بقلم: د. منال القاضي
كان الانسان في الماضي يقوم بأعمال شاقة فابتكر الآلات, كي ينعم وقتا أطول بالراحة ويتمتع بمباهج الحياة. ولكن لأن الابداع لاسقف له, استمر الانسان يحلم, وأطلق بخياله العنان فاستمر في تطوير ابتكاراته واستخدمها في تشييد امبراطورية صناعية هائلة.
ولم يكن تقدمه دون ثمن, فنتج عنه العديد من الاثار السلبية, فمثلا ظاهرة الاحتباس الحراري, وما يتبعها من تغير المناخ ورفع درجة الحرارة فوق سطح الأرض.. وما يتبع ذلك من انتشار الأوبئة كالملاريا والكوليرا والتصحر والفيضانات, بل وظهور أمراض جديدة هي احدي نتائج الثورة الصناعية.
كذلك ازدادت الملوثات الاشعاعية والكيميائية وامتدت آثار ذلك بشكل كبير علي الصحة.
لسنا هنا بصدد مسألة التقدم, فلا يمكننا أن ننكر أن مجتمع المعرفة الذي نحياه, هو نتيجة كفاح الانسانية لقرون عديدة, هذا الكفاح الذي وإن كان قد أنتج ما يهدد حياة الانسان, ولكنه أيضا أدي إلي تقدم تقني في أساليب التشخيص والعلاج, انعكس بشكل واضح في الارتقاء بالرعاية الصحية وامتداد متوسط عمر الفرد وانخفاض الوفيات بين الأطفال.. ومع ذلك علينا التوقف وقفة حاسمة مع ما يسببه التقدم من أضرار للبيئة, بما لدينا من موارد تتمثل في مصادر الطاقة والعمالة الرخيصة, والمواد الخام, والتشريعات الميسرة.
ولأننا مصر الضاربة بأصالة في أعماق التاريخ, فالسؤال الآن: هل توجد رقابة بيئية, ومواثيق تلزم المستثمرين بالتخلص من نفايات ما يقيمونه من مشروعات صناعية بصورة لا تضر بالبيئة وبالتالي بصحة المواطنين؟ هذا ما نطالب به.
ساحة النقاش