أطفال صعوبات التعلم‏ يشكون القسوة
تحقيق‏:‏شنادية منصور


هل تعرفون أن فرط الحركة‏,‏ وقلة الانتباه‏,‏ وصعوبات التعلم‏,‏ وضعف وتشتت التركيز هي في الحقيقة أمراض نفسية تصيب مابين‏5%‏ إلي‏7%‏ من تلاميذ المدارس

 

وهم في الحقيقة يحتاجون إلي علاج دوائي وسلوكي‏..‏ ومع ذلك تعاملهم المدارس بقسوة‏..‏ وعندما يطلب أولياء الأمور معاملتهم معاملة خاصة مراعاة لظروفهم يتهمون بأنهم يبحثون عن ميزة خاصة لأبنائهم
تقول منال خليل والدة طفلة عمرها‏13‏ سنة‏:‏ ابنتي الآن في الصف الأول الإعدادي وعندما كان عمرها‏8‏ سنوات لاحظت تأخرها في الاستيعاب والتحصيل الدراسي‏,‏ وشكت المدرسة من ذلك‏,‏ فقمت بنقلها من فصل لآخر ثم مدرسة لأخري لدرجة أنني نقلتها إلي ثلاث مدارس معتقدة أن ابنتي طبيعية وأن المشكلة في المدرسة‏,‏ لكن قمت بعرضها علي عدة اطباء وشخصوا حالتها بصعوبة في التعلم‏,‏ والتحصيل الدراسي‏,‏ ونصحوني بإلحاقها بمدرسة بها فصول لهذه النوعية من التلاميذ‏,‏ وبالفعل تحملت المصروفات المرتفعة‏,‏ وألحقتها بمدرسة خاصة بها فصل من التلاميذ محدودي الذكاء‏.‏
ورغم ذلك تحتاج مني مجهودا كبيرا في البيت‏,‏ وهي تبكي عندما أضغط عليها في الدرس والحفظ وفسر لي أكثر من طبيب نفسي بأن الحالة لا علاج لها والحل يكمن في خفض كمية المناهج الدراسية المقدمة لهم وأن تكون الامتحانات مباشرة بنظام اختيار صواب وخطأ بما يتناسب مع نسبة ذكائهم‏.‏
في العام الماضي كانت ابنتي في الابتدائية ورجوت التأمين الصحي أن يخصص لها وللحالات المماثلة لجانا خاصة للامتحان بحضور مرافق‏,‏ واختبرها التأمين الصحي ووافق علي أن تكون هذه آخر مرة تنعقد لها هذه اللجان الخاصة وحتي عندما قابلت رئيس اللجان الطبية فيما بعد وطلبت استمرار اللجان الخاصة في الامتحانات كان الرد‏:‏ أجلسي ابنتك في البيت‏!.‏
ولجأت لمديرة التأمين الصحي في الدرب الأحمر لمخاطبة وزارة التربية والتعليم بعمل امتحان مخفف لهؤلاء الاطفال ولكن دون جدوي‏.‏
لذا أناشد حرم الرئيس السيدة سوزان مبارك تبني مشكلة هؤلاء الأطفال مثلما وقفت مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة‏,‏ فالمسئولون مصممون علي موقفهم‏,‏ ومؤخرا صدر قرار الدكتور محمد نجيب في التأمين الصحي برفضه اللجان الخاصة بنسبة الذكاء وأن تقتصر فقط علي الإصابات‏,‏ وأقول لهم أطفالنا من حقهم أن يتعلموا وأن يضع المسئولون ظروفهم الخاصة في الاعتبار‏.‏
وتشكو عفاف عيد‏(‏ والدة طفل يعاني من نفس المشكلة‏)‏ تقول‏:‏ ابني لديه نقص في التركيز وصعوبة في التعلم‏,‏ ولا يستوعب بسرعة‏,‏ ولابد من تكرار المعلومة عدة مرات حتي يحفظها‏,‏ ويعاني صعوبة في القراءة والكتابة‏,‏ وكثرة الشرود‏,‏ والسرحان ولابد من لفت انتباهه في الفصل باستمرار‏,‏ ونصحنا الأطباء بأن يجلس في الصف الأمامي‏,‏ وأن يعامل معاملة خاصة في الفصل‏,‏ وأن تكون المناهج والامتحانات مخففة وفي لجان خاصة لأن اللجان العادية لا تناسبه‏.‏
كل ما نطلبه ألا يعامل ابني مثل الأطفال العاديين في الدراسة والامتحان والدرجات بل يعامل بما يتفق مع حالته الصحية الخاصة بنسبة الذكاء‏.‏ وتلفت الانتباه إلي أن هذه الفئة من الاطفال منتشرة‏.‏
وبالنسبة لحالة ابني فقد أرجعها الطبيب إلي نقص تركيز مادة في المخ وهو يتناول دواء يرفع تركيز هذه المادة وتظهر نتيجة العلاج بعد فترة‏.‏
الأطفال المجني عليهم
ويشــخص الدكتــور ياســر نصـــر‏(‏ مدرس الطب النفسي بكلية طب القاهرة‏):‏ هذا المرض بأنه فرط الحركة مع قلة الانتباه‏,‏ وأن‏5%‏ من الطلاب يعانون من أعراضه وللأسف غالبية الاهالي لا يفهمون طبيعة هذا المرض‏.‏ وأعراضه وطرق علاجه وبالتالي كثيرا ما نجد المدرسة تشكو من عدم انتباه التلميذ‏,‏ وأنه يعطل زملاءه في الفصل عن التحصيل الدراسي وأنه مشاغب‏,‏ ومستفز‏,‏ وينشغل بأشياء مثل أدواته الخاصة عن الدرس‏,‏ بل والمعلم يراه مشكلة تحول دون تحقيق الانضباط في الحصة ولا يستطيع السيطرة عليه‏.‏
ونجد الأم في البيت تشكو من أن ابنها عديم التركيز وحركاته زائدة واندفاعيه وقد يتهور ويضرب شقيقه الأكبر أو حتي والده ورغم أن الأسرة توفر له كل شيء لكنه يفشل دراسيا‏.‏ وهذا الطفل لديه مشكلة في مركز السلوك والانتباه في الجهاز العصبي وبالتحديد في الفص الأمامي من المخ‏,‏ كما أن هناك نقصا أو افراز غير منتظم لمادة كيمائية تجعله يعاني من هذه الأعراض‏,‏ وفي العيادة عشرات الحالات ويتم الكشف عنها بواسطة اختبارات مقننة‏,‏ و‏5%‏ ضمن الأطفال يعانون من هذا المرض ليس في مصر بل في العالم كله‏.‏
والعلاج دوائي من خلال دواء يعطي إشارة للجسم لتنظيم تكوين المواد غير المنتظمة للفص الأمامي للمخ و‏80%‏ من الحالات تتحسن بعد فترة و‏20%‏ منها تحتاج لعلاج سلوكي أو المساعدة الطبيعية من البيت‏,‏ والمدرسة‏,‏ ولذلك نطلب من إدارة المدرسة وضع هذا الطفل في الصف الأمامي لكي يتم شد انتباهه باستمرار‏,‏ فاللجنة الخاصة معناها أن نسهل علي الطفل التعبير عن نفسه وليس أن يكون مميزا عن زملائه العاديين‏,‏ فهؤلاء الأطفال لهم ظروف خاصة‏,‏ وبحاجة لمدرسين لديهم قدرة علي استيعاب هذه الحالات‏,‏ والتعامل معها ولابد من مساعدة البيت والمدرسة لهم في البداية‏,‏ وحتي يؤتي العلاج ثماره معهم‏,‏ ولكي لا تتفاقم المشكلة‏.‏
وعن رأيه في مشكلة هولاء الأطفال ومطالبة أولياء أمورهم بمناهج مخففة وعقد لجان خاصة في امتحاناتهم يقول الدكتور‏.‏ رضا أبوسريع‏(‏ وكيل أول وزارة التربية والتعليم‏):‏ لا أعتقد أن قسم التربية الخاصة بالوزارة عقد امتحانات خاصة لهؤلاء التلاميذ فمبادئ علم النفس تقول لا يجب أن نعزل الطفل المريض عن باقي زملائه‏.‏
 

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 256 مشاهدة
نشرت فى 28 يوليو 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,824,031