الأنانية وراء الطلاق المتزايد
كتب : محمد فتحي عبدالعال
ترتفع معدلات الطلاق في مصر بدرجات متزايدة خاصة بين المتزوجين حديثا ويوضح الدكتور أحمد ربيع ـ عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر ـ أن نظرة الباحثين تختلف في هذا المجال.
فالبعض يري أن المشكلات الاقتصادية التي تتعرض لها بعض الأسر هي السبب والبعض الآخر يري أن اختلاف الثقافة بين الزوجين أو تقصير أحد الزوجين في حق الفراش وقد تكون هذه الأسباب والدوافع سببا للشقاق ولكنها موجودة في كل العصور ولكنها لم تكن مرتفعة كما نلحظها اليوم.
وأضاف أن السبب يتمثل في جفاء المشاعر وبرود العاطفة بين الزوجين فالأسرة المعاصرة تعيش في بحبوحة من العيش تمتلك من متع الدنيا ما لم يتملكه الآباء والأجداد لكنها تفتقر إلي السعادة لأن المشاعر جفت وأضحت العلاقة هشة جامدة لا روح فيها وبالتالي فهي معرضة للتصدع والانهيار حيث أصبح كل طرف يعرف حقه وينسي واجبه وقد يهتم بكل شئ إلا قرينه والمشاعر.
وأشار إلي أن السبب الرئيسي في ارتفاع نسبة الطلاق الاخفاق في الاختيار منذ البداية سواء من جانب الرجل أو المرأة لبناء أسرة ناجحة, فكما يدقق الانسان في اختيار مأكله ومشربه ومسكنه لابد أن يدقق في اختيار شريك حياته لأن الحاجيات الأخري ليست لها صفة الدوام مقارنة بالزواج والعشرة التي تستمر طوال العمر و قد أمر الشرع بحسن الاختيار والانتقاء وفقا لقول الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء وانكحوهم وأما إذا قام الاختيار علي المصالح المادية أو غيرها فلابد أنه لن يكون الاختيار الأمثل ويضاف إلي الأسباب تزوير المشاعر فالإسلام يدعو إلي حرية الاختيار من بداية الزواج حتي ينجح فقد جاء إلي النبي أناس وقالوا: في حجرنا يتيمة تقدم لها موسر ومعسر وهي تهوي المعسر فقال النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ لم ير للمتحابين مثل النكاح, ويتأكد من ذلك أن الإسلام ينظر للمشاعر نظرة احترام.
ودعا إلي البعد عن الإهمال لأنه يؤدي إلي جفاف المشاعر ونبذ صفة الأنانية حتي يتفاني كل منهما في إسعاد الآخر ولسوء التربية دور كبير في ارتفاع معدلات الطلاق حيث تربي بعض الأسر أولادها وبناتها علي أن القوامة ما هي إلا السلطة المطلقة والتحكم وكل شئ بيد الرجل وما علي المرأة إلا الطاعة العمياء فلا رأي لها وكذلك قد يفهم البعض أن المسئولية ما هي إلا مسئولية مادية يقوم الرجل فيها بتوفير الأموال فحسب مهملا زوجته وأولاده وهذا هو السبب الرئيسي.
ساحة النقاش