الإدارة الاستراتيجية للمعرفة

 

 

 

 

دكتور/ ممدوح عبد العزيز رفاعى

أستاذ إدارة الأعمال (م)

كلية التجارة جامعة عين شمس

 

 

 

 

2007

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

" يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى

 خيراً كثيراً وما يذكر إلا أولوا الألباب "

 

" الآيه 269 سورة البقرة "

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الإهـــداء

 

إلى كل مدير عصرى يريد تطوير المعرفة المتاحة بالمؤسسة ....

إلى كل باحث يريد تنمية معارفة الخاصة فيما يتعلق بإدارة المعرفة .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقدمة :

        تمتد جذور حقل إدارة المعرفة إلى الفكر الاقتصادى الذى كان سائدا فى القرن التاسع عشر والذى يبحث فى عوامل الإنتاج مثل الأرض ورأس المال والعمل والمعرفة وهى العوامل التى تحدد النمو الاقتصادى لبلد ما وكذلك نجاح المنظمات به .

        وقد اعتبرت معارف العاملين ميزة أساسية لتقدم المنظمة . وكانت الشركات تحاول باستمرار أن تحقق تراكم وتطبيق للمعرفه أملا فى تحقيق ازدهارها ومضاعفة مزاياها التنافسية .

 

        والواقع أنة ومنذ أوائل القرن العشرين قد حدثت نقلة فى الفكر الاقتصادى والإدارى إذ اعتبرت المعرفة عاملا أساسيا فى تحديد نجاح الشركات والأمم فى المنافسة الصناعية وازداد التركيز على عنصر المعرفة ، وقد أضحى المفكرون والممارسون على حد سواء يقررون بشكل لا يأتيه الشك من بين يدية ولا من خلفة بأن المعرفة ووليدها الابتكار ، يلعبان دوراً رئيسياً حاسما فى تحقيق النجاح فى المنافسة وأصبح التعبير " حاملى المعرفة" أو
" منتجو المعرفة "
Knowledge Workers تعبيراً شائعاً ومعترفا بة فى المنظمات .

 

          ومع تزايد أهمية المعرفة ، فقد ازدادت الحاجة إلى النظر إلى المعرفة وإدارتها على أنها حقل مستقل  يجب أن يعالج بمنهجية علمية واضحة وغدت النظرة إلى المعرفة – رغم أنها أمراً غير ملموس فى أحيان كثيرة–على أنها ذات قيمة كبيرة وتعتبر من الأصول الاستراتيجية .

        وضاعف من الاهتمام بالمعرفة كعامل استراتيجى ذى قيمة – فى زيادة الميزة التنافسية للمنظمات – الانفجار المعرفى الذى صاحب حركة العولمة بقواها التكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والحضارية وسرعة التغيرات فى تلك القوى ، وتناقص أعداد العاملين فى الشركات وازدياد عدد المنظمات ، والاتساع الجغرافى المصاحب لعولمة الأسواق ، وظهور هياكل تنظيمية جديدة بظهور شبكات من المنظمات  وظهور السلع والخدمات ذات الكثافة المعرفية وكذلك الثورة فى تكنولوجيا المعلومات وثورة الاتصالات .

 

        ونستطيع أن نقول أن العالم مر فى ثلاث مراحل فى تحويل المعرفة (Knowledge transformation) وهى :

1-   عصر التنوير (Enlightenment)، وفيه كانت المعرفه من أجل التنوير والوصول إلى الحكمة .

2-   العصر الصناعى (The Industrial Era) وفيه ساد الاتجاة إلى تطبيق المعرفة .

3- عصر المعرفة وفية يسود الاتجاة المتمثل فى التعرف على (معرفة) المعرفة ( Knowledge about Knowledge) وفهمها والتعامل معها على أنها ظاهرة مستقلة تحتاج إلى معالجة متعمقة وإدارة حكيمة . ويمثل هذا العصر القول المشهور " ماذا يحدث لو أننا عرفنا (فهمنا) حقيقة ما نعرف " If Only We Knew What We Know .

كما أن خطة التنمية المستدامة لأى مجتمع لابد أن تضمن تزايد رصيد الأصول الرأسمالية الشاملة مع مرور الوقت أو على الأقل يظل ثابت ، حيث تشمل هذه الأصول رأس المال التصنيعى (مثل الآلات وطرق التصنيع) ورأس المال البشرى (المعرفة والمهارات) ورأس المال الاجتماعى  (العلاقات والمؤسسات) ورأس المال البيئى (الغابات والشعب المرجانية) .

ولعل البيئة النظيفة وسلامة التوازن الايكولوجى من أهم عناصر منظومة التنمية البشرية والتى تضم عدة عناصر هى : * أوضاع التنظيم السياسى * أنماط الإنتاج والاستهلاك * تركيب وتحرك البنية الاجتماعية * إصلاح البيئة وسلامة التوازن الايكولوجى * مقومات الاعتماد على الذات * الموارد التنظيمية المؤسسية * إنتاج المعرفة ونشرها وتوزيعها.

                       

                                                دكتور / ممدوح رفاعى

                                                     يناير     2007

 

 

 

 

 

 

 

 

الفـهرس

 

الفصل

الموضوع

 

الصفحة

الفصل الأول :

مفاهيم اساسية فى إدارة المعرفة .

 

7

الفصل الثانى :

مراجعة القدرات المعرفية .

 

38

الفصل الثالث :

عمليات خلق المعرفة .

 

75

الفصل الرابع :

الأصول المعرفية .

 

98

الفصل الخامس:

البيئة المعرفية .

 

137

الفصل السادس:

الدراسات المبكره فى إدارة المعرفة .

151

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الأول : مفاهيم أساسية فى إدارة المعرفة

 

يحتوى هذا الفصل على العناصر الآتية :

1-   أهمية المعرفة .

2-   ماهية المعرفة .

3-   ماهية إدارة المعرفة .

4-   أنواع المعرفة .

5-   البيانات والمعلومات والمعرفة .

6-   مبادئ إدارة المعرفة .

7-   إستراتيجية إدارة المعرفة .

8-   عمليات إدارة المعرفة .

9-   قيمة المعرفة بالنسبة للمنظمة .

10-    أهمية الفرد فى مجال المعرفة .

11-    تطبيق إدارة المعرفة .

12-    العوامل المؤثرة على إدارة المعرفة .

13-    مسئولية قيادة المنظمات تجاه المعرفة .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الأول

مفاهيم أساسية فى إدارة المعرفة

ــــــــ

1-  أهمية المعرفة :

        على الرغم من التذكير الواسع بأهمية المعرفة كمصدر حيوى للميزة التنافسية فإن هناك فهماً محدوداً لكيفية خلق وإدارة المعرفة بصورة ديناميكية فى منظمات الأعمال ، ذلك أن إدارة المعرفة أصبحت من أكثر المداخل الإدارية انتشاراً فى الوقت الحاضر .

        ذلك أننا نعيش اليوم مجتمع قواعد المعرفة لأنها تمثل مصدر القوة للجودة العالية لأن عالم اليوم يتميز بالتغير فيما يتعلق بالأسواق والمنتجات والتكنولوجيا والمنافسين والتنظيمات ، حيث أن هذا التغيير يتم بصورة سريعة ومن ثم فهناك ابتكارات مستمرة ، والمعرفة هى التى تعطى القوة للابتكارات أن تصبح مصادر مهمة لمزايا تنافسية مستدامة .

 

        ومن هنا فإن دارسى الإدارة اليوم يعتبرون المعرفة والقدرة على الخلق والاستخدام لتلك المعرفة أنها أصبحت من أكثر المصادر أهمية لاستمرارية المزايا التنافسية للمنظمة . ذلك أن هناك قصوراً فى الفهم العام لإدارة المعرفة لدى الأكاديميين ورجال الأعمال حيث يتحدثون غالباً عن معانى إدارة المعلومات فقط .

        بالإضافة إلى أن الاستغلال الأمثل للموارد البشرية يعتبر من أهم السبل الضرورية للخروج من الأزمة الاقتصادية التى تعيشها البلاد والتى من مظاهرها العجز فى ميزان المدفوعات والديون الخارجية والركود السائد فى الأسواق ، ذلك أن هناك طاقات بشرية هائلة يمكن استغلالها فى المجال الصناعى عن طريق إيجاد فرص عمل ، لأن العقل البشرى هو الذى يقوم بعملية خلق وتوليد المعرفة مما يؤدى إلى استنباط التكنولوجيا الحديثة والتى تسعى إلى الإستخدام الأمثل للموارد الاقتصادية المتاحة مما يؤدى إلى التطوير والتنمية المستدامة .

 

  

 

2- ماهية المعرفة

        يعرف ( Nonaka and Others, 2000 ) المعرفة بأنها تبرير الاعتقاد الصحيح . كما يعرفها ( Nonaka, 2000 ) نقلاً عن (Hayek) بأنها عملية ديناميكية وذلك منذ خلقها فى التفاعلات الاجتماعية بين الأفراد والمنظمات ، حيث تعتمد المعرفة على محيط مشاركة محدد Context-Specific ومن ثم تعتمد على وقت ومكان محددين ، كما أن المعرفة هى عملية بشرية حيث ترتبط أساساً بالتفاعل البشرى . ويعرفها ( Davenport, 1997 ) بأنها المعلومات والتى تكون ذات درجة عالية من القيمة المضافة فيما يتعلق بالتفسير والسياق والتطبيقات والتى يزودنا بها الخبراء . ويعرفها ( Nonaka and Takeuchi, 1998 ) بأنها عملية بشرية ديناميكية حيث تبرر معتقدات الفرد تجاه الحقيقة

       

        ويعرف ( Bukley and Carter, 2000 ) المعرفة بأنهاالحافزللعمل والتى تجعل الأفراد مدركين لإمكانياتهم وكيف يمكن لهم تحقيقها ، ويضيفان أن المعرفة التطبيقية هى ذلك النوع الضرورى للأعمال حيث تستخدم فى اتخاذ القرارات وإنجاز الأعمال .

        كما يعرفها ( Daal and Others, 1998 ) بأنها القدرة التى تمكن الفرد من أداء المهام الخاصة وتشتق هذه القدرة من مساعدة المعلومات ، والخبرة ، المهارات وأخيراً الاتجاه .

        ويعرف ( Davis and Others, 1991) العمل المعرفى Knowledge Work بأنه وضع الأنشطة التى تعتمد على فكر الفرد وكذلك المعرفة الخارجية لتقديم المخرجات المحددة من خلال محتوى المعلومات المتاحة .

 

        وأخيراً يعرف ( Davenport and Others, 1996 ) العمل المعرفى بأنه النشاط الأولى والذى يتمثل فى الاستحواذ والخلق والتجميع وتطبيق المعرفة .

        وخلاصة القول أن هذه التعريفات تلقى الضوء بصورة أكثر شمولاً على مفهوم المعرفة حيث يتبنى تعريف (Hayek) ضرورة توافر التفاعلات الاجتماعية واعتماد ذلك على وقت ومكان محددين وكذلك تعريف  ( Nonaka and Takeuchi ) حيث تعتمد المعرفة على التفاعل البشرى الديناميكى وتعريف ( Daal and Others ) حيث تبنى المعرفة على قدرات خاصة تتكون من المعلومات والخبرة والمهارات ، وأخيراً يوضح تعريف ( Davenport and Others ) أن المعرفة تتطلب الاستحواذ والخلق والتجميع والتطبيق لتلك المعرفة وإن كان التعريف الأخير ربما ينصب ويوضح مفهوم إدارة المعرفة أكثر منه توضيحاً لمفهوم العمل المعرفى ( المعرفة ) .

 

3- ماهية إدارة المعرفة : Knowledge Management Concept

          يعرف (Marshal and Others,1997) إدارة المعرفة بأنها محاولة التعرف على القدرات المنغرسة فى عقول الأفراد والإرتقاء بها لتكون نوعا من الأصول التنظيمية والتى يمكن الوصول إليها والاستفادة منها من جانب مجموعة من الأفراد التى تعتمد المنظمة على قراراتهم اعتماداً أساسيا ومن ثم فهى أيضا الالتزام من جانب المنظمة بإيجاد وخلق معرفة جديدة ذات علاقة بمهام تلك المنظمة ونشرها داخلها وتجسيدها فى شكل سلع وخدمات ونظم محددة .

 

        ويعرفها (  Quintans and Others, 1997 ) أنها عملية ضرورية للمعرفة المتاحة لمقابلة الاحتياجات المتاحة واستغلال تلك المعرفة وتطوير الفرص الجديدة .

        ويحدد (Nissen and Espino ,2000  ) أن إدارة المعرفة يمكن النظر إليها من خلال بُعدين هما :

 

البُعد الأول : دورة حياة إدارة المعرفة :

           حيث يمكن وصفها بأنها تتابع للأنشطة بتكرار مناسب لتطبيق مراحل إدارة المعرفة ، حيث يمكن عرض عدة نماذج لدورة حياة إدارة المعرفة لاستنتاج أو لتطوير نموذج عام لعملية إدارة المعرفة ، ومن ثم يمكن عرض الجدول الآتى :

 

 

 

 

 

 

 

 

جدول (  ) يوضح نماذج دورة حياة إدارة المعرفة

 

المرحلة

النموذج

الأولى

الثانية

الثالثة

الرابعة

الخامسة

السادسة

Gartner Groups  1996

 

الخلق

التنظيم

الاستحواذ

الوصول

الاستخدام

ــ

 

Beckett and Others ,1997 *

 

الاستحواذ

 

الاحتفاظ

الاستغلال

ــ

ــ

ــ

Demerest, 1997*

الإنشاء

التجسيد

النشر

الاستخدام

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 101/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
34 تصويتات / 1004 مشاهدة
نشرت فى 17 يونيو 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,603,891