أساليب التدريب (9) .. المناقشة والحلقة النقاشية

مقال للدكتور أسامة أحمدمجلة التدريب والتقنية سبتمبر 2009
من الحكم العربية القديمة "أصابع يدك الواحدة تختلف بصماتها" ويشار بهذه الحكمة إلى اختلاف البشر من حيث الثقافات وطرق التفكير وغير ذلك من أوجه التباين بينهم مما يزيد من التحديات التي يواجهها خبير التدريب وهو ما يمكن معالجته بمهارة استخدام أساليب التدريب المناسبة وأهما لهذا الغرض أسلوبي المناقشة والحلقة النقاشية التي يمكن لنا أن نتعرف عليهما من خلال هذه الحلقة من سلسلة أساليب التدريب.

أولاً: ماهية المناقشة والحلقة النقاشية
يقصد بالمناقشة "أسلوب التدريب الذي يدير فيه خبير التدريب تبادل الآراء بينه وبين مجموعة من المتدربين حول موضوع معين" بينما تشير الحلقة النقاشية إلى "أسلوب التدريب الذي يديره خبير التدريب لتبادل الآراء بينه وبين مجموعة محدودة من المتدربين المتخصصين في موضوع معين للوصول لرؤية متكاملة ومتقاربة" ومن هنا تكون المناقشة والحلقة النقاشية لخدمة هدف واحد غير أن هناك اختلافات في شكل التطبيق ونوعية المتدربين.

ثانياً: كيف تناقش؟
يقع المدرب في خطأ كبير حينما يظن أن المناقشة أو الحلقة النقاشية تتمثل في حوار وليد اللحظة دون أدنى ترتيب مسبق أو تحضير ، ولكن الصحيح أن مناقشة المتدربين تحتاج إلى جهد مضاعف من الإعداد والتخطيط المسبق للقيام بمناقشة فعالة ومفيدة. وقد تكون المناقشة في صورة موضوع مفتوح للحوار أو قد تكون في صورة أسئلة محددة تتكون من سؤال أو أكثر. ويجب على خبير التدريب توضيح طريقة سير المناقشة أو الحلقة النقاشية في بداية النقاش بطرح الموضوع أو الأسئلة المطلوب النقاش حولها كما يجب عليه توضيح قواعد المناقشة والتعريف بالزمن الإجمالي المتاح للمناقشة وقواعد المداخلات والزمن الممكن تخصيصه لكل مشارك بالإضافة إلى التنويه بلطف إلى أدبيات النقاش. كما أن خبير التدريب قد يلجأ لأسلوب مختلف عن مجرد طرح الموضوع أو الأسئلة في مقدمة النقاش وإنما يختار إدارة سلسلة متراكبة من الأسئلة التي توصل بعضها إلى بعض بحيث يكون الحوار مع خبير التدريب مركزياً بدرجة رئيسية وثانوياً مع المشاركين.

إن أسلوب المناقشة أو الحلقة النقاشية يمكن الاعتماد عليهما في تحقيق مصفوفة أهداف التدريب الثلاثة المتعارف عليها (إكساب المعرفة ، تغيير الاتجاهات ، إكساب المهارات) غير أن المناقشة أو الحلقة النقاشية تساعد بصورة أكبر في خدمة الهدفين الأول والثاني بينما قد تكون أقل منهما في خدمة الهدف المهاري حيث أنها قد تعمل على خدمة تنمية المهارات الحوارية للمشاركين على سبيل المثال بينما قد لا يستطيع خبير التدريب إكسابهم بعض المهارات العملية والتطبيقية الأخرى لأنه وكما هو واضح من الاسم يعتمد على النقاش أي يساعد على تنمية مهارات شفهية وليست حركية ، مع العلم أن هناك بعض المهارات التطبيقية الشفهية مثل طريقة الحوار والكلام والمناقشة التي قد يستهدفها خبير التدريب.

ثالثاً: خطوات المناقشة
يقوم خبير التدريب بتطبيق أسلوب المناقشة على عدة خطوات يمكن أن تكون كما يلي:
1. التحضير الجيد لموضوع المناقشة وطريقتها والتعرف المسبق على مستوى المشاركين وعددهم وآرائهم إن أمكن.
2. تعريف المشاركين بطريقة المناقشة التي قد تكون في صورة موضوع أو أسئلة محدودة أو مسلسلة ومتراكبة مع خبير التدريب.
3. شرح قواعد المناقشة والإشارة لمدتها الزمنية وحقوق والتزامات كل مشارك بالمناقشة مع التلميح بلطف لآداب المناقشة.
4. الاستماع لآراء المشاركين وتسجيلها بعناية مع الإشارة إلى الآراء وأعداد المؤيدين لهذه الآراء.
5. يفضل السماح بأكثر من فرصة لكل مشارك حتى يتمكن من عرض رأيه بصورة متكاملة أو قيامه بالرد على المداخلات إن أمكن.

رابعاً: خطوات الحلقة النقاشية
فيما يلي خطوات مقترحة لتطبيق الحلقة النقاشية:
1. الاستعداد المسبق لموضوع الحلقة النقاشية والتعرف على آراء المشاركين بها إن أمكن.
2. توزيع محاور الحلقة النقاشية على المشاركين أو تجميع الآراء على محور واحد بحسب الطريقة التي يختارها خبير التدريب بالحلقة.
3. إعطاء فرصتين على الأقل لكل مشارك بالحلقة لإبداء وجهة نظره والدفاع عنها إن وجد تباين في وجهات النظر.
4. تسجيل الآراء وتلخيصها وإعادتها مرة أخرى على مسامع المشاركين.
5. الخروج بالنتائج والتوصيات بنهاية الحلقة النقاشية.

خامساً : نصائح للقيام بمناقشة فعالة
1. عليك بالتعرف الجيد على مستوى المشاركين قبل الحضور للمناقشة.
2. لا تنشغل بتجهيز الرد على المشارك أثناء حديثه.
3. لا تضع رأي مسبق غير قابل للتعديل قبل طرح الموضوع للمناقشة وخاصة في الحلقات النقاشية والتي تقدم لمجموعة من المحترفين والمتخصصين.
4. لا تقاطع المتحدث أثناء عرضه لرأيه واستمع إليه باهتمام.
5. قم بتسجيل الآراء وتصنيفها إلى مجموعات.
6. عليك بالعدالة في تقسيم الوقت وتوزيع الاهتمام بين المشاركين.
7. لا ينصح بعرض رأي خبير التدريب أو التلميح إليه في بداية النقاش.
8. العرض الجيد في الافتتاحية لموضوع النقاش يساعد على نجاح المناقشة والحلقة النقاشية.
9. يفضل عند تطبيق الحلقة النقاشية استخدام الطاولات المستديرة أو طاولات على شكل حرف O ، بينما ينصح لتطبيق المناقشة استخدام قاعة محاضرات عادية أو قاعات مجهزة بطاولات على شكل حرف O أو حرف U .
10. ينصح بأن يكون المشاركين بالحلقة النقاشية بعدد فردي والأفضل أن يكون 5 أو 7 مشاركين ، بينما عدد المشاركين بالمناقشة يتوقف على مهارة ومستوى إمكانيات خبير التدريب بالإضافة لمدى خبرة المشاركين ودرايتهم بموضوع المناقشة ولكن في المعتاد لا يزيد عن 30 مشارك.
11. ينصح بتوفير الموقع المناسب للتدريب من حيث التجهيزات ودرجة حرارة قاعة التدريب ونظام الصوت بها.
12. يجب على خبير التدريب مراعاة زمن وفترة النقاش بناء على خاصية الاجهاد الذهني التي غالباً ما تصاحب المناقشة والحلقة النقاشية عن كثير من أساليب التدريب الأخرى. مرسلة بواسطة دكتور/ أسامة أحمد في 02:32 ص