الصوم صيانة للكبد وتجديد لخلاياه

كتب : حاتم صدقى وسعادة حسين
يعتقد الكثيرون أن نسبة كبيرة من مرضى الجهاز الهضمى لا يستطيعون الصوم، وأنه من الأفضل لهم الإفطار فى رمضان، إلا أن ذلك قول يجانبه الصواب،

 

فبجانب كون الصوم عبادة باعتباره أحد الفرائض الخمسة الأساسية فى الإسلام، فهو يمنح الراحة اللازمة للجهاز الهضمى والكبد من العمل المتواصل طوال احدى عشر شهرا فى السنة فى عمليات الهضم والامتصاص والتفاعلات الكيميائية والحرق والتخزين وغيرها، ويعد علاجا للسكر وزيادة الوزن وضغط الدم المرتفع والتهاب المفاصل والكبد الدهنى والقولون العصبى وغيرها .
وبداية يساعد الصوم الجسم ـ كما يقول الدكتور عبد الرحمن الزيادى أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بطب عين شمس ـ فى التخلص من الشوائب والسموم المتراكمة بداخله بسبب التفاعلات الكيميائية المصاحبة للتمثيل الغذائي، وإذا ما التزم الصائم بتناول الطعام مرتين فقط فى أوقات الإفطار والسحور، فإن ذلك يمثل فرصة حقيقية لخفض الوزن وتحسين حالة الكبد الدهنى وإراحة للغدد الهضمية المفرزة لإنزيمات الهضم وضبط مستوى السكر، وتخفيف آلام المفاصل، مما يكون له مردود إيجابى على كافة أجهزة الجسم، نتيجة للعمل فى مواعيد ثابتة يتخللها راحة طويلة، لأن وزن الجسم يتحدد بناء على التوازن بين الطاقة المكتسبة من الطعام والطاقة المفقودة فى أنشطة الجسم. فعندما يتوقف الإنسان عن تناول الطعام لعدة ساعات فى اليوم يلجأ الجسم للاعتماد على التغذيه الداخلية أو ما يسمى باحتياطى التغذية فى الجسم والذى يمثل نحو40% من وزن الجسم، مما يفيد مرضى السمنة والراغبين فى إنقاص الوزن، حيث وجد أن وزن الجسم ينقص حوالى12% بسبب الصوم خلال شهر رمضان، شريطة الالتزام بالقواعد الغذائية السليمة عند الإفطار وزيادة المجهود العضلى بالاستمرار فى العمل اليومى وعدم اللجوء للنوم معظم ساعات النهار.
ويعد الصوم ذا أهمية كبرى بالنسبة لمرضى ارتجاع الحامض المعدى للمرىء، لأنه يقلل من إفراز الحامض المعدى، ومن ثم التقليل من التهابات المرىء، ولذلك ينصح الدكتور الزيادى هؤلاء المرضى بعدم ملء المعدة بالطعام أثناء الإفطار أو السحور، وعدم النوم قبل مضى ساعتين على الأقل بعد تناول الطعام وهى الفترة اللازمة لإفراغ محتويات المعدة، وتفادى تناول الأطعمة الرمضانية الغنية بالزيوت مثل المكسرات أو الأكلات الغنية بالدهون لأنها تؤجل إفراغ المعدة وتؤدى لزيادة إفراز الحامض المعدى وبالتالى زيادة التهابات المرىء.
وبالنسبة لأمراض الكبد، فإن للصوم تأثير مباشر وارتباط وثيق بالوظائف التى يؤديها الكبد. فمن المعروف أن الكبد يلعب دورا حيويا فى الحفاظ على ثبات البيئة الداخلية للجسم «التكييف المركزى» بتقليل التغييرات التى يمكن أن تحدث فى الجسم نتيجة الصيام مثل الحفاظ على مستوى السكر فى الدم وغيرها، والصيام لفترة تقل عن 24 ساعة ليس له تأثير ضار على الكبد، بل إنه يتيح للكبد فترة راحة من التفاعلات الكيميائية وعمليات الاحتراق والتخزين التى تحدث به بعد كل وجبة مما يتيح لخلايا الكبد فرصة للتجديد.
أما عن تأثير الصوم على مرضى الكبد، فيختلف تأثيره تبعا لشدة ومرحلة المرض، فمن الممكن لمرضى السمنة والكبد المتشحم أن يستفيدوا من الصيام وذلك بحرق الدهون وحمايتهم من مضاعفات السمنة ومرض السكر وضغط الدم، يستطيع مرضى الالتهاب الكبدى المزمن والتليف المتكافىء أن يصوموا ويتناولون العلاج مع الإفطار والسحور. أما بالنسبة لمرضى الكبد الحاد أو المصابون بتليف كبدى مصحوبا باستسقاء أو غيبوبة كبدية فمن غير الممكن لهؤلاء أن يصوموا لحاجة أجسامهم إلى تناول الأدوية والعلاجات اللازمة بصفة منتظمة ولاتباعهم نظاما غذائيا يصعب عليهم معه استعادة ما فقدوه من البروتينات المخزونة فى الكبد أثناء فترة الصيام. كذلك قد يصعب الصيام على المرضى المصابين بأورام فى الكبد. وبصفة عامة، تختلف حالات التليف الكبدى المصاحبة لمرض السكر من مريض لآخر حسب شدة مرض السكر.
نصائح عامة
وأخيرا يوجه الدكتور الزيادى للصائمين نصائح عامة لمساعدتهم على تجنب اضطرابات الجهاز الهضمى بعد الإفطار من أهمها أن الصائم مثل لاعب الكرة يجب عليه قبل نزوله إلى الملعب أن يقوم بعملية إحماء وإلا حدث له شد عضلى، كذلك تكون معدة الصائم فى حالة هدوء طوال اليوم ويجب عليه ألا يجهدها ويملأها فجأة بالطعام، وإلا أصيب الصائم بتقلصات معدية واضطرابات فى عملية الهضم، لذا يجب على الصائم فى البداية أن يتناول شيئا دافئا، ثم يقوم لصلاة المغرب وبعدها يبدأ فى تناول إفطاره، ثم يتناول «الحلوى» بعد الإفطار بمدة كافية وعليه أن يحاول الاعتدال وترشيد كمية الطعام والعمل بالحديث الشريف ثلث لطعامك وثلث لشرابك وثلث لنفسك.
وينصح د. هشام عبد القادر أستاذ أمراض الكبد بجامعة نيويورك بالإكثار من تناول السلطة فى الإفطار وفيها الخس والخيار الذى ثبت حديثا انه يحتوى على مضادات للتأكسد.. وقد أثبتت الدراسات أن قدماء المصريين كانوا يستخدمون عصير الخيار منذ أكثر من خمسة آلاف سنة فى علاج أمراض الكبد عن طريق التنقيط فى الانف ويفضل ايضا ان تشمل وجبة الافطار خضار سوتيه ومشويات مع السلطة والابتعاد عن الدهون لانها تترسب فى الكبد فترتفع الانزيمات ومثل الدهون المشروبات التى تحتوى على مادة الكافيين كالشاى والقهوة والكولا وبالنسبة للحلويات التى يحتاجها الصائم لتعويض النقص فى السكر فلابد أن تتناولها مريضة الكبد بحساب. وعليها ان تبتعد عموما عن الاغذية التى تسبب السمنة حتى لا تترسب الدهون فى الكبد فتصاب بالفشل الكبدى، وبالنسبة للمشروبات التى تتناولها مريضة الكبد الصائمة فيفضل أن تكون العصائر، كما ينصح بتناول الافطار على مراحل وليس دفعة واحدة. وفى السحور يفضل أن يكون الغذاء خفيفا جدا كالزبادى والسلطة واذا تضمنت الوجبة لحوما تكون مسلوقة خالية تماما من الدهون وبكميات قليلة. وأخيرا يؤكد د. هشام ان مريضة الكبد لابد أن تبتعد أو تقلل بقدر الامكان من تناول الاملاح لأن الملح فى هذه الحالة المرضية يترسب فى الجسم ويؤدى الى الانتفاخ وتخزين المياه بالجسم مما يكون له أثر سلبى على صحتها.
 

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 289 مشاهدة
نشرت فى 13 أغسطس 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,624,647