دراسة تحليلية مقارنة بين منهج التربية الفنية للمرحلة الابتدائية والمرحلة المتوسطة في المملكة العربية السعودية

 

 

 

د. عبد الله بن ظافر الشهري

أ. عادل بن محمد بن طالب


دراسة تحليلية

مقارنة بين منهج التربية الفنية للمرحلة الابتدائية والمرحلة المتوسطة في المملكة  العربية السعودية

 

د. عبد الله بن ظافر الشهري*           أ. عادل بن محمد بن طالب*

الملخص :

          تمت في هذه الدراسة تحليل ومقارنة منهج التربية الفنية في المرحلة الابتدائية والمتوسطة بالمملكة العربية السعودية من خلال عناصر المنهج كما جاءت في نموذج تايلر Tylar.

وتهدف هذه الدراسة إلى ما يلي :-

1.     التعرف على واقع التعليم الابتدائي والمتوسط في المملكة العربية السعودية.

2.     استعراض منهجيّ التربية الفنية للمرحلة الابتدائية والمتوسطة في المملكة العربية السعودية.

3.     إجراء مقارنة بين منهجيّ التربية الفنية للمرحلة الابتدائية والمتوسطة في المملكة العربية السعودي.

وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الكيفي Qualitative research (الوصفي التحليلي) والذي يقوم على أساس قراءة النص وتصنيف المعلومات ومن ثم دراستها وتحليلها.

وكان من أهم نتائج هذه الدراسة مايلي :-

1.    وجود منهج  للتربية الفنية منذ فترة زمنية بعيدة يدل على اهتمام وزارة المعارف بأهمية المادة ضمن المنهج المدرسي .

2.    عدم وضوح صياغة بعض الأهداف وتداخلها خاصة في منهج المرحلة المتوسطة.

3.    عدم معالجة جميع مجالات التربية الفنية في كلٍّ من المنهجين.


Comparison and analysis study between art education curriculum in the primary and intermediate schools in Saudi Arabia

By

*Abdullah D. Alshehri                       **Adel Mohammed bin taleb

 

 

Abstract:

          The subject of this study is to compare and analyse the art education curriculum in the primary and intermediate Schools in Saudi Arabia.

          The aims of this study were as follows:-

1.        To know the reality of education in primary and intermediate schools in Saudi Arabia.         

2.        To review the art education curriculum in both primary and intermediate schools in Saudi Arabia.

3.        To compare between art education curriculum in primary and intermediate schools in Saudi Arabia.

 

          Qualitative research method was used which enables the researchers to compare and analyse the art education curriculum in primary and intermediate schools in Saudi Arabia.

 

The major findings of the study were as Follows:-

1.         There was an art education curriculum in Saudi Arabia  which means that art education has much importance in the school's curriculum in Saudi Arabia.

2.         Some of the aims of art education were not cleared in the intermediate school curriculum.

3.  Some Subjects of art were not covered in the primary and intermediate schools in Saudi Arabia.                                                                      


المقدمة :

          يتميز العمل التربوي بأنه يجب أن يكون شاملاً ومتكاملاً يراعي جوانب الشخصية المختلفة حتى يساهم في تنشئة الفرد وتنميتها تنمية متوازنة تراعي الفروق الفردية بين المتعلمين. والتربية الفنية كواحدة من مواد المنهج المدرسي في المملكة العربية السعودية والتي تراعي هذا الجانب تؤدي دوراً مهماً في تربية الناشئة والشباب وإعدادهم للعيش في مجتمعهم بصورة متكاملة، وغرس القيم الجمالية في نفوسهم وتنمية أفكارهم.

          وفي مناهج التعليم العام بالملكة العربية السعودية لا تهدف التربية الفنية إلى تخريج فنانين محترفين ولكنها تهدف، من ضمن ما تهدف إليه إلى تنمية الإحسان بالجمال والنظام واحترام العمل اليدوي، كما أن لها دوراً في جعل الناشئة يشعرون بانتمائهم لوطنهم (1، ص2).

          والتربية الفنية في المملكة العربية لسعودية هي إحدى المواد الدراسية ضمن المنهج المدرسي للمرحلة الابتدائية منذ العام 1388هـ(2، ص ص115-127) كما أنها ضمن المنهج المدرسي للمرحلة المتوسطة منذ العام 1391هـ (3، ص ص146-151).

          ومع أهمية مادة التربية الفنية في المنهج المدرسي في المملكة العربية السعودية إلا أنها تفتقر إلى مزيد من البحوث والدراسات من أجل كشف مشكلاتها ومعوقات تطوير مناهجها حتى تأخذ وضعها الطبيعي في التعليم العام، فإذا نظرنا في مناهج التربية الفنية للمرحلة الابتدائية والمتوسطة في مدارسنا اليوم نجد أنه مضى عليها أكثر من (30) سنة دون أي تطوير أو تغيير فيها بالرغم من أننا نعيش في عصر سريع التطور والتقدم يحتاج منا مواكبته في كافة مجالات الحياة بما في ذلك المجال التعليمي.

          وفي هذا البحث سيتم دراسة وتحليل منهج التربية الفنية في المرحلة الابتدائية والمتوسطة بالمملكة العربية السعودية ومقارنتهما ببعض من خلال عناصر المنهج المختلفة كما جاءت في نموذج تايلر Tylar  (4، ص84) وهي: الأهداف، المحتوى، الخبرات التعليمية والتقويم.

 

 

 

أهداف الدراسة :

       تهدف الدراسة إلى ما يلي :-

1.     التعرف على واقع التعليم الابتدائي والمتوسط في المملكة العربية السعودية.

2.     استعراض منهجيّ التربية الفنية للمرحلة الابتدائية والمتوسط في المملكة العربية السعودية.

3.     إجراء مقارنة بين منهجيّ التربية الفنية للمرحلة الابتدائية والمتوسطة في المملكة العربية السعودية.

 

أهمية الدراسة :

         تعود أهمية هذه الدراسة للأسباب التالية :-

1.      إن منهج التربية الفنية للمرحلة الابتدائية في المملكة العربية السعودية وضع عام 1388هـ وللمرحلة المتوسطة عام 1391هـ ، ومنذ ذلك التاريخ وهما بدون أي تطوير أو تغيير ولذلك انبثقت أهمية هذه الدراسة من مراجعتها وتحليلها لهذين المنهجين.

2.      أهمية الدور الذي تلعبه ويجب أن تؤديه التربية الفنية في التربية والتعليم.

3.      التعرف على إيجابيات وسلبيات كل من المنهجين وصولا إلى تعزيز الإيجابي وإلغاء أو تعديل السلبي منها.

 

منهجية الدراسة :

         اتبع الباحثان في هذه الدراسة المنهج الكيفي research Qualitative (الوصفي التحليلي) والذي يقوم على أساس قراءة النص وتصنيف المعلومات ومن ثم دراستها وتحليلها (5، ص35).

مصطلحات الدراسة :

المنهج :

 هناك عدة تعاريف أو مفاهيم للمنهج منها أن المنهج هو: "جميع ما تقدمه المدرسة إلى تلاميذها تحقيقاً لرسالتها الكبرى في بناء البشر ووفق أهداف تربوية محددة وخطط علمية مسبقة بما يساعد في تحقيق نمو التلاميذ الشامل جسمياُ وعقلياً ونفسياً واجتماعياً وروحياً " (6، ص15).

والمنهج هو: "جميع الخبرات التربوية التي تقدمها المدرسة لتلاميذها داخل المدرسة أو خارجها بهدف تحقيق النمو الشامل المتكامل المتزن للتلميذ جسمياً وروحياً وعقلياً واجتماعياً ووجدانياً" (7، ص21).

ومفهوم منهج التربية الفنية في المملكة العربية السعودية هو: ما تقدمه المدرسة لتلاميذها معرفياً وفنياً وتربوياً من خلال الرسم والأشغال اليدوية لكلٍّ من تلاميذ المرحلة الابتدائية والمرحلة المتوسطة.

التربية الفنية :

         "يقصد بالتربية الفنية، التربية عن طريق الفن، والتي يمكن عن طريقها تحقيق تربية متكاملة  للفرد" (8، ص18). كما أن التربية الفنية هي أساس مفهوم الفن  كطريقة أو أسلوب للتنظيم والخبرة (9، ص4) (10، ص ص3-5).

         أما التربية الفنية في المنهج المدرسي بالمملكة العربية السعودية فتعني تدريس مادتي الرسم والأشغال اليدوية لتلاميذ المرحلة الابتدائية والمتوسطة .

المرحلة الابتدائية :

         هي المرحلة الأولى في السلم التعليمي في المملكة العربية السعودية ومدة الدراسة بها ست سنوات ويكون سن التلاميذ عند الالتحاق بها ست سنوات.

المرحلة المتوسطة :

         هي المرحلة الثانية في السلم التعليمي في المملكة العربية السعودية ومدة الدراسة بها ثلاثة سنوات ويكون متوسط سن التلاميذ عند الالتحاق بها (13) سنة.

 

نبذة تاريخية عن واقع التعليم الابتدائي والمتوسط في المملكة العربية السعودية

 

         يحسن بنا قبل استعراض ودراسة مناهج التربية الفنية في التعليم الابتدائي والمتوسط في المملكة العربية السعودية أن نورد نبذة مختصرة عن مسيرة وتطور التعليم لهاتين المرحلتين.

         لقد كان أول نظام للتعليم الحكومي قد اعتمد في عام 1347هـ/1928م وقد  أعيد النظر فيه عدة مرات، وكان أهم معالمه تحديد مراحل التعليم بأربع مراحل تعليمية هي: المرحلة التحضيرية والابتدائية والثانوية والعالية، واستمرت مراحل التعليم على هذا النحو حتى عام 1373هـ /1953م عندما تحولت مديرية المعارف إلى وزارة، وكان قبل هذا التاريخ وفي عام 1361هـ قد أدمجت المرحلة التحضيرية مع المرحلة الابتدائية  وأصبحت مدة الدراسة بها ست سنوات بدلاً من أربع سنوات (11، ص ص 211-213). وقد كان عدد المدارس الابتدائية عام 1344هـ أربع مدارس وأصبح  في عام 1418هـ/1419هـ       (6011) مدرسة ابتدائية (12، ص ص 64-65).

         أما بالنسبة للتعليم المتوسط فقد كان يطلق اسم المدارس الثانوية على كل المدارس لما فوق المرحلة الابتدائية، لذلك كان يعتبر التعليم الثانوي حينذاك هو المرحلة الثالثة من التعليم بعد التحضيرية والابتدائية أو المرحلة الثانية بعد دمج التحضيرية بالابتدائية (11، ص ص 211-213). وبقى التعليم المتوسط حتى عام 1377هـ مندمجاً  في التعليم الثانوي ومدة الدراسة به (6) سنوات، في نهاية السنة الثالثة يعقد امتحان لشهادة الكفاءة فمن اجتازه انتقل إلى السنة الرابعة فالسنة الخامسة فالسادسة حتى يحصل على الثانوية العامة، وابتداء من عام 1378هـ قُسمت المرحلة الثانوية القديمة إلى قسمين هما المرحلة المتوسطة الحالية ومدة الدراسة بها (3) سنوات والمرحلة الثانوية ومدة الدراسة بها (3) سنوات وأصبحت بذلك المرحلة المتوسطة مستقلة بذاتها (7، ص 250) تلي المرحلة الابتدائية وتسبق المرحلة الثانوية ويمنح الطالب بعد اجتياز الامتحان الذي يعقد في نهايتها شهادة الكفاءة المتوسطة     (12، ص ص 64-65).

         وقد استحدثت وزارة المعارف أنماطاً من التعليم المتوسط مثل : المتوسطة النموذجية والمتوسطة الحديثة على سبيل التجريب ولم يعمم أياً منها، كما تضم هذه المرحلة المعاهد المتوسطة التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكذلك معاهد النور المتوسطة للمكفوفين، ومعاهد الأمل المتوسطة لصم، ومتوسطات تحفيظ القرآن الكريم، هذا إلى جانب المدارس المتوسطة العامة وقد كان عدد المدارس المتوسطة عند تأسيسها عام 78/1379هـ (20) مدرسة وبلغ عددها حتى عام 18/1419هـ (3068) مدرسة (7، ص 252).

         والتعليم المتوسط في المملكة العربية السعودية غير إلزامي وذلك بنص المادة رقم     (125) من سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية والتي تم اعتمادها بقرار  مجلس الوزراء رقم (779) في 16-17/9/1389هـ (13، ص 24).

         أما بالنسبة للقاعات وعدد التلاميذ فنصت التعاميم الواردة من وزارة المعارف لإدارات  التعليم على أن لا يزيد عدد الطلاب داخل الصف في المرحلة المتوسطة عن (30) طالباً في المباني الحكومية والواقع أن العدد يتجاوز (40) طالباً في كثير من المدارس، أما القاعات فهي مناسبة لعدد الطلاب المعتمد من الوزارة ولكن بعض المدارس تفتقر إلى وجود مراسم خاصة بالرسم والأشغال اليدوية كما أنها غير مناسبة من حيث التجهيزات  مثل الإضاءة الجيدة أو التهوية المناسبة وحتى ارتفاع السبورة قد لا يلائم طلاب هذه المرحلة لأنهم يتفاوتون في الطول بشكل ملحوظ.

         والمواد الدراسية التي تُدرس في جميع سنوات المرحلة المتوسطة تحمل نفس المسميات في كل مرحلة ولكنها متميزة عند بعضها الآخر في نوعية الموضوعات.

         أما بالنسبة لمادة التربية الفنية فقد كانت حتى عام 1383هـ تُدرس كمادة رسم مستقلة ثم ضم إليها مادة الأشغال اليدوية لتغطي ثقافة التلاميذ اليدوية وتنمي مهاراتهم ومواهبهم المختلفة .

         أما بخصوص أعداد المعلمين في كل مدرسة فيلاحظ أن عددهم قليل وغير مناسب وهذا يتضح من خلال الإطلاع على جدول المعلمين حيث أن  أغلب المعلمين يقومون بتدريس (24) حصة وحصة واحدة انتظار، هذا بالإضافة إلى أن بعضاً منهم يقومون ببعض المهام الأخرى التي تناط بهم من قبل إدارة المدرسة مثل الإشراف أو العمل على الكمبيوتر أو ريادة الصفوف أو الجماعات والرحلات الخارجية مما يجعل المعلم مشغولاً عن الإعداد الجيد لمادته الدراسية.

         كما يلاحظ أن غالبية المعلمين متخصصون في المواد التي يقومون بتدريسها وذلك بخلاف معلمي المرحلة الابتدائية، ومعلمو المرحلة المتوسطة هم خريجو جهات مختلفة منها: معاهد إعداد المعلمين بما فيها معهد التربية الفنية ومعهد التربية الرياضية* وخريجو مراكز العلوم والرياضيات وكليات إعداد العلمين وجامعيون تربويون وغير تربويين.

 

 

 

استعراض منهج التربية الفنية للمرحلة الابتدائية

 

أ) الأهداف:

         تعتبر التربية الفنية من المواد الدراسية ضمن المنهج المدرسي في المرحلة الابتدائية ولها أهدافها التي تسعى لتحقيقها، وقد وردت هذه الأهداف في منهج التعليم الابتدائي للبنين   (3، ص ص 115-127) الصادر عن وزارة المعارف بالمملكة العربية السعودية في عام 1388هـ/ 1968م وهي كما يلي:-

      1.        " إتاحة الفرصة للتلاميذ للتعبير عن أي موضوع يختارونه عندما تقوم الرغبة في نفوسهم للتعبير عنه.

      2.        إثارة ما يمكن في نفوس التلاميذ للتعبير عنه بواسطة الرسم والأشغال اليدوية، منفعلين ببعض المواقف الشائعة أو المثيرة بحيث تكون وسيلة خارجية لإثارة الرغبة في التعبير والإنتاج الفني .

   3.    منح المدرس الفرصة للتعرف على رغبات تلاميذه والاستفادة منها في القيام ببعض المشروعات البسيطة التي تلائم مستوى تعبيرهم وإنتاجهم الفني، وهذا مجال خصب لكثير من النشاط للتصميم والبناء والعمل والتركيب والتصوير والزخرفة .

      4.        مساعدة التلاميذ على استخدام بعض الخامات المحلية المختلفة حسب اختيارهم للتعبير عن موضوعات تتصل بحايتهم العامة.

      5.        تعويد التلاميذ على اكتساب خصال حميدة كالنظافة والمثابرة والصبر والثقة  والملاحظة وتحمل المسئولية .

   6.    إبراز الطابع الخاص في التعبير الفني مما يكون له الأثر الإيجابي في تكامل الشخصية، فالفن عملية تجديد وابتكار وليس نقلاً أو تلقيناً  حرفيا .

      7.        تنمية روح التعاون والعمل الجماعي وذلك يكون بتنظيمهم على شكل مجموعات .

   8.    تنمية الذوق والإحساس الفني عند التلاميذ والاستمتاع بالقيم الجمالية ومعرفة مواطن الجمال في الأشياء التي يشاهدونها" .(3، ص 117)

وبدراسة هذه الأهداف وتحليلها نجد أنها أكثر وضوحاً من أهداف منهج التربية الفنية للمرحلة المتوسطة (4، ص ص 146-151) والتي جاءت على شكل توجيهات عامة.

         فالأهداف (1، 2، 3) تهتم بالتلميذ من حيث رغباته واتجاهاته وميوله في اختيار المواضيع وطرق التعبير عنها، والأهداف رقم (4، 6، 8) تركز على اكتساب التلاميذ مهارات جديدة في سن مبكرة وذلك باستخدام الخامات البيئية المحلية والتعبير بها حسب رغباتهم في موضوعات تتصل بحياتهم اليومية مما يساعد على إظهار الإبداع الخاص بكل تلميذ على حده ويكون له الأثر الإيجابي في تكامل شخصيته وتنمية الذوق والإحساس الفني لديه.

         أما الأهداف رقم (5، 7) فتؤكد على غرس روح التعاون والعمل الجماعي في نفوس التلاميذ من خلال الاشتراك في تنفيذ أعمال فنية جماعية مما يؤدي إلى اكتسابهم صفات حميدة مثل الصبر والتأني واحترام رأي الآخرين وتلمس الجمال في الجوانب المختلفة للعمل الفني والرقي بأحاسيسهم الفنية بكل ما يحيط بهم والاهتمام بالنظافة وزرع الثقة في نفوسهم وتحمل المسئولية.

ب) المحتوى:

         قُسم محتوى التربية الفنية للمرحلة الابتدائية حسب سنوات الدراسة إلى ستة أقسام هي:-

السنة الأولى والثانية :

         تُدرس التربية الفنية في هاتين المرحلتين بواقع ثلاث حصص في الأسبوع ومجالاتها متشابهة وهي:

1. الرسم : ويتضمن ما يلي:-

أ) الرسم الخيالي.                ب) الرسم من الذاكرة.            ج) رسم أشياء ملموسة.

د) الرسم بالإصبع.

2. الأشغال : ويتضمن ما يلي:-

         أ) أشغال الصلصال .                ب) أشغال الورق .

         ويتضح  أن هناك تكرر لنفس محتوى السنة الأولى  والثانية وقد يكون السبب لأن صفات التلاميذ الفنية في هاتين المرحلتين تتشابه، حيث أن التلميذ يلتحق بالسنة الأولى في سن (6) سنوات ويكون عمره في السنة الثانية (7) سنوات وهذا العمر يدخل ضمن مرحلة تحضير المدرك الشكلي التي تمتد من سن (4-7) سنوات (14، ص 39).

السنة الثالثة :

         تُدرس التربية الفنية من السنة الثالثة وحتى السنة السادسة بواقع حصتين في الأسبوع، وتنقسم مجالات هذه السنة إلى ما يلي:

1- الرسم: ويتضمن ما يلي :-

         أ. الرسم الخيالي. ب. الرسم من الذاكرة.   ج. رسم زخرفة بسيطة.

2- الأشغال: ويتضمن ما يلي:-

         أ. أشغال الصلصال والبلاستسين . ب. أشغال الورق الملون وغير الملون. ج. أشغال الرمل.

         وبالنظر في محتوى السنة الثالثة نجد أن فيه تكرار للسنوات السابقة  مع بعض الإضافات البسيطة، مما قد يجلب الملل لنفوس التلاميذ ويقيد حريتهم في الابتكار والتجديد ويحد من خبراتهم الفنية المكتسبة .

السنة الرابعة:

         ومجالاتها الفنية هي:

1. الرسم: ويتضمن ما يلي:-

         أ. الرسم الخيالي ومن الذاكرة       ب. رسم أشياء ملموسة . ج. رسم زخرفة

2. الأشغال : ويتضمن ما يلي :-

         أ. أشغال الصلصال والبلاستسين   ب. أشغال الورق الملون أو المقوى.

ويلاحظ في هذه السنة أيضاً تكرار أو حذف بعض المجالات الفنية، مما قد يؤثر على تحقيق الأهداف التي وضعت، وذلك لأن المحتوى يسير بطريقة واحدة دون تدرج منطقي أو تسلسل معرفي.

السنة الخامسة والسادسة :

         ومجالاتها الفنية هي :

1.الرسم : ويتضمن ما يلي:-

         أ. الرسم  الخيالي من الذاكرة.      ب. رسم أشياء ملموسة .

2. الأشغال: ويتضمن ما يلي:-

         أ. أشغال الصلصال والجبس         ب. أشغال الورق المقوى .  ج. أشغال التجارة .    

ويُلاحظ في محتوى هاتين المرحلتين أنه يركز على التكرار ويغفل أهمية تنوع المجالات الفنية، وهذا ما أكد عليه المنهج في توجيهاته حيث ورد أن على المعلم أن يتبع نفس خطوات السنة الماضية في تدريبه للتلاميذ وذلك لا شك يقيد حرية المعلم في اختيار الموضوعات ويقيد حرية التلاميذ في التعبير الفني، فضلاً عن عدم مراعاة خصائص مراحل التعبير الفني للتلميذ والتي تختلف من سنة إلى أخرى .

ج) الخبرات التعليمية :

         تشتمل الخبرات التعليمية على ثلاثة جوانب أساسية وهي طريقة التدريس والوسائل التعليمية والأنشطة الفنية المصاحبة.

فبالنسبة لطريقة التدريس يلاحظ أن أكثر معلميّ التربية الفنية يتبع الطريقة الإلقائية والحوارية في تدريسهم، وذلك أما أن يقوم المعلم بعرض الموضوع المراد تنفيذه في مدة تتراوح بين 10-20 دقيقة ومن ثم يطلب من التلاميذ البدء في تنفيذ الموضوع والتعبير الفني عنه، ثم يقوم بعملية التوجيه المباشر وغير المباشر للتلاميذ، أو أن يقوم المعلم بطرح عدد من الأسئلة مترابطة وفق أهداف الدرس الموضوعة بغرض إثارة التلاميذ والتعرف على خبراتهم الفنية السابقة والحالية المتعلقة بموضوع الدرس ثم يطلب منهم البدء في العمل والتعبير عنه. وعلى الرغم من مناسبة هاتين الطريقتين إلا أن على المعلم أن ينوع في استخدام أساليب مختلفة في التدريس كحل المشكلات والتجريب الفني حتى يتيح المجال أمامهم للإبداع بحرية أكبر.

أما بالنسبة للوسائل التعليمية  فنجد أن كثيراً من معلميّ التربية الفنية يهملون استخدامها على الرغم من أهميتها المضاعفة للمادة وللمرحلة التي يقومون بالتدريس لها، وسبب ذلك يعود إلى أن بعضاً منهم يعتقد أن مسئولية إعداد الوسيلة التعليمية تقع على إدارات التعليم فإذا لم توفرها لهم فإنهم بالتالي لا يبذلون جهداً كافياً في إعدادها وتوفيرها والحقيقة إن إعداد الوسائل التعليمية هي إحدى مهام معلم التربية الفنية ، فلو تصورنا أن الوسائل  التعليمية معدة مسبقاً فإن ذلك يعني أيضاً أن الموضوعات يفترض إعدادها مسبقاً، وفي ذلك تقييد لحرية المعلم في اختيار الموضوعات والأدوات والخامات التي يرى أهمية استخدامها، فمادة التربية الفنية تختلف عن غيرها من المواد حيث أن للمعلم الحرية في اختيار ما يراه مناسباً من موضوعات وخامات وأدوات ووسائل تعليمية.

         أما بالنسبة للأنشطة الفنية، فهي كغيرها من جوانب الخبرات التعليمية لم يرد ذكرها في المنهج، ولكن وزارة المعارف ترسل تعاميم خاصة (15) توضح البرنامج الزمني لهذه الأنشطة والتي عادة ما تنقسم إلى قسمين هما:-

1.  الأنشطة الصغيرة (الداخلية) وتشمل عمل لوحة الأسبوع داخل الصف أو المدرسة واللوحات الجدارية ومعرض التلميذ الموهوب بالإضافة إلى المعرض السنوي لكافة أعمال التلاميذ.

2.  الأنشطة اللاصفية (الخارجية) وتشمل عمل لوحات جدارية داخل حي المدرسة، المشاركة في معارض إدارات التعليم  والمعارض الدولية ، المشاركة في المناسبات الوطنية والأسابيع التوعوية.

د. التقويم :

         من خلال النظر في التقويم الخاص بالمرحلة الابتدائية لمادة التربية الفنية نجد أنه لا يختلف عن تقويم أي مادة أخرى في نفس المرحلة من حيث الاسلوب وتوزيع الدرجات وقد لا يكون ذلك مناسباً لأن مادة التربية الفنية تتمتع بخصوصية تميزها عن غيرها من المواد فهي تركز على الجانب المهاري العملي بالإضافة إلى الجوانب المعرفية والوجدانية الأخرى.

         وقد أحسنت وزارة المعارف، لجنة الاختبارات (16) حين اعتمدت التقويم الشامل المستمر للمراحل الثلاث الأولى الابتدائية بحيث يتم تقويم التلاميذ بصورة مستمرة بناءاً على نشاطاتهم ورسومهم ومشاركتهم طوال الفصل الدراسي ، بحيث يشير المعلم إلى المستوى الفني المناسب للتلميذ مع ذكر الملاحظات وما أتقنه التلميذ من مهارات على نحو كيفي، أي بدون رصد درجات . فيما اعتمدت الوزارة في السنوات الثلاثة اللاحقة أسلوب الاختبار منتصف الفصل ويرصد له (15) درجة لكلٍّ من الرسم والأشغال اليدوية واختبار نهاية الفصل الدراسي ويرصد له (30) درجة لكلٍّ من الرسم الأشغال بالإضافة إلى (10) درجات للمواظبة والمشاركة وتعاون التلاميذ.

         وقد يكون من الأفضل لو استمر التقويم الشامل لكل سنوات المرحلة الابتدائية بعيداً عن رصد الدرجات وذلك لأن مادة التربية الفنية قد يصعب فيها تقويم التلاميذ في فترة محددة وذلك لما تتميز به من تعدد أهدافها ومجالاتها واختلاف المهارات التي يسعى المعلم إلى تحقيقها وإكسابها للتلاميذ خلال العام الدراسي.

 

 

استعراض منهج التربية الفنية للمرحلة المتوسطة

أ) الأهداف:

         وضعت أهداف التربية الفنية التي تضمنها منهج المرحلة المتوسطة على شكل توجيهات تعالج الجوانب التالية (4، ص ص 146-151):-

1.     التراث الإسلامي .

2.     النهضة الحضارية في المملكة.

3.     الفنون الحديثة في العالم.

4.     الفنون الشعبية .

5.     القيم الفنية للفنون .

6.     طبيعة المرحلة .

7.     أنماط التلاميذ.

8.     التعبير والتذوق الفني .

9.     الثقافة الفنية .

10.      الخطة في التدريس .

11.      الأهداف الخاصة (القيم الفنية).

12.      البيئة.

13. 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 93/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
32 تصويتات / 4095 مشاهدة
نشرت فى 27 إبريل 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,791,546