مما يسبب نقص مركب الهيموجلوبين في الدم, وهو المسئول عن نقل الأكسجين من الرئة إلي أنسجة الجسم المختلفة بما فيها مخ الإنسان, ونتيجة لذلك تظهر علامات متنوعة علي المريض, بداية من الضعف العام والكسل والإجهاد والشعور بضيق التنفس وسرعة دقات القلب عند بذل أي مجهود, وكذلك شحوب لون الجلد, إلي جانب تدني الشهية للأكل وتغير لون البول. وتعتبر أنيميا البحر المتوسط' الثلاثيميا' السبب الأكثر شيوعا لفقر الدم بين المصريين, وبحسب ما أعلنه المكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية فإن هناك ما يقرب من20 ألف مصري مريض بأنيميا البحر المتوسط, ويحتاجون إلي نقل دم مرة واحدة علي الأقل شهريا. أما احدث تقارير المجالس القومية المتخصصة فتؤكد ان نصف المصريين مصابون بالأنيميا بمختلف اسبابها. والواقع يؤكد أنه علي الرغم من شيوع الإصابة بالأنيميا, فإن هناك كثيرا من المرضي وذويهم لا يدركون حقيقة المشكلة المرضية ولا جوانبها العلاجية والوقائية. فعادة عندما نسمع أن شخصا عنده أنيميا, البعض يتصور أنها لا تصيب إلا الفقراء أو النحفاء, والبعض الآخر يعتقد أن العلاج هو زيادة تناول الطعام خاصة اللحوم. وفريق آخر لديه اعتقاد بأنها حالة لا خطورة فيها. أما العلم فله قول فصل في الأنيميا وأسبابها ومضاعفاتها بحسب قول الدكتور محسن الالفي استاذ أمراض دم الأطفال بجامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية لدم الأطفال فهي ليست مرضا فحسب, ولكنها قد تكون علامة تحذيرية لأمراض خطيرة أخري, وفي مصر هناك عشرة مسببات لفقر الدم تحتل فيها أنيميا البحر المتوسط النصيب الاكبر, وهي أنيميا وراثية تنتج عن التكسير المستمر في كرات الدم الحمراء, لذا يحتاج المريض إلي نقل الدم بشكل شبه دائم, وعادة ما يصاب بها الأطفال بعد الولادة في سن شهرين وتظهر بوضوح في سن6 أشهر. وتفسر تزايد نسبة الاصابة بين المصريين نتيجة زواج الأقارب, كما يمكن حدوثها أيضا مع عدم وجود قرابة بين الزوجين, نظرا لارتفاع نسبة حاملي الصفة الجينية للمرض ويمثلون5% من المجتمع. ويستطيعون نقل الإصابة بين أطفالهم بنسبة25% طبقا لنتائج دراسة اجريت علي25 ألفا من الشباب والفتيات من طلبة المدارس الثانوية. ويتمثل الحل الوحيد لتجنب الإصابة في ضرورة إجراء تحليل صورة الدم, والتحليل الكهربي للهيموجلوبين للعروسين قبل الزواج, هذا بالإضافة لأهمية الانتظام في تناول العلاجات المساعدة في التخلص من الحديد الزائد. أما عن باقي أسباب الأنيميا فيعتبر فشل النخاع الأخطر بينها, باعتباره المصنع الوحيد لتخليق كرات الدم الحمراء, والتلوث والإصابة بالفيروسات الكبدية, وانيميا الفول والأنيميا المنجلية, وأنيميا ضعف جدار كرات الدم الحمراء والأنيميا المناعية, وكذلك الأنيميا الناتجة عن الاصابة بأمراض الكلي المزمنة وأمراض الروماتيزم وأمراض الكبد, وإلي جانب ماسبق يعتبر سوء التغذية والاصابة بالطفيليات مثل الإنكلستوما سببا مهما للأنيميا, وبالنسبة للنساء والفتيات يعد نزف الدورة الشهرية سببا رئيسيا للأنيميا. وللتذكير فإن هناك مشروعا قوميا تتبناه وزارة الصحة منذ5 سنوات للتخلص من انيميا نقص الحديد بين أطفال المدارس الابتدائي والأعدادي والثانوي, وكانت نسبتها آنذاك تزيد علي45% انخفضت خلال سنتين لاقل من30%, ولكن مثل هذه المشاريع حتي تاتي بالفائدة المرجوة تحتاج استمرارية ومزيدا من الدعم, فضلا عن نشر برامج التثقيف الصحي ومزيد من الدراسات الميدانية والوقائية.
|
ساحة النقاش