المثقفون وأساتذة الجامعات‏:‏المرونــــة‏..‏ مطلوبــة
كتبت : نيرمين قطب


المرونة هي المطلب الأول للمواطنين الذين التقينا بهم لاستطلاع آرائهم‏..‏ والانضباط هو الهدف الأول.

 

 الذي يطلبه المثقفون وخبراء القانون وعلم الاجتماع وأساتذة الجامعات الذين طالبوا أيضا بوضع ضوابط ومعايير ترتبط بطبيعة عمل المحال التجارية والصناعية وأنشطتها مع الأخذ في الاعتبار ضرورة تحسين منظومة العمل ككل دون الاضرار بها‏.‏
يؤكد الدكتور أنور رسلان العميد السابق لحقوق القاهرة وعضو مجلس الشوري‏,‏ تأييده لهذا القرار موضحا أن جميع دول العالم تحدد مواعيد لفتح وغلق المحال التجارية وهو ما يفتقده الشارع المصري‏,‏ فنجد المحال التجارية لا تفتح أبوابها قبل الواحدة ظهرا ويمتد العمل بها الي ما بعد منتصف الليل بما يقلق راحة الناس خاصة اذا وجدت هذه المحال داخل الكتلة السكنية وأيضا من الملاحظ أن عدد ساعات العمل يطول وتمتد لفترات أطول خلال فصل الصيف‏.‏ ويقترح الدكتور رسلان أن يكون موعد الغلق لهذه المحال ما بين التاسعة والعاشرة مساء‏,‏ خاصة في العاصمة التي يتردد عليها مليون زائر يوميا بما يمثل ضغطا علي الشوارع والمواصلات العامة واستنزاف الطاقة التي تسعي الجهات المختصة لتوفيرها في الوقت الحالي‏.‏
منع التكدس
ويري الدكتور أحمد مجدي حجازي أستاذ علم الاجتماع ونائب رئيس جامعة السادس من اكتوبر‏,‏ أن القرار سوف يساعد علي منع التكدس الكبير الموجود بشكل مستمر في شوارع القاهرة‏,‏ وينبه الي أن هذا القرار يحتاج الي المزيد من القرارات الأخري المساعدة مثل عدم السماح للأنشطة التجارية بالوجود داخل الكتلة السكنية ولابد أن يكون هناك مناطق محددة للاسواق وشوارع محددة للمحال التجارية حتي يستطيع الناس أن يعيشوا في هدوء‏,‏ كما يجب تشديد الرقابة علي الأنشطة التجارية التي تستغل الشوارع والأرصفة لعرض منتجاتها مثل معارض السيارات التي تحتل حيزا كبيرا من الرصيف والشارع مما يزيد من تكدس السيارات وازدحام المرور وعدم وجود أماكن للانتظار‏,‏ ويقترح أن يكون موعد الاغلاق للأنشطة التجارية بين السابعة والثامنة مساء‏,‏ موضحا أن أغلب الموجودين في الشوارع وفترينات العرض هم أصحاب الطموحات الاستهلاكية الذين إما يذهبون لهذه المحال للمشاهدة فقط أو هؤلاء الذين يشترون فقط بغرض الاستهلاك وليس لوجود حاجات أساسية عندهم يلبيها هذا الشراء‏.‏
ويضيف‏,‏ قبل أن تقوم الجهات التنفيذية بتفعيل هذا القرار عليها أن تصنف الأنشطة التجارية بين محال للسلع الأساسية ومحال للسلع الاستهلاكية وهكذا‏..‏ ويتم وضع خطة كاملة لمواعيد كل نوع من هذه الأنشطة وذلك للقضاء علي مظاهر العشوائية والقلق الاجتماعي الموجود بالشارع المصري‏.‏
منظومة متكاملة
وعلي النقيض يرفض الدكتور باهر الجوهري أستاذ اللغة والأدب الألماني والملحق الثقافي الأسبق بسفارة مصر بألمانيا تحديد مواعيد لفتح وغلق المحال التجارية‏,‏ معللا ذلك بضرورة وجود منظومة كاملة للمواعيد الخاصة بالعمل والنقل والمواصلات أولا‏,‏ فمن الصعب أن يصل المواطن داخل القاهرة الي أي مكان في موعد محدد لأن ذلك يتوقف علي المرور الذي يشهد دائما حالات من التكدس والزحام وحتي إن حاول أن يأخذ المواصلات العامة فلن يصل في موعد محدد علي عكس ما يحدث في الدول الأوروبية التي نسعي للتمثل بها‏,‏ ففي هذه الدول جميع المواعيد منضبطة وتستطيع الوصول الي أي مكان في موعد محدد‏,‏ لذلك فتحديد مواعيد الفتح والغلق يعتمد علي منظومة متكاملة وهناك أيضا محال تقدم خدمتها علي مدي‏24‏ ساعة‏.‏
ويطالب الدكتور باهر المسئولين بالنظر الي كل الظروف المحيطة بالناس وأصحاب المحال قبل اتخاذ القرار النهائي‏,‏ موضحا أن عمل المحال في مصر حتي الحادية عشر ليلا أو أكثر هو نتيجة لظروف الحياة غير المنتظمة في جميع القطاعات‏.‏
الموضوعات الحيوية
أما الدكتور ماهر الصواف أستاذ الإدارة فيشير الي أهمية تنظيم أوقات عمل المحال العامة ويري أنها من الموضوعات الحيوية المهمة التي تمس المصلحة العامة وترتبط بتنمية وتقدم الشعوب‏,‏ حيث تؤكد الدراسات أن من أهم العوامل المساعدة علي نقاء الفكر وحسن التفكير والآداء الذهني‏,‏ ضرورة توافر بيئة تتسم بالهدوء والسكينة وقلة مصادر الازعاج‏,‏ وللأسف أصبح هذا المناخ نادرا ما يتوافر في مدينة القاهرة‏,‏ فهي تعج بالصياح وتعاني من عديد من مصادر الازعاج ليلا ونهارا نتيجة استخدام مكبرات الصوت وتضخ أعداد السيارات التي لا تتوقف عن الحركة داخلها‏.‏
ولاشك أن موضوع الأسواق والمحال المفتوحة‏,‏ طوال الساعات الأربع والعشرين أو التي لا تغلق إلا بعد منتصف الليل‏,‏ هي أهم الأسباب في عدم توافر السكينة والهدوء بمناطق كثيرة بمدينة القاهرة وتؤثر سلبا علي نمط الحياة بها‏,‏ وقد أدرك ذلك القائمون علي إدارة مدن العالم المتقدمة‏,‏ وغير المتقدمة حيث حددت ساعات الفتح والاغلاق لتلك الأسواق والمحال العامة والتي عادة ما تفتح أبوابها من الساعة‏10‏ صباحا حتي‏7‏ مساء‏,‏ وفي نفس السياق هناك دول حددت إجازة أسبوعية إجبارية للمحال العامة‏.‏
ويهدف هذا التنظيم لمواعيد عملها توفير مناخ صحي يشجع علي تنمية القدرات الذهنية والابداع للسكان وتوفير وقت أكبر للعاملين بهذه المحال لرعاية اولادهم والاهتمام بهم والحد من سوء استخدام العمالة واجبارهم علي الاستمرار بالعمل دون مقابل وتوفير استخدام الطاقة واستخدام أفضل للموارد‏,‏ حيث أثبتت الدراسات بألمانيا أن إطالة مواعيد العمل لم تؤثر إيجابيا بالضرورة علي حركة الشراء أو تحقيق مزيد من المكاسب‏,‏ بل علي العكس تؤدي الي مزيد من الانفاق دون مبرر‏.‏
 

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 76 مشاهدة
نشرت فى 31 يوليو 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,762,998