جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
من أين يبدأ التغيير..؟
|
|
23/07/2010 08:23:33 م
|
بقلم : دكتور محمد عهدي فضلي
|
فكرت كيف أجعل من لقائي مع مجموعة من الشباب حديثا ممتعا ومفيدا.. سألتهم لماذا تنطلق أمم الي الأمام وتتقدم.. وتتأخر أخري.. مع أن الإنسان هو الإنسان يأتي الي هذه الحياة وهو حر طليق.. والزمان هو الزمان.. وطريق التقدم واضح سلكته دول قبلنا وسلكته دول كثيرة بدأت مسيرة التقدم. قال أحدهم أظن أن الجهل أكبر هذه الحواجز تأثيرا وقال آخر الكسل وهو ما يمنع الإنسان من الإنطلاق وقال آخر هو الفساد يشل مفاصل الأمة وغياب الحرية يحميه وقال الآخر الضمير والقدوة. قلت لهم لا تبتعدوا كثيرا -ماذا عنا نحن الجالسين هنا؟ هل نستخدم كامل قدراتنا وطاقاتنا التي أودعها الله فينا- هل حققنا ما نصبو إليه؟ هل قدم كل واحد منا كامل قدراته وطاقاته ووقته؟. هل لنا الحق أن نلوم الزمن علي ما نحن فيه من جهل وتخلف؟ ألسنا نلقي بإخفاقاتنا علي الآخرين حتي في أبسط الأمور.. مباريات كرة القدم علي سبيل المثال ونقول الحظ مش معانا؟. طرحت سؤالا آخر ما هي أهم مكونات ثقافتنا التي تضيء الطريق وتقضي علي الظلمة.. وترفع العقبات من أمام التقدم..؟. أجاب أحدهم أنه ما نتلقاه من تعليم ومعارف وما نتبعه من عادات وتقاليد ومعتقدات وأخلاق وقوانين وما نكتسبه من قدرات ومن نراه قدوة كأعضاء في المجتمع. التعليم بمختلف مراحله من أهم أسس بناء الثقافة التنويرية التي تجلو الظلمة وتضيء الطريق - لكن واقعه لدينا يفوت فرصة عظيمة للمساهمة في إبراز القدرات وخلق جيل مفكر محب متسامح يصعد بالوطن لمصاف الدول المتقدمة. ولعل أسلوب تعليم الطلاب لا يتيح لهم فرصة معرفة البدائل، وأساليب تعامل بعض المعلمين لا تساعد الطلاب علي تعلم الاعتماد علي الذات ولا تحفز لديهم ملكة التفكير والإختيار ولا تمنحهم القدرة علي التفريق بين البدائل المناسبة وغير المناسبة - والأهل كذلك يتحملون جزءا من هذه المسئولية. وما يطبق الآن في التعليم من أساليب عفا عليها الزمن وتركيزه علي إعطاء المعلومة للطالب جاهزة دون جهد أو مشاركة أو تطبيق - يفوت الفرصة علي الطالب من الاستفادة من المعلومة وجعلها أسلوب حياة - ثم ما هو نصيب المواد التي تفتح العقول وتبني الأجسام وتؤصل لأخلاق هذا الدين العظيم؟ ألا ترون تناقضا واضحا بين ما نقول وما نفعل؟ ألا ترون أننا نركز علي الكم لا الكيف. الخضوع للأمر الواقع والإعتقاد بأنه الأفضل وعدم بذل الجهد للتغيير من أعظم أسباب التخلف. ولنحدث التغيير المناسب علينا أن نقرأ سير الناجحين وتاريخ الأمم التي سبقتنا - ومنها الأمة الإسلامية- قراءة فيها الكثير من التمعن والنقد لنستخلص منها العبر ولنأخذ منها ما يناسب هذا العصر ونترك ما لا يناسبه. قلت لأولئك الشباب التغيير يبدأ من داخلكم أولا.. يبدأ بتغيير أسلوب تفكيرك وتفكيرك سيؤثر علي رؤيتك للحياة ورؤيتك للحياة ستؤثر علي سلوكك وسلوكك سيؤثر علي أدائك وأداؤك سيؤثر علي إنجازاتك في الحياة وأنت ستؤثر في المجتمع.
|
مع أطيب الأمنيات بالتوفيق
الدكتورة/سلوى عزازي
ساحة النقاش