شبح الإصابة‏‏ بسرطان عنق الرحم
تحقيق‏: ‏رانيا حفني


بسبب ضعف الوعي الصحي تعتبر مصر من اكثر الدول التي تعاني فيها المرأة من مرض سرطان عنق الرحم لغياب ثقافة التشخيص المبكر والكشف الدوري‏.

 

وهذا النوع من السرطان يعتبر ثاني انواع السرطان انتشارا علي مستوي العالم ويعتبر فيروس‏HVP‏ من الاسباب الرئيسية للإصابة بهذا المرض‏.‏
الدكتورة نائلة محمد شفيق استشاري النساء والولادة بمستشفي المنيرة العام تقول إن سرطان عنق الرحم ليس مرضا وراثيا وينتج عن تكاثر طبيعي لخلايا في عنق الرحم
وفي حال عجز الجهاز المناعي عن التغلب علي هذا الفيروس تبدأ الخلايا الطبيعية في منطقة عنق الرحم بالتكاثر لتتحول الي آفات ماقبل سرطانية ثم اورام سرطانية وعادة مايستغرق تحول العدوي الفيروسية الي سرطان بضعة اعوام تتراوح ما بين‏10‏ الي‏15‏ سنة وفي حالات نادرة جدا تتحول الخلايا غير الطبيعية الي سرطانية في مدة لاتتجاوز العام الواحد‏.‏
واضافت د‏.‏ نائلة محمد شفيق ان سرطان عنق الرحم هو الثاني انتشارا بين النساء ويقتل هذا المرض الخطير كل دقيقتين امرأة في العالم ويمكن ان يتسبب في حرمان السيدة التي تصاب به من ان تكون اما خصوصا اذا تفاقمت الخلايا السرطانية وتجاوزت منطقة عنق الرحم الي الرحم نفسه الامر الذي نضطر معه الي استئصال الرحم يضاف الي ذلك الآثار المرضية الخطيرة التي تترتب علي انتشار الاورام السرطانية والخلايا الخبيثة في اجزاء اخري من جسم السيدة المصابة غير المنطقة التناسلية‏.‏
الفيروس‏HVP‏
بعيدا عن المنطقة العربية والدول الإسلامية تتم الاصابة الأولي بهذا الفيروس في عمر الشباب عن طريق العدوي بسبب العلاقات غير الشرعية مع اكثر من شخص‏.‏ في الغالب يبقي الفيروس لسنوات عديدة غير فعال أو معني اخر يتعايش بشكل سلمي‏,‏ وبحسب الاحصائيات فان احتمالية الاصابة بهذا المرض ترتفع بعد الممارسة الأولي للجنس وعندما يجد الفيروس نفسه في المكان المناسب والمناخ الملائم بين الخلايا القاعدية لغشاء الرحم فإنه يعمل علي تسخير الخلايا وكل مدخراتها البروتينية لمضاعفة حمضه النووي وإنتاج فيروسات جديدة والتي بدورها تهاجم خلايا أخري سليمة‏,‏ وذلك لأن الفيروسا لاتستطيع التكاثر وزيادة أعدادها بدون معيل وفي هذه تلعب خلايا الرحم أو عنق الرحم دور المعيل‏.‏
من جانبة اشار د‏.‏ محمد ايهاب علي استاذ امراض النساء والتوليد بقصر العيني ان تعدد الشركاء في العملية الجنسية خاصة في الغرب وتعدد العلاقات الجنسية بالنسبة للرجال عموما بدون محاذير تعتبر سببا رئيسيا في انتقال العدوي من الزوج لزوجته كما ان اهمال النظافة العامة هو من الاسباب القويــــة لانتقال الفيــــروس‏HVP‏ ويضيف د‏.‏ محمد ايهاب علي ان من الضروري إجراء الفحوص الدورية من خلال اجراء فحص مسحات عنق الرحم كل ثلاث إلي خمس سنوات وذلك قبل الوصول الي مرحلة الأعراض الواضحة والتي تتمثل في النزف المهبلي غير الطبيعي في غير اوقات الدورة الشهرية‏.‏ الإفراز المهبلي الكثيف‏,‏ الشعور بالألم اثناء العلاقة الزوجية والألم في الحوض‏.‏
تتعدد طرق علاج مشكلات عنق الرحم السرطانية وماقبل السرطانية ويحدد العلاج المناسب عادة بالتعاون بين المرأة وطبيبها بحسب المرحلة التي بلغها المرض‏.‏ ففي مرحلة ماقبل الانتشار عندما يصيب السرطان الطبقة الخارجية لبطانة الرحم فقط قد يشمل العلاج في هذه الحالة الجراحة بالليزر حيث تستخدم أشعة الليزر لتدمير الخلايا غير الطبيعية او الجراحة بالتبريد لتدمير الآفات السرطانية وماقبل السرطانية بتجميدها أو الاستئصال المخروطي لإزالة قطعة نسيج مخروطية الشكل من عنق الرحم عن طريق الجراحة اما عند مرحلة الانتشار عندما يتغلغل السرطان في عنق الرحم وحتي في الأنسجة والأعضاء الأخري‏,‏ وقد يستلزم العلاج التدخل الاشعاعي او الكيميائي واحيانا استئصال الرحم وجزء من المهبل والغدد اللمفاوية في الموضع نفسه‏.‏
وكما ذكرنا فإن سرطان عنق الرحم يصيب غالبا النساء في مرحلة الأربعينيات والخمسينيات أما الخطر الأساسي لزيادة خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم فيكمن في أنه نادرا ما تخضع النساء للفحوص الدورية كما تتعرض النساء بصورة خاصة أكثر من الرجال لحدوث مضاعفات الإصابة بهذا الفيروس من حدوث خلايا مشوهة وثآليل وخلايا ماقبل سرطانية‏,‏ وسرطان‏,‏ لأسباب تعود أساسا الي التغيرات الهرمونية وحدوث الحمل والولادة‏.‏ ولكن ما إن تنخفض المناعة لدي بعض الرجال إلا وتبدأ كثير من هذه الأعراض في الظهور عندهم‏.‏
د‏.‏ محمد مجدي عفيفي استشاري امراض النساء والتوليد يؤكد انه قد اصبح الان من الممكن التطعيم ضد فيروس‏HPV‏ وهو يعتبر من الانجازات المبهرة في مجال الاورام‏,‏ والاورام النسائية تحديدا حيث يمكن اعتبار هذا التطعيم للتقليل او منع الاصابة بسرطان عنق الرحم وقد تمت تجربة التطعيمات الخاصة بسرطان عنق الرحم علي عينة كبيرة من السيدات في امريكا واوروبا كانت النتائج ايجابية جدا حيث لم يثبت اصابة اي امرأة بسرطان عنق الرحم وقد اعترفت به وكالة الغذاء والدواء‏FDA‏ في الولايات المتحدة وهو جزء من التطعيمات الدورية في الولايات المتحدة وكندا هذا ويعطي التطعيم للاناث من سن التاسعة وحتي السادسة والعشرين نتيجة للحرية الجنسية الموجودة بالخارج والتي تتطلب اخذ الاجراءات الوقائية من سن مبكر جدا ويتكون التطعيم من ثلاث جرعات تعطي الجرعة الثانية بعد شهرين من الاولي والثالثة بعد ستة اشهر‏,‏ ويؤدي اللقاح الي مناعة ضد اربع فصائل الفيروس وهي‏18,16,11,6‏ حيث تعد الفصيلتان‏18,16‏ من اكثر الفصائل المسرطنة لعنق الرحم والمهبل والاعضاء الخارجية بينما تؤدي الفصيلتان‏11,6‏ الي الاصابة بالثآليل التناسلية واوضحت الدراسات علي هذا التطعيم فعاليته العالية في تزويد المناعــة ضد الاربـــع فصــائل المذكورة من فيروس‏MPV‏ واضاف د‏.‏ محمد مجدي عفيفي ان هذا التطعيم موجود حاليا في مصر ويفضل اخذه كإجراء وقائي للمقبلين علي الزواج يتكون من جرعتين تكلفتهما نحو‏1500‏ جنيه‏,‏ وعموما فإن التطعيم وكما ذكرنا هو من الإنجازات المهمة في مجال الطب ولاسيما الأورام النسائية‏,‏ حيث أثبت فاعلية كبري في الحماية من الفيروس المسبب لسرطان عنق الرحم تصل الي‏100%.‏

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 125 مشاهدة
نشرت فى 10 أغسطس 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,746,712