الإسراف فى الطعام والإصابة بالأمراض

الإسراف فى الطعام والإصابة بالأمراض

كتب : د. عز الدين الدنشاري

يعتبر الافراط فى تناول الطعام من أهم أسباب الإصابة بالسمنة التى تمهد السبيل للاصابة بأمراض كثيرة وخطيرة.

وتشمل هذه الأمراض جلطة الشريان التاجى وارتفاع ضغط الدم وأمراض الجهاز التنفسى ومرض السكر والسرطان، كما تؤدى السمنة الى الاصابة بالعقم وانقطاع الطمث والتهاب المرارة وتكوين حصوات بالمرارة وأمراض الكبد.
ويعتبر مرض السمنة سمة من سمات العصر الحديث، حيث ارتفعت نسبة الاصابة بهذا المرض والأمراض التى تنشأ عنه فى السنوات التى واكبت التقدم العلمى والتقني، فلقد أدى هذا التقدم الى تدنى حركة الانسان، فبعد أن كان يقطع الفراسخ والأميال ليصل الى مقر عمله أو الى المكان الذى يرغب فى الوصول اليه، أصبح يستعمل السيارة والقطار والطائرة. ويعتبر تدنى مستوى الحركة والنشاط من أهم العوامل التى تساعد على زيادة الوزن والاصابة بالسمنة ومضاعفاتها، وهناك عامل آخر ظهر جليا مع التقدم العلمى والتقنى وهو الاسراف فى تناول الطعام، حيث أدى التقدم الى تنوع وتعدد أصناف الطعام، بحيث أصبح الفرد يتناول من الطعام أكثر من حاجته، ومما ساعد فى إغراء الانسان على تناول نوعيات كثيرة من الطعام أكثر من حاجته، الاعلانات التى يقدمها التليفزيون التى جعلت المستهلك ينجذب نحو شراء أصناف عديدة من المشروبات والمأكولات التى تحتوى على نسب عالية من السعرات الحرارية، مثل العصائر والمياه الغازية والفطائر والشيكولاته والحلوى والآيس كريم.
ولقد أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن رحمة بعباده، وتتجلى هذه الرحمة حينما يأمرنا الحق جلت قدرته بألا نسرف فى الأكل والشرب وأن نأكل ونشرب حلالا طيبا من رزق الله: (يابنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولاتسرفوا إنه لايحب المسرفين) «الأعراف: 13».
( ياأيها الناس كلوا مما فى الأرض حلالا طيبا ولاتتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين) «البقرة: 861»
كما أمرنا الله بألا نسرف فى طعامنا رحمة بنا، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى بعثه الله رحمة للعالمين قد بصرنا بما ينفعنا وما يضرنا، حيث يقول صلوات الله وسلامه عليه: (ما ملأ آدمى وعاء شرا من بطنه، حسب الآدمى لقيمات يقمن صلبه، فإن غلبت الآدمى نفسه فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس). (صحيح سنن ابن ماجة للألباني: 4072).