بسم الله الرحمن الرحيم
المملكة العربية السعوديـــة
وزارة التعليم العالي/كليــة المعلمين بالباحة
قسم التربية وعلم النفس
عنوان الدراســــــة
فعالية "جودة " أداء المعلم في الحد من مشكلة تسرب الطلاب كما
يراها مشرفو ومعلمو المرحلة الابتدائية بمنطقة الباحة التعليمية
إعــــــداد
الدكتور/ فيصل محمد عبد الوهاب سعيد
أستاذ أصول التربية المساعد بقسم التربية وعلم النفس بكلية المعلمين بالباحة، وبقسم
فلسفة التربية وتاريخها كلية التربية جامعة الخرطوم بجمهورية السودان
مقدم للقاء السنوي الرابع عشر للجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية ( جستن )
عن : ( الجودة في التعليم العام ) ، من الفترة من 28-29/4/1428هـ
فعالية "جودة " أداء المعلم في الحد من مشكلة تسرب الطلاب كما يراها
مشرفو ومعلمو المرحلة الابتدائية بمنطقة الباحة التعليمية
د. فيصل محمد عبد الوهاب سعيد.
أستاذ أصول التربية المساعد بقسم التربية وعلم النفس بكلية المعلمين بالباحة.
الملخـــــــــــص :
هدفت هذه الدراسة إلى معرفة وجهة نظر المشرفين التربويين والمعلمين للمرحلة الابتدائية بمنطقة الباحة التعليمية ،عن أسباب تسرب طلاب المدارس الابتدائية بالمملكة العربية السعودية ، و دور "جودة " أداء المعلم في كيفية الحد منها ، وسعت الدراسة للإجابة عن سؤال رئيس وهو:( ما مفهوم الجودة الشاملة ؟ وما جودة أداء المعلم ؟ وما دورها في مواجهة مشكلة تسرب طلاب المرحلة الابتدائية بالمملكة العربية السعودية ) ، حيث تفرعت منه ثلاثة أسئلة فرعية وهي:الأول/ ما الجودة الشاملة ؟ وما أهمية و مفهوم "جودة " أداء المعلم ؟، والثاني/ ما مفهوم التسرب ؟ وما أسبابه كما يراها معلمو ومشرفو المرحلة الابتدائية بمنطقة الباحة ؟، والثالث/ ما دور "جودة " أداء المعلم للحد من مشكلة التسرب من وجهة نظر معلمي ومشرفي المرحلة الابتدائية بمنطقة الباحة ؟ ، واستخدم الباحث في هذه الدارسة المنهج الوصفي الارتباطي ، حيث أعد الباحث استبانة واحدة لغرض الدراسة مكونة من أربعة محاور تشمل خمسين عبارة ، وكانت العينة عشوائية من أربعة وثمانين معلماً تم اختيارها من عشر مدارس ابتدائية بمحافظة الباحة ، بالإضافة إلى أثنين واربعين مشرفاً تربوياً من منطقة الباحة التعليمية ، وأظهرت نتائج الدراسة أن من أهم أسباب التسرب ضعف أداء المعلم العلمي والمهني وأن لجودة أداء المعلم دوراً ايجابياً في الحد من مشكلة التسرب في المدارس الابتدائية من وجهة نظر المشرفين التربويين والمعلمين ، وختمت الدراسة بست عشرة توصية ، حول ضرورة "جودة" أداء معلم المرحلة الابتدائية بالمملكة العربية السعودية من أهما : ضرورة نشر ثقافة " الجودة " لجميع منسوبي التعليم بالمملكة ، والاهتمام بجودة أداء المعلم السعودي أكاديميا ومهنياً من خلال تطوير برامج إعداده وتدريبه أثناء الخدمة ، و أن تعمل جهات الاختصاص في وزارة التربية والتعليم السعودية على إزالة الأسباب الداخلية المسببة لتسرب الطلاب في المدارس الابتدائية مثل منظومة المعلم بالعمل على جودة أدائه ، وتطوير المناهج الدراسية ، وتهيئة البيئة التعليمية الجيدة للمتعلم .
المقدمة :
يحثنا ديننا الإسلامي على العلم فيقول تعالى ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) ، "سورة العلق الآية (1) ، كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله طريقاً إلى الجنة ، وأن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضىً بما يفعل وأن العالم يستغفر له من في السماوات والأرض حتى الحيتان في جوف الأرض ) ، ( رواه أبو داؤود والترمذي) . لذلك يدعو الإسلام للعلم وجودته وإتقانه ، وأن كانت الجودة جذورها قديمة جدا ً حيث نجدها في الحضارة الفرعونية ممثلة في الأهرامات والمعابد ، وفي الحضارة الصينية في سور الصين العظيم ، وهناك من نسبها للحضارة البابلية عندما سطر الملك حمورابي قوانينه التي اهتمت بجودة العمل ، ( العزاوي ، (2005م ، ص7) ،كما جاء الدين الإسلامي ليؤكد على ضرورة جودة العمل وإتقانه ، قال تعالى: ( إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا ) ، (الكهف 20) ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ) ، ( رواه مسلم ) ، وتتجلى الجودة في حضارة المسلمين في الأندلس في المساجد والقصور والحدائق ، و يشهد العالم منذ مطلع القرن العشرين تغيراً حضارياً هائلاً شمل كل مجالات الحياة حيث تظهر كل يوم معطيات جديدة تحتاج إلى فكر جديد وخبرات متميزة ، ومهارات تتصف بالجودة و لكي نتعامل مع هذه المعطيات بنجاح فهذا يتطلب أنساناً مبدعاً . وأن التعليم العام في المملكة العربية السعودية الذي شهد توسع كمياً يمكن إدخال معايير "الجودة الشاملة " فيه لتطويره نوعياً ، و على الرغم من التوسع الكبير في التعليم السعودي نجد هناك مشكلات تواجهه من أهمها الإهدار التربوي الذي ينتج عن ظاهرة الرسوب والتسرب، الذي يمثل ظاهرة سالبة على النظام التعليم لما يسببه من ضغوط واستنزاف لميزانيات التعليم المالية وتبديد للموارد البشرية التي تنعكس سلباً على التقدم والتنمية الاقتصادية في المملكة العربية السعودية ، وتتضح مشكلة " التسرب" في كل مراحل التعليم العام ، خاصة ً المرحلة الابتدائية ، يتضح ذلك من خلال إحصاءات الوزارة و الدراسات والبحوث التي أجريت فيها ، نذكر منها دراسة : سريفا ستفا (1984م) ، ودراسة عمر ( 1407هـ)، ودراسة فلاته (1407هـ) ،ودراسة الداؤود (1992م)وغيرها ، والتي أشارت لأسباب "التسرب" خارج المدرسة وداخلها والتي من أهما المعلم ، لذلك وللحد من مشكلة " التسرب" ويمكن تطبيق معايير " الجودة " للمعلم السعودي كمدخل لتحقيق الجودة التعليمية ، من خلال إعداده الجيد ثم تدريبه المستمر اثنا ء الخدمة ، ليسهم في مواجهة مشكلة التسرب ، ومن هنا جاءت فكرة هذه الدراسة : ( فعالية "جودة " أداء المعلم في الحد من مشكلة تسرب الطلاب كما يراها معلمو ومشرفو المرحلة الابتدائية بمنطقة الباحة التعليمية ). و ما يميز هذه الدراسة عن دراسات "التسرب " السابقة هو تركيزها على المعلم وضرورة "جودة " وإتقان أدائه العلمي والمهني للحد من مشكلة " التسرب " ، وأن الجهة المستفيدة من هذه الدراسة هي وزارة التربية والتعليم السعودية ومعلم المرحلة الابتدائية التي تمثل مرحلة الأساس للتعليم العام في المملكة العربية السعودية .
مشكلة الدراسة:
تتلخص مشكلة الدراسة في أن ظاهرة التسرب الدراسي منتشرة في الكثير من دول العالم في الوقت الحاضر في كل مراحل التعليم العام ، خاصة في الدول النامية ففي دول إفريقيا جنوب الصحراء مثلاً نجد أكثر من 40 مليون طفل متسرب في المرحلة الابتدائية سيتضاعف عددهم إلى 57 مليون طفل عام 2015م ( صحيفة الغارديان البريطانية ترجمة مجلة المعرفة ، 1420هـ ، ص26)، فالتسرب مشكلة عالمية ، تعاني منها كذلك المملكة العربية السعودية فتسبب إهدار مالياً وبشرياً ينعكس سلباً على مخرجات العملية التعليمية مما له مردودة السلبي في التنمية الشاملة ، ولإيماننا بأن نجاح العملية التعليمية في تحقيق أهدافها لا يتم إلا بالمعلم و بجودة عطائه وإتقان أدائه ، ومن هنا جاءت مشكلة هذه الدراسة ، التي تسعي لتوضيح أهمية جودة أداء المعلم العلمي والمهني للحد من مشكلة التسرب ، علماً بأن الاهتمام بالجودة أصبح ظاهرة عالمية بل هو الوظيفة الأولى لأي منظمة للوصول لغاياتها ولضمان تحسين مخرجاتها حتى تنافس المؤسسات الأخرى ، وان التعليم السعودي يرغب في الجودة التعليمية والتحسين والإتقان .
أهداف الدراسة :
وتسعى الدراسة لتحقيق الأهداف التالية :
(1) معرفة مفهوم إدارة الجودة الشاملة وأهميتها في المؤسسات التربوية ، وتحديد مفهوم "جودة" أداء المعلم في العملية التعليمية .
(2) الوقوف على مفهوم مشكلة " التسرب " ،واستقصاء أسبابها من وجهة نظر المعلمين والمشرفين التربويين بالمرحلة الابتدائية بمنطقة الباحة .
(3) الكشف عن فاعلية " جودة " أداء المعلم في الحد من مشكلة "التسرب" كما يراها المعلمون والمشرفون التربويون بالمرحلة الابتدائية بمنطقة الباحة .
أهمية الدراسة :
تنبع أهمية الدراسة من أن " التسرب " من المشكلات المعقدة والقديمة التي تضع وزارة التربية والتعليم السعودية أمام تحد كبير ، وعلى الرغم من كثرة الدراسات الميدانية التي أجريت في ذلك ، والتي حددت أسباب المشكلة وكيفية مواجهتها تظل المشكلة قائمة ومعقدة ، حيث يصعب تحديد أوقاتها وجميع أسبابها ، هذا ومن أهم المقاييس الصحيحة التي تستخدم لمعرفة حجم التسرب : " طريقة الفوج الحقيقي" ، "وطريقة الفوج الظاهري "، ثم حساب كلٍ من معدل الترفيع و معدل الرسوب والتسرب وهذا يتم عن طريق حسابات وقوانين إحصائية معروفة " (شنودة ،1987،ص27) ، وعموماً تتباين عوامل التسرب من تعليمية واجتماعية واقتصادية حيث إن العوامل التعليمية المسببة للتسرب هي أكثر من غيرها ممثلة في المعلم ، والمتعلم ، والأهداف ، ومحتوى المنهج المدرسي ، والوسائل التعليمية ،وطرائق التدريس ،والتقويم والإدارة المدرسية ، والمبنى المدرسي . واهم العوامل الداخلية هي "منظومة المعلم" من حيث إعداده وتدريبه وأدائه داخل حجرة الدراسة في المدرسة ، ومن هنا جاءت فكرة هذه الدراسة والتي تتضح أهميتها في معالجة منظومة المعلم ومعايير الجودة المطلوبة لمواجهة مشكلة التسرب والتي تهدر الأموال والميزانيات المالية الكبيرة في المملكة العربية السعودية .
أسئلة الدراسة:
وتسعى الدراسة للإجابة عن السؤال الرئيس التالي :
:( ما مفهوم الجودة الشاملة ؟ وما جودة أداء المعلم ؟ وما دورها في مواجهة مشكلة تسرب طلاب المرحلة الابتدائية بالمملكة العربية السعودية ؟ ) . حيث تفرعت منه ثلاثة أسئلة فرعية وهي
1/ ما الجودة الشاملة ؟ وما مفهوم و أهمية "جودة " أداء المعلم ؟ .
2/ ما مفهوم التسرب ؟ وما أسبابه كما يراها معلمو ومشرفو المرحلة الابتدائية بمنطقة الباحة التعليمية ؟ .
3 / ما دور "جودة " أداء المعلم للحد من مشكلة التسرب من وجهة نظر معلمي ومشرفي المرحلة الابتدائية بمنطقة الباحة ؟ .
مسلمات الدراسة :
من خلال رجوع الباحث للعديد من الدراسات السابقة ومنها : ( دراسة : سريفا ستفا (1984م) ، ودراسة عمر ( 1407هـ)، ودراسة فلاته (1407هـ) وغيرها ) ، ومن خلال رجوع الباحث لإحصاءات وزارة التربية والتعليم السعودية ( لسنة )1407 ، و سنة 1417هـ ) ، ورقم انخفاض معدل الرسوب والتسرب في المرحلة الابتدائية لا تزال مشكلة " التسرب " تمثل عائقاً وتحدياً للتعليم في المملكة العربية السعودية ، ومما تقدم تنطلق هذه الدراسة من المسلمات التالية :
(1) رغم جهود وزارة التربية والتعليم في المملكة يوجد إهدار تربوي في التعليم الابتدائي ممثلاً في مشكلة
" تسرب" التلاميذ ، تسبب إهداراً مالياً في ميزانية التعليم .
(2) أهم أسباب "التسرب " أسباب خارجية (خارج المدرسة عوامل اجتماعية واقتصادية محيطة بالتلميذ) وأخرى داخلية ( داخل المدرسة متعلقة بالجوانب التعليمية مثل المعلم والمنهج والمتعلم ).
(3) من أهم عوامل "تسرب " تلاميذ المرحلة الابتدائية الداخلية : أداء المعلم العلمي والمهني (التربوي) في المدرسة .
حدود الدراسة:
(1) الحدود المكانية : تختص هذه الدراسة بالجودة الشاملة ، و أهمية "جودة " أداء المعلم في العملية التعليمية وفاعليتها لمواجهة مشكلة " التسرب " في المرحلة الابتدائية في المملكة العربية السعودية من وجهة نظر المشرفين التربويين والمعلمين بمنطقة الباحة التعليمية ، لذلك تركز الدراسة على استقصاء أسباب التسرب الداخلية ( الخاصة بالمدرسة ) ممثله في المعلم والمنهج والمتعلم ، ثم تناولت فاعلية جودة الأداء العلمي والمهني في الحد من مشكلة تسرب طلاب المرحلة الابتدائية ، ومجتمع الدراسة هو منطقة الباحة التعليمية التي تتكون من خمس محافظات هي: ( الباحة ، وبلجرشي، والعقيق، والمندق، والقرى ) ، وعينة الدراسة تتكون من (126فرد ) عبارة عن: ( 42 ) مشرف تربوي من منطقة الباحة و(84 ) معلم من (10 ) مدارس ابتدائية بمحافظة الباحة .
(2) الحدود الرمانية : تم تطبيق هذه الدراسة في الفصل الأول من العام الدراسي 1427/ 1428هـ .
مصطلحات الدراسة:
(1) مفهوم الجودة : جاء في مختار الصحاح جاد : الشيء يجود ، وجَُودة : بفتح الجيم وضمها أي صار جيداً ( الرازي ، 2001م ، 114) ، وجاء في لسان العرب الجيد : نقيض الرديء ، وجاد الشيء جودة ، وجودة : أي صار جيداً ، وقد جاد جوده وأجاد أي أتى بالجيد من القول والفعل ( ابن منظور ، 1984 : 72) . والجودة هي ( عملية بنائية تهدف إلى تحسين المنتج النهائي ، حيث تستند على الإحساس العام للحكم على الأشياء) ، ( أحمد ، 2003م ، ص 17 ) .
(2 ) مفهوم الجودة الشاملة : وتعرف منظمة التقييس العالمية (ISO) إدارة الجودة الشاملة ( العزاوي ،2005م، ص39) :( بأنها عقيدة أو عرف متأصل وشامل في أسلوب القيادة أو التشغيل لمنظمة ما ، بهدف التحسين المستمر في الأداء على المدى الطويل من خلال التركيز على متطلبات وتوقعات الزبائن مع إغفال متطلبات المساهمين وجميع أصحاب المصالح الآخرين ) . و يرى ( عليمات ، 2004م ، ص 16) أن الجودة الشاملة هي : ( هي اتحاد الجهود واستثمار الطاقات المختلفة لرجال الإدارة والعاملين بشكل جماعي لتحسين النهج الإداري ومواصفاته ) ، ومن تعاريف الجودة الشاملة هي: )الكفاءة Efficiency ) ، وتعريف آخر هي ( الفعالية Effectiveness )، يرى الباحث في تعريفه الإجرائي للجودة الشاملة : ( هي مجموعة الخصائص والسمات التي تعبر بدقة وشمولية عن جوهر التربية وحالتها بما في ذلك كل أبعادها من مدخلات وعمليات ومخرجات قريبة وبعيدة وتغذية راجعة وكذلك التفاعلات المتواصلة التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة والمناسبة لمجتمع معين ، وعلى قدر سلامة جوهر التربية).
(3) "جودة" أداء المعلم : يقصد الباحث بجودة أداء المعلم : ( إتقان الأداء العلمي والمهني لمعلم المرحلة الابتدائية في المملكة العربية السعودية ، من خلال تطوير أدائه العلمي و تمكنه من تخصصه ومتابعة الجديد والحديث فيه ، ليتمكن من تنسيق المعرفة في عصر الانفجار المعرفي الذي نعيش فيه الآن ، ثم تطوير أدائه المهني التربوي من خلال تمكنه من بناء الأهداف التعليمية بمستوياتها المختلفة مع العمل على تحقيقها وقياسها ، و عرضه للمادة العلمية بصورة جذابة ومشوقة لتلاميذه ، من خلال تطبيقه لأساليب التدريس الحديثة التي توفر بيئة معززة للتعلم وتفتح الحوار بينه وبين المتعلم وتسهم في تنمية التفكير فيه ، ثم تطويره وتنويعه لأساليب التقييم المختلفة لطلابه ، فكل ذلك يعزز دافعية المتعلم في المرحلة الابتدائية للمعرفة ).
(4) التسرب : يرى (طنطاوي ، 1974،ص 108) : (أن التسرب هو انقطاع التلاميذ عن الدراسة في مرحلة تعليمية معينة دون إتمامهم لمناهج هذه المرحلة ). ويرى ( عيسي، 1993،ص3)، ( أن التسرب هو ترك الطالب للدراسة الجامعية بصورة نهائية دون أن يلتحق بمؤسسة تعليمية أخرى ودون أن يعود لدراسته الجامعية مره أخرى كممتحن خارجي ). ويرى الباحث في تعريفه الإجرائي للتسرب هو : ( انقطاع المتعلم في المرحلة الابتدائية انقطاعاًً كاملاً عن الدراسة قبل استكمال الفترة المقررة للمرحلة لأسباب خارجية وأخرى داخل المدرسة أهمها ضعف جودة أداء المعلم العلمي والمهني ).
(5 ) الأسباب الداخلية للتسرب : ويقصد بها الباحث العوامل المسببة لمشكلة تسرب طلاب المرحلة الابتدائية بالمملكة العربية السعودية داخل المدرسة ومن أهمها : أداء المعلم العلمي والمهني التربوي ، والمناهج الدراسية ، ومشكلات المتعلم .
( 6 ) الأسباب الخارجية للتسرب : ونعني بها العوامل المسببة للتسرب خارج المدرسة الابتدائية وتتمثل في العوامل الاقتصادية والاجتماعية المحيطة بالطالب المتسرب .
الإطار النظري:
اولاً /مفهوم "الجودة" وعوامل نشأتها :
(أ) مفهوم الجودة : تعددت التعاريف للجودة (Quality ) ، فورد في المعجم الوسيط أن الجودة هي :" كون الشيء جيداً ، وفعلها الثلاثي جاد " ( يسن ، غير مورخ، ص 145) .أما معناها الاصطلاحي هي : " عملية بنائية تهدف إلى تحسين المنتج النهائي ولا يمكن اعتبارها عملية خيالية أو معقدة حيث تستند على الإحساس العام للحكم على الأشياء " ( احمد ، 2003م، ص17) ، ومن تعاريفها هي درجة التفضيل ، وهي المطابقة للاستعمال ، و المطابقة للمتطلبات ( العزاوي ،2005م، ص14) . إذن الجودة هي :( هي الإتقان والعمل الحسن وهي عملية بنائية تهدف إلى تحسين المنتج النهائي وذلك من خلال تحسين ظروف العمل لكل العاملين في المؤسسة)، ( أحمد، 1427،ص223) . وتصبح "الجودة " أكثر فاعلية عندما يتم تطبيقها كمشروع منفصل للمعلم والمنهج أو المبنى المدرسي . وهناك "الجودة التعليمية " ويقصد بها تطوير البيئة المدرسية بتحسين تحصيل الدراسي من خلال ارتفاع درجات التلاميذ ، وتقع مسئولية تحسين الجودة المدرسية على عاتق المعلم الذي يركز على أحد جوانب العملية التعليمية ، وهذه هي "جودة " معلم الفصل وتسمى " بالتطبيق البسيط للجودة " .
(ب) مفهوم الجودة الشاملة : يرى ( العزاوي ،2005م، ص14) أن أول من أطلق مصطلح "إدارة الجودة الشاملة (Total Quality Management ) كان في سنة 1985م من قبل الطيران في البحرية الاميريكية يصف" الطريق إلى تحسين الجودة بالأسلوب الياباني للإدارة " ، وتعرف منظمة التقييس العالمية (ISO) إدارة الجودة الشاملة :( بأنها عقيدة أو عرف متأصل وشامل في أسلوب القيادة أو التشغيل لمنظمة ما ، بهدف التحسين المستمر في الأداء على المدى الطويل من خلال التركيز على متطلبات وتوقعات الزبائن مع إغفال متطلبات المساهمين وجميع أصحاب المصالح الآخرين ) . و هناك تعاريف أوردها ،( عليمات ، 2004م ، ص 16) للجودة الشاملة منها : ( هي اتحاد الجهود واستثمار الطاقات المختلفة لرجال الإدارة والعاملين بشكل جماعي لتحسين النهج الإداري ومواصفاته ) ومن تعاريف الجودة الشاملة هي: )الكفاءة Efficiency )، و تعريف ثاني هي : ( الفعالية Effectiveness ) ، وثالث هي :( تلبية رغبات العميل وتحقيق توقعاته ورضاه من خلال تضافر الجهود لجميع الأعضاء سواء كانوا داخل المؤسسة أو خارجها )، ورابع ويرى الباحث في تعريفه الإجرائي ان الجودة الشاملة هي : ( مجموعة الخصائص والسمات التي تعبر بدقة وشمولية عن جوهر التربية وحالتها بما في ذلك كل أبعادها من مدخلات وعمليات ومخرجات قريبة وبعيدة وتغذية راجعة وكذلك التفاعلات المتواصلة التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة والمناسبة لمجتمع معين ، وعلى قدر سلامة جوهر التربية ) . و أهم مدخل لتحقيق لجودة الشاملة هو "جودة "أداء المعلم الذي يعرفه الباحث إجرائياً بأنه : (إتقان الأداء العلمي والمهني لمعلم المرحلة الابتدائية في المملكة العربية السعودية ، من خلال تطوير أدائه العلمي و تمكنه من تخصصه ومتابعة الجديد والحديث فيه ، ليتمكن من تنسيق المعرفة في عصر الانفجار المعرفي الذي نعيش فيه الآن ، ثم تطوير أدائه المهني التربوي بتمكنه من بناء الأهداف التعليمية بمستوياتها المختلفة مع العمل على تحقيقها وقياسها ، و عرضه للمادة العلمية بصورة مشوقه لتلاميذه من خلال تطبيقه لأساليب التدريس الحديثة التي توفر بيئة معززة للتعلم وتفتح الحوار بينه وبين المتعلم وتسهم في تنمية التفكير فيه ، ثم تطويره وتنويعه لأساليب التقييم المختلفة لطلابه ، فكل ذلك يعزز دافعية المتعلم في المرحلة الابتدائية للمعرفة ) .
(ج) نشأة إدارة الجودة الشاملة : يمكن القول بأن الاهتمام بالجودة كان موجوداً في الفكر الإداري منذ القدم ، غير أنه لم يجد الاهتمام والعناية إلا لدى اليابانيين ،( دخيخ ، والجار الله ، 1427،ص109) ، الذين خرجوا مهزومين من الحرب العالمية الثانية ومتدنين من حيث جودة منتجاتهم ، بادئين بالاستماع إلى محاضرات عدد من العلماء الأمريكيين في مقدمتهم "ادوارد ديمنج " و "جوزيف جوران " وغيرهم ، والذين فشلوا في إقناع الشركات والمؤسسات الأمريكية بأفكارهم عن الجودة ، وعندما اقتنع اليابانيون بهذه الأفكار وطبقوها أصبحت اليابان حديث العالم بأسره عن مدى تطورها وتقدمها وجودة منتجاتها ، ولهذا بدأ الكثير من الباحثين والمنظرين بالبحث والتنقيب عن سر التفوق الياباني في الإنتاج والصناعة حتى أصبحت تنافس وبقوة الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرها .
(د) رواد إدارة الجودة الشاملة :
(1) والتير شيوارت Walter Shewhart : عالم أميريكي عاش في الفترة ( 1891-1967م) ، تميز بقدرته العالية على توظيف علوم مختلفة من خلال دمجها في إطار واحد ( الجضعي ،2005م، ص55)، ومن بين فروع العلم التي اهتم بها الإحصاء والهندسة ، وكانت محصلة هذا الدمج ما يعرف حالياً برسوم الضبط الإحصائي ، وهو مؤسس الضبط الإحصائي للعمليات، وهي الأداة التي تستخدم للكشف عن طبيعة التباين الذي يرتبط ارتباطاً عكسياً بالجودة .
(2) إدوارد ديمنج Edwards Deming : هو اميريكي الجنسية عاش في الفترة من (1900- 1993م) ، قدم الاميريكي ادوار ديمنج مفهوم إدارة الجودة الشاملة من خلال أربعة عشر مبدأ في علم الاقتصاد حاول( إبراهيم ،2003م، ص52) ربطها بالتعليم وهي :
1/ تطوير أهداف ثابتة للمؤسسات التربوية ترتكز على الجودة في تعليم الطلاب والخدمات المقدمة لهم
تظهر روح المنافسة وتزودهم بخبرات تعلم ممتعة .
2/ تبني فلسفة تربوية جديدة للتحسين المستمر اللانهائي تتماشى مع عصر الاقتصاد.
3/ استبعاد عمليات التفتيش وإحلال الجودة الشاملة .
4/ إيجاد علاقات عمل تبنى على الثقة والانتماء .
5/ تحسين الخدمات "المواد التعليمية وزيادة الإنتاجية .
6/ وضع برامج تدريب أثناء الخدمة .
7/ إيجاد القيادة التشاركية وتحديث الإجراءات القيادية باستمرار.
8/ إيجاد الجو النفسي للعمل باستبعاد الخوف ليعمل كل فرد بفعالية في المؤسسة .
9/ كسر الحواجز الإدارية والكل شريك ومساهم في الإنتاج .
10/ إبعاد الشعارات والعمل على إيجاد نواتج جيدة .
11/ إحلال القيادة للجميع وإبعاد الإدارة بعدد الأهداف .
12/ إبعاد التدرج الهرمي الإداري وإيجاد الانتماء والاحترام للإفراد .
13/ التربية المستديمة وإعادة التدريب .
14/ إيجاد اتجاهات تشير إلى أن الكل يعمل ويشارك ويغير .
(3) فيليب كروسبي (Philip Crosby) : عالم اميريكي ولد سنة 1926م ، وهو أول من نادى بمفهوم العيوب الصفرية (Zero Defect) وهي المطابقة مع احتياجات ومتطلبات المستفدين وتحقيق نظام وقائي لمنع الأخطاء قبل وقوعها وأن معيار الجودة تقديم منتج أو خدمة بلا عيوب ( الحربي ،1422هـ ، 33) ولتحسين مستوى الجودة وضع كروسبي (Crosby) أربعة عشر مبدأ هي: التزام الإدارة العليا بالتحسين ، وتكوين فرق عمل لتحسين الجودة ، وقياس الجودة ، وتقويم تكلفة الجودة ، ونشر الوعي بالجودة ، وتصحيح إجراءات العمل ، وتشكيل لجنة للتخطيط للعيوب الصفرية ، وتحديد الأهداف ، وإزالة أسباب العيوب ، ومكافأة العاملين الذين يحققون معدلات أداء مميزة ، وتكوين مجالس الجودة ، والتحسين المستمر للجودة .
(4) جوزيف جوران (Joseph Juran) : ولد في رومانيا سنة 1904م وعاش في أميريكا ، ويرى جوران أن الجودة تعني الملاءمة في الاستعمال مع عدم احتوائها للعيوب وتتضمن الفلسفة التي يتبناها حول إدارة الجودة الشاملة :
1/ تخطيط الجودة : ويتطلب ذلك تحديد مستوى جودة المنتج ، وتصميم عملية الإنتاج لتحقيق الجودة ،
وضع خطة إستراتيجية سنوية ، وضع الأهداف ، تقييم نتائج الخطط السابقة ، تنسيق أهداف المؤسسة مع
أهداف المؤسسات الأخرى .
2/ الرقابة على الجودة : وتتضمن استعمال طرق إحصائية في الرقابة ، وتحديد الأداء الفعلي للجودة ،
ومقارنة الأداء بالأهداف ، وتصحيح الانحرافات .
3 / تحسين الجودة : من خلال تطوير الهيكل التنظيمي للمؤسسة ، إ يجاد فريق للمشروع ، والتدريب
المستمر وتشخيص مشاكل الجودة ومحاولة معالجتها .
(هـ) / الجودة الشاملة في التعليم : أشار العديد من الباحثين أن مفاهيم الجودة في التعليم تستند على أعمدة أو ما يعرف " بأعمدة الجودة " ، التي تعتبر ركيزة أساسية للجودة ، ويقوم بتدعيم هذه الأعمدة التغيير الثقافي الذي يجب أن تسعى المدرسة لتحقيقه من خلال جودة ثقافة المدرسة ، ويرى "ادوارد ديمنج : أن تحقيق ثقافة الجودة في التعليم أو في أي منظمة تتطلب جهداً شاقاً وعملاً طويلاً يصل إلى حوالي الخمس سنوات حتي تدرك منافع الجودة (احمد ، 2003م، ص51). وهناك خمس خصائص لمدرسة الجودة الشاملة منطلقة من أعمدة الجودة وهي : ( التركيز على العميل ، والاندماج الكلي ، والقياس، والالتزام ، والتحسين المستمر ) . ومن مظاهر الجودة في التعليم تنفيذ "الجودة " داخل غرفة الدراسة : حيث تمد المعلم بالأدوات التي يحتاجها لتغيير الفصل من التركيز على المعلم للتركيز على عملية تعليم الطالب فكيف يتم ذلك ، وهنا نطرح الأسئلة التالية للمعلم :
- هل تجلس في مقعدك معظم الوقت ؟ .
- هل تركز على الأعمال الفردية ؟ .
- هل يغطي المنهج أهم الأهداف ؟.
- هل يكمل التلاميذ الأعمال المملة ؟.
- هل تطور وتشترط إجراءات الدرس ؟.
- هل تشجع المناقشة والتفاعل بينك وبين طلابك ؟.
- هل تشجع المناقشة والتفاعل بين الطلاب في الفصل ؟.
إذا كانت إجابة المعلم "بنعم " لهذه الأسئلة أو لبعضها فأن إدارة الفصل تكون مركزة على المعلم ، وعليه تغيير الفصل ، وإعادة تصميمه ، حتي يتحول التركيز على الطالب ، وسوف تكون النتائج مدهشة ، وتقل المشكلات ويتحسن أداء التلاميذ وانجاز التلاميذ وإيجاد بيئة أفضل للمعلم
ثانياً /المعلم ومتغيرات "جودة " أدائه :
المعلم هو إنسان يربي ويرشد ويوجه، و كلما كان واعياً ومدركاً بخبرات المتعلمين عرف رغباتهم وعلم بآمالهم واهتماماتهم، وهو الذي يعمل على نقل تراث الأجيال الحاضرة ويبني الأمة ويعمل على حفظ قيمها وعاداتها ويشكل رجال المستقبل، ولقد اهتمت التربية منذ فجر الإسلام بالمعلم وأعطته مكانته لرسالته العظيمة في تربية النشء المسلم ويتضح ذلك في كثير من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وآراء الكثيرين من علماء التربية الإسلامية القدامى والمحدثين، ولقد اشترط ابن سينا: " أن يكون مؤدب الصبي عاقلاً ذا دين بصيراً برياضة الأخلاق حاذقاً بتخلق الصبيان وقوراً رزيناً بعيداً عن الخفة والسخف قليل التبذل والاسترسال غير كز ولا جامد حلواًَ ليناًَ ذا مروءة ونزاهة ونظافة وغير ذلك ) ، (عبد الوهاب ، 1426هـ ، ص9)، كذلك اهتمت التربية الحديثة بالمعلم وإعداده وتأهيله عن طريق مؤسسات إعداد المعلمين المختلفة في الجامعات وكليات التربية ومعاهد إعداد المعلمين، وأصبحت هناك برامج علمية في الإعداد المهني التربوي والإعداد الأكاديمي والثقافي للمعلم.
وطالما أن المعلم هو المدخل الأساسي في أية عملية تعليمية في المملكة العربية السعودية ، فأن الأمر يتطلب التحسين المستمر لجوانب تكوين المعلم بصفة عامة ومعلم المرحلة الابتدائية بصفة خاصة لأنها مرحلة الأساس وبداية مراحل التعليم العام ،ويتوقف ذلك بالدرجة الأولى على نوع الإعداد الذي يتلقاه المعلم قبل الخدمة ومستوى ذلك الإعداد في كليات المعلمين وكليات التربية الجامعية ، وكذلك جودة التدريب الذي يتلقاه أثناء الخدمة ومن ثم فالمعلم الجيد شرط أساسي ومقوم ضروري لجودة التعليم وتحديثه لمواكبة العصر واستشراف المستقبل وتوقع تحدياته ، ويؤكد(إبراهيم ،2003م، ص12) :( حينما يذكر أن رفع مستوى إعداد المعلم وتجويده يشكل أحد المداخل الهامة لرفع مستوى المهنة ، ومن ثم تعزيز الانتماء إليها وبالتالي جودة الإنتاج فيها ) .
وأن أهم المتغيرات المعاصرة المؤثرة في "جودة " أداء المعلم هي :
(1) التقدم العلمي والانفجار المعرفي: حيث نعيش في عالم يتطور فيه العلم ، تنمو فيه الحضارة التي هي ثمرة من ثمرات الثورة العلمية والتكنولوجية ، وأصبح في هذا العصر من لايملك القاعدة العلمية فلن يكون له مكان ، وكل ذلك يدفع في المملكة العربية السعودية ضرورة "جودة " أداء المعلم الذي يساير هذا الانفجار المعرفي .
(2) التقدم التكنولوجي : تتضح معالم التقدم التكنولوجي من خلال الآلات الحاسبة ، والالكترونيات الدقيقة ، وصناعة المعلومات ،والاتصالات وتكنولوجيا الفضاء ، ( تسير التكنولوجيا الحديثة بسرعة كبيرة ، لدرجة أن خمسة أجيال من تكنولوجيا الالكترونيات والكمبيوترات استغرقت اقل من 50 عاماً منذ 1944م ، بينما بقيت التربية مكانها أو تطورت بشكل بطيء وكأنها مازالت تعيش في عصر الصناعة اليدوية )، ( القلا ، 1987م ص 10) ، ولكل ماتقدم يمكن تجويد أداء المعلم في المملكة من خلال الاستفادة من التقدم التكنولوجي وتدريبه على استخدامها في العملية التعليمية من خلال مؤسسات إعداد وتدريب المعلمين .
(3) التقدم في مجال الاتصالات : أدى النمو السريع في وسائل الاتصال في أغلب بلدان العالم ، والتوسع الكبير في استخدام أدوات الاتصال الجماهيري ، وخاصة ما يتعلق منها بالاتصال السمعي والبصري والتقدم في نظم المعلومات إلى فتح آفاق جديدة وضاعف من الروابط بين التعليم والاتصال ، ويمكن للملكة العربية السعودية الاستفادة من ذلك حتى تحقق جودة أداء المعلم .
(4) الثورة الاقتصادية : لقد شهد العالم تغيرات �
ساحة النقاش