مقـــدمــة :
ارتبطت نشأة وتطور بحوث ودراسات الإعلام في العشرينات من القرن الماضي بالنموذجين الوضعي والسلوكي positivist and behaviourist paradigm، فقد استمد التخصص الجديد الكثير من منطلقاته ومفاهيمه وأطره النظرية والمنهجية من هذين النموذجين ، في هذا الإطار ركزت بحوث الإعلام - وما تزال - علي تأثير وسائل الإعلام في الجمهور اعتماداً علي ما يعرف بدراسات الجمهور ، وأهملت إلى حد كبير دراسة مضمون وشكل الرسالة الإعلامية التي يفترض أنها تحدث التأثير المطلوب أو المرغوب من وجهة نظر المرسل أو القائم بالاتصال سواءً كان شخصاً أو مؤسسة إعلامية .
وحتى عندما التفت الباحثون لأهمية دراسة شكل ومضمون الرسالة الإعلامية لم تعرف الدراسات الإعلامية سوي التحليل الكمي لمضمون أو محتوى الرسالة الإعلامية ، والذي ذاع صيته بفضل مقال بريلسون Berelson الشهير ، والذي نشره عام 1952 بعنوان التحليل الكمي للمحتوي في أبحاث الاتصال . واستناداً إلى مساهمات بريلسون وآخرون سادت تقاليد التحليل الكمي الدراسات الإعلامية ، وأصبحت جزءًا من التقاليد البحثية في حقل الدراسات الإعلامية ، بينما اختفت أو غيبت الدراسات الكيفية واتهمت بالتحيز والبعد عن الموضوعية ، ويرصد تومبكنس استمرار هذه الظاهرة في أقسام وكليات الإعلام الأمريكية والمجلات العلمية حيث قام بتحليل ملخصات البحوث المنشورة في المجلات الإعلامية الأمريكية في الفترة من 1988-1994 ووجد ستة بحوث فقط استخدمت مناهج بحوث كيفية ،وفسر تومبكنس ذلك في ضوء عاملين هما الاعتقاد السائد بين الباحثين بأن المجلات العلمية لا تنشر البحوث الكيفية ، بالإضافة إلى نقص التدريب علي تحليل المضمون الكيفي (Tompkins, 1994 , PP 44-50)
لكن يمكن إضافة عامل ثالث لتحليل تومبكنس يتمثل في قلة الاهتمام بدراسة مضامين الرسائل الإعلامية والذي ارتبط بنشأة تخصص الإعلام في إطار الوضعية والسلوكية ، من هنا يذكر لنجر عام 1998 أن الرسائل في النصوص الإعلامية لم تحظ فعليا بالاهتمام الأول في مجال بحوث الإعلام خلال الخمس عشرة إلى العشرين سنة الأخيرة ، وظهرت كثير من البحوث في التسعينات تركز علي عمليات إنتاج واستقبال الأفراد أو المجموعات للرسائل الإعلامية ، وذلك رغم أن الأفراد المتلقين يفسرون النصوص الإعلامية وفقاً لحياتهم الشخصية وخبراتهم وتجاربهم الذاتية إلا أن للنص ذاته تأثير حاسم علي تفسيراتهم (Langer,1998 ) .
علي أن سيادة وهيمنة مناهج وأدوات التحليل الكمي لم تمنع من ظهور كثير من الانتقادات التى انصبت علي شكلية وعدم موضوعية فئات تحليل المضمون الكمي التي تدعي بدون أساس علمي الدقة والموضوعية ،و تنزع إلى تفتيت النص ،وتحويله إلى مجرد أرقام وبيانات إحصائية لا تكشف عن معني النص أو المعاني التي يحملها ، إن التحليل الكمي عكس التحليل الكيفي يهمل سياق النص وعلاقات القوي داخله ،ومنظور الفاعل ، فضلاً عن عدم الاكتراث بالمعاني الضمنية أو غير الظاهرة في النص ( عبد الرحمن وآخرون , 1983) من هنا بدأت تظهر- وعلي استحياء- محاولات لاستخدام مناهج وأدوات للتحليل الكيفي في دراسة النصوص الإعلامية، وقد اتسمت في البداية بالتردد والخلط وعدم الوضوح أو التكامل المنهجي والإجرائي ، لكنها شكلت نوعًا من المواجهة والتحدي للتقاليد السائدة في مجال الدراسات الإعلامية (Curtin, 1996) .
وفي مطلع السبعينيات من القرن الماضي اتجه عدد من الباحثين الاسكندنافيين في مجال الإعلام إلى تأييد واستخدام التحليل الكيفي للمحتوي من منظور أيديولوجي ،وعرف هذا التوجه بالاتجاه الإنساني humanistic trend والذي ركز علي علاقات القوة التي تحاول النصوص الإعلامية التعبير عنها ، كما سعي لتطوير أدوات التحليل الكيفي مستفيدًا من التطور الذي تحقق في مجال الدراسات اللغوية والسميولوجية( العلاماتية )، وتحليل النص ، وكان من أبرز ممثلي هذا الاتجاه الباحث الدانماركى بيتر لارسن Beter Larsen ، والذي أكد أن التحليل الكيفي ليس غاية في حد ذاته ، ووفقا لمايرينج Mayring فإن التحليل الكيفي للمحتوي يقوم علي الفحص الدقيق لمصادر المادة المزمع تحليلها ، وعلى الملاحظة الصريحة والفهم الذاتي للذين يقومون بالتحليل ، مع الاهتمام أيضا بوجهات نظر الآخرين ، بالاضافة الي تقبل نتائج إعادة التفسير ،وتعتبر المصطلحات السميولوجية والنظرية البراجماتية للمعنى وقواعد التفسير علي أساس التحليل البنيوي للنص من أدوات عملية التحليلي الكيفي ،والتي تتضمن المبادئ الأساسية لتلخيص وشرح وهيكلة المادة محل الدراسة ( Langer, 1998- Howley, 1999)
لكن هذه الأدوات المنهجية لم تكن كافية لدراسات الرسائل أو النصوص الإعلامية في علاقاته المتشابكة والمعقدة مع الرسائل السابقة ، ومع بنية المجتمع والقوة المهيمنة عليه ، من هنا تطورت محاولات التحليل الكيفي في الثمانينات من القرن الماضي باتجاه تبنى منهجية تحليل الخطاب ،وتحليل الخطاب النقدي، وقد تأثرت هذه المحاولات بهيمنة إتجاه ما بعد البنيوية . ورغم عدم الاتفاق علي مفهوم الخطاب إلا أنه أصبح يستخدم علي نطاق واسع في تحليل النصوص الإعلامية ، وقد نشأ مفهوم الخطاب في إطار دراسات اللغة والألسنية أو علم اللغة الحديث، رغم أن الألسنيون الأوائل أمثال سوسيرSaussure 1857-1913، وهلمسلف Hjemslew 1899- 1965، وجاكبسون Jakobson 1896- وغيرهم لم يناقشوا موضوع الخطاب وإنما كان بيسنس Buyssens أول من طرح مسألة الخطاب في الدراسات الألسنية عام 1943،ولكن النقلة الألسنية الكبيرة في مسائل الخطاب جاءت علي يد بنفست Benvenist 1902-1967وفي الوقت الحالي هناك توجه كامل- كما يقول الزواوي بغورة- في فرنسا يسمي تحليل الخطاب ، ويظهر في أشكال مختلفة يمكن تصنيفها إلى أربع منظومات كبري هي ، المنظومة المنطوقية ، والمنظومة الحجاجية ، والمنظومة السردية والمنظومة الخطابية ، وقد ارتبطت الأعمال الأولى للبنيويين الفرنسيين- أمثال كلود ليفي شتراوس ، ورولان بارت ، وجان لكان وميشيل فوكو - بهذه الأشكال من تحليل الخطاب (بغورة ، 2004).
ويمكن القول أن السيميولوجيا ( العلاماتية ) قد قادت في الستينات وأوائل السبعينات حقل تحليل النصوص الإعلامية، ووفرت للباحثين أسلوبًا لتحيل المعني ، بينما هيمن التحليل الأيديولوجي علي هذا الحقل في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات ، وقد زود الباحثين بمنهج للتفكير في العلاقات بين المعني والبنية الاجتماعية ،ومنذ منتصف الثمانينات وحتى الآن أصبحت نظرية الخطاب هي التي تقود عمليات تحليل النصوص الإعلامية ، ولقد دفعت نظرية الخطاب الباحثين إلى إعادة التفكير في العلاقة بين المعنى والبنية الاجتماعية ،من خلال التركيز علي السلطة من داخل نظام المعني وليس من خارجه ، فنظم المعني نفسها تعتبر سلطة ،وهي لا تظهر بسهولة كنظم ، مثل بنية اللغة بل من خلال ممارسات ذات دلالة ، إنها ليست ببساطة المعاني المرتبطة بالممارسات الاجتماعية ، كما يقول ألتوسير في نظرية الأيديولوجية ، بل إن المعني والممارسة لا يمكن التمييز بينهما فهما مترابطان ، أي أن المعني هو الممارسة في نظرية الخطاب (Tolson, 1996, p196 ) .
إن الخطاب ليس هو اللغة ،كما توجد اختلافات عميقة بين الخطاب والنص، وذلك رغم نشأتهما التقليدية من الدراسات اللغوية ، إن الخطاب والنص يبحثان في البناء والوظيفة لوحدات اللغة الكبرى ، كما تطورا في نفس الوقت تقريبا ،لذلك هناك من يعتبرهما متطابقين ، لكن لاشك في وجود فروق كبيرة بينهما علي مستوي المفاهيم والمناهج والوظائف ، فالخطاب يركز علي اللغة والمجتمع . (Tankard,1994 ) بالإضافة الي أن الخطاب متحرك ومتغير ، وله جمهور وهدف وقصد معين ، ويتشكل من مجموعة من النصوص والممارسات الاجتماعية .
ويشير الخطاب - كما يقول فيركلاو - إلى استخدام اللغة حديثا وكتابة , كما يتضمن أنواعًا أخرى من النشاط العلاماتي مثل الصور المرئية - الصور الفوتوغرافية ،الأفلام ،الفيديو ،الرسوم البيانية - والاتصال غير الشفوي – مثل حركات الرأس أو الأيدي ... الخ – ويخلص إلى أن الخطاب هو أحد أشكال الممارسة الاجتماعية ، ثم يستخدم فيركلاو الخطاب بمعني أضيق حين يقول : "الخطاب هو اللغة المستخدمة لتمثيل ممارسة اجتماعية محددة من وجهة نظر معينة" ، وتنتمي الخطابات بصفة عامة إلى المعرفة ،وإلى بنـاء المعرفــة . (fairclough ,1995,pp 53-56 )
علي أن فيركلاو وغيره من الباحثين في حقل تحليل الخطاب النقدي قد توسعوا في تعريفاتهم واستخداماتهم لمفهوم الخطاب بحيث غدا عندهم يشمل كل شيء ، وتقع تحت مظلته تخصصات ومجالات واسعة في العلوم الاجتماعية ومن منظور نقدي . وقد ترافق ذلك بالتوسع في استخدام تحليل الخطاب النقدي عبر تخصصات مختلفة ولأغراض متباينة ، مع غياب التعاون بين هذه التخصصات ، ما أدى إلى عدم الاتفاق علي ما هو تحليل الخطاب، وكيف يمكن تطبيقه ، وما هي حدوده وإمكانياته ، ومثل هذه الحالة لا تقلق الكثير من الباحثين حيث يري البعض أن كثيرًا من المفاهيم والنظريات التي تستخدم في العلوم الاجتماعية لا يوجد حولها اتفاق ،كما هو الحال في عدم الاتفاق حول تعريف الأيديولوجية بين التخصصات المختلفة . (Tankard,1994)
إن عدم الاتفاق علي مفهوم الخطاب واستخداماته لم تمنع من انتشار بحوث تحليل الخطاب وتناولها لموضوعات ومجالات متعددة ، من بينها تحليل الخطاب الإعلامي ، الذي يعتبر تطورًا مهمًا لمجال التحليل الكيفي للرسائل الإعلامية وشروط إنتاجها وتداولها وتأثيرها في الجمهور ، فضلا عن تفاعلاتها مع الظروف التاريخية و المجتمعية .
مجمل التطورات السابقة فيما يتعلق بتطور تحليل النصوص والرسائل الإعلامية انعكست بصور مختلفة، وأحيانا متباينة علي البحوث والدراسات العربية في مجال الإعلام ، كما كان لها - وبدرجات مختلفة - نماذجها وممثليها ، ولكن بصفة عامة كانت تلك التطورات المنهجية والنظرية تنتقل إلى الدراسات والبحوث العربية بفارق زمني كبير ، كما كان يجري تبنيها أحيانا بطريقة آلية وبدون تمثل لخصوصيات اللغة والثقافة العربية . وتكفي الإشارة هنا إلى أن البحوث الإعلامية العربية، والتي صدرت باللغة العربية في الجامعات المصرية استخدمت تحليل المضمون الكمي لأول مرة في مطلع السبعينات ، وقد هيمن التحليل الكمي للرسائل الإعلامية علي دراسات وبحوث الإعلام- خاصة رسائل الماجستير والدكتوراه – في مصر خلال السبعينات والثمانينات ، إلي ان ظهرت في نهاية الثمانينيات أول دراسة استخدمت تحليل الخطاب اعتمادا علي مساهمات اللغويات واللغويات النقدية ، حيث استخدمت التحليل الاسلوبي والدلالي (خليل ,1989 ). ثم ظهرت بعدها العديد من الدراسات والرسائل العلمية التي استخدمت منهجية تحليل الخطاب .
أولاً :إشكالية الدراسة :
ترتبط إشكالية الدراسة بمجمل الإشكاليات الخاصة بتطور تحليل الرسائل والمضامين الإعلامية وأهمها عدم التوازن بين التحليل الكمي والكيفي في دراسات وبحوث تحليل مضمون الرسائل الإعلامية ،وهيمنة التحليل الكمي علي التقاليد العلمية والمنهجية في مجال بحوث ودراسات الإعلام علي المستويين العالمي والعربي . ورغم محاولات استخدام مناهج وأدوات التحليل الكيفي ، وتطورها باتجاه استخدام تحليل الخطاب والاستفادة من علوم اللغويات ، والسيميولوجيا وعلم الاجتماع ، وعلم النفس الاجتماعي والدراسات الادبية والاثنوجرافيا والدراسات الثقافية ،إلا أنه لا يوجد اتفاق حول الخطاب , كما تختلف المفاهيم النظرية والاستخدامات العملية لمفهوم الخطاب ، وقد انعكست تلك الإشكاليات علي المحاولات العربية لتحليل الخطاب الإعلامي ، والتي لم تتمكن من تحدي التقاليد العلمية السائدة و استخدام مناهج وأدوات التحليل الكيفي ، ومناهج تحليل الخطاب إلا في مطلع التسعينات ، وبعد أن أنجزت بحوث ودراسات تحليل الخطاب في الدول الاسكندنافية و بريطانيا وأستراليا وألمانيا والولايات المتحدة خطوات مهمة علي طريق التبلور المنهجي والإجرائي .
وتتبلور الإشكالية الرئيسية لهذه الدراسة في أن الفجوة الزمنية والعلمية بين مدارس تحليل الخطاب في العالم والمحاولات العربية في هذا المجال قد وفرت للباحثين العرب فرصة الإطلاع علي ما قدمته مدارس التحليل الكيفي ومدارس تحليل الخطاب فى العالم من مساهمات نظرية وتطبيقات عملية ،لكنها ضاعفت من حدة ونوعية الإشكاليات التى تواجهها البحوث العربية في مجال تحليل الخطاب الإعلامي - كما تجسده البحوث والدراسات التي أجريت في مصر باللغة العربية – حيث انتقلت الإشكاليات المعرفية والمنهجية الخاصة بمفهوم الخطاب وحدود استخداماته ونتائجه إلى الدراسات العربية ،مما أدى إلى بعض الخلط المفاهيمي والمعرفي في استخدام بعض الدراسات العربية لتحليل الخطاب . من هنا فإن الدراسة تسعي إلى مناقشة إشكاليات تحليل الخطاب في الدراسات الإعلامية العربية .
ثانيا :أهداف الدراسة :
في ضوء الإشكالية الرئيسية للدراسة وما ارتبط بها من إشكاليات يمكن تحديد أهداف الدراسة في :
1- التعرف علي الملامح الرئيسية لمدارس تحليل الخطاب والتي جاءت من تخصصات وعلوم مختلفة ، وأثرت علي البحوث العربية في مجال تحليل الخطاب الإعلامي.
2- الكشف عن أهم الاختلافات المعرفية والمنهجية بين مدارس تحليل الخطاب ، والتي أدت إلى عدم الاتفاق حول مفهوم الخطاب ، وحدود استخدامات تحليل الخطاب ، ونتائجه .
3- رصد وتحليل نشأة وتطور البحوث والدراسات الإعلامية العربية التي ظهرت في مصر واستخدمت مفاهيم وأدوات ومناهج تحليل الخطاب .
4- الوقوف علي مدي الدقة والوضوح في مفاهيم وإجراءات استخدام وتطبيقات تحليل الخطاب في الدراسات العربية ،في ضوء تأخر ظهورها واعتمادها علي مدارس تحليل الخطاب الأوربية والتي تعاني من إشكاليات عدم الاتفاق علي مفاهيم الخطاب وحدود استخدامات تحليل الخطاب ونتائجه .
ثالثا : تساؤلات الدراسة :
1- ما هي العلاقة بين تحليل الخطاب والدراسات اللغوية من جهة , وبين تحليل الخطاب ودراسة النص من جهة ثانية ؟
2- ما هي الجذور المعرفية لتحليل الخطاب؟ وما هي أهم مفاهيم الخطاب واستخداماته ؟
3- ما المقصود بتحليل الخطاب والتحليل النقدي للخطاب ؟ وما هي حدود استخداماتهما ؟
4- ما المقصود بالخطاب الإعلامي وكيف يمكن تمييزه عن بقية الخطابات في المجتمع ؟
5- إلى أي مدي يمكن التقريب بين المدارس المختلفة لتحليل الخطاب ؟
6- لماذا تأخر ظهور الدراسات والبحوث الإعلامية التي استخدمت تحليل الخطاب ؟
7- ما هي الظروف والتحديات التي أحاطت بنشأة الدراسات والبحوث العربية التي استخدمت مفاهيم تحليل الخطاب ؟
8- كيف انعكست الإشكاليات المنهجية الخاصة بمفاهيم الخطاب وحدود استخداماته علي الدراسات والبحوث العربية في مجال تحليل الخطاب الإعلامي ؟
9- ما هي أهم موضوعات الدراسات والبحوث الإعلامية العربية التي أجريت في مصر واستخدمت مفاهيم ومناهج تحليل الخطاب ؟
10- ما هي أهم الأصول المعرفية والإجراءات المنهجية التي استخدمتها الدراسات العربية في مجال تحليل الخطاب ؟
11- كيف يمكن مواجهة وحل الإشكاليات التي تعاني منها الدراسات والبحوث الإعلامية العربية التي اعتمدت علي تحليل الخطاب ؟
رابعا : حدود الدراسة وأهميتها :
تستمد هذه الدراسة أهميتها من حداثة استخدام تحليل الخطاب فى البحوث والدراسات الإعلامية العربية ، ومن ثم قلة الكتابات النظرية والتطبيقات العملية في مجال تحليل الخطاب ، مع وجود قدر من الغموض المفاهيمى والاضطراب النظري حول تحليل الخطاب واستخداماته ،من هنا تبرز أهمية التأصيل النظري للموضوع ،ومناقشة إشكاليات استخدام تحليل الخطاب في البحوث والدراسات العربية ،بغية التوصل إلى بعض المقترحات لتطوير استخدامات تحليل الخطاب الإعلامي في البحوث والدراسات العربية .
وتقتصر الدراسة علي وصف وتحليل نماذج من رسائل الماجستير والدكتوراه التي نوقشت وأجيزت في كلية الإعلام جامعة القاهرة ، واستخدمت تحليل الخطاب ، ويأتى اختيار رسائل الماجستير والدكتوراه في ضوء :-
- فرضية أن تلك الرسائل تراعي القواعد والتقاليد العلمية ، كما تلتزم بأكبر قدر ممكن من الدقة المنهجية .
- معرفة ومتابعة الباحث للمساهمات النظرية والتطبيقية في مجال تحليل الخطاب الإعلامي في مصر .
- عدم قدرة الباحث علي الإطلاع علي بحوث ودراسات تحليل الخطاب الإعلامي في تونس والجزائر والمغرب ، وذلك بالرغم من محاولاته العديدة للحصول علي نماذج منها . ويمكن القول أن تلك المحاولات كشفت عن ندرة البحوث والدراسات المكتوبة باللغة العربية عن تحليل الخطاب الإعلامي في دول المغرب العربي ،لذلك ربما تقدم البحوث والدراسات المصرية نموذجًا للمساهمات العربية في مجال تحليل الخطاب الإعلامي .
وإذا كانت العناصر السابقة تمثل حدودًا أو قيودًا معلنة مفروضة علي الدراسة ، فان هناك قيودًا وحدودًا ضمنية أو غير معلنة تقتضي الأمانة العلمية الاعتراف بها وتتمثل في ارتباط موضوع الدراسة بمجال عمل الباحث واهتماماته مما قد يخلق نوعًا من التعاطف غير المعلن مع الموضوع ، كما أن محاولته للوقوف علي مدي دقة ووضوح استخدام الدراسات التي تشكل عينة الدراسة لمنهجية تحليل الخطاب ربما يوقعه في إشكالية تقييم زملاء وأصدقاء من باحثي الإعلام في مصر تربطهم والباحث علاقات مهنية وشخصية، فضلا عن أن إدراج الباحث لرسالته للماجستير ضمن عينة الدراسة ربما يوقعه في إشكالية تقييم الذات بما لها وعليها من سلبيات وإيجابيات .
خامسًا : الإجراءات المنهجية :
تندرج الدراسة ضمن الدراسات الوصفية التحليلية ، لذلك اعتمدت علي المنهج المسحي بشقيه الوصفي والتحليلي ، بالإضافة إلى المنهج المقارن ، أما عينة الدراسة فتكونت من 9 رسائل للماجستير والدكتوراه نوقشت في كلية الإعلام جامعة القاهرة، خلال الفترة من 1990 إلى 2003،وقد اختيرت هذه الرسائل بطريقة عمدية بحيث يتوافر فيها شرطان ،الأول تقديم إطار نظري حول منهجية الخطاب واستخداماته ، والثاني استخدام منهجية الخطاب في تحليل موضوعات إعلامية متنوعة ، ويمكن القول أن هذه العينة تمثل أكثر من نصف رسائل الماجستير والدكتوراه التي استخدمت تحليل الخطاب في كلية الإعلام جامعة القاهرة .
سادسًا :مدارس تحليل الخطاب الإعلامي :
سبقت الإشارة إلى تعدد وتداخل التخصصات والمدارس اللغوية والألسنية والأدبية والفلسفية التي تستخدم مفهوم الخطاب ومنهجية تحليل الخطاب، الأمر الذي أدي إلي اختلاط وأحيانا غموض مفهوم الخطاب والأسس المعرفية والنظرية لمنهجية تحليل الخطاب واستخداماته ، من هنا تأتي أهمية عرض وتحليل أبرز هذه المدارس والتخصصات في الدراسات الألمانية والاسكندنافية والأنجلوسكسونية للوقوف علي أهم مساهماتها النظرية والتطبيقية في مجال تحليل الخطاب بعامة والخطاب الإعلامي بخاصة ، وسيحاول الباحث عدم التقيد بالمدرسة الفرنسية فقط والتي كان لها فضل الريادة ،إذ لا يمكن القبول بادعاء دومينك مانجينو Maingueneau - الباحث الفرنسي المتخصص في تحليل الخطاب - والذي يحصر تحليل الخطاب داخل المدرسة الفرنسية وحدها (يوسف , 2004)
1- مدارس التحليل اللغوي للخطاب الإعلامي :
تظهر الأصول النظرية لتحليل الخطاب اللغوي في أعمال عالم اللغة الشهير فردينالد دي سوسير ، الذي أسس المدرسة البنيوية في دراسة اللغة ، والتي تطورت بعد ذلك واهتمت بتحليل الأسلوب ، والنص ، وبالتطبيقات اللغوية في مجالات وسياقات مختلفة ، لعل أهمها النظريات الأدبية الحديثة والمعاصرة اعتمادا علي مفهوم تحليل الخطاب . (Bartton, 2002, pp 575-598) .
في هذا الإطار ظهرت اتجاهات في دراسة الأسلوبية ، الأول أقرب إلى البلاغة ، والثاني يدرس علاقة التعبير بالفرد أو الجماعة ، وقد أسس شارل بالي علم الأسلوبية اعتماداً علي دراسات سوسير في اللغة ، وقد عرف علم الأسلوبية بأنه يبحث في لغة جميع الناس بما تعكسه – لا من أفكار خالصة – بل من عواطف ومشاعر ، وأن موضوع الأسلوبية هو لغة كل الناس ...فجميع الظواهر اللغوية بمستوياتها المختلفة يمكن أن تكشف عن الخواص الأسلوبية في اللغة، لكن تلاميذ بالي ضيقوا من مجال بحث الأسلوبية وحصروه في الدراسات الأدبية، كما أخضعوا الجوانب الجمالية للتحليل اللغوي اعتماداً علي مناهج نفسية وبنيوية ، وقد أوضح سوسيير أن علم الأسلوب يمثل المجال اللغوي كإبداع بينما علم اللغة يمثل المجال اللغوي كتطور وتاريخ ،كذلك ظهرت اتجاهات أحدث اهتمت بشخصية المؤلف و بعملية التفاعل بين المؤلف والقارئ ( فضل, 1985, ص ص 21 - 37 ) ، وقد اهتم علماء اللغة منذ وقت طويل باللغة المستخدمة في وسائل الإعلام حيث ركزوا على تركيب الجمل والقواعد النحوية والبلاغية المستخدمة ، كما ناقشوا السمات البنائية والبلاغية الخاصة للغة الإعلام أو ما عرف بالخطاب الإعلامي .
وتعرضت الدراسات اللغوية التقليدية والأسلوبية إلى انتقادات واسعة بسبب تركيزها علي اللغة أو الأسلوب بعيداً عن السياق المجتمعي ، وعلاقات القوة داخل المجتمع ، من هنا ظهر ما يعرف بالاتجاهات اللغوية الاجتماعية ، والتي اهتمت بدراسة اللغة الإعلامية من منظور اجتماعي ثقافي برز بوضوح في أعمال عالم اللغويات الاجتماعية بل Bell والذي اهتم بدراسة علاقات الارتباط بين الملامح اللغوية المتغيرة وبين الملامح المتغيرة للسياق الاجتماعي . وقد خلص علي سبيل المثال إلى أن درجة تبسيط نطق نهايات الكلمات في لغة المذيعين تختلف فيما بين محطات الإذاعة في نيوزيلندا وفقا للمهن الرئيسية لجماهير المستمعين (Fairclough, 1995, p 27) .
وتركز دراسة تحليل الخطاب ذات المنحي اللغوي الاجتماعي علي النص الكامل سواءً كان مكتوباً أو منطوقاً ، كما تهتم أيضاً بشكل النص،وبنيته وتنظيمه علي كل المستويات الفونولوجية - علم الأصوات الكلامية – والقواعد النحوية ، لكن اللغة هنا تشمل القواعد النحوية وتركيب الجملة ومستويات تنظيم النص في مفاهيم خاصة، فضلاً عن بنية المناقشات العامة والتي تتجلى من خلال ما هو اجتماعي وسياسي والقواعد المؤسسية لممارسة الحوار (Currtin, 1996 ). إن السؤال الرئيسي الذي يسعى تحليل الخطاب إلى الإجابة عليه هو لماذا أخذ هذا النص هذا الطريق ولم يأخذ طريقاً آخر؟، وتري كوتس جينيفر coates jennifer أن إجابة هذا السؤال تتطلب تحليل ستة مستويات هي :-
- أن الخطاب يشكل من خلال الكلمة كما أنه يشكل الكلمة
- اللغة تشكل الخطاب والخطاب يشكل اللغة
- الممارسة تشكل الخطاب ، كما أن الخطاب يشكل الممارسة
- الخطاب يشكل من خلال الخطاب السابق – خطاب الماضي – والخطاب يشكل إمكانيات خطاب المستقبل
- الخطاب يشكل من خلال وسيلته ،كما أن الخطاب يشكل إمكانيات هذه الوسيلة
- الخطاب يشكل بواسطة غرضه ، كما أن الخطاب يشكل الأغراض الممكنة
وتؤكد كوتس جينيفر أن الخطاب يرتبط باللغة والدراسات الأدبية ودراسات التعبير والاتصال وتخصصات أخرى متعددة (Jennifer, 1988, pp237 - 247 )
ومهدت المساهمات السابقة إلى ظهور مدرسة اللغويات النقدية critical linguistics في السبعينات من القرن العشرين ، بجامعة إيست انجليا علي يد مجموعة من الباحثين ،وتقوم هذه المدرسة علي محاولة الدمج والتأليف بين الدراسات اللغوية النظامية والدراسات اللغوية الاجتماعية والمناهج النقدية والدراسات السميولوجية ، حيث تنطلق من تعدد وظائف النص ،خاصة النص الإعلامي ،فهناك الوظيفة الفكرية – تكوين الأفكار – ووظيفة تصوير العلاقات الاجتماعية والهويات الاجتماعية ، كما تنظر هذه المدرسة إلى النصوص كنتاج لاختيارات من بين نظم الخيارات المتاحة من ناحية النحو ومفردات الكلمات وما إلى ذلك ، ويعتبر الخطاب هنا مجالاً للعمليات الأيديولوجية وللعمليات اللغوية ..مع وجود علاقة محددة ومقررة بين هذين النوعين من العمليات ، وبشكل محدد يمكن أن تحمل الاختيارات اللغوية داخل النصوص معناً أيديولوجياً ، كما تركز تلك المدرسة علي عملية الإقرار أو التقديم representation أي طريقة عرض الأحداث، والوظيفة الفكرية أي المتعلقة بفكرة معينة (Howley, 1999-Fairclough,1995,p 23 ) . ولعل ترو Trew ، وهودج و كريسHodg and Kress من أبرز رموز تلك المدرسة، حيث قدم الأول أبحاثاً عديدة حول مسيرة الخطاب في الصحف ،ركز فيها على عملية تحويل المواد الإخبارية الواردة من وكالات الأنباء والمصادر الأخرى إلى تقارير إخبارية منشورة ، والتغييرات التي تخضع لها القصة الإخبارية من تقرير لآخر ،أو من التقارير إلى التحليل المعمق .. إلى المقالات الافتتاحية ، عبر فترة زمنية معينة ، فقد يحذف الفاعل بهدف ترك القوي الفاعلة أو الجهات المسئولة غير محددة ، كما قد تعاد صياغة الجمل أو يقع الاختيار على كلمات محددة بطريقة معينة تتضمن اختيارات وتحيزات أيديولوجية ، بينما ركز هودج و كريس علي سلاسل التناص في الممارسات الخطابية ، وعلي أهمية اختيار المفردات اللغوية والضمائر والأفعال المساعدة . وميز هودج و كريس بين النص والخطاب من ناحية المفاهيم والإجراءات النظرية والمنهجية والأهداف التي يسعى كل منهما إلى تحقيقها، فالخطاب هو العملية الاجتماعية التي تكون النصوص متضمنة فيها ، بينما النص هو جزء من الخطاب ، أي أن النصوص هي تجليات للخطاب ، كما ميز هودج وكريس بين الخطاب والأشكال الأدبية رغم أنهما يحملان معاني اجتماعية .( Gunter and Roert, pp67-73- pennycook ,2002)
وقد بلور هودج وكريس نموذجاً لتحليل الخطاب من خلال النظر إلى اللغة كأيديولوجية ، تماما كما فعل هاليداي Halliday في السبعينات من القرن العشرين ، حيث استفادا من نظرياته في تحليل الخطاب ، واتفقا معه في أن قواعد اللغة هي اختيارات وليست قواعد ، كما أن النحو هو نظرة للواقع وليس عملا محايدا كما يعتقد معظم الناس ،لذلك ركزا علي أن اللغة والتركيبات اللغوية يمكن أن تتحدد وتتمفصل مع الأيديولوجية ، وتمنح الشرعية لمؤسسات السلطة في المجتمع ، ويتكون نموذج هودج و كريس من شبكة من المفاهيم تشمل الفاعلين والأفعال أو العمليات والمفعول به ، والعلاقات بينها ، وعلي سبيل المثال عندما نقرأ جملة (البوليس أطلق النار علي المشاغبين)، فإن الفاعل واضح بينما المشاغبون هم المتأثرون بالفعل ، لكن عندما نقرأ (ويجري رجل الشرطة) ، فإننا لا نعرف ما هي طبيعة العلاقة وما هو سياق وهدف قيام رجل الشرطة بذلك ، وهل هو هنا في دور الفاعل أم المفعول به(Delinger,1995 - Tankard,1994)
ورغم أهمية الاستنتاجات التي توصل إليها الباحثون اعتماداً على الأطر النظرية والنماذج التحليلية لمدرسة اللغويات النقدية إلا أنها تعرضت لانتقادات عديدة نظراً لإهمالها بحث قواعد التركيب اللغوي والنحوي ، وكذلك لعدم اهتمامها بطبيعة فهم أو تأويل الجمهور للنصوص التي تشكل الخطاب الإعلامي ، أي أن التحليل ينحصر في إطار العمليات التي يقوم بها المحللون.
2- ميشيل فوكو وتحليل الخطاب :-
منحت أعمال فوكو الخطاب كمفهوم ومنهج للتحليل حياة جديدة وفتحت آفاقاً رحبة أمام الباحثين في العلوم الاجتماعية ،حيث أسس مفهوماً للخطاب لا يقوم علي أصول ألسنية أو منطقية ،بل يتشكل أساسا من وحدات سماها بالمنطوقات ، وهذه المنطوقات تشكل منظومات منطوقية تسمي بالتشكيلات الخطابية ، هذه التشكيلات تكون دائماً في حقل خطابي معين ، وتحكمها قوانين التكوين والتحويل ، وعلي هذا الأساس يخلص الزواوي بغورة إلى أن الخطاب يختلف عن الجملة والقضية ، كما يختلف التحليل الخطابي عن تحليل اللغة والتحليل المنطقي ، ذلك أن تحليل الخطاب يعتمد علي الوصف الأركيولوجي والتحليل الجينولوجي – و يسعى الأول إلى سن قوانين ندرة المنطوقات وتراكمها ، أما الثاني فهو يعني البحث عن البدايات لكن بطريقة غير تقليدية تختلف عن الطريقة التقليدية التاريخية حيث تركز علي تبين الإنقطاعات والفواصل – من أجل الكشف عن ندرة وخارجية وتراكم وقبلية الخطابات أو بتعبير دقيق يقوم علي التحليل التاريخي للخطابات ، ولا تعود مرجعية الخطاب إلى الذات أو إلى المؤسسة أو إلى الصدق المنطقي أو إلى قواعد البناء النحوي ، وإنما إلى الممارسة ( بغورة , 2000 , ص ص 124 – 144 )
وركز فوكو علي نقد وهدم التفكير الغربي الذي كان دائماً يركز علي معني أن نكون بشراً بدلاً من كيف نكون بشراً ، وفي هذا السياق أكد علي وفاة الفاعل الموحد أو الوحيد وظهور كثير من الفاعلين ، فالبشر ليس هم الفاعل الوحيد بل هم منتجات الممارسات الخطابية ، كذلك فإن الموضوعات ليست حقائق اجتماعية بل هي عملية تتعلق بكيف يأتي الفاعلون بالأشياء إلى الوجود من خلال اللغة ، لذلك يمكن القول بوجود علاقة بين السلطة أو القوة power واللغة ، وبالتالي يجب اعتبار الفاعلين تكوينات اجتماعية تم إنتاجها من خلال الخطابات الاجتماعية التي تضع هذه التكوينات الاجتماعية في حقل علاقات القوة .( Langer, 1998 )
ولعل تهميش فوكو لدور البشر كفاعلين اجتماعيين هو ما عرضه لكثير من النقد ، بالإضافة إلى تعدد وغموض بعض المفاهيم الأساسية التي اعتمد عليها في تحليله للفكر الغربي ، وفي مقدمتها مفهوم الخطاب ذاته ، حيث أشار إلى الخطابات كتصريحات ، وعرف تحليل الخطاب علي انه تحليل للأداء الشفوي ، كما اعتبر الخطابات عوامل نشطة لتكوين وبناء المجتمع مع تبعيتها في الوقت نفسه لمجتمع معين أو مؤسسة معينة ، وفي موضع آخر اعتبر الخطابات تعبيراً عن علاقات القوة ، كما تشير أيضاً إلى كل ما يمكن التفكير فيه أو كتابته أو قوله بشأن موضوع أو شيء معين ،ويهدف تحليل الخطاب لدي فوكو إلى تنوير البنية غير الواعية التي تحد من طريقة تفكيرنا ، وفي كتابه الشهير (أريكولوجيا المعرفة) حاول فوكو إنشاء طريقة غير تأويلية وغير جدلية وغير متعلقة بنظرية المعرفة لوصف وتصنيف التكوينات الخطابية التاريخية ((Langer, 1998. إن تحليل الخطاب يتعارض مع منهج التحليل المنطقي ومنهج التأويل ، إذ لا يبحث في باطن الخطاب ولا خلف اللغة لكنه يتوقف عند حرفية الخطاب ، عكس التأويل الذي يبحث في باطن الخطاب مسائلا المعني والمضمون والفكرة المستترة وراء اللفظ ( بغوره 2004)
ويخلص الزواوي بغورة إلى أن الخطاب يتنافى وما تعودنا علي تسميته في إطار تاريخ الفكر بالنص ، والأثر والقضية والجملة والمجال العلمي أو الفرع العلمي ، إن المفهوم الخاص بالخطاب لا يمكن اشتقاقه مباشرة من الألسنية أو التحليل الخطابي أو فلسفة التحليل ، ولكن في نفس الوقت لا يمكن فصله عن مجمل الحوارات والمناقشات والأسئلة المطروحة والمناقشات والأسئلة في هذا الميدان والتي كانت موضع تفكير فوكو ، وإن بطريقة مختلفة وبمفاهيم مغايرة ( بغورة , 2000 ، ص 111).
ويحتل مفهوم المعرفة والسلطة ( القوة) مكانة مركزية عند فوكو، حيث ناقش كافة أشكال السلطة ، وقد حدد مفهوم المعرفة- السلطة بالجمع والربط بينهما لا بالفصل والتمييز كما هو الحال عند الفلاسفة والباحثين الماركسيين أو المنتمين لمدرسة فرانكفورت ( بغورة ،2000 ، ص ص 231- 243) ،وعارض فوكو فكرة أن السلطة مساوية للعنف والإخضاع والهيمنة كقاعدة أساسية ، بل يمنح السلطة دوراً إيجابياً ، دور الإنتاج دون إهمال للعنف كممارسة أو كحل تلجأ إليه السلطة في بعض الأحيان ، ثم يعرف السلطة بأنها مجموعة من علاقات القوي ضمن استراتيجيات محددة ( بغورة ،2000، ص233) ، لكن قد تتمفصل السلطة والمعرفة في الخطاب ، يقول فوكو" يجب ألا نتخيل عالماً للخطاب مقسماً بين الخطاب المقبول والخطاب المرفوض ، أو بين الخطاب المسيطر والخطاب المسيطر عليه،بل يجب أن نتصوره كمجموعة عناصر خطابية تستطيع أن تعمل في استراتيجيات مختلفة (وذلك ) لأن الخطابات عناصر أو كتل تكتيكية في حقل علاقات القوي ، قد تكون هناك أشكال متباينة منها وحتى متناقضة داخل الإستراتيجية الواحدة نفسها ، وبالعكس يمكن أن تتنقل هذه الخطابات بين استراتيجيات متناقضة دون أن يتبدل شكلها ( بغورة , 2000 , ص 278)، ويخلص الزواوي إلى أن الخطاب ليس فقط موضوعًا من الموضوعات كالمعرفة والسلطة والذات ، بل الحقل أو الميدان الذي منه تتمفصل المعارف والسلطات والذوات ، لذلك لا يمكن أن نقول أن هناك خطابات مقبولة وأخرى مرفوضة ( بغورة ،2000, ص 278)
ويلاحظ أن الباحثين قد اختلفوا حول تصنيف مساهمات فوكو ، فهناك من يري انها تدخل في سياق ما بعد الحداثة ، بينما يعتبره آخرون ما بعد بنيوي ،لأنه يؤكد علي الوجود الإنساني اعتمادا على أشكال المعرفة والخطابات التي تعمل من خلال اللغة ، إن اللغة والخطابات تحدد الواقع بالنسبة لنا ،كما أن الخطاب يشكل هويتنا وسلوكنا ..فالخطابات تحدد الحياة الاجتماعية من حولنا ..وتحدد من نحن وطريق حياتنا .. إن الخطاب يشكل هويتنا وسلوكنا كما ينعكس في الصراع حول السلطة Tolson, 1996 ,p-234.pp421-422)) .
ولاشك أن أعمال فوكو قد أحدثت تأثيرات معرفية ومنهجية واسعة، كما أثارت جدلاً واسع النطاق وخضعت لقراءات متعددة ، وأدت بعض تلك القراءات إلى تطوير لبعض مفاهيم فوكو نفسه ، حيث أعاد بعض الباحثين تعريفها وتوظيفها في مجالات متنوعة من بينها بحوث ودراسات تحليل الخطاب الإعلامي ، حيث تكاد لا تخلو دراسة في تحليل الخطاب الإعلامي أو في التحليل الكيفي لمضامين وسائل الإعلام إلا وتستفيد من أعمال فوكو ، رغم أنه لم يكتب عن وسائل الإعلام أو الثقافة الشعبية بشكل مباشر ، وتبدو تأثيرات فوكو واضحة في أعمال تحليل الخطاب الإعلامي التي قدمها علماء اللغويات خاصة اللغويات الاجتماعية واللغويات النقدية ، كما ستظهر بوضوح في أعمال فيركلاو ، وفان ديك وآخرين .
3- التحليل السميولوجي للخطاب الإعلامي :-
السيميولوجيا Semiology والسيميوطيقا مصطلحان منقولان عن الإنجليزية ، وهما بدورهما منقولان عن الأصل اليوناني Semeion بمعني الإشارة أو العلامة ، ولذلك فقد ترجم المصطلح إلى العربية أحيانا بعلم الإشارة وأحيانا أخري بعلم العلامات ،وإن فضل معظم الباحثين العرب ترجمتهما كما هما في الأصل الإنجليزي أو الفرنسي السيميولوجيا والسيميوطيقا ، ويترجمهما البعض بالسيمياء ،والسميائية ،والرمزية (النفادي , 2002 ) ، وإذا كان موضوع العلامة هو أساس علم السميولوجيا فإن وسائل الإعلام تنقل وأحيانا تخلق فيضًا من العلامات والرموز، من هنا ظهر الاهتمام بدراسات سيميولوجيا الخطاب الإعلامي ، وقد بدأ هذا الاهتمام بدراسة صور الإعلانات أو الصور الإشهارية في الأربعينات من القرن العشرين حيث أثير نقاش واسع حول العلاقة بين السميولوجيا واللسانيات ،بمعني هل سيميولوجيا الصورة مجرد نقل حرفي مباشر لمفاهيم اللسانيات مطبق علي النماذج البصرية ؟ وفي إطار محاولات الإجابة علي هذا السؤال تطورت مناهج تحليل الصورة الإشهارية (الإعلانية ) استنادًا إلى لسانيات دي سوسيير ، وانثربولوجيا ك. ليفي شتراوس ورياضيان شانون ،وأعمال بول ريكور التأويلية، وأبحاث رولان بارت السميولوجية ، والأعمال الخاصة بالتواصل التي بدأت في سنة 1960 في المدرسة العليا بباريس ، ويختزل ك . كوست أنواع المناهج التي انبثقت عن هذه الأبحاث في مجال تحليل الصورة في منهجين اثنين هما المقاربة اللسانية ، والمقاربة البلاغية التي تزعمها رولان بارت ، ثم ظهر بعد ذلك المنهج البنيوي الذي تزعمه لوي بورشر L.porcher ، ومنهج السميائيات السردية الذي تزعمه فلوش J.M.Floch ( غرافي , 2002، ص ص 221-249) .
وتفاعلت هذه المناهج مع بعضها تأثيرًا وتأثرًا وأنتجت الكثير من البحوث حول خطاب الصورة الإشهارية (الإعلانية ) والصورة الفوتوغرافية ،والصورة السينمائية ، ومع انتشار الصور التليفزيونية اتسع مجال عمل تلك النوعية من دراسات تحليل الصور وعلاقاتها بالنص المصاحب من جهة وعلاقتها بالواقع من جهة أخرى ،مع الأستفادة من الاتجاهات المعاصرة في تأويل الخطاب . في هذا السياق أفردت مجلة الاتصال الفرنسية عام 1964عددًا خاصًا ساهم فيه عدد من الباحثين الذين وضعوا الأسس الأولية لمشروع تحليل الخطاب أهمهم بريموند ، و تودوروف ، و مينز ، ورولان بارت ( القرني ،1997،ص ص37-52 ) ، لكن تأمل أسماء هؤلاء الباحثين يرجح القول بأن محاولاتهم انصبت علي وضع أسس تحليل الخطاب السميولوجي في وسائل الإعلام أو بعبارة أخرى تحليل الخطاب الإعلامي من منظور سميولوجي فقط ، بيد أن مساهماتهم مهدت الطريق لظهور مساهمات لعدد من باحثي الإعلام والاجتماع في السبعينات والثمانينات، ربما كان من أبرزهم هارتلي Hartleyالذي ركز علي تحليل النشرات الإخبارية التليفزيونية من خلال مجموعة من الأكواد والأعراف السميولوجية التي تشكل أساس الملامح اللغوية والمرئية للفقرات الإخبارية ، ويشمل تحليل الأكواد المرئية Virsual cods الطرق المختلفة لتقديم الأخبار مثل ظهور رأس مذيع الأخبار أو المراسل ..واستخدام الصور الفوتوغرافية الثابتة والتقارير المصورة ..وإطار الصور وتحركات الكاميرا ، ويفترض هذا التحليل أن الاختيارات المتاحة في نطاق الأكواد المرئية بما في ذلك الخيارات التقنية المتعلقة بعمل الكاميرا تحمل معاني اجتماعية ، وكذلك اختيار الموضوعات وتركيب الفقرات والجمل ، ودور المذيعين في توجيه الحديث ، من هنا يركز التحليل علي ربط خصائص النصوص بالأيديولوجيات الصريحة والضمنية) Fairclough 1995, p 24 ).
4- تحليل المحادثة :
في إطار نقد وتجديد علم الاجتماع التقليدي اقترح عالم الاجتماع الأمريكي هارولد جارفينكل Harold Garfinheld في منتصف الستينات من القرن الماضي الاهتمام بتحليل الأساليب التي يستخدمها الناس العاديين في حياتهم اليومية لتفسير أنشطتهم وجعلها مفهومة سواء لأنفسهم أو للآخرين ، وفي هذا السياق صك جارفينكل مصطلح الاثنوميثودولوجيا Ethnomethodology والذي يعني منهجية الجماعة أو بالأحرى منهجية دراسة الإدراك العام للجماعة ،وقد نهضت الاثنوميثودولوجيا علي خلفية فلسفية متنوعة منها الفينومولوجيا، وفلسفة فيتجنشين ،بالإضافة الي كثير من إتجاهات ما بعد البنيوية وما بعد الحداثة ، واهتمت باللغة والمعني وبالطريقة التي يسهم بها حديثنا في خلق واقعنا الاجتماعي ،وقد ظلت الاثنوميثودولوجيا إتجاهًا مقبولاً للبحث لدي قلة من الباحثين إلا أنه قد أصبح جزءًا من قلب نظرية علم الاجتماع بفضل أعمال انتوني جيدنز (مارشال ،2000،ص ص87-91 ) .
وفي ضوء مساهمات الاثنوميثودولوجيا أسس هارفي ساكس قواعد لتحليل المحادثة أو ما يعرف أحيانا بخطاب الحياة اليومية سواء كانت أحاديث هذا الخطاب تجري بشكل رسمي أو غير رسمي ، وبغض النظر عن طبيعة الاختلاف أو الاتفاق بين أطراف المحادثة اليومية . و قد استخدم هيريتاج و جريتباتش و هاتسبي هذه القواعد لتحليل الأحاديث والحوارات في وسائل الإعلام المختلفة ، وركز هيريتاج علي الصيغ التي يستخدمها من يقومون بإجراء الأحاديث ضمن نشرات الأخبار لتلخيص ما قاله المتحدثون ، حيث يؤكدون علي نواحي معينة ويهملون جوانب أخري ،ويري هيريتاج Heritageأن هذه الصيغ عبارة عن آداة تقنية أو فنية يستخدمها الذين يجرون الأحاديث لإدارة تلك الأحاديث في نطاق القيود التي يضطرون للعمل في ظلها . ولكن توجد اختلافات في معايير وقواعد إجراء الأحاديث نتيجة التطور الزمني وإمكانيات وخصائص كل وسيلة إعلامية والأسلوب الخاص للشخص الذي يجري الحوار، ويخلص فيركلاو إلى أن تحليل المحادثة قد أضاف موردًا جديدًا إلى اللغويات الوصفية من خلال دراسة عمليات توجيه الحوار والتحكم في الموضوع وصياغة الأفكار ، لكنه تجاهل الكثير من الجوانب التي يهتم بها الوصف اللغوي حيث يركز علي التفاعل أثناء الحوار، كذلك لم يهتم تحليل المحادثة بربط خصائص اللغة والحوار بعلاقات القوة والأيديولوجيات والقيم الثقافية داخل المجتمـع(Fairclough, 1995, p 22 ). ورغم هذا النقد إلا أن تحليل المحادثة قد حقق انتشارًا في السنوات الاخيرة بعد استخدامه علي نطاق واسع في دراسات تحليل المحادثات والحوارات عبر الإنترنت .
5- تحليل الخطاب في إطار مدرسة التحليل الثقافي :-
تأسست مدرسة التحليل الثقافي العام cultural generic analysis في رحاب مركز الدراسات الثقافية المعاصرة بجامعة برمنجهام في بريطانيا عام 1964، إلا أن أصولها ربما ترجع إلى نهاية الأربعينات ومطلع الخمسينات ،ومن أبرز أعلامها ريشارد هوجارت Richard hoggert ، وتومبسون P. Thompson ، وستيورت هال Stuart Hall، لكن ربما كانت أعمال ريموند ويليامزRaymond Williams الأكثر أهمية في تأسيس هذه المدرسة التي ربطت بين الثقافة والإعلام في إطار اهتمامها بتحليل معني الثقافة ، وتحول الثقافة إلى سلع تنتج وتوزع علي نطاق واسع في ظل المجتمع الرأسمالي ، من هنا ظهر مفهوم الثقافة الجماهيرية المادية ،وكيف أن وسائل الاتصال الجماهيري تلعب دورًا بالغ الأهمية في إنتاج وترويج الثقافة الجماهيرية وعلاقة ذلك بأسلوب الحياة والأيديولوجية والوعي في المجتمع (Munns and Rajan,1995)
وفي إطار اهتمامات مدرسة التحليل الثقافي بالإعلام ظهرت كثير من البحوث التي تناولت بالتحليل الخطاب الإعلامي من زاوية تأثيره في خلق أو تغييب الوعي لدي الجمهور ، وكذلك دور الخطاب الإعلامي في عملية التفاعل الاجتماعي ، وقد طور ستيوارت هال مفهوم الضمنية والتصريح والتغيير في اللغة ،وأكد أن المعني هو نتاج العملية الجدلية بين النص والقارئ في سياق اجتماعي وتاريخي معين ، وخلص إلى أن وسائل الإعلام لا تعكس الواقع وإنما تقوم بإنتاجه عبر المعاني والاختيارات الأيديولوجية التي تنتجها أو تروج لها ( Hall, 1977,pp 123-129 ) .
واستفادت بحوث تحليل الخطاب في هذه المدرسة من أعمال جوفمان Goffman، ومن النظرة متعددة الوظائف للنص التي طورها هاليداي ، كما اقتحمت مجالات جديدة علي يد مونتجمري حيث تناولت الحوارات المفتوحة مع الجمهور في برامج الإذاعة والتليفزيون وعملية السرد ، والتناص بين النصوص الأدبية ونصوص البرامج والخطابات الإعلامية المختلفة ،كما قام تولسن بدراسة تطور عمليات إجراء الحديث ، وخلص إلى أن هذا التطور أدى إلى تجزئة الجماهير المستمعة و تنحية الجمهور العامFairclough, 1995 , p 32) ) ، ويمكن القول أن باحثي التحليل الثقافي العام استخدموا مناهج وطرق في تحليل الخطاب قريبة من تحليل المحادثة إلا أنها تختلف معها في النظرة الشاملة للمحادثة في وسائل الإعلام في علاقتها بالمجتمع،حيث تربط بين تحليل المحادثة وبين الأيديولوجية وعمليات السيطرة في المجتمع .
6- منهج تحليل الخطاب الاجتماعي الإدراكي :
ارتبط هذا المنهج بأعمال الباحث الهولندي فان ديك في تحليل الأيديولوجية والخطاب السياسي و الخطاب الإعلامي ، والذي ربط فيه بين الجوانب النحوية والتركيبات اللغوية والسردية والإدراكية في دراسة النص ، بالإضافة إلى استخدام مناهج تحليل الخطاب ، وربما يرجع الطابع التكاملي لمنهج فان ديك إلى جذوره الأولى حيث دعا في السبعينات من القرن الماضي - وقبل تحوله إلى مجال تحليل الخطاب- إلى ضرورة اهتمام نظريات تحليل النص وتحليل الخطاب الإعلامي بالنصوص ذات الصلة وسياق النص ، كما دعا أيضا إلى الجمع بين المؤشرات الكمية والكيفية في تحليل الخطاب , من هنا توسع في تحليل عينات كبيرةً نسبياً من الأخبار والمواد الإعلامية ( (Langer,1998.
ويمكن القول أن فان ديك قد انتقل إلى مجال تحليل الخطاب في مطلع الثمانينات من القرن الماضي ، حيث اهتم بالتكوينات الخطابية لتحليل الخطابات الإعلامية مع الأخذ في الاعتبار كل المستويات والأبعاد الكلية والجزئية داخل النص ، كالتنظيم العام للنص ، والفكرة الرئيسية ، والبنية التخطيطية للنص ، والبنية الجزئية والتي تشمل الكلمات وتركيب الجمل والآليات البلاغية والدلالات اللفظية والقيم الإخبارية ... الخ . وركز فان ديك علي عملية إنتاج واستقبال النصوص وفق نموذج إدراكي أطلق عليه البنية أو البنيات الفوقية superstructures التي تسكن النصوص الإعلامية , في الوقت ذاته فإن النصوص الإعلامية تعتبر مركز تجمع ووسيلة إظهار لهذه البنيات الفوقية ، من هنا اهتم فان ديك بدراسة الخطاب السياسي والأيديولوجية المعلنة والمضمرة التي يحملها الخطاب الإعلامي بكافة أشكالهFairclough,2000, pp 163-195))
ويرى فيركلاو أن فان ديك قام بتطوير نموذج لتحليل الأخبار المنشورة في الصحف بصفة خاصة باعتباره خطاباً مكوناً من ثلاثة أبعاد هي النص ، وممارسة الخطاب ، والممارسة الاجتماعية الثقافية ، ويعتبر التركيز علي ممارسة الخطاب وسيلة لربط التحليل النصي بالتحليل الاجتماعي - الثقافي ، ويتابع أن أبحاث فان ديك مثل الدراسات السميولوجية الاجتماعية أنجزت انتقالاً مهماً من تحليل النص
نشرت فى 1 أغسطس 2010
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,793,296
ساحة النقاش