(‏قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض‏.)‏ بقلم: د. زغلول النجار هذا النص القرآني الكريم جاء في أواخر سورة الكهف‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ وآياتها مائة وعشر‏(110)‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لورود الإشارة فيها إلي أصحاب الكهف‏,‏ وهم فتية مؤمنون بربهم‏. في زمن ساد فيه الشرك بالله‏,‏ والخروج علي أوامره‏,‏ لذلك فروا بدينهم ولجأوا إلي غار في أحد الجبال المحيطة بمدينتهم‏,‏ وبقوا في هذا الغار ثلاثمائة وتسعا من السنين القمرية‏,‏ وبعد هذه الغيبة الطويلة عن الحياة من حولهم بعثهم الله ــ تعالي ــ بمعجزة تشهد له ــ سبحانه وتعالي ــ بأنه علي كل شيء قدير‏.‏ ويدور المحور الرئيسي لسورة الكهف حول قضية العقيدة الإسلامية شأنها في ذلك شأن كل السور المكية ــ وللتأكيد علي ذلك أوردت هذه السورة المباركة ثلاث قصص‏,‏ وضربت ثلاثة أمثال من أجل استخلاص الدورس والعبر منها‏,‏ وكانت أولي هذه القصص الثلاث هي قصة أصحاب الكهف‏,‏ وكانت ثانيتها قصة نبي الله موسي والعبد الصالح‏,‏ وكانت ثالثتها قصة ذي القرنين‏.‏ وكذلك كان أول الأمثال مثل الغني المغتر بماله والفقير المعتز بإيمانه بربه‏,‏ وجاء المثل الثاني للتأكيد علي مرحلية الحياة الدنيا وعلي حتمية فنائها‏,‏ وشبه المثل ذلك بدورة إنبات النبات بعد نزول المطر‏,‏ وإثماره ونضجه‏,‏ ثم جنيه أو حصاده‏,‏ ثم جفافه وتهشمه حتي تذروه الرياح‏,‏ وضرب المثل الثالث علي عاقبة التكبر والغرور اللذين أصابا إبليس اللعين بالطرد من الجنة‏,‏ وحرمانه من رحمة الله جزاء عصيان أمر ربه‏,‏ وامتناعه عن السجود لأبينا آدم ــ عليه السلام ــ وقد أمره ربنا ــ تبارك وتعالي ــ بذلك‏.‏ هذا‏,‏ وقد سبق لنا استعراض سورة الكهف‏,‏ وما جاء فيها من ركائز العقيدة والإشارات الكونية والتاريخية‏,‏ ونركز هنا علي ومضة الإعجاز الإنبائي والتاريخي في إشارة القرآن الكريم إلي يأجوج ومأجوج‏,‏ وهما أمتان من البشر‏,‏ من ذرية آدم‏,‏ تتميزان بالكثرة في العدد وبالعدوانية في الطبع والرغبة في الافساد في الأرض‏,‏ والاسمان أعجميان‏,‏ قال فيهما حمدي بن حمزة الجهني‏,‏ أن معناهما في اللغة الصينية‏(‏ سكان قارة آسيا وسكان قارة الخيل‏).‏ أولا‏:‏ يأجوج ومأجوج في القرآن الكريم‏:‏ جاء ذكر يأجوج ومأجوج في موضعين من كتاب الله وذلك علي النحو التالي‏:‏ ‏(1)‏ ــ‏(‏ حتي إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا‏,‏ قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا علي أن تجعل بيننا وبينهم سدا‏)[‏ الكهف‏:94,93)‏ وكان السدان عبارة عن حاجزين صناعيين‏,‏ أو طبيعيين‏(‏ علي هيئة سلاسل من الجبال المتواصلة يمنة ويسرة حتي تصل البحر‏)‏ وكانا موجودين قبل مجيء ذي القرنين لأولئك القوم‏,‏ ولكن كانت بينهما فجوة يمر منها يأجوج ومأجوج إلي ما جاورهم من الناس‏,‏ فيعدون عليهم قتلا‏,‏ وسلبا‏,‏ ونهبا‏,‏ وتخريبا وتدميرا وإفسادا في الأرض‏,‏ فلما وصل اليهم ذو القرنين شكوا إليه ما يلقون من يأجوج ومأجوج وطلبوا منه أن يجعل بينهما سدا‏,‏ وجاء رد ذي القرنين علي النحو التالي‏:(‏ قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما‏,‏ آتوني زبر الحديد حتي إذا ساوي بين الصدفين قال انفخوا حتي إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا‏,‏ فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا‏,‏ قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا‏,(‏ الكهف‏:95‏ ــ‏98)‏ ‏(2)‏ ــ‏(‏ حتي إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون‏,),‏ و‏(‏حدب‏)‏ هو المكان المرتفع من الأرض‏(‏ ينسلون‏)‏ أي يسرعون الخطي في المشي أو يركضون‏.(‏ الانبياء‏:96)‏ ثانيا‏:‏ يأجوج ومأجوج في أحاديث رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏):‏ جاء ذكر يأجوج ومأجوج في أقوال رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ وذلك في الأحاديث التالية‏:‏ ‏1‏ ــ أخرج كل من الائمة أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة ــ رضي الله عنه ــ أن رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ قال‏:(‏ إن يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم‏,‏ حتي إذا كادوا يرون شعاع الشمس‏,‏ قال الذي عليهم‏:‏ ارجعوا فسنحفره غدا‏,‏ فيعيده الله أشد ماكان‏,‏ حتي إذا بلغت مدتهم وأراد الله أن يبعثهم علي الناس‏,‏ حفروا حتي إذا كادوا يرون شعاع الشمس‏,‏ قال الذي عليهم‏:‏ ارجعوا فستحفرونه غدا‏,‏ إن شاء الله ــ تعالي‏:‏ واستثنوا‏,‏ فيعودون إليه‏,‏ وهو كهيئته حين تركوه‏,‏ فيحفرونه ويخرجون علي الناس فينشفون الماء‏,‏ ويتحصن الناس منهم في حصونهم‏,‏ فيرمون بسهامهم الي السماء‏,‏ فترجع عليها الدم أجفظ‏,‏ فيقولون‏:‏ قهرنا أهل الأرض‏,‏ وعلونا أهل السماء‏,‏ فيبعث الله نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها والنغف هو الدود الصغير‏.‏ قال رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ‏:‏ والذي نفسي بيده إن دواب الأرض لتسمن وتشكر شكرا من لحومهم‏(‏ ابن ماجه‏/‏ حديث رقم‏4080).‏ ‏2‏ ــ كذلك أخرج الإمام ابن ماجه عن عبد الله بن مسعود ــ رضي الله عنه ــ أنه قال‏:‏ لما كان ليلة أسري برسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ ولقي إبراهيم وموسي وعيسي‏,‏ فتذكروا الساعة‏,‏ فبدأوا بإبراهيم فسألوه عنها‏,‏ فلم يكن عنده منها علم‏,‏ ثم سألوا موسي‏,‏ فلم يكن عنده منها علم‏,‏ فرد الحديث الي عيسي ابن مريم فقال‏:‏ قد عهد الي فيما دون وجبتها‏,‏ فأما وجبتها فلا يعلمها إلا الله‏.‏ فذكر خروج الدجال‏,‏ قال‏:‏ فأنزل فأقتله‏,‏ فيرجع الناس الي بلادهم فيستقبلهم يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون‏,‏ فلا يمرون بماء إلا شربوه‏,‏ ولا بشيء إلا أفسدوه‏,‏ فيجأرون إلي الله‏,‏ فأدعو الله أن يميتهم‏,‏ فتنتن الأرض من ريحهم‏,‏ فيجأرون إلي الله‏,‏ فأدعو الله‏,‏ فيرسل السماء بالماء‏,‏ فيحملهم فيلقيهم في البحر‏.‏ ثم تنسف الجبال‏,‏ وتمد الأرض مد الأديم‏,‏ فعهد الي‏:‏ متي كان ذلك‏,‏ كانت الساعة من الناس كالحامل التي لا يدري أهلها متي تفجؤهم بولادها‏.‏ قال العوام‏:‏ ووجد تصديق ذلك في كتاب الله ــ تعالي ــ حيث يقول‏(‏ حتي إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون‏)(‏ الانبياء‏:96)‏ ‏3‏ ــ أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن حرملة بن يحيي‏..‏ عن أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش قالت‏:‏ خرج رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ يوما فزعا محمرا وجهه يقول لا إله إلا الله‏,‏ ويل للعرب من شر قد اقترب‏,‏ فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه‏,‏ وحلق بإصبعه الإبهام‏,‏ والتي تليها‏,‏ قالت فقلت‏:‏ يارسول الله‏!‏ أنهلك وفينا الصالحون؟ قال‏:‏ نعم إذا كثر الخبث‏(‏ كل من صحيحي البخاري ومسلم‏).‏ وقد كانت رؤيا رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ هذه منذ أكثر من أربعة عشر قرنا‏,‏ وقد وقعت غارات التتار بعدها بأكثر من ستة قرون‏,‏ ودمرت دولة الخلافة العباسية علي يد هولاكو في خلافة المعتصم آخر ملوك العباسيين‏(‏ وكان ذلك في سنة‏656‏ هـ‏/1258‏ م‏)‏ وقد يكون في ذلك تعبير رؤيا رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ حتي أمكن تجاوزه فإذا رأي الناس يأجوج ومأجوج عرفوا أن الردم قد اندك‏.‏ ‏4‏ ــ أخرج الإمام أحمد عن حذيفة بن أسيد الغفاري ان رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ـــ قال‏:‏ لن تقوم الساعة حتي تروا قبلها عشر آيات‏:‏ وذكر الدخان‏,‏ والدجال‏,‏ والدابة‏,‏ وطلوع الشمس من مغربها‏,‏ ونزول عيسي ابن مريم‏,‏ وفتح يأجوج ومأجوج‏,‏ وثلاثة خسوف‏:‏ خسوف بالمشرق‏,‏ وخسوف بالمغرب‏,‏ وخسف بجزيرة العرب‏,‏ ونار تخرج من قعر عدن‏(‏ صحيح الجامع‏/1635)‏ وفي رواية مسلم‏..‏ وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس الي محشرهم‏(‏ صحيح مسلم‏,2901)‏ ثالثا‏:‏ يأجوج ومأجوج في كتابات المفسرين ‏1‏ـ في شرحة لصحيح البخاري ذكر الفقيه الشيخ محمد انور الكشميري ت‏1352‏هـ‏/1933‏ م ما نصه‏:‏ ان سد ذي القرنين قد اندك اليوم‏,‏ وليس في القرآن الكريم وعد ببقائه الي يوم خروج يأجوج ومأجوج‏,‏ ولا خبر يكونه مانعا لخروجهم‏,‏ ولكنه من تبادر الاوهام فقط‏,‏ فإن الله ـ تعالي ـ قال‏:‏ وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض‏...‏ وقال‏:‏ حتي إذا فتحت يأجوج ومأجوج‏..‏ الخ‏,‏ فلهم خروج مرة بعد مرة‏,‏ وقد خرجوا قبل ذلك ايضا‏,‏ وافسدوا في الارض بما يستعاذ منه‏.‏ نعم يكون لهم الخروج الموعود في آخر الزمان‏,‏ وذلك أشده‏,‏ وليس في القرآن الكريم ان هذا الخروج يكون عقب الاندكاك‏,‏ متصلا‏,‏ بل فيه وعد باندكاكه فقط‏,‏ فقد اندك كما وعد‏,‏ اما ان خروجهم موعود بعد اندكاكه‏,‏ بدون فصل فلا حرف فيه فيض الباري علي صحيح البخاري‏:23/4.‏ وقال الشيخ الكشميري رحمه الله في موضع آخر من كتابه ما نصه ولم يذكر في القرآن الكريم لفظ الخروج من هذا السد قط‏,‏ ولما ذكر في سورة الانبياء قول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ‏:‏ حتي اذا فتحت يأجوج ومأجوج‏...‏ لم يذكر السد‏,‏ والردم‏,‏ فكان الخروج لعمومهم فيض الباري علي صحيح البخاري‏:26/4.‏ ‏2‏ ـ ذكر الامير شكيب ارسلان ـ رحمه الله ـ في كتابه المعنون حاضر العالم الاسلامي ان يأجوج ومأجوج هم المجار وهم المغول واعتمد في ذلك الاستنتاج علي غزواتهم المتكررة لبلاد الإفرنج‏,‏ واندفاعهم اليها حتي وصلوا الي فرنسا‏,‏ وملأوا ارضها تدميرا وفسادا وخرابا‏.‏ واعتمد هذا الامير في استنتاجه ايضا علي غارة التتار المغول الذين اعتبرهم من نسل يأجوج ومأجوج علي العالم الاسلامي في القرن السابع الهجري الثالث عشر الميلادي وما احدثوه من خراب ودمار‏,‏ ونهب وقتل وسبي وغير ذلك من صور الافساد في الارض‏.‏ واستعراض ذلك يسهل تصور امكانية حصول ذلك منهم مرة اخري قبل مجيء الساعة‏,‏ ويصف القرآن الكريم هذا الخروج بقول ربنا ـ تبارك وتعالي‏:‏ حتي إذا فتحت يأجوج ومأجوج‏....‏ ‏3‏ـ وفي التعليق علي قول ربنا ـ تبارك وتعالي‏:‏ حتي إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون‏,‏ واقترب الوعد الحق‏...‏ يذكر صاحب الظلال ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ ان هذا النص لا يحدد زمانا معينا لخروج يأجوج ومأجوج‏,‏ فاقتراب الوعد الحق بمعني اقتراب الساعة قد وقع منذ زمن الرسول ـصلي الله عليه وسلم ـ فجاء في القرآن الكريم‏/‏ قول ربنا ـ تبارك وتعالي‏:‏ اقتربت الساعة وانشق القمر‏,‏ والزمان في الحساب الالهي غيره في حساب البشر‏,‏ فقد تمر بين اقتراب الساعة ووقوعها السنين او القرون‏,‏ يراها البشر طويلة مديدة‏,‏ وهي عند الله ومضه قصيرة‏,‏ واذن فمن الجائز ان يكون السد قد فتح في الفترة ما بين اقتربت الساعة ويومنا هذا وتكون غارات المغول والتتار التي اجتاحت الشرق هي صورة من صور انسياح يأجوج ومأجوج‏.‏ ‏4‏ ـ تري مجموعة من الكتاب المعاصرين ان تعبير يأجوج ومأجوج هو اسم علي كل كافر بالله او مشرك به‏,‏ من دعاة المادية والدهرية الذين يمثلون غالبية اهل الارض منذ البعثة المحمدية الشريفة الي اليوم‏,‏ وحتي قيام الساعة‏,‏ ويعتمدون في ذلك علي حديث رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ الذي اخرجه الامام البخاري عن ابي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ انه قال‏:‏ يقول الله ـ تعالي ـ‏:‏يا ادم فيقول‏:‏ لبيك وسعديك‏,‏ والخير في يديك‏,‏ فيقول الله ـ تعالي ـ‏:‏اخرج بعث النار‏,‏ قال ادم‏:‏ وما بعث النار؟ قال‏:‏ من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعين‏,‏ فعنده يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وتري الناس سكاري وما هم بسكاري ولكن عذاب الله شديد الحج‏:2‏ قالوا يا رسول الله‏!‏ وأينا ذاك الواحد؟ قال‏:‏ أبشروا فإن منكم رجل ومن يأجوج ومأجوج الف‏,‏ ثم قال‏:‏ والذي نفسي بيده اني ارجو ان تكونوا ربع اهل الجنة‏,‏ فكبرنا‏,‏ فقال‏:‏ ارجو ان تكونوا ثلث اهل الجنة فكبرنا‏,‏ فقال‏:‏ ارجو ان تكونوا نصف اهل الجنة فكبرنا‏,‏ فقال‏:‏ ما انتم في الناس الا كالشعرة السوداء في جلد ثور ابيض او كشعرة بيضاء في جلد ثور اسود‏:‏ صحيح البخاري‏:3348‏ ـ‏6530‏ ـ‏7483‏ وواضح من هذا الحديث الشريف ان جمهور بعث النار هم من يأجوج ومأجوج‏,‏ وهذا هو الذي دفع فريقا من الكتاب الي الاستنتاج بأن يأجوج ومأجوج ليسوا عرقا معينا من البشر‏,‏ ولكن هي حالة نفسية‏,‏ من الانانية‏,‏ والعنف‏,‏ والاستعلاء علي الخلق قد تصيب ايا من بني ادم‏,‏ كما اصابت كفار ومشركي اليهود في زماننا ومن قبل زماننا‏.‏ وجاء في الظلال رحم الله كاتبها ـ ان سدا تم الكشف عنه علي مقربة من مدينة ترمذ عرف باسم باب الحديد وقد مر به في أوائل القرن الخامس عشر الميلادي العالم الالماني سيلد برجر وسجله في كتابه‏,‏ وكذلك ذكره المؤرخ الاسباني كلافيتجو في رحلته سنة‏1403‏ م‏,‏ وقال ان سد مدينة باب الحديد علي الطريق بين سمر قند والهند وقد يكون هو السد الذي بناه ذو القرنين‏.‏ وعلي اي حال فإن الجدل حول شخصية ذي القرنين‏,‏ وزمانه ومكانه‏,‏ وموضع الردم الذي بناه سيبقي دائرا حتي يحسمه الكشف الاثري الدقيق‏,‏ وكذلك سيبقي الجدل حول حقيقة يأجوج ومأجوج وتبقي اشارة القرآن الكريم الي قصة ذي القرنين مع القوم الذين بني لهم الردم الفاصل بينهم وبين يأجوج ومأجوج يبقي ذلك وجها من اوجه الاعجاز الانبائي والتاريخي في كتاب الله يشهد لهذا الكتاب العزيز بانه لا يمكن ان يكون صناعة بشرية‏,‏ لان احدا من اهل الجزيرة العربية في زمن الوحي لم يكن يعرف شيئا عن ذي القرنين او عن الردم الذي بناه هذا العبد الصالح‏,‏ او عن يأجوج ومأجوج‏.‏ فالحمد لله علي نعمة الاسلام‏,‏ والحمد لله علي نعمة القرآن‏,‏ والحمد لله علي بعثة خير الانام‏,‏ ـ صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته الي يوم الدين ـ واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين‏.‏ المزيد من مقالات د. زغلول النجار

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 65/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
21 تصويتات / 1127 مشاهدة
نشرت فى 15 مايو 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

tmassaied
<p>بسم الله الرحمن الرحيم</p> <p>الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله</p> <p>بخصوص يأجوج ومأجوج وطبيعة الحاجز الذي يمنعهم الله دونه من الخروج للناس فهو كما قال الله سبحانه وتعالى واصفا القوم الذين استنجدو بذي القرنين بأنهم قوم لا يفقهون قولا</p> <p>&nbsp;وما كان من سبب لوصف الله لهم بهذا الوصف فقد بينه الله سبحانه وتعالى مباشرة وهو أنهم لم يكونو يعرفون ماذ يقولون لوصف الحاجز فسموه سد بسبب اعتيادهم ومعرفتهم بأن السد&nbsp;هو حاجز يحجز بين موقعين إلا أن&nbsp;ذو القرنين اللذي وصفه الله بأنه قد أوتي من عند الله علم فقد تفحص الموضوع ووجد أن ما يصلح للحجز هو الردم</p> <p>&nbsp;ولا يكون الردم إلا لما يردم عادة في اللغة العربيه من بئر أو فتحة كهف أو ما شابه&nbsp;&nbsp; وكون يأجوج ومأجوج قومان على وصف رسول الله لهم وبما أن الله سبحانه قال أنه "حتى إذا ساوى ين الصدفين قال انفخو" هنا مرة أخرى يتأكد لي أن الصدف إنما هو ما يشبه الصدف وهو فتحة في جسم صلب كبير وهي فتحة كهف تؤدي الى بطن الجبل أو بطن الأرض&nbsp;كما اعتقد والله تعالى اعلم أو قد تكون من نوع المناجم تحت الارض يدخل لها من فتحة كمثل فتحة البئر وأنهما فتحتان مستقلتين تؤدي كل منهما الى حيز مختلف مستقل يسبب وجود قومان بالداخل وأن دليلي في قولي انهم ما استطاعو أن يظهروه أي يخرجو من فوقه والسر هو سبب بسيط اي عدم وجود فتحات او حيز من فوقه فهو مطبق الاغلاق كما انهم ما استطاعو له نقبا ليخترقوه من النقب بسبب سماكته وجودته وتماسكه</p> <p>ولو كان سد بين جبلين لتمكنو من الالتفاف حوله على الاقل ولو استغرقهم الف عام فهم بشر ولا يعجز البشر عن التطور واستعمال العقل والحكمه لتجاوز اي عقبات كما ان الله سبحانه وتعالى لم يجعل خيار الالتفاف من ضمن خيارات الخروج واظن هذا بسبب وجودهم في حيز مغلق ككهف مثلا عميقه واثبت الله سبحانه في نفس السوره سورة الكهف أنه مكن بأمره سبحانه اصحاب الكهف من النوم في كهفهم رقم كبير من السنين وعرفنا كيف ذلك.</p> <p>وأن المساوة بين الصدفين إنما هي مساواة في كمية المردوم لإغلاقها من مواد الردم الموصوفه في القرآن وأن المساواة&nbsp;هي تشابه في السماكة والجوده في الردم لكل صدف من الصدفين</p> <p>كما أن ما يتعلق في خروجهم أي يأجوج ومأجوج أو ان يجعل الله سبحانه لهذا الردم من دك يدكه فلن يكون إلا بعد مقتل الدجال الفعلي الحقيقي&nbsp;&nbsp;على يد سيدنا عيسى عليه السلام الحقيقي بوصفه وجسمه بعد تنزله من السماء على جناحي ملكين&nbsp;عند المنارة البيضاء في الشام فيصلي الفجر مأموما خلف المهدي إمام المسلمين&nbsp;</p> <p>هذا قطعا حقيقه أثق بوقوعها من حديث رسول الله اولا</p> <p>&nbsp;ثم من أن من الناس الذين يعلمون بعلوم اللغه العربيه وعلم فك رموز التعمية والتشفير او مخفي ومستور الكلام العربي من تدبر كتاب الله بعلومهم وعلى عاتقهم و&nbsp;اكتشف تاريخ&nbsp;من كتاب الله لقتل الدجال وانتهاء دولة بني اسرائيل من سورة الاسراء والعجيب سبحان الله انه ايضا قد اكتشف تاريخ يطابقه او&nbsp;قيمة في الكلمات والحروف تطابق القيمة السابقة في اواخر سورة الكهف مما يخص خروج يأجوج ومأجوج وهذا علم لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى الذي علم مسبقا بما كان وما سيكون وانه لا يعجزه أن يجمع في القرآن من علوم الطب واللغه وغيرها ومن علوم الترقيم.</p> <p>فنحن قوم نختلف عن جيل الصحابه والتابعين فنحن قوم اصبحنا لا نستطيع ان نفقه قولا فلم نعد نلمس ونتذوق ونرى الاعجاز اللغوي في كتاب الله لجهلنا في لغتنا العربيه واصولها واستخدامنا العامية والانجليزية بسب اندماج الثقافات في استخدامنا اليومي الا اننا اصبحنا نتعاطى بالتكنولوجيا القائمة على الارقام في كل شؤون الحياه فكلها تكنولوجيا تقوم على الارقام وقد علمنا ان الله سبحانه جعل طريقة الاعجاز على مر الازمان بأن تكون من طبيعة السائد في ذلك الزمن من العلوم فموسى اهجز السحره وعيسى اعجز الاطباء ومحمد صلى الله عليه وسلم وعلى رسل الله اجمعين ارسل للكافة من الناس والازمان فأعجز اصحاب اللغه وسيعجز اصحاب الدجتل كما سيعجز القرأن الكريم أي علم مستقبلي كونه من عند الله لكل زمن ومكان وجيل والله اعلم بما كان وسيكون</p> <p>الخلاصة هي تطابق توقيت خروج يأجوج ومأجوج مع قتل الدجال في كل من السنه والقرآن</p> <p>إلا ان مكان انتهائهم وإبادتهم &nbsp;كما في الانجيل في اصحاح متّى&nbsp;هو واد يسمى عبرائيم وهو اسم قديم للمنطقة الممتده من طبريا شمالا لوادي عربه جنوبا أي انه منطقة الغور الاردني والبحر الميت</p> <p>الله اعلم وادرى وسبحان الله واستغفره واتوب اليه من الزلل والخطأ وأساله الهدى لنا وللقارئ الكريم</p> <p>والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله</p>

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,729,768