تحليل الوظيفة أوالمهمة:

 

كما يجد معظمنا صعوبة في قطع ميل في خطوة كبيرة واحدة أو أكل فيل بقضمة واحدة، فإننا نجد صعوبة في تعلم الرياضيات أو تعليم شخص ما كيف يقرأ في خطوة واحدة. يجب أن نجد طريقة لتقسيم عمليات التدريس والتعليم إلى أجزاء صغيرة. ويجب أيضاً أن نحدد أي الأجزاء أكثير أهمية للبدء بها وكيفية ربط الأجزاء.

 

لقد اثبت التحليل أهميته في العديد من المجالات. فيستخدم الكيميائي التحليل النوعي لتحديد العناصر المختلفة في مركب ما، ويُشرح البيولوجي الحيوان لمعرفة أعضائه ومعرفة العلاقة بين أحدهما والآخر. وقد يقابل الناس الكثير من المشكلات المعقدة والعويصة ليتمكنوا من فهمها أو حلها عند أخذها ككل. وعلى هذا، فإن الإجراءات التحليلية لتقسيم هدف أو ظاهرة أو مشكلة إلى عناصرها المكونة ولتحديد كيفية ربط العناصر بعضها ببعض وربطها بالكل ويساعد التحليل على تجزئة مشكلاتنا إلى مشكلات فرعية تكون أسهل للفهم والمعالجة.

 

على الرغم من أننا نستطيع أن نجزًيء الساعة إلى مكوناتها بطرقها بمطرقة، فإن الأجزاء الناتجة عن الطرق قد لا يمكننا من فهم طريقة عمل الساعة. وتتحول الأجزاء والعلاقات بينهما إلى فوضى بدلاً من اكتشاف النظام، ومن الواضح، لكي يكون التحليل بنًاء، أنه يجب أن نحدد ونستعمل الإجراءات التي تحدد العناصر وعلاقاتها بحيث يكون لها معنى. 

 

تعريف تحليل المهمة:(Task Analysis )

 

هو نظام لتجزئة مهمة تنازلياً إلى المهارات الفرعية التي تتكون منها. الخطوة الأولى: هي تعريف هدف الأداء النهائي، ثم تحديد المهارات الضرورية لتحقيق ذلك الهدف . هذه المهارات تجزأ أيضاً إلى المهارات الفرعية حتى يتم الحصول على صورة متكاملة لكل القدرات المطلوبة لتعلم المهمة في التسلسل المناسب والضروري لتحقيق الهدف النهائي . وتستخدم مصطلحات أخرى لوصف هذه العملية مثل: تحليل الوظيفة (Job Analysis) وتحليل الوظيفة (Goal Analysis)   وتحليل المهارة (Skill Analysis

 

الممكن أن يطبق هذا الأسلوب في الموضوعات الأكاديمية مثل: القراءة والرياضيات أو الكتابة حيث يتم تبسيط تلك المهمات المعقدة مما يساعد علي إتقان مكوناتها بشكل مقبول ( السرطاوي،1990(.

 

عملية تحليل المهمة في تصميم التعليم:

 

يساعدنا تحليل المهمة على تحديد العناصر المكونة للمهمة والعلاقات القائمة بين هذه العناصر وتوضح العناصر المكونة ما يجب على الفرد أن يتعلمه حتى يؤدي المهمة . وتوضح العلاقات النظام الذي يُدَّرس وفقاً لهذه الأجزاء

 

تحليل المهمة الهرمي :

 

وضع روبرت جانييه مبادئ لنظرية في التعلم تعد نموذجاً للتعليم؛ حيث افترض " جانييه " أن كل مادة أكاديمية أو كل موضوع في هذه المادة أو كل جزء من هذا الموضوع له بنية هرمية  Hierarchy تشمل قمتها أكثر الموضوعات أو الأجزاء تركيباً وتليها الأقل تركيباً حتى الأبسط في قاعدة البنية الهرمية. وتعتبر موضوعات كل مستوى متطلب قبلي   Prerequisite لتعلم الموضوعات الأكثر تركيباً منها في البنية المعرفية الهرمية.  وفي ضوء هذا الافتراض ، يرى " جانييه " أن المتعلم يكون مستعداً لتعلم موضوع جديد عندما يتمكن من المتطلبات القبلية اللازمة لتعلم هذا الموضوع . وبذلك فإن التخطيط للتعليم ينبغي أن يهتم بتحديد وترتيب المتطلبات القبلية اللازمة لتعلم كل موضوع داخل المادة الدراسية وأيضاً تلك التي تلزم لتعلم المادة الدراسية ككل ، ويعتمد في ذلك على تحليل المهام.

 


التدريس عند جانييه

 

عند التخطيط لتدريس موضوع ما وفقاً لنظرية جانييه فإنه يتم تحليل الموضوع المراد تعليمه إلى مهام متدرجة من المركب للبسيط وفقاً لتنظيم هرمي قمته أكثر المهام تركيباً وقاعدته أكثرها بساطة ، وعند كل مستوى من مستويات التنظيم الهرمي يحدد الأداء المتوقع من المتعلم في صورة سلوك مستهدف وعند تنفيذ الدرس يتم البدء بقاعدة الهرم أي أكثر المهام بساطة وتعليمها للمتعلم وعندما يستوعب المتعلم المستوى الأكثر بساطة ينتقل للمستوى الأرقى تركيباً وهو ما يسميه " جانييه " الانتقال الرأسي للتعلم . وهكذا يرى جانييه استخدام الأسلوب التحليلي في تنظيم المحتوى وتخطيط الدرس حيث يبدأ من المركب وينتهي بالبسيط ، بينما يقترح الأسلوب التركيبي في تنفيذ الدرس حيث يوصي بتدريس أبسط المهام ثم التدرج حتى الوصول إلى الأكثر تركيباً وهو المهمة الرئيسية.

 

نموذج جانييه الهرمي:

 

في كثير من نظريات التعلم والنماذج المختلفة محاولة لتوضيح الطريقة التي من خلالها يحدث التعلم ، وهو محاولة ايضا لتحديد دور المعلم في مهمة التعليم ، وقد حدد جانييه في نموذجه الطريقة التي يحدث فيها التعلم ، وقد صور أن التعلم يحدث متدرجا من البسيط الى المعقد ، وهو بهذا يصور اهمية التدرج والتجزيئ للتعلم من جهة ومن جهة اخرى اهمية انتباه المعلم الى التعلم السابق الذي قد يكون من الضروري تقيمه للطالب لتحديد اين يكمن الخلل في عدم مقدرته على تعلم ما هو ارقى واعقد.

 

نستعرض نموذج جانييه الهرمي للتعلم:

 

1- تعلم الإشارة : سلوك لا إرادي مشروط مثل سحب اليد عند ملامسة الأجسام الساخنة.

2- تعلم المثير والاستجابة : الاستجابة لمثيرات إرادية انتقائية مثل عمل علامات على الورق ، أو نطق كلمة جديدة.

3- تعلم سلسلة حركية : تتابع حركات بدنية تتم وفق نظام معين مثل ربط الحذاء، الكتابة التعلم، ... الخ.

4- الربط اللفظي : استجابة لفظية تنفع في تعلم أكثر تعقيدا مثل قراءة حروف الأبجدية ، تسمية شيء ، ...

5- التمييز : قدرة الفرد على التمييز بين أشياء أو رموز مختلفة . مثل التمييز بين حروف متشابهة الشكل (P , q) أو بين الحروف المتشابهة في النطق (e , c) . يعتمد هذا النوع من التعلم على المهارات الأساسية (الأنماط الأساسية للتعلم ) . تعلم التمييز هو متطلب سابق لتعلم المفهوم .

6- تعلم المفهوم : قدرة الفرد على تصنيف مثير ما كعضو في مجموعة بناء على الخصائص أو المميزات المشتركة أو قدرة الفرد على تحديد السمات المتشابهة بين الأشياء ووضعها في مجموعات أو فئات تبعا لتلك السمات ، إضافة إلى قدرة الفرد على إعطاء أمثلة لفئة أو مجموعة معينة . المفهوم :"تجميع أو تصنيف الخبرات أو الأفكار في فئات معينة بناء على خصائص مشتركة "

أ- تعلم المفهوم المجرد :

  قدرة الفرد على تحديد صفات مجموعة من الأشياء تشترك في خصائص أو سمات لا يمكن إدراكها حسيا ، ولكنها تعتمد على تعريفاتها اللفظية ، أي قدرة الفرد على تحديد المعنى أو التعريف اللفظي لشيء أو حدث أو علاقة ما مثل ممر المشاة هو طريق المشي بجانب الشارع . في هذه الحالة يعد المفهوم اللفظي قاعدة . تعلم المفهوم المحسوس يعد متطلبا سابقا لتعلم المفهوم المجرد.

ب- تعلم المفهوم المحسوس :

 قدرة الفرد على تحديد أو تمييز المثير تبعا لخواصه أو صفاته كعضو في مجموعة أو فئة تشترك فيها مع مثيرات سابقة معروفة . المفهوم المحسوس يعتمد على خصائص حسية يمكن إدراكها . من أمثلة الخصائص المحسوسة الدائرة ، المربع ، منحنى ، ازرق ، مسطح ... الخ .

7- تعلم الأسس / القواعد : " قدرة تمكن الفرد من انجاز عمل ما باستخدام الرموز " . هذه القدرة تشير إلى قدرة الفرد على وضع مفهومين أو أكثر معا في علاقة ما مثل استعمال القاعدة أو القانون بغير ضرورة لصياغتها . كتابة جمل أو حل مشكلات رياضية وغيرها مبنية على قواعد تعبر عن علامة بين مفاهيم . فمثلا مساحة المستطيل = الطول X العرض يشير إلى علامة بين عدة مفاهيم : المساحة ، الطول ، العرض. لكي يفهم الفرد هذه القاعدة ويطبقها ، يحتاج إلى معرفة معاني مفاهيم المساحة والطول والعرض ، لذا فالمفاهيم هي متطلبات سابقة لتعلم الأسس / القواعد.

8- حل المشكلات : استرجاع أسس أو قواعد سابقة ودمجها لتوليد أسس أو قواعد أعلى ، لتحقيق هدف ما مثل كتابة مقال ، عمل تشخيص طبي ، ... الخ. لكي يتمكن الفرد من دمج الأسس الأعلى ينبغي عليه معرفة الأسس الأبسط ، لذلك فإن تعلم الأسس يعد متطلبات سابقة لحل المشكلات (أي توليد أسس أو قواعد أعلى ).

 

وهذا يعني إننا لا بد من الاهتمام بالمفهوم ومدى وضوحه للطالب قبل تعليمه القاعدة ، وهو يعني أيضا أن الطالب يصعب عليه حل المشكلات والمسائل العلمية رياضية أو لغوية مالم يتعلم القواعد المعتمدة على المفهوم

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 78/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
26 تصويتات / 772 مشاهدة
نشرت فى 10 يوليو 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,597,896