المجلات الثقافية حاضرة في العصر الرقمي
كتبت : عزة عبدالعزيز محمود


في عصر الثورة الرقمية وتفجر المعلومات وتدفق المعرفة وما إلي ذلك من المتغيرات المتسارعة لثورة المعلومات وانتشار البدائل المتاحة أمام القاريء وما إلي ذلك يطرح السؤال نفسه‏:‏

 

هل يوجد مستقبل للمجلات الثقافية والأدبية وسط هذا الزحام المذهل‏..‏ كان لابد أن نطرح كل هذا علي عادل عبدالصمد رئيس تحرير أحدي أكبر وأقدم المجلات الثقافية وكان لنا هذا الحوار‏:‏
‏*‏ يبدو أن المجلات الثقافية مظلومة في زمن الإنترنت والفضائيات‏..‏ ما رأيكم؟
‏-‏ ستظل المجلات الثقافية رائدة التنوير في كل زمان ومكان ومهما يحدث من تطور تكنولوجي وتقدم معرفي سيظل الكتاب الورقي والمجلات الثقافية خير جليس في كل زمان‏.‏ وكل تقدم يحدث هو وسيلة معرفية جديدة لتجعل المجلات الثقافية والكتاب الورقي أصحاب التاج علي عرش الثقافة دائما‏.‏ وقد طرحت في السنوات الأخيرة عدة تساؤلات حول مستقبل المجلات الثقافية والكتاب الورقي في ظل المتغيرات المتسارعة لثورة المعلومات البدائل المتاحة أمام الشباب علي الإنترنت‏,‏ حيث يمكن أن يجلس الباحث أمام جهاز الحاسوب ليستعرض العديد من الكتب والموسوعات في فترة بسيطة‏,‏ وهنا يتبادر السؤال الملح علي الساحة الثقافية‏:‏ هل يظل المجلات الثقافية والكتاب الورقي متربعا علي عرش الثقافة أمام هذه التطورات الرقمية المذهلة؟
وهل يمكن الاستغناء عن الكتاب الورقي والمجلة الورقية ليسقط عرش هؤلاء أمام زحف تكنولوجيا الرقمنة الحديثة؟
‏-‏ استطيع أن أقرر من خلال تجربتي في مجلة الهلال الثقافية العريقة‏,‏ إننا نقرأ لأقلام عريقة مستنيرة تخاطب بمقالاتها ودراساتها ـ من وراء السنين الطوال ـ القاريء العربي في كل مكان ومازالت تخاطب القاريء الشاب اليوم وكل يوم‏.‏
ومن هنا نري أن القاريء لا يمكن أن يبتعد عن المجلة الثقافية مهما يحدث من تطور تكنولوجي فالهلال وقراؤها يفخرون دائما بما احتوته من كنوز المعرفة والعلم والثقافة منذ نشأتها وهي تقدم الزاد الذي يبني العقول والوجدان في كل المنطقة العربية‏.‏ وقد أثبتت الهلال بعد رحلتها الطويلة أنها مستمرة بما إحتوته من ذخيرة ثقافية لطلائع مستنيرة ظهرت علي صفحات الهلال‏,‏ حيث كانت ثابتة الفكر‏,‏ عظيمة الأمل لمستقبل واعد للثقافة العربية‏..‏ قادرة بفكرها وأحلامها علي مسايرة الأجيال وربط الماضي بالحاضر والمستقبل علي هدي وبصيرة‏.‏ وأري أن الهلال تحول عاما بعد عام إلي مراجع عظيمة القيمة للأجيال الجديدة‏.‏
ومن خلال مجلة الهلال وما حققته من استمرارية‏.‏ استطيع أن أقرر استمرارية المجلات الثقافية بقوة طالما تقدم زادا ثقافيا جادا ومعاصرا‏.‏
وسيظل الكتاب الورقي له مكانته وسحره الذي ينتقل في يد قارئه في كل مكان فضلا عن ذلك التواصل الفريد والدفء الخاص الذي يربط القاريء بالكتاب أو المجلة والذي يقلبه بين يديه سواء جالسا أو مسترخيا‏..‏ فيشعر بالتوحد والتواصل مع الكتاب الورقي والمجلة الثقافية والتنوع الذي يقدم للقاريء بين الشعر والقصة والدراسات الأدبية والنقد والفن والمسرح في آن واحد‏..‏ كل هذا في جلسة هادئة بعيدا عن شعاع الكمبيوتر وفي استمتاع خاص والمجلة أو الكتاب الورقي لهما متعة مضاعفة لايدركها إلا من تعود علي القراءة وعرف متعتها وعاش وتربي وتفاعل مع الورق في الكتاب أو المجلة‏.‏ وسيظل بيت المتنبي الشهير خير جليس في الزمان كتاب ويقول فولتير أيضا إن الكتب تحكم العالم
‏*‏ اذن‏..‏ كيف تري من موقعك مستقبل المجلات الثقافية الأدبية؟
‏-‏ ظلت المجلات الثقافية الأدبية منذ نشأتها ـ أي منذ القرن التاسع عشر ـ أحد أبرز منابر الثقافة والأدب والفكر والتنوير‏.‏ وقد أدت دورا ثقافيا كبيرا في مصر والعالم العربي‏.‏ فحينما تذكر المجلات الثقافية والأدبية تكون في طليعتها مجلة الهلال التي مازالت تحمل في طياتها رسالة الثقافة والفكر في مصر والعالم العربي ولم تتراجع أمام التيارات المختلفة ولا أمام التطور التكنولوجي الذي سبق ذكره فهي مازالت تقدم كل ما هو مفيد وجديد ومعاصر‏..‏ تقدم التراث والابداع المتجدد وتحتفظ بطابعها وشخصيتها التي لا تمحوها المتغيرات الزائفة ولنذكر أيضا مجلة الرسالة والمقتطف والكاتب المصري والثقافة‏.‏ لنعرف ما قدمته للحياة الثقافية والفكرية في العالم العربي‏,‏ وما أسهمت به في ترسيخ قيم أدبية وفكرية كبري‏.‏ وماقدمته من إعلام الفكر والأدب والثقافة ولذلك ستظل المجلات الثقافية هي المؤثرة والفاعلة وسيظل دورها مطلوبا وحيويا وستظل لها مكانتها وسط كل جديد‏.‏

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 106 مشاهدة
نشرت فى 29 يوليو 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,824,346