حكاية المرأة.. مع ثورة يوليو
كتبت : نورا عبد الحليم
جاءت ثورة23 يوليو1952.. فانطلقت المرأة, وحولت الأحلام الي واقع يفوق الخيال.. بعد أن حطمت مع ماحطمت اليشمك والحبرة وجميع النوافذ المغلقة.. وبعد, هذه شهادات نساء عشن عهد الثورة, فماذا كانت رؤيتهن ؟
* تقول د.مديحة خطاب عميدة كلية الطب بقصر العيني ـ سابقا ـ ورئيسة لجنة الصحة بالمجلس القومي للأمومة والطفولة: كانت قوانين ومظلة التأمين الصحي في عام1964 في بؤرة اهتمام الثورة فبدأت معها كل برامج حماية النساء والأطفال والتي مازلنا نعمل عليها حتي الآن, واحتمت النساء تحت مظلة التأمين من قهر وبطش أصحاب الأعمال وبالأخص في مجالات العمل الخاص.
* وتقول د.ماجي الحلواني استاذة الإعلام بجامعة القاهرة: وضعت الثورة المرأة علي الطريق بصدور دستور1956 الذي أعطاها الحق في مباشرة حقوقها السياسية فرأينا لأول مرة في مجلس الأمة نساء أتين للمجلس بالانتخاب الحر مثل راوية عطية وأمينة شكري, وأسهمت الثورة بذلك في خلق شخصية متميزة للمرأة وأعطتها فرصة العمل في مجالات جديدة فأصبحت وزيرة ونائبة في البرلمان وسفيرة وكان ذلك تمهيدا لتتبوأ مراكز قيادية أخري في العقود التالية للثورة فأصبحت وكيلة لمجلس الشعب ورئيسة لهيئة قضائية هي النيابة الادارية وقاضية.
* وتقول د.هدي زكريااستاذة علم الاجتماع السياسي بكلية الآداب جامعة الزقازيق: فتحت ثورة يوليو باب التعليم المجاني علي مصراعيه أمام المرأة في الحضر والريف, وتوجت جهود الثورة بتعيين دحكمت أبو زيد أول وزيرة للشئون الاجتماعية في مصر, وبدأت مع الثورة ايضا سلسلة من المبادرات لتطوير المرأة العربية مع مساحة المد القومي في الخليج وسوريا وتونس والمغرب وبلاد أخري ولأن المرحلة كانت مرحلة مد لا انحسار كانت الأسرة أكثر استقرارا وكان المجتمع أكثر رسوخا في ميله ناحية العدالة الاجتماعية وقيمة العمل.
* وتقول المخرجة انعام محمد علي: عملت كمخرجة في التليفزيون المصري منذ بداياته في الستينيات, وكان مجال الاخراج لايزال مقصورا علي الرجال فقط, لكن مساندة الثورة للمرأة آنذاك كانت عاملا مشجعا علي اقتحام هذا المجال, كما شاركت دراما الاذاعة والتليفزيون في تأكيد قيمة عمل المرأة, أما عن قوانين العمل التي كفلها الدستور فتعد من أفضل القوانين علي الصعيدين المحلي والعربي, حيث نصت جميعها علي المساواة بين الرجل والمرأة في ميدان العمل دون تمييز إلي جانب مراعاة وضع المرأة الخاص أثناء فترات الحمل والرضاعة, وتوفير عناصر الحماية من مخاطر العمل, والعمل الليلي فضلا عن تمتعها بالتأمينات الاجتماعية, لكن تبقي بعض المناصب التي تأمل في أن تحصل عليها المرأة مثل رئاستها لمجلسي الشعب والشوري ومنصب المحافظ.. ورئاسة مجلس الوزراء.
* وتقول د. سلوي شعراوي جمعة استاذة الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة: كانت بنود ميثاق العمل الوطني الذي أصدرته الثورة تنص علي أن الأسرة هي الخلية الأولي للمجتمع, وأن مراعاة جميع حقوق الأسرة وبالأخص حقوق الأطفال هي أمر مهم وضروري.
وبعيدا عن الميثاق نجد أن الثورة تمنح الترشيح والانتخاب للمرأة لأول مرة وهيأت الرأي العام لتقبل هذا الحق, بدليل أن أولي السيدات اللاتي رشحن أنفسهن عام1957 للانتخابات نجحن باختيار الشعب وهن: راوية عطية وأمينة شكري وغيرهما, وبجانب هذا ساعدت الثورة في نقل مدها الي الدول العربية المجاورة والتي أخذت تطالب بالثورة والتحرر علي غرار ثورة يوليو المجيدة.
ساحة النقاش