الفيروسات الكبدية علي أجندة الجهات المانحة
أشرف أمين
علي أثر تبني الأهرام لقضية الدعم الدولي للتعامل مع كارثة الفيروسات الكبدية في مصر والتي نشرت تحت عنوان' مطلـوب تحـرك للحصــول علي دعم لمواجهة فيروس سي.
تعيد صفحة' طب وعلوم'.لفت أنظار المجتمع الطبي المعني بأمراض الكبد في مصر إلي أن جمعية الصحة العالمية في اجتماعها هذا الشهر بجنيف ستناقش المقترح الذي تقدمت به البرازيل بشأن التعامل مع قضية الفيروسات الكبدية, علي أنها مشكلة عالمية تستحق دعما دوليا, حيث من المنتظر إدراجها ضمن الأمراض الوبائية أسوة بالملاريا والإيدز والسل.. وقلنا أن هذا الأمر سيتيح للعديد من الدول النامية, ومنها مصر, الحصول علي مساعدات ومنح دولية لعلاج المرضي والحد من انتشار المرض, وهو الأمر الذي سيسهم في تعامل مصر بشكل أفضل مع مرض يعانيه زهاء10 ملايين مواطن.
وفي حوار سريع للأهرام عبر شبكة' الإنترنت' مع الدكتور مارك ثارزس أستاذ الأمراض الكبدية بجامعة إمبريال ببريطانيا, أكد أن الفيروس سي يمثل أحد التحديات الصعبة التي تواجهها بعض دول العالم, خاصة في ظل عدم التوصل لتطعيم وصعوبة توافر خدمات علاجية ودوائية جيدة في بعض الدول النامية. وأضاف أن ما تقوم به اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية في مصر من رصد وتقييم فاعلية العلاج لقطاع كبير من المرضي يسهم بالتأكيد في رسم سياسات علاجية قد تسترشد بها بعض الدول النامية خاصة بقارة إفريقيا, إلا أن أهم توجه يجب أن تسعي له الدول هو الحد من العدوي الفيروسية وضمان أمان وسلامة الخدمات الطبية والتي تعد من المسببات الأساسية لانتشار الأمراض الكبدية الفيروسية.
وعما إذا كانت هناك أي خطط أو توجهات دولية إزاء قضية الفيروسات الكبدية في اجتماع الصحة العالمية, أوضح الدكتور مارك لقد تقدمت البرازيل في شهر يناير الماضي بمقترح لمناقشة ملف الفيروسات الكبدية علي نطاق دولي, وقد نوقش المقترح بالفعل من قبل اللجان المختصة بمنظمة الصحة العالمية, وأري أن هناك فرصة طيبة خلال اجتماعات الجمعية العامة بجنيف لتبني مقترح البرازيل, وأن تدرج الفيروسات الكبدية ضمن الملفات التي تحظي باهتمام دولي, بحيث تسعي منظمة الصحة العالمية لتوفير الدعم الكافي, والي تشجيع الجهات الدولية المانحة لدعم الدول الفقيرة والتي تعاني من انتشار المرض, وكخطوة أولية ربما سيكون التوجه من خلال دعم التطعيم ضد فيروس بي, والي التنبه لعلاج مرضي الفيروسات الكبدية مبكرا قبل أن يتليف الكبد ويصاب المرضي بالسرطان, وبشكل عام فإن قرار الجمعية العامة للمنظمة سيسهم في وضع ملف الفيروسات الكبدية علي أجندة أولويات الجهات المانحة. وبشكل عام يمكن القول أن قضية الفيروسات الكبدية هي من الأمراض التي تحظي بقدر معقول من الاهتمام دوليا, فهي في منطقة وسطي بين الوبائية الشهيرة مثل السل والملاريا والإيدز وبين الأمراض المهملة والمنتشرة في بعض الدول النامية وردا علي سؤال فيما يتعلق بالفصائل الجينية لفيروس سي والمنتشرة بالدول النامية مثل فصيل4 المنتشر بمصر حتي فصيل..6 كيف يمكن حث شركات الدواء العالمية كي تجري أبحاثا وتنتج أدوية جينية لعلاج هذه الفصائل لفيروس سي؟.. قال الدكتور مارك:' هذا السؤال يصعب الإجابة عليه, فشركات الدواء العالمية تجري أبحاثها علي الأمراض التي تضمن عائدا ماديا من ورائها, وبالنسبة للعلاج الجيني الحديث الموجه للعلاج من الفصيل الجيني1 لفيروس سي والمنتشر بالدول المتقدمة, فإن هذا الدواء ليس له تأثير يذكر علي الفصائل الجينية الأخري المنتشرة بالدول النامية. وبشكل عام فإن الأبحاث لإنتاج مثل هذه الأدوية الحديثة مكلف للغاية, وما يمكنني اقتراحه هو ضرورة تكاتف الدول النامية والهيئات المانحة الدولية لتوفير التمويل الكافي لإجراء هذه الأبحاث علي الفصائل الجينية المختلفة لفيروس سي, وهذا الأمر سيفيد البحث العلمي وسيسهم في علاج قضية ملحة لملايين المرضي بالعالم النامي.
ساحة النقاش