Displaying the only post.
-
Samer - سامر عواد:
خلصت دراسة علمية حديثة إلى أن المواقع الإلكترونية الإخبارية الفلسطينية "المستقلة" أسهمت في تعزيز السلم الأهلي، إذ قدمت رؤية توحيدية تدعو إلى الوفاق والمصالحة وإنهاء الانقسام الحاصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الفترة الزمنية الواقعة بين 11/9/2008 حتى 11/11/2008. وهي الفترة ذاتها، التي كثر الحديث فيها عن الوثيقة المصرية لإطلاق الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة، قبل أن يرجئ إلى أجل غير مسمى، بسبب اعتذار حركة حماس عن المشاركة.
وبينت الدراسة التي أعدها الباحث خلف خلف، أحد طلبة الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس بالضفة الغربية، أن المواقع الإخبارية الفلسطينية المستقلة رغم ما يعترضها من عقبات سواء على المستوى السياسي أو حتى الاجتماعي حاولت قدر المستطاع، المحافظة على سلمية كافة العلاقات والتعاملات الحياتية بين أبناء المجتمع الفلسطيني، كما أنها حاولت عرض وجهات النظر كافة، وخلقت حوارًا داخليًا ساعد على ترطيب الأجواء تمهيدًا لجلوس قادة الفصائل على طاولة الحوار الذي دعت إليه جمهورية مصر العربية.
وأشارت الدراسة التي جاءت في أربعة فصول أن المواقع الإلكترونية الإخبارية الفلسطينية "المستقلة" تعتبر أهم وسائل الإعلام في الوصول لعقول الجماهير والتأثير في سلوكهم، وهذا بحد ذاته، مدخُلا هامًا لرصد دورها في السلم الأهلي في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتأسيسًا على ذلك، انطلق الباحث من فرضية مفادها "المواقع الإخبارية الإلكترونية الفلسطينية المستقلة، ساعدت في تعزيز السلم الأهلي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة" (موقع شبكة إخباريات للإعلام والنشر نموذجاً)، وذلك يتبين من النقاط الآتية: عالجت هذه المواقع القضايا والأحداث المتعلقة بالسلم الأهلي وفق سياق من الحياد والموضوعية والشمول. اهتمت بنقاط الالتقاء على الساحة السياسية الفلسطينية، ودعمتها بالمعلومات التي تعززها.
ولفحص الفرضية، اتخذت الدراسة موقع (شبكة إخباريات للإعلام والنشر) نموذجًا، وذلك عائد لجملة أسباب منها: أن الموقع مستقل حسب ما ينشره من مواد، ويحافظ على خط تحريري مضبوط وواضح منذ تأسيسه عام 2002، ويدرب نحو 20 طالبًا من قسم الصحافة في جامعة النجاح، وهو من المواقع التي حافظت على التوازن في ظل خلافات فلسطينية دامية طالت حتى وسائل الإعلام.
ومن خلال الرصد والتحليل للمواد المنشورة على موقع الشبكة خلال الفترة الزمنية المحددة في الدراسة، والواقعة بين 11/9/2008 حتى 11/11/2008 تبين أن الموقع احتوى على كمية كبيرة من المواد المتصلة في موضوع "الحوار الوطني"، وهو الموضوع الذي اختاره الباحث لفحص كيفية معالجة شبكة "إخباريات" له، وانعكاس ذلك على السلم الأهلي في الأراضي الفلسطينية.
وأوضحت نتائج التحليل، أن الأخبار المتعلقة في موضوع "الحوار الوطني الفلسطيني" في شبكة "إخباريات" احتلت المرتبة الأولى بنسبة 53.5%، تلاه التقرير بنسبة 26.7%، ثم جاء المقال في المرتبة الثالثة، وحظي بنسبة16%، وجاء بعد ذلك المقابلة والاستطلاع وحظيت كل منهما، بنسبة 1.7، أما التحقيقات المتعلقة بموضوع الدراسة، فقد افتقرت إليها شبكة إخباريات خلال فترة التحليل.
كذلك اظهر التحليل أن الموضوعات الإيجابية احتلت المرتبة الأولى بواقع 40 مادة حول الحوار الوطني، بنسبة (71.4%)، بينما جاءت المواد المحايدة في المرتبة الثانية بواقع 10 مواد بنسبة (17.7%)، وفي المرتبة الثالثة والأخيرة جاءت الأخبار السلبية بواقع 6 مواد، بنسبة 10.7%، من مجموع موضوعات قضية الحوار الوطني في موقع الدراسة.
وفي الفصل الرابع، استعرض الباحث نتائج الدراسة التحليلية، والتي تشمل على مناقشة أهم النتائج المترتبة على التعرف على كمية ومضمون الموضوعات التي أفردها موقع الدراسة لقضية الحوار الوطني، وأنواع الموضوعات المتعلقة بالموضوع المبحوث، ومصادرها، واتجاهاتها، وبينت الدراسة أن موقع شبكة إخباريات ركز بشكل كبير على موضوع الحوار الوطني الفلسطيني، إذ بلغ عدد المواد المتصلة في الموضوع 56 مادة، جزءًا منها "خاصة بشبكة اخباريات"، ما يعني أن الموقع يركز على النوعية وليس الكمية، بالإضافة لتركيزه على عنصر التفاعلية مع الجمهور من خلال التعليقات وزاوية النقاش ومثلها استطلاع الرأي الأسبوعي. حيث خصص الموقع استطلاعًا للرأي، لتقصي رأي الزوار حول الجهة التي يعتقدون بأنها تقف وراء إعاقة الحوار الوطني الفلسطيني، كما وضع في زاوية النقاش في الموقع لاحقًا، سؤالا للجمهور، يستهدف الحصول على إجابات من القراء حول المطلوب حسب رأيهم لإنجاح الحوار.
ويلاحظ أيضًا من التحليل أن ادارة شبكة اخباريات بقيادة مديرها ورئيس تحريرها الصحفي رومل السويطي الى جانب مدير التحرير الصحفي بشار دراغمة، ابتعد عن الأخبار التي تثير القلاقل والفتن، وحاول تقديم رؤية تساهم في تعزيز السلم الأهلي والاستقرار الداخلي، فالمدقق في الأخبار والتقارير المنشورة، يلحظ إنها تخاطب العقل وتبتعد عن أسلوب المهاترات، والفعل ورد الفعل. بمعنى آخر، ساعدت المواد التي نشرت على موقع "شبكة إخباريات" خلال فترة الدراسة، المواطن الفلسطيني على الخروج من عزلته، لا سيما أن عدم الاستقرار السياسي وانتشار ثقافة العنف والاقتتال تجعل الفرد حبيسًا لخيارات محدودة، فإما الاندماج في العنف، أو الانغلاق على ذاته.
مع التنويه أن المواد المذكورة، لم تنحصر بنقل الأحداث فقط، إنما أسندت دومًا بالتحليل والتوضيح والنقد وتبيان معانيها ومدلولاتها الآنية وبعيدة المدى مع ضرورة تبسيطها ليتسنى لجميع طبقات المجتمع فهمها وتشكيل مواقفها وتصوراتها بناءً عليها، وبالتالي فان الشبكة نجحت إلى حد ما في خلق تفاعل جماهيري، يمتن الجبهة الداخلية الفلسطينية ضد محاولات الاحتلال طمس الهوية الفلسطينية، وذلك عبر توعية المواطنين بحقوقهم وواجباتهم، وحاضرهم ومستقبلهم، ليكونوا قادرين على الاندماج في العمل الوطني بالشكل المطلوب، وقادرين أيضًا على اتخاذ قرارات صائبة منبعها القناعات الذاتية، وليست مفروضة من أطراف خارجية.
وفي ضوء مناقشة نتائج دراسة تحليل المضمون وما ظهر للباحث من خلال معايشته ومتابعته لموضوع البحث واهتمامه البالغ بهذه القضية، فقد أوصي المواقع الإلكترونية الإخبارية الفلسطينية بعدة نقاط يعتقد بإمكانية تحسينها وتصليبها لعمل هذه المواقع وتقدمها، ومنها: الحرص على مواصلة الحيادية والموضوعية والشمولية في معالجة القضايا، وعدم الاستجابة لأي ضغوط خارجية قد تؤثر على السياسة التحريرية للمواقع سلبًا. والعمل على التعمق في عرض القضايا بشكل أكبر والتركيز على اللحظة التي تتبع وقوع الحدث، واستخدام الأشكال والفنون الصحفية كافة في طرح وتغطية القضايا الداخلية الفلسطينية، وعدم حصرها في الخبر، لأن الاقتصار على الأخبار لا يعبر عن أهمية هذه الموضوعات، ولا يوضح قيمتها الحقيقية.
ساحة النقاش