هل يغار زوجك من نجاحك في عملك؟
كتبت ـ إيمان خضير:
ماذا تفعلين عندما يطلب منك زوجك الاستقالة من عملك والجلوس في المنزل لرعاية الأولاد؟! لا شك إن الصدمة تزلزل كيان الزوجة ولاسيما إذا اقترن هذا الطلب بالتهديد بالطلاق.
فهل من حق الزوج أن يطلب من زوجته ترك عملها ؟ وهل يتعسف الزوج بدافع الغيرة من نجاح زوجته في عملها أو احساسه أنها ستكون الأفضل؟ وماهو رأي مثل هؤلاء الزوجات؟ داليا عزت محررة باحدي الصحف تقول: إتفقت مع زوجي قبل الزواج علي أن استمر في ممارسة عملي, وبمجرد الزواج ظهرت المشاكل علي السطح, رغم أنني لم أقصر في واجباتي الزوجية, ورغم أن الطلاق يعد كارثة في حياة المرأة إلا إنني أضطررت للسعي إليه, بعد شعوري أنني سوف أفقد مستقبلي العملي..
أما ناهد فؤاد سكرتيرة فتقول: هناك مشاعر دفينة داخل الرجل فهو يشعر بالغيرة من نجاح زوجته ويحاول دائما التقليل من شأنها, لأن ذلك يجعله يشعر بذاته, وقد تدفع الغيرة بعض الرجال لطلب تنازل زوجاتهم عن عملهن للتفرغ للمنزل!
وتقول هناء حسين موظفة ان الرجل عندما يشعر بتقدم زوجته في العمل يبتعد عن دائرة حياتها, وأخطر المراحل هي التي يطلب منها فيها ترك عملها بدون مبرر, وقد تحاول الزوجة في بعض الأحيان الإستجابة لرغبته وتطلب الحصول علي أجازة, ولكن ذلك لا يشفي غروره ولا يتنازل ويحاول اجبارها علي تقديم الاستقالة, وهذا يكشف أنه لا يهتم إلا بفقد المرأة عملها!
وتتساءل مثل هؤلاء الزوجات عن السبب الذي دفع ازواجهن إلي تغيير مواقفهم من عملهن؟
يجيب د.محمد شعلان استاذ الأمراض النفسية والعصبية عن هذا التساؤل قائلا: إن الزوج في بعض الحالات يشعر بالتمزق فهو من ناحية يحب زوجته ومن ناحية أخري يخشي أن يغيرها النجاح, والمرأة تكون في وضع حرج جدا لأنها لا تريد أن تفقد زوجها وبيتها وفي نفس الوقت ترفض أن تترك عملها وفي هذه الحالة تكون في غاية التشويش والحيرة والاضطراب خاصة عندما تجد زوجها يحاربها بدون أسباب! ولكنها كما نعلم عقدة الرجل الشرقي أو العربي, فهو قد يري بعقله أن ذلك غير صحيح, ولكنه لا يستطيع السيطرة علي تلك المشاعر السلبية الخاطئة. أما المرأة التي ليس لها طموحات فإن مشاكلها تكون أقل حين تكتفي برعاية الأبناء وتتنازل ولو مؤقتا عن رغبتها في العمل..
ويري د. عبدالرحمن الصوفي استاذ الاجتماع بجامعة حلوان أن بعض الرجال يستمعون لأصدقائهم أو أقاربهم ويتأثرون بكلامهم بصورة ملحوظة عن ضرورة بقاء الزوجة في المنزل رغم غلاء المعيشة.. فقد يتحدثون معه عن ملبسها وعلاقاتها وأسلوبها, وطريقة كلامها وضحكاتها مع زملائها في العمل, ثم الأخطر يقارنون بينها وبين ربة المنزل زمان التي لا تتحدث مع أحد ولا تمتلك سوي الانتظار لعودة زوجها من العمل, وهنا يلجأ بعض الأزواج إلي اختلاق الشكوك والظنون والأوهام لاستفزاز الزوجة لتثور وتنفعل وتغضب, فنجد أننا أمام إنسان مريض بالخوف من نجاح زوجته, وغالبا ما تنتهي صراعات الأزواج داخل ساحات القضاء و ينصح الصوفي بضرورة الاختيار الصحيح لعدم الوقوع في رجل لديه عقدة الخوف من النجاح..
ساحة النقاش