جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الكسل سر النجاح!
|
|
23/07/2010 08:32:36 م
|
بقلم : إيمان أنور
|
إستطاع إيرني زيلنسكي أن يستفز فضولي لاقتناء كتابه المترجم إلي العربية بعنوانين الأول.. إعمل أقل تنجح أكثر.. والثاني هو الذي آثرته عنوانا لهذا المقال.. والكاتب مهندس أمريكي يعمل مستشارا ومحاضرا في الإبداع والأفكار المميزة.. وله مؤلفات قيمة حققت أعلي المبيعات في سوق النشر وترجمت إلي عدة لغات.. منها كتابه "متعة عدم العمل" المترجم لأكثر من عشر لغات والمصنف ضمن أكثر الكتب مبيعا في العالم.. يري إيرني أن كل الكادحين يموتون فقراء مع أنهم يعملون ليل نهار.. ونظريته في تحقيق النجاح بالكسل تقول.. عمل أقل + تفكير أكثر= نجاح أكبر.. وهو لا يعني بالكسل الإتكالية غير المنتجة التي يمثلها العاطلون.. وإنما الكسل المنتج المبني علي التفكير والتخطيط قبل العمل والتنفيذ.. هو لا يريد للإنسان أن يكون آلة بشرية تتجرد من مشاعرها وعواطفها ووجدانها في سبيل الحصول علي المال والاستماتة في جمعه.. بينما يمكن الحصول علي الكثير منه بالعمل القليل والتفكير الطويل. الكتاب يقاوم نمطية العمل المقولبة في إطارات زمنية جامدة.. ويرفض سطوة العمل البيروقراطي المتسمة بالانضباط والمنغمسة في أتون البطالة المقنعة.. كما يرفض الاستماتة علي العمل اللامنتهي.. والتهالك علي جمع المال.. وفي هذا الصدد يورد قصة هنري فورد صاحب شركة سيارات فورد العالمية عندما استعان بخبير لتحديد أداء الفاعلية بشركته فقدم تقريرا إيجابيا.. إلا أنه أبدي تحفظه علي أداء أحد الموظفين وأشار إليه بقوله.. ذلك الموظف الكسول سيهدر مالك لأني في كل مرة أمر علي مكتبه أراه قابعا علي كرسيه رافعا رجليه علي الطاولة.. وهنا قال فورد.. هذا الموظف أنقذنا من خسارة محققة بفكرة وفرت لنا ملايين الدولارات.. وحين جاء بها كانت قدماه علي الطاولة كما هي الآن! الكتاب يسعي لتأصيل منهج تصوفي إداري إيجابي.. هو محاولة لإنقاذ الإنسان من إدمان العمل.. من العبودية الإختيارية التي يفرضها البعض علي أنفسهم وهم لا يدرون أنهم قد باتوا وقود آلتها التي تدور بهم كما الرحي.. لتذرهم إلي حيث لا يستطيعون العودة للوراء ولو للحظة واحدة.. أمثلة النجاح في هذا المجال أكثر من أن تذكر.. وإسحاق نيوتن مثلا لم يكن منهمكا في عمل شاق حين سقطت أمامه التفاحة التي قادته إلي إكتشاف قانون الجاذبية الأرضية.. والتفاحة إياها لم تكن من ثمار حرثه.. ولا هو من غرس بذرتها ولا هو من سقي شجرتها ولا من رعي نموها حتي أينعت وثقلت فهوت إلي الأرض.. ولكنه ولا ريب من فكر طويلا في عملية السقوط.. البعض من حيث لا يدري يحترق كشمعة تضيء في وهج الشمس وهو يحسب نفسه مصدر الضوء لمن حوله.. فإذا ما انطفأ يوما ولابد لم يفتقده أحد وإن أصر هو علي كونه البدر المنير في الليلة الظلماء! في آخر الكتاب يلفت إيرني النظر إلي أهمية قاعدة 90-10 التي يصفها بالسلاح الذهبي.. والتي سأتناولها في الأسبوع القادم.. وبالمناسبة.. الكسالي الذين أثارهم الفضول.. سيلجأون إلي جوجل عبر الإنترنت ليحدثهم عنها بإسهاب.. أما الآخرون فقد يشقون للحصول علي الكتاب وقد لا يجدونه!
|
مع أطيب الأمنيات بالتوفيق
الدكتورة/سلوى عزازي
ساحة النقاش