روشتة عكاشة.. أولها ترمس

  بقلم   محمد أمين    ١٩/ ٨/ ٢٠١٠

لا العالم الكبير الدكتور زويل يريد ملكاً ولا سلطة، وإنما يريد خدمة الوطن.. ولا العالم الكبير الدكتور أحمد عكاشة يريد ملكاً ولا سلطة، وإنما يريد خدمة الوطن وسعادة أبنائه.. ولا حتى الدكتور البرادعى يريد ملكاً ولا رئاسة الجمهورية، وإنما يريد التغيير، وليكن الرئيس مَن يكون.. الثلاثة اتفقوا على حب مصر، واختلفوا فى الطريقة المؤدية لإحداث التغيير!

فلا طريقة زويل كانت محل رضا فى الدوائر العليا، ولا طريقة البرادعى صادفت هوى عند النظام، ولا أى طريقة أخرى، بدليل أنهم عطلوا كل الطرق إلى التغيير، وقطعوا الطرق المؤدية إليه.. حتى الطرق التى خرجت من عباءة النظام، ومن داخل أمانة السياسات.. مثل طريقة حسام بدراوى، التى تدخل من باب التعليم.. لم يكن لها حظ، لأنها ضد استقرار نظام الحكم!

أشعر أحياناً بأن نظام الحكم «متلصم»، وأن أى حركة بجوار غرفة العناية المركزة «هيطب ساكت».. فلم يعد يقبل أى شىء، لا نقل دم، ولا تغيير صمامات، ولا تغيير شرايين، ولا ينفع معه دواء.. حالة تشبه الموت الإكلينيكى.. لا يقبل شيئاً من خارجه، ولا يقبل شيئاً من داخله.. يتآكل بمعنى أصح، ويرفض فى الوقت نفسه فكرة زرع الأعضاء!

تقديرى أن حالة الرفض لا تعنى كراهية التغيير، وإنما تعنى أيضاً عدم الاستعداد لشىء جديد.. فقد عاد النظام إلى سيرته الأولى «طفلا».. مرتبكاً فى الأكل والحركة.. صحيح لا يقبل اللحوم ولا يتناولها.. ولكن لأنه لا يستطيع.. هذا هو تفسيرى وتقديرى.. وبالتالى لابد من التغيير الشامل، لأن الجسد لم يعد يتحمل.. لا زرع عضو ولا نقل دم.. فانزعوا أجهزة التنفس الصناعى!

وغير هذا ستبقى كل الأفكار مجرد كلام، وسيبقى الكل يشعر بالغربة.. وسنبقى فى كل ندوة أو حوار نتساءل: لماذا لا يأخذون برأينا؟.. هل هو نوع من التجاهل.. هل هو نوع من الكراهية، هل هو نوع من المقاومة؟.. أغلب الظن أن النظام لا يتحمل حقيقةً لأنه شاخ.. فأى أفكار يقدمها زويل لتطوير التعليم أو البرادعى لتغيير الدستور مجرد كلام للتنفيس!

وقد رأى الدكتور أحمد عكاشة من واجبه تقديم روشتة، لسعادة المصريين، وجودة حياة المواطنين.. قال إنها مجموعة نصائح.. وقدمها فى ثلاث وسائل: مرة فى حوار للأهرام، وأخرى فى حوار على الإفطار للبرنامج العام، وثالثة فى ساقية الصاوى.. وكان فى الأهرام، هو نفسه فى الإذاعة، هو نفسه فى الساقية.. يبحث عن القدوة وتداول السلطة، ويرى الديمقراطية هى الحل!

وكان من حسن حظى أننى حضرته فى ندوة جمعية عصر العلم، برئاسة الدكتور عصام شرف فى الساقية، وسمعته فى برنامج «رشح نفسك» وقرأته فى الأهرام.. فالدكتور عكاشة مهموم بـ: كيف يعيش المصريون سعداء؟.. وحزين لما وصلنا إليه من التعاسة والاكتئاب، والعنف الاجتماعى.. حزين أننا نعيش باليومية، فى كل شىء.. وآخرها أزمة القمح!

أخيراً، يستفز الدكتور عكاشة ويستفزنا، أننا كالعيس فى البيداء يقتلها الظما، والماء فوق ظهورها محمول.. فالحلول موجودة، قد لا يكون أولها ولا آخرها تغيير الدستور.. فلنبدأ بالتعليم أولاً.

يقول د. عكاشة: نعمل زى نهرو، حين قال: الهند بلد فقير، ولذلك سنوجه الميزانية كلها للتعليم.. فلماذا لا نفعل، ونأكل بعدها ترمس؟.. صحيح، هل نأكل ترمس الدكتور عكاشة؟.. ولكن أين نهرو أو حتى أردوجان؟!

 

 
عدد التعليقات [٠]
[ الأولى ] [ السابق ] [ التالى ] [ الأخير ]


الاسم
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 101 مشاهدة
نشرت فى 19 أغسطس 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,747,594