فاعلية التدريس بوسائط التعليم الفردي والجمعيعلى التحصيل والاستيعاب المفاهيمي للتكنولوجيالدى طلاب المرحلة المتوسطجامعة القدس – ابوديس المقدمة :من أبرز السمات التي يمتاز بها العصر الحالي خلال العقدين الماضيين هذا التقدم الهائل في مجالين لهما أهمية كبرى بالنسبة للتربية العلمية Science Eduction هما المجال المعرفي Cognitive Field والمجال التكنولوجي Technology Field ونتيجة لهذا التقدم في كلا المجالين فقد وضعت العملية التعليمية Instructional في مواجهة العديد من الضغوط والتحديات منها الانفجار المعرفي وما صاحبه من تضخم كبير في المعرفة الإنسانية وتزايدها كماً وكيفاً يوماً بعد يوم .كذلك الانفجار السكاني وما ترتب عليه من ازدياد في أعداد المتعلمين الذين يقبلون على التعليم أضف إلى ذلك تأخر طرق وأساليب التدريس المتبعة في نظامنا التعليمي عن مسايرة طبيعة هذا التقدم ومقتضياته , مما أدى إلى وجود نظام تعليمي يهتم بالتوسع الكمي فقط غير قادر على أعداد الأفراد لمواصلة تعلمهم مدى الحياة ولا يدربهم على التعلم الذاتي في التعليم حتى يصلون إلى مستويات الأداء التي تتناسب مع طبيعة العصر وحاجة المجتمع .(1) ولذلك فإن عملية التدريس الفعالة Effective Instruction هي التي تعكس أهدافها ومحتوياتها وأساليبها التعليمية اهتماماً بتعليم التلاميذ القدر المناسب من المعرفة العلمية الوظيفية أو كأساس لمزيد من التعلم المستمر , فضلاً عن اهتمامها ببعض الجوانب السلوكية الأخرى مثل اكتساب بعض المهارات وتنمية الميول السلوكية الأخرى مثل اكتساب بعض المهارات وتنمية الميول العلمية والتفكير العلمي والابتكاري(2) غير أن تكيف المتعلمين مع هذا الكم الهائل من المعرفة لا يتأتى بحفظ المعلومات واستظهارها بل بفهم وتطبيق هذه المعلومات وإتقان مهارات التعلم المطلوبة. (3)ويعتمد تحقيق ذلك بدرجة كبيرة على دور المدرسة فلا يكفى أن تزود تلاميذها بالمفاهيم والمعلومات بل يجب أن نعتني عناية خاصة بتعلم التلاميذ طرق متعددة للتفكير العلمي والابتكاري , فأساس نجاح جيل اليوم هو تعلم عادة فكرية صحيحة حيث يفكر في أي مشكلة تفكيراً علمياً وموضوعياً , ويضيف حلولاً مبتكرة للمشكلات . (4) كذلك يعتمد على تحليل الأهداف التعليمية المرجو تحقيقها واختيار المعالجات التدريسيةTreatments المناسبة التي تساير طبيعة العلم وتطوراته في هذا الوقت.ومن هذا المنطلق فقد نشط الفكر التربوي في العالم المتقدم وزادت البحوث والدراسات في جميع المجالات التربوية لتنصب في الاتجاهات الثلاثة الآتية :أولاً : الوصول إلى معالجات تدريسية حديثة تستند إلى التكنولوجيا تساير التزايد الكمي في المعرفة الإنسانية .ثانياً : تحسين واختيار أنسب المعالجات التدريسية التي تتلاءم مع أكبر قدر من المتعلمين .ثالثاً : مراعاة الفروق الفردية Individual deferences بين المتعلمين التي كانت وما زالت محل اهتمام الباحثين والعاملين في مجال التربية والتعليم .وكان من نتيجة ذلك الكشف عن معالجات تدريسية ذاتية تتيح للمتعلم حرية أكبر للتفكير ومنحه قدراً أكبر من المسئولية في اكتساب المعرفة والقدرة على استخدامها وتنمية اتجاهاته العلميـة (5)والدعوة إلى تبنى وتطبيق المعالجات الحديثة كالتعليم Individualized Instuctions وأساليبه المختلفة وغيرها من الأساليب التي تدفع المتعلم إلى اكتساب المعلومات والمهارات بنفسه من خلال تفاعله ومروره في المواقف التعليمية المتنوعة (6).ويمثل التعليم " المفرد " حقيقة في تطوير التعليم واصلاحه تستند إلى مجموعة من المبادئ والأسس النظرية المستمدة من طبيعة عملية التعليم والتعلم , كما تقوم على مجموعة من المبادئ والأسس النظرية المنبثقة من نتائج بحوث ودراسات أمبيريقية بدأت في السبعينات واستمرت خلال عقد الثمانينات وتشير هذه الاسس في مجموعها إلى أن نظم التعليم المفرد individulizing Sytem Instruction التي نحصل عليها كنواتج لعملية التفريد تتسم بقدر من الكفاءة Efficiency or competency والفاعلية Effectiveness يفوق كفاءة نظم التعليم الجمعي Group Instruction Systems للسائد وفاعليتها (7) .ويرتبط التعليم المفرد عن قرب بمشكلة الفروق الفردية Individual differencess بين المتعلمين والتي تعاني منها نظم التعليم الجمعي السائد وتمثل استراتيجيات ومعالجات التعليم " الأفرادي " محاولة منهجية جادة لمواجهة هذه الفروق مع زيادة أعداد المتعلمين في مراحل التعليم المختلفة. ولم يعد من غير المقبول أن يترك أمر التغلب على تلك الفروق وغيرها من المشكلات الأخرى للجهود الشخصية التي يبذلها المعلمون داخل الفصول الدراسية.لذا ظهرت الحاجة الملحة إلى البحث عن صيغ منهجية تسمح بمراعاة تلك الفروق بين المتعلمين .(8) "وقد نادى كثير من علماء التربية بضرورة الاهتمام بتفريد التعليم وتدريب المتعلمين عليه خلال مراحل الدراسة المختلفة وذلك باعتباره من الاتجاهات الحديثة في تقنيات التعليم التي تدفع المتعلم للتفاعل الإيجابي مع المواد التعليمية في مواقف تعليمية يسودها النشاط الهادف مما يضيف بعداً رئيسياً يغيب عن العملية التعليمية في مدارسنا الحالية والتحكم في مستوى وإتقانMastery المادة الدراسية "(9) .كذلك فإن تفريد التعليم يثير التفكير لدى المتعلمين ويعمل على زيادة نموهم العقلي والمعرفي وارتقاء شخصيتهم حيث يضمن للمتعلم توظيفاً أمثل لقدراته ومهاراته. (10) .وعلى الرغم من المحاولات الجادة والمخلصة التي أجريت في ا لسنوات الأخيرة لتطوير التعليم قبل الجامعي إلا أن الممارسات التعليمية السائدة في التعليم ما زالت على حالها لم تتغير فما زلنا نعلم طلابنا بالكيفية نفسها التي تعلمنا بها وليس من المقبول أن يحكم ممارساتنا التعليمية في عصر الانفجار المعرفي والتكنولوجي ذلك الثالوث المعروف " المعلم – والسبورة – والكتاب المدرسي " .ومن الملاحظ أن عمليات تطوير التعليم التي تمت في السنوات الأخيرة قد تمركزت حول جماعية المواقف التعليمية وأهملت الأخذ بتفريد تلك المواقف وهو الأمر الذي يشير إلى أن تلك العمليات لم تعطي اهتماماً كافياً بقضية الفروق الفردية بين المتعلمين مما أدى إلى سلبية النظم التعليمية الجمعية السائدة .الحاجة للبحث :يمثل الاهتمام بتنبى تفريد التعليم والدعوة إليه استجابة لطبيعة التقدم في العالم المعاصر ومقتضياته خاصة وأن هذا النوع من التعليم أجمع على فعالية الكثير من ا لباحثين لأنه الأكثر تحقيقاً لأهداف التعليم ويساهم في تهيئة المتعلمين لمواصلة التعلم مدى الحياة .وفي الوقت الذي بدأ فيه الاهتمام المتزايد بتفريد التعليم في العالم يلاحظ أن معطيات واقعنا التعليمي تشير إلى غير تلك حيث أن الدراسات التي تمت في هذا المجال لا تزال في بداية الطريق لتأصيل مفهوم التعليم المفرد .وإذا كانت الدراسات السابقة قد سجلت نتائج طيبة لبعض استراتيجيات التعليم المفرد , والتعليم الجامعي فإن المقارنة بينهما كمعالجات تدريسية لبيان أكثرها فعالية في التعليم قبل الجامعي وخاصة المرحلة الاعدادية على بعض نواتج التعليم مثل التحصيل الأكاديمي نحو المادة لم تحظى بالاهتمام الكافي من قبل الباحثين مما دفع الباحث للقيام بالدراسة الحالية.وتعتبر الوسائط المتعددة Multi media أبرز منتجات تكنولوجيا التعليم التي تزعم مفهوم التعليم المفرد , وبرغم تعددها في مجال التعليم إلا أن الكمبيوتر يمثل أهم هذه الوسائط للأسباب التالية (11) :- أنه يوفر قدرة متزايدة للتلميذ ليقوم مدى تقدمه ونجاحه .- أنه يفيد في بقاء أثر التعلم .- أنه يستطيع أن يفسح مجالاً أكبر للتلميذ للمشاركة وتحمل المسئولية .- أنه يمكن أن يؤدي لتنمية الاتجاهات العلمية.- أنه يؤدي إلى تعلم ناجح للمادة الدراسية ويصل بها إلى مستوى الإتقان (12).بناء على ما سبق فقد استشعر الباحث بحاجة مجال تكنولوجيا التعليم لدراسة فاعلية استخدام بعض وسائط التعليم الفردي والجمعي على التحصيل والاستيعاب المفاهيمي للتكنولوجيا لدى طلاب المرحلة المتوسطة .ففي حدود علم الباحث أن أحد من البحوث السابقة لم يتطرق إلى هذه المشكلة التي تتناول أحد نتائج التعلم الهامة لطلاب المرحلة المتوسطة وهو استيعابهم المفاهيمي للتكنولوجيا التي يتعاملون معها آلياً أو حرفياً وليس تكنولوجياً .ما فعالية استخدام بعض الوسائط في التعليم الجمعي من الاستيعاب المفاهيمي لدى طلاب المرحلة المتوسطة ؟وينبثق من هذا السؤال التساؤلات التالية :1- ما فعالية استخدام بعض الوسائط المتعددة في التعليم الفردي في التحصيل الدراسي لدى طلاب المرحلة المتوسطة ؟2- ما فعالية استخدام بعض الوسائط المتعددة في التعليم الفردي في الاستيعاب المفاهيمي للتكنولوجيا لدى طلاب المرحلة المتوسطة.3- ما فعالية استخدام بعض الوسائط في التعليم الجمعي في التحصيل الدراسي لدى طلاب المرحلة المتوسطة.مشكلة الدراسة :تهدف الدراسة إلى استقصاء فاعلية استخدام وسائط في التعليم الفردي والتعليم الجمعي في تنمية التحصيل والاستيعاب المفاهيمي للتكنولوجيا لدى طلاب المرحلة المتوسطة ويطرح الباحث مشكلة الدراسة في السؤال الرئيسي التالي :1- ما مدى فاعلية استخدام بعض الوسائط المتعددة المستخدمة في التعليم الفردي والتعليم الجماعي على التحصيل والاستيعاب المفاهيمي للتكنولوجيا لدى طلاب المرحلة المتوسطة؟فروض الدراسة :لكي يتمكن الباحث من الإجابة عن تساؤلات البحث قام بصياغة الفروض الصفرية الآتية :1- لا توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطات درجات الطلاب الذين يدرسون العلوم بالوسائط المتعددة المستخدمة في التعليم الفردي وبين الذين يدرسون بالطريقة المعتادة في الاختبار التحصيلي في العلوم عند مستوى (0.05) .2- لا توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطات درجات الطلاب الذين يدرسون العلوم بالوسائط المتعددة المستخدمة في التعليم الفردي والذين يدرسون بالطريقة المعتادة في الاختبار التحصيلي والاسيتعاب المفاهيمي للتكنولوجيا عند مستوى (0.05) .3- لا توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطات درجات الطلاب الذين يدرسون العلوم بالوسائط المتعددة المستخدمة في التعليم الجمعي وبين الذين يدرسون بالطريقة المعتادة في الاختبار التحصيلي عند مستوى (0.05) .4- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الطلاب الذين يدرسون العلوم بالوسائط المتعددة المستخدمة في التعليم الجمعي وبين الذين يدرسون بالطريقة المعتادة في الاستيعاب المفاهيمي للتكنولوجيا عند مستوى (0.05) .5- لا يوجد ارتباط دال إحصائيا بين نتائج الطلاب في كل من الاختبار التحصيلي والاستيعاب المفاهيمي في نتائجهم البعديه .أهمية الدراسة :ترجع أهمية الدراسة الحالية إلى :1- توجيه انتباه القائمين على العملية التعليمية إلى تبنى معالجات واستراتيجيات تفريد التعليم وتطبيقه في مراحل التعليم المختلفة .2- الاستفادة من معالجات التدريس المستخدمة من مجال تكنولوجيا التعليم في مراحل التعليم قبل الجامعي .3- تدريب المعلمين على بعض أساليب ومعالجات التعليم الإفرادي .4- يمكن أن ينمي اتجاهاً إيجابياً تجاه الطلاب والمدرسة والمادة الدراسية .5- أفادة الباحثين والعاملين بمجال تكنولوجيا التعليم بنتائج دراسة تجريبية مقارنة بين فعالية وسائط التعليم الفردي ووسائط التعليم الجامعي على استيعاب الطلاب للتكنولوجيا .حدود البحث :1- تقتصر هذه الدراسة على أسلوبين للتدريس هما :الأول : التدريس باستخـدام الوسائط المتعددة والاستيعاب المفاهيمي للتكنولوجيا في التعليم الفردي .الثاني : التدريس باستخدام الوسائط المتعددة ( العروض العملية) المستخدمة في التعليم الجمعي .2- طلاب الصف الثاني المتوسط بمدارس مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية .3- وسائط التعليم الفردي مثل : الكمبيوتر , والصور الثابتة , ولقطات فيدو , وصوت.4- وسائط التعليم الجمعي مثل : العروض العملية , والصور , والتسجيلات الصوتية .مصطلحات الدراسة :يقوم الباحث فيما يلي تحديداً للمفاهيم الأساسية المستخدمة في الدراسة الحالية :التعليم المفرد :فيرى" عبد المنعم " أن التعليم المفرد " نظام تعليمي " تم تصميمه بطريقة منهجية بمراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين داخل إطار جماعة الأداء وذلك بغرض أن تصل نسبة كبيرة منهم إلى مستوى واحد من الإتقان كل حسب معدله الذي يتناسب وقدراته واستعداداته (13) .تعريف آخر للتعليم الفردي :" أنه أسلوب تعليمي منظم يقوم فيه المتعلم بالتفاعل مع المواقف التعليمية بنفسه لاكتساب المعلومات والمفاهيم عن طريق وسائط تعليمية متعددة حتى يصل لمستوى الإتقان المطلوب وبذلك ينتقل محور الاهتمام (14) من المعلم إلى المتعلم .أشار آخرون إلى أن التعليم الفردي " هو عملية تجعل التعليم يوجه شخصياً للوفاء باحتياجات المتعلم وكل متعلم كفرد له ظروفه وإمكانياته وخصائصه التي تختلف من متعلم لآخر حتى يسود عملية التعليم والتعلم (15)
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 369 مشاهدة
نشرت فى 7 يونيو 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,796,753