صـحة المـرأة في تنظـيم أســرتها
كتبت : هــــبة لـــوزة
صحة المرأة المصرية وحقها في اختيار الأمثل للحفاظ علي صحتها كان موضوع المؤتمر الذي عقد في القاهرة مؤخرا تحت رعاية المنظمة الأوروبية للصحة الانجابية وتنظيم الاسرة.
بهدف التعرف علي الجديد في مجال تنظيم الاسرة والذي لم يعد مقصورا علي منع الحمل فقط, وانما يعني في مفهوم منظمة الصحة العالمية تجنب انجاب مواليد غير مرغوب فيهم وتنظيم فترات المباعدة بين حمل وآخر وتحديد عدد اطفال الاسرة والحفاظ علي صحة المرأة.
فقد أظهرت الدراسات والاحصاءات ان65% من حالات الحمل التي تحدث للنساء في العالم غير مخطط له.. لذلك اصبح استخدام وسائل لتظيم الأسرة مطلبا عالميا.. من أجل ذلك تجري الأبحاث منذ سنوات طويلة لتطوير وتحسين نوعية الوسائل المستخدمة, حيث يواكب هذا العام احتفال العالم بمرور50 عاما علي اكتشاف اقراص منع الحمل ومائة عام علي اكتشاف اللولب النحاسي الذي تفضله سيدات كثيرات في مصر, لأنه الوسيلة الاسهل والتي لاتحتاج إلي تذكر موعد القرص أو نسيان تناوله. وهو وسيلة فعالة وآمنة بشرط الكشف من وقت إلي أخر حتي لاينغرس في بطانة الرحم ويسبب التهابات أو ورما.. وقد عكف العلماء في السنوات الاخيرة علي اجراء الابحاث التي تهدف إلي تخليص هذه الوسيلة من بعض الاعراض الجانبية المصاحبة لها مثل كثرة النزف وطول فترة الدورة الشهرية, مما يعرض المرأة للاصابة بالانيميا ويقلل حيويتها ويمنعها من ممارسة حياتها الطبيعية اياما طويلة كل شهر, بالاضافة إلي احتمال تعرضها لاجراء جراحة استئصال الرحم بعد فترة طويلة بسبب النزف الرحمي.
وكانت نتيجة هذه الابحاث اكتشاف جيل جديد من اللوالب يجمع بين مزايا اللولب والاقراص معا.. يحدثنا عنها د. صبحي أبو اللوز استاذ امراض النساء والتوليد بجامعة عين شمس فيقول إن العلماء توصلوا إلي ابتكار لولب من البلاستيك يستقر في الرحم ويحتوي علي هرمون البروجستيرون الطبيعي مثل الذي يحتوي عليه القرص الذي يقوم بإفرازه موضعيا فقط بصفة يومية وعلي مدي خمس سنوات كاملة..
ويتميز هذا الجيل الجديد من اللوالب بأنه يقلل من النزف الشهري ولايؤثر علي خصوبة المرأة ولايتسبب في أي زيادة في الوزن ويقلل من نسبة احتمال اجراء عمليات استئصال للرحم
وهذا ماتطرق اليه د. اسامة شوقي استاذ النساء والتوليد بجامعة القاهرة وعضو المجلس الاستشاري للجمعية الدولية لمناظير جراحة امراض النساء, مؤكدا ارتفاع نسبة اجراء عمليات استئصال الرحم للسيدات اللاتي يعانين من النزف الرحمي مما يعرضهن لمضاعفات كثيرة اهمها ظهور اعراض سن اليأس مبكرا.. وأشار إلي أن الابحاث العلمية التي اجريت علي النساء اللاتي عانين من غزارة النزف الرحمي اظهرت نتائجها ان علاجهن بهذا النوع من اللوالب كان له نفس فاعلية استئصال الرحم تقريبا.
وأوضح د. ماهر عمران استاذ امراض النساء والتوليد بجامعة عين شمس أن نسبة السيدات المتزوجات اللاتي يستخدمن مختلف وسائل تنظيم الاسرة يصل الي59%, وأشار الي أن معظم السيدات يعلمن عن وسائل تنظيم الاسرة ولكن هناك تباينا واضحا في المعرفة بين الحضر والريف, حيث يقل في الريف استخدام النساء لوسائل تنظيم الاسرة خاصة في الوجه القبلي مما يتطلب زيادة حملات التوعية والتأكيد فيها علي أهمية اختيار السيدة للوسيلة التي تناسبها هي وزوجها واستشارة الطبيب المختص.
واعرب المشاركون في المؤتمر عن رغبتهم في ان يحدث تعاون بين وزارة الصحة والمجلس القومي للسكان وشركات الأدوية من أجل توفير هذه الوسائل الحديثة بسعر مدعوم كخطوة لحل المشكلة السكانية.
ساحة النقاش