نسيج المجتمع تغزله المرأة
نهاد صالح
ما ينفق علي الطفل الافريقي في اليوم لايصل الي دولار في حين ما ينفق علي البقرة في اوروبا2,2 دولا يوميا!
ونتج النساء في قارة افريقيا ـ مصر واحدة من بلدانها80% من الطعام ويحصلن علي10% فقط من الاجور ولايمتلكن سوي1% من الارض فأين العدالة؟
مطلوب لتحقيق تلك العدالة من مشاركة جميع افراد المجتمع خاصة فئة الشباب والنساء مما من لها اقل الفئات احجاما عن المشاركة.. مما يجعلنا فتساءل لماذا لاتشارك هاتان الفئتان في صنع سياسات الوطن؟
فحاولة الاجابة علي هذا السؤال كانت في مكتبة الاسكندرية ـ منارة التنوير والثقافة في مصر ـ من خلال المؤتمر العام الاول حول تعزيز المشاركة المجتمعية للشباب والمرأة والذي نظمته جمعية اصدقاء البيئة بالاسكندرية بالتعاون مع المؤسسة الامريكية للتنمية في إطار برنامج تعزيز المشاركة العامة والسياسة للشباب والمرأة والذي تموله الوكالة الامريكية للتنمية الدولية.
اشاد تقرير التنمية البشرية2010 بان الشباب قوة هائلة تظهر اذا ما توفرت لها فرصة جيدة للتعليم والعمل اللائق وإلانحراط في المجتمع, وان يكون لهؤلاء الشباب صوت مسموع هذا ما استشهد به المستشار محمد عبدالعزيز الجندي النائب العام الاسبق ورئيس جمعية اصدقاء البيئة في كلمته الافتتاحية بالمؤتمر.
واحتياجات الشباب لن تتحقق الا بجهود منظمات المجتمع المدني, لذا ركزت الوكالة الامريكية للتنمية الدولية خلال عملها في20 دولة علي مدي30 عاما علي دعم هذه المنظمات لتنفيذ مبادرات لدعم المشاركة السياسية للشباب والمرأة, هذا ما قالته د. تيسير حسام المدير الاقليمي للوكالة في مصر.
ويأتي التركيز علي اهمية دور المرأة في المشاركة لان النساء كما قال د. اسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الاسكندرية هن اللاتي يبنين النسيج الاساسي للترابط الاجتماعي حينما يتم تمكينهن وضرب مثلا بنساء الهند حينما تم دعمهن اقتصاديا فأصبحت لديهن القدرة علي الاختيار الصحيح, وترتيب الاولويات وادارة حياتهن واحتل تعلم البنات المقدمة في هذه الاولويات يليه زواجهن من رجال لايقمون بضررهن لتمكين الاقتصادي اذن يستطيع ان يغير المجتمع الي الافضل.
هذا التغيير لن يأتي الا بالالتفاف حول مشروع قومي وراؤه حلم فكل من غيروا العالم كان لديهم حلم مثل حلم غاندي في الاستقلال وحلم مارتن لوثر كينج في الغاء التفرقة العنصرية.
لذلك كان البحث عن ادوات واليات للتحضير علي المشاركة المجتمعية خاصة للمرأة وفئة الشباب وايجاد مشروع قومي كان محور جلسات النقاش الاربع التي تناولت دور منظمات المجتمع المدني في تمكين المرأة والشباب اجتماعيا ورفع وعيهم باهمية المشاركة في الحياة العامة والسياسية ورأستها د. اقبال السمالوطي عميدة كلية الخدمة الاجتماعية.
ودور الاعلام في تناول قضايا المواطن والائتمان وراسهم صلاح عرفة رئيس منتدي الحوار وتناولت الجلسة الثالثة دور مؤسسات القطاع الخاص في تمكين المرأة وعرضته هويدا ناهي من المؤسسة الامريكية للتنمية.
أما موضوع الجلسة الرابعة فكان حول دور التعليم في المشاركة العامة والمواطنة وعرضته سهام نجم رئيس جمعية المرأة والمجتمع.
واجمع المشاركون علي ان التحضير علي المشاركة وهو الهدف الرئيسي للمؤتمر يجب ان يبدأ من الصغر التنشئة الطفل علي حرية التعبير وتمكينه من المشاركة في اتخاذ القرارات التي تخصه هو واسرته وتنمية الشعور بالانتماء للوطن لديه وذلك لن يتم الا من خلال الاسرة في المقام الاول تليها المدرسة تم مؤسسات المجتمع المختلفة.
هذه احدي توصيات المؤتمر بجانب التأكيد علي اهمية اتاحة الفرصة لهم في مرحلة الشباب للمساهمة في وضع وتنفيذ السياسات الاعلامية خاصة المتعلقة بالمنظومة الاعلامية المقدمة اليهم بجانب منحهم دورا اكبر تولي المناصب القيادية في المؤسسات الاعلامية والصحفية وفقا للكفاءة وابراز النماذج الناجحة من الشباب والنساء في كل مجالات وسائل الاعلام.
بالاضافة الي توصية الجمعيات الاهلية ونشر ثقافة التطوع بين النساء والشباب وتمكينهم من ممارسة ادوارهم من خلال المجالس الانتخابية.
الي جانب حث منظمات القطاع الخاص علي الحفاظ علي حقوق العاملين بها واعطائهم اياها ضمانا لاستقرار اسرهم, ودعم التشبيك بين هذه المنظمات لتشجيع العمل في اطار مؤسس تحكمه اجندة واضحة تلبي الاحتياجات المجتمع.
ولان المشاركة لابد ان تبدأ من الصغر اكدت جلسة التعليم اهمية استخدام. التكنولوجيا للتواصل بسرعة مع كثير من الدول خاصة ان الشباب يتميزون بمهارات التعامل علي التكنولوجيا التي تمكنهم من الالتحاق بالمستقبل الرقمي.. فيجب ان يكون التعليم للحياة وليس للتوظيف والبداية هي مزيد من المشاركة.
سامية عبدالسلام
ساحة النقاش