| صحتك فى رمضان.. ثلث طعامنا يكفينا كتب د. عبدالهادى مصباح ١٤/ ٨/ ٢٠١٠ |
|
لعل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذى قاله عندما أرسل له المقوقس حاكم مصر الطبيب مع ماريا القبطية كهدية، يعبر عن حكمة بالغة حين قال: «أما الطبيب فلا حاجة لنا به، نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع» وفى حديث آخر حدد الكمية التى تكفى احتياجات الإنسان من الطعام بأن يملأ ثلث المعدة فقط بالطعام، ويترك الثلثين الآخرين للماء والتنفس، وبالطبع فإن هذا الثلث لن يشعر الإنسان معه بالشبع أو التخمة، فمن منا لا يجلس إلى المائدة ليتناول طعامه، ثم يقوم دون أن يشبع ؟ ولو وصل الإنسان إلى درجة الشبع، فبالتأكيد يكون قد وصل إلى حد التخمة والكسل، ولم يراع الثلثين الآخرين كما نصحنا الرسول، وسوف يدفع ثمن ذلك من صحته، ولعل الحكمة المكتوبة على أحد الأهرامات منذ عام ثلاثة آلاف وثمانمائة قبل الميلاد تثبت ذلك فتؤكد: «إن الإنسان يحيا على ربع ما يأكل، أما الثلاثة أرباع الأخرى، فيعيش عليها أطباؤه، وصدق الرسول الكريم إذا يقول «ما ملأ بن آدم من وعاء شر من بطنه». والحقيقة أن هناك فرقاً جوهرياً بين أن نعيش لنأكل وأن نأكل لنعيش، فالطعام بالنسبة للإنسان تماماً كالوقود بالنسبة للسيارة، فعندما يحترق الوقود لتوليد الطاقة التى تسير السيارة، ينتج عن هذا الاحتراق عادم، لا بد أن يتخلص منه عن طريق أسطوانة العادم « الشكمان «، وإذا انسدت هذه الأسطوانة، وبقى هذا العادم داخل السيارة، فسوف يؤدى إلى إفساد موتور السيارة وإتلافه بالكامل، كذلك الحال بالنسبة للطعام، الذى يحترق داخل الخلايا لتوليد الطاقة اللازمة لحيوية ونشاط وتجديد خلايا الجسم المختلفة، وينتج عن احتراق الغذاء مواد ضارة تماماً مثل عادم السيارة تسمى بالشوارد الحرة، وهى عبارة عن ذرات حرة من الأكسجين الذى يوجد بصورة منفردة، وتكون فى حالة من الهياج، وإذا لم يتم التخلص منها فإنها تهاجم الحامض النووى فى نواة الخلية وتدمره، وتسبب معظم ما نعرفه ونخشاه من أمراض بدءًا من تصلب الشرايين وضغط الدم والسكر وأمراض المناعة الذاتية وانتهاءً بالأورام السرطانية المختلفة وتقوم مضادات الأكسدة التى تتمثل فى مجموعة من الفيتامينات مثل فيتامين أ، ج، ه، والزنك والسيلينيوم وغيرها بالتقاط مثل هذه الشوارد الحرة، وتخلص الجسم منها بطريقة غير ضارة، وبالتالى تقى الجسم من مثل هذه الأمراض الخطيرة. |
ساحة النقاش