معا.. ضد السكر
كتب: مني حرك
9 ملايين مريض بالسكر في مصر طبقا للإحصائيات العالمية وحوالي8 ملايين لم يكتشفوا بعد.. فالسكري مرض في ظاهره بسيط, لكن مالم يكن تحت السيطرة.
فمضاعفاته كثيرة علي العين والكلي والقلب والشرايين, لذا تأتي أهمية الحملة التي تم إطلاقها أخيرا بعنوان' معا00 ضد مرض السكر' والتي تستهدف تطوير قدرات نحو4 آلاف طبيب بالمستشفيات العامة وتوعية500 ألف مريض بالسكر وتوفير فرص الفحص لعدد500 ألف مواطن للاكتشاف المبكر.
وطبقا لما يقوله الدكتور إبراهيم الإبراشي عميد المعهد القومي للسكر سيتم العمل في هذه الحملة من خلال ثلاث محاور أساسية, أولها تدريب الأطباء الشبان وأطباء الرعاية الأولية وطب الأسرة علي كيفية التعامل مع مرض السكر ومتابعة المرضي والتحاليل الدورية وكيفية منع حدوث المضاعفات والاكتشاف المبكر لها, والمحور الثاني تدريب مجموعة أخري من الأطباء يتم اختيارهم عن طريق مديريات الصحة بجميع المحافظات لكيفية تثقيف مريض السكر من ناحية النظام الغذائي والرياضة البدنية والعلاج والحقن بالأنسولين, أما المحور الثالث فهو تطبيق هذا التدريب واستخدام الخرائط التثقيفية في حلقات مصغرة للمرضي, لأن تثقيف المريض هو أساس العلاج الناجح لمرضي السكر وخفض معدل المضاعفات, وقد بدأ المشروع في أربع محافظات هي المنوفية والإسكندرية وبورسعيد والزقازيق, وسيمتد إلي كل المحافظات وتعد هذه الحملة نموذجا للتعاون المثمر بين الدولة وشركات الأدوية في مجال رفع مستوي وجودة الخدمة الصحية لمرضي السكر في مصر0
وكما يقول الدكتور خليفة عبد الله رئيس قسم السكر بكلية الطب جامعة الإسكندرية: إننا نعمل جاهدين من أجل عمل منظومة متكاملة من وزارة الصحة والجامعات والمدارس ووسائل الإعلام للوصول بأمان لمريض السكر والحد من المضاعفات, ومن اجل ذلك شارك أكثر من35 أستاذا في إصدار كتاب به جميع القواعد الإرشادية للتعامل مع مرض السكر, من خلال أهمية الالتزام بنظام غذائي جيد لمريض السكر, فإذا استطاع المريض أن ينظم غذاءه ويتحكم في وزنه ويصر علي ممارسة الرياضة, ويجب أن نعلم أن هناك ما هو أخطر من المرض نفسه عند مريض السكر, فمن المهم ألا يتعرض مريض السكر إلي الارتفاع في نسبة الكولسترول أو ارتفاع ضغط الدم, ويجب أن يمتنع تماما عن التدخين, لأن هذه الأمراض يمكن أن تصيب مريض السكر بكل المضاعفات حتي لو كان السكر منضبطا, لذلك لابد من الكشف الدوري علي الكلي والقلب وقاع العين لعلاجهم قبل الدخول في المراحل المتأخرة0 وشدد الدكتور خليفة علي ضرورة تجنب المرضي للوصفات العلاجية من غير الأطباء والمنتجات العلاجية غير معلومة المصدر, خاصة تلك التي يروج لها غير المتخصصين عبر وسائل الإعلام المختلفة, وللأسف لا يوجد حتي الآن علاج جذري لمرض السكر, لذلك يجب أن نحاول أن نقي أنفسنا, وان أصبنا بالمرض فيجب أن يحرص الطبيب علي التواصل مع مريضه يعلمه ويثقفه حول كيفية التعامل مع هذا المرض للتعايش معه وتجنب مضاعفاته. وحذر الدكتور شريف حافظ أستاذ الباطنة والسكر بكلية الطب جامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية لمرضي السكر, مريض السكر من الاعتماد علي خبرات وتجارب المرضي القريبين منه, لما قد ينتج عن ذلك من آثار قد تكون شديدة الضرر بحالته, لان لكل مريض بالسكري علاجا مختلفا عن الآخر, يحدد حسب حالته الصحية وتاريخه المرضي ومدي استجابته للعلاج, فقد أثبتت أحدث الأبحاث العلمية أن علاج السكر في الفترة الأولي من حدوثه وضبطه بطريقة منتظمة ومستمرة, يعتبر تأمينا صحيا لمريض السكر في السنوات المتقدمة من العمر وحماية من أمراض القلب والأوعية الدموية ومعظم مضاعفات السكر, لذلك فإن حملة تثقيف الأطباء والمرضي هي خير وسيلة للوقاية من هذا المرض ومضاعفاته0
وأوضح الدكتور شريف راشد المسئول عن الحملة أن هذه الحملة تستمر لمدة عامين من خلال ندوات علمية وتدريبية في المحافظات المختلفة, يحاضر فيها كبار أساتذة وعلماء مرض السكر إلي جانب توعية المرضي للتعامل مع المرض والكشف المبكر للمرض من خلال توفير الأجهزة اللازمة لإجراء الاختبارات بالمستشفيات علي مستوي الجمهورية.
ساحة النقاش