16 تصويتات / 663 مشاهدة
نشرت فى 20 أغسطس 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,579,058