مرسي مطروح وسيوة ـ تهاني صلاح:
اختتمت فعاليات المؤتمر الأدبي الحادي عشر لإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي الذي عقد لمدة أربعة أيام في مدينة مرسي مطروح تحت عنوان التحديات المعاصرة في شعر الاقليم.
اسماعيل عقاب
وبدأت الفعاليات باستقبال الحضور لفرقة مطروح للفنون الشعبية وافتتاح معرض كتب لإصدارات هيئة قصور الثقافة ومعرض من وحي سيوة للفنان جلال الحسيني. وأعلن اللواء أحمد حسين محافظ مطروح في كلمته عن بدء المحافظة في بناء صرح ثقافي ضخم متمثلا في مكتبة عامة ومتحف.
وأعرب د. أحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة عن سعادته باختيار اسماعيل عقاب من الاقليم رئيسا للمؤتمر وتمني أن تكون هذه بداية لسنة جديدة في بقية المؤتمرات, مشيرا الي أن الهدف من هذه المؤتمرات القاء الضوء علي الأدباء الكبار الذين فرضت عليهم الظروف الجغرافية والاقتصادية أن يوجدوا خارج القاهرة. وأعلن أن الدعم الذي قدمه وزير الثقافة فاروق حسني وقدره250 ألف جنيه خصص لعمل مسابقة في خمسة أفرع أدبيه لأدباء الأقاليم سوف يكون التقدم لها في الفروع بالمحافظات لاتاحة الفرص لجميع الأدباء للمشاركة.
وأكد د. مجاهد أن التحديات التي تواجه الشعر الآن هي التي تواجه الأدب والقراءة المتأنية في عصر السماوات المفتوحة.
وتحدث الشاعر اسماعيل عقاب رئيس المؤتمر عن مفهوم الحداثة وتأثيرها علي واقع تحديات الشعر المعاصر مشيرا إلي أن الحداثة تستهدف تدمير اللغة فهي ليست لغة الجماعة ولكنها لغة ملغزة.
وأصدر المؤتمر عددا من التوصيات أهمها التأييد الكامل لرئيس هيئة قصور الثقافة في نشر أمهات الكتب, وإعادة طبع كتاب ألف ليلة وليلة الذي يمثل درة القصص العربي, ومناشدة المسئولين عن المؤسسات التعليمية ضرورة مواكبة المناهج التعليمية روح العصر والتواصل مع الابداع الأدبي المعاصر, والاهتمام بجمع الشعر البدوي التراثي والمعاصر.
ووسط حضور متميز عقدت جلسات المؤتمر الست التي نوقش فيها عشرة أبحاث بالإضافة الي خمسة شهادات وأمسيتين شعريتين ومائدة مستديرة أدارها د. محمد زكريا عناني حول الشعر والتلقي وأثارت العديد من المداخلات الساخنة. وقال الشاعر فؤاد طمان ان مشكلة التلقي الحادة الآن لم تظهر في مصر أو في العالم العربي إلا بعد ظهور قصيدة النثر التي ليست شعرا بمقاييس الشعر العربي بالرغم من ظهورها في المجتمع الغربي وتوافر الظروف الملائمة لنجاحها كتجربة جديدة ومما زاد من مشكلة التلقي كثرة الغموض والضبابية في الشعر الحديث ككل. وقال د. فوزي عيسي ان قضية التجديد في الشعر ليست حديثة وانما ظهرت مع بداية العصر العباسي, ومشكلة التلقي أخذت أكثر من بعد حيث تتصل من جانب بالمبدع ومن جانب آخر بالمتلقي. وعلق د. عناني قائلا إن الشاعر يصنع ما يشاء. احيانا يسهل الأمور وأحيانا يطمسها. وطرح سؤالا لماذا يحب المصريون شعر المتنبي أكثر ممن جاء قبله من الشعراء؟ وأجاب بأن المتنبي ينهل شعره من نفوس الناس.
وكرم المؤتمر الشاعر السكندري فؤاد طمان وزجال مطروح حسن عبد الجواد والفنان جلال الحسيني.
وقد نظمت المحافظة بعد انتهاء المؤتمر رحلة ممتعة إلي واحة سيوة حافلة بفنون الرقص والغناء ـ من خلال مهرجان الفنون الشعبية ـ والتي هي من منتجات الواحة الاصيلة كالتمر والماء.
ساحة النقاش