authentication required

أثر استخدام الندوة في تدريس التاريخ على التحصيل وتنمية بعض القيم الأخلاقية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية

-------

د. جمال الدين إبراهيم محمود العمرجي

كلية التربية بالسويس – جامعة قناة السويس

يشهد مجتمعنا المعاصر العديد من التغيرات، والتطورات، والتحولات في جميع المجالات، ونحن في مطلع الألفية الثالثة، مما يفرض على التعليم مسئولية كبرى؛ لإعداد أبنائنا لدخول هذه الألفية متمسكين بالقيم والأخلاق التي تحافظ على تماسك المجتمع وقوته، ويتطلب هذا إعادة النظر في مجال تطوير مختلف عناصر المنظومة التعليمية، والطرق والأساليب والاستراتيجيات والوسائل التي تشملها هذه المنظومة؛ للتوصل إلى أكثرها ملائمة وأجدرها مردوداً ونتاجاً، في مجتمع قائم على معطيات العلم والتفكير العلمي من ناحية، وعلى ما ينجم عن ذلك من تقنيات وتحديدات من ناحية أخرى، لهذا فإن التراخي عن السعي للتوصل إلى أنسب صيغ تعليم بفاعلية وكفاية، وتحصينهم أخلاقياً لهو أمر يؤدى بنا مستقبلاً إلى الندم؛ حيث إن التربية النظامية وغير النظامية استهدفت تنمية قدرات وإمكانات واتجاهات وقيم الأفراد إلى أقصى حد مستطاع، ولعل العبء الأكبر في ذلك يقع على عاتق المعلم باعتباره المحرك الأساسي لجهود المدرسة أو المؤسسة التعليمية، حيث لم يعد وظيفته نقل المعارف والمعلومات للتلاميذ وتلقينهم إياها، بل أصبحت وظيفته إعداد المتعلم للحياة المستقبلية بصورة تحفظ للمجتمع كيانه وتماسكه ووحدته وأمنه واستقراره.

ومن الأساليب التدريسية التي تتمشى مع النظم الديمقراطية، وتتيح للتلاميذ فرصاً للاشتراك النشط في عملية التعلم، وينصح أن يستخدمها المعلمون، أسلوب الندوة كأحد أشكال المناقشة الجماعية التي تدخل ضمن التعلم التعاوني؛ حيث إن أسلوب الندوة يأخذ أشكالاً متنوعة.

ويرى البعض أن هذا الأسلوب يجب أن يشارك فيه مجموعة من خبراء المادة الدراسية بالإضافة إلى الطلاب، ويتم السماح فيه للطلاب الحاضرين ببعض الأسئلة والمناقشات ( 31 - 36) *.

]وقد أثبت استخدام المناقشة الجماعية كأسلوب من الأساليب التدريسية كفاءة عالية في عملية التعلم، ويعد تدريس التاريخ وتعلمه عمليتان هادفتان، ومن ثم ينبغي أن يدرك المعلم طبيعة الأهداف التي توجه عمليتي تعليم وتعلم التاريخ، فلم يعد الهدف من تعليم التاريخ وتعلمه حشو أذهان التلاميذ بمجموعة من المعلومات والحقائق التاريخية دون الاستفادة منها؛ بل أصبح الهدف تنمية المهارات العقلية العليا، ومساعدة التلاميذ على إدراك حقوقهم، وواجباتهم وتنمية القيم الأخلاقية لديهم، وهذا يجعل للتاريخ قيمة تربوية.

ويشير الواقع إلى أن القيم الأخلاقية في بلادنا تمر بأزمة صارخة، وهذا يحتاج إلى تكامل الجهود بين جميع مؤسسات المجتمع للتصدي لهذه الأزمة، ولا ينكر أحد أهمية دور المدرسة في تنمية هذه القيم من خلال مناهجها الدراسية، ويعتبر التاريخ من المناهج الدراسية الهامة، التي يجب ألا تتخلى عن دورها في هذا الجانب.

ومن الملاحظ أن العناية في التعليم موجهة إلى الجانب المعرفي إلى جانب بعض مهارات الأداء المختلفة، أما الجانب الوجداني فقد أهمل إلى درجة تجعلنا نذهب إلى القول بأن تعليم القيم صار فريضة غائبة في نظم التعليم الحالية، وأنها غائبة في معظم محاولات التطوير التي تضطلع بها الجهات المعنية (3 : 21).

مشكلة الدراسة :

في ضوء التغيرات، والتطورات، والتحولات التي يشهدها مجتمعنا في الوقت الراهن وما يصاحب ذلك من صراع قيمي، ودور المدرسة في التصدي لهذه المشكلة، من خلال مناهجها الدراسية، والتي يأتي في مقدمتها منهج التاريخ كمصدر للقيم الأخلاقية من خلال السير والأحداث والمواقف التاريخية، وذلك عن طريق تحديث أساليب التدريس المستخدمة حالياً بالمدارس، واستخدام أساليب تدريسية تعتمد على التفاعل الإيجابي بين المعلم وتلاميذه، ويأتي ضمن هذه الأساليب أسلوب الندوة كشكل من أشكال المناقشة الجماعية.

ويمكن صياغة مشكلة الدراسة في السؤال التالي :-

"ما أثر استخدام أسلوب الندوة في تدريس التاريخ على التحصيل و تنمية بعض القيم الأخلاقية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية؟"

ويتفرع من هذا التساؤل الرئيس تساؤلات فرعية تالية :-

1- ما طبيعة أسلوب الندوة كأحد الأساليب التدريسية ؟

2- ما الطبيعة الأخلاقية لدراسة التاريخ ؟

3- كيف يمكن استخدام أسلوب الندوة في تدريس وحدة من منهج التاريخ لتلاميذ الصف الثاني منالمرحلة الإعدادية" الحضارة الإسلامية " لتثقيف التلاميذ و تنمية بعض القيم الأخلاقية ؟

4- ما فاعلية أسلوب الندوة في تدريس التاريخ على التحصيل و تنمية بعض القيم الأخلاقية لدى تلاميذ الصف الثاني من المرحلة الإعدادية ؟

تحديد مصطلحات البحث :

أسلوب الندوة :

شكل من أشكال المناقشة الجماعية داخل الفصل يتم خلاله اختيار مجموعة معينة من التلاميذ (ستة مثلاً) لدراسة موضوع معين، ويقوم كل تلميذ منهم بدراسة جانب معين من الموضوع ، وبعد إعداد الموضوع تماماً من جانب هؤلاء التلاميذ تحت إشراف المعلم يعقد المعلم ندوة حول هذا الموضوع أمام الفصل، وفيها يعرض كل عضو ما قام بجمعه من مادة علمية، وبعد أن ينتهي الأعضاء من تقديم ما قاموا بجمعه من مادة علمية، يبدأ جميع تلاميذ الفصل في مناقشة جوانب الموضوع ، ويوجه المعلم هذه المناقشات وجه أخلاقية - نحو القيم الأخلاقية المتعلقة بالموضوع على أن يعقب الندوة كتابة ملخص أو توصيات أو تقارير من جانب التلاميذ (1 : 169 ،20 : 313 ).

القيم الأخلاقية :

وحدات تمثل كل منها قيمة، وخلقاً توزن به السلوكيات، أو هي وحدات لميزان الخلق وتتميز القيم الأخلاقية بالدوام والكمال، فلا يختلف اثنان على هذه القيم الأخلاقية في أي زمان أو مكان.

أهمية البحث :

1 - تعريف معلمي الدراسات الاجتماعية بالمرحلة الإعدادية بأحد أساليب تدريس التاريخ وتقديم المادة العلمية.

2 - بناء اختبار تحصيلي يكون نموذجا لبناء اختبارات تحصيلية أخري في مجال التاريخ .

3- بناء مقياس في بعض القيم الأخلاقية يكون نموذجا لبناء مقاييس لقياس قيم أخلاقية أخرى يستفيد منها القائمون على تطوير التعليم .

4 - الاستفادة من نتائج الدراسة في أجراء دراسات مماثلة في مستويات عمرية أخرى .

هدف الدراسة :

تهدف الدراسة إلى التعرف على أثر استخدام أسلوب الندوة في تدريس التاريخ لتلاميذ الصف الثاني من المرحلة الإعدادية على التحصيل وتنمية بعض القيم الأخلاقية لديهم .

حدود الدراسة :

1 - اقتصرت الدراسة علي تدريس وحدة " الحضارة الإسلامية " الواردة بقسم التاريخ بكتاب الدراسات الاجتماعية للصف الثاني من المرحلة الإعدادية للعام الدراسي 2002 - 2003 م باستخدام أسلوب الندوة .

2 - ااقتصر تدريس الوحدة باستخدام أسلوب الندوة علي عينة من تلاميذ الصف الثاني من المرحلة الإعدادية بمدرسة الاورمانالإعدادية بنين بإدارة العجوزة بمحافظة الجيزة .

3 - اقتصر الاختبار التحصيلي علي المعلومات الواردة في الوحدة الدراسية المختارة .

4 - اقتصر مقياس القيم الأخلاقية علي القيم التي تم تحديدها ، ويمكن أن تنميها دراسة الوحدة المختارة.

5 - اقتصر تطبيق الاختبار التحصيلي ومقياس القيم الأخلاقية علي عينة من تلاميذ الصف الثاني من المرحلة الإعدادية بمحافظة الجيزة وتم تقسيمها إلى مجموعتين :الأولى تجريبية من مدرسة الاورمانالإعدادية بنين بإدارة العجوزة التعليمية فصل 2 / 3 ، والثانية ضابطة من مدرسة الشهيد عبد المنعم رياض بإدارة الدقي التعليمية فصل 2/ 4 .

خطوات الدراسة :

 

في ضوء أسئلة الدراسة ومصطلحاتها وحدودها، سوف تسير خطوات الدراسة على النحو التالي :-

أولاً : التعرف على أسلوب الندوة كأحد الأساليب التدريسية وذلك عن طريق دراسة الأدبيات المتصلة بهذا الأسلوب ، ومكوناته و الأسس التي يجب أن يقوم عليها هذا الأسلوب التدريسي في مادة التاريخ .

ثانياً : التعرف على القيم الأخلاقية عن طريق دراسة الأدبيات المتصلة بها ، وعلاقتها بمناهج التاريخ .

ثالثاً : تحديد القيم الأخلاقية التي سوف ينميها استخدام أسلوب الندوة من خلال تدريس وحدة " الحضارة الإسلامية " المقرر على الصف الثاني من المرحلة الإعدادية .

رابعاً : اختيار عينة الدراسة وهي مجموعتين إحداهما تجريبية من مدرسة الاورمان الإعدادية بنين بإدارة العجوزة ، والأخرى ضابطة من مدرسة الشهيد عبد المنعم رياض الإعدادية بنين بإدارة الدقي بمحافظة الجيزة .

خامساً: إعداد اختبار تحصيلي للوحدة المختارة " الحضارة الإسلامية " ، وإعداد مقياس في بعض القيم الأخلاقية التي يمكن أن تنميها الوحدة .

سادساً: تطبيق الاختبار التحصيلي ، ومقياس القيم الأخلاقية تطبيقاً قبلياً ( قبل دراسة الوحدة)

 

سابعاً: استخدام أسلوب الندوة في تدريس الوحدة المختارة من منهج التاريخ للصف الثاني من المرحلة الإعدادية " الحضارة الإسلامية " لتلاميذ المجموعة التجريبية وذلك عن طريق تقسيم الوحدة إلى سبع موضوعات كل موضوع يمكن أن تتناوله ندوة مستقلة.

ثامناً : تطبيق الاختبار التحصيلي ، ومقياس القيم الأخلاقية تطبيقاً بعدياً ( بعد دراسة الوحدة) .

تاسعاً : رصد نتائج الدراسة و مناقشتها وتقديم مجموعة من التوصيات .

عاشراً: تحديد القيمة التربوية للدراسة في ضوء ما توصلت إليه الدراسة من نتائج وما قُدم من توصيات.

أسلوب الندوة كأحد الأساليب التدريسية :

يعتبر أسلوب الندوة أحد أشكال المناقشة الجماعية لمناقشة موضوع معين ، تعود فائدته إلى الأفراد الذين يتولون إعدادها ،وجمع المادة العلمية للموضوع الذي تدور حوله الندوة ، كما تعود الفائدة أيضاً إلى الأفراد الذين يشاركون في مناقشة موضوع الندوة ، ويتعلم التلاميذ منها العديد من المهارات مثل: الحوار والمناقشة وأساليب التفكير العلمي ، كما ينمى لديهم العديد من الاتجاهات ، والقيم التي تتضمنها موضوع الندوة .

وأهم ما يميز أسلوب الندوة هو الاهتمام بالعمل الجماعي التعاوني ، مع عدم التقليل من أهمية العمل الفردي ؛ بل أن هذا العمل ربما يكون أكثر أهمية عندما يحدد للفرد الدور الذي يقوم به منفرداً أو في إطار المجموعة .

وتنبع هذه الأهمية من حاجة الفرد إلى أن يعيش مع جماعة يؤثر فيها ، ويتأثر بها ؛ وذلك من خلال تفاعله معها ، فيكتسب معارف وقيم ومهارات واتجاهات وطرق تفكير؛ تجعله أكثر قدرة على الحياة ، ليتوافق مع نفسه ومع الآخرين (4 : 496) وبذلك يصبح للتعلم قيمة لدى المتعلمين .

كما يمتاز أسلوب الندوة بأنه أسلوب للتعلم عن طريق المشاركة الجماعية ؛ حيث يشعر التلميذ بأنه شريك فعال في الموقف التعليمي ، عليه مسئوليات وأدوار معينة ، لابد أن يمارسها حتى يتكامل العمل الجماعي للمجموعة التي ينتمي إليها ، كما يوفر هذا الأسلوب للتلاميذ مواقف تعليمية ، يمارسون فيها مهارات التفكير العلمي ، وحل المشكلات ، وتُنمى لديهم العديد من المهارات مثل : اكتساب المعرفة وجمع المعلومات كما تُنمى لديهم العديد من القيم الأخلاقية ، والاتجاهات الإيجابية المرغوبة ، فالتلاميذ الذين يشاركون في الإعداد للندوة يبذلون جهداً كبيراً لجمع المادة العلمية ، وتنظيمها ، وعرضها والتلاميذ الآخرين يشاركون في المناقشة ، والتعقيب ، والتعليق ، ثم يتم تغيير الأدوار بين التلاميذ ، ويتم هذا كله تحت إشراف وتوجيه المعلم (53 : 137) .

إن العمل الجماعي الذاتي هو موطن الإبداع ، والقوة القادرة على أن تطلق طاقات التلاميذ وإبداعهم وتولد عندهم - توليدا متصاعدا - بواعث واهتمامات جديدة متنامية ، والتجربة الحديثة تؤمن بالعمل الذاتي في إطار جماعة متعاونة ، متفاعلة متحاورة ، وانطلاقاً من التجارب الكثيرة التي أثبتت في أكثر من مجال أن العمل الذي يوجه جماعة معينة بملء حريتها هو العمل الخصب المنتج (35 : 224).

ويعتمد أسلوب الندوة كأحد الأساليب التدريسية على عنصرين أساسين هما : التعاون والمناقشة وقد اهتمت العديد من الدراسات بأساليب التدريس التي تقوم على التعاون والمناقشة أثناء عمليه التعلم مثل : دراسة " باترسون Patterson" 1978 (58) التي استهدفت معرفة أثر المناقشة الجماعية في تدريس علم النفس. وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها ازدياد مبادرة الطلاب وقابليتهم للاندماج والتفاعل والاشتراك في المناقشة الجماعية ، وذلك عن طريق تقييم بعض المواقف القائمة على الحل الجماعي للمشكلات وتوزيع الأدوار .

كما تناولت دراسة "جتابركي Gatadarky 1983 " (46 : 397) حيث أستهدف بيان أثر طريقتي المناقشة والمحاضرة في تدريس مفاهيم التربية الاقتصادية لتلاميذ الصف السادس الابتدائي لبيان مدى نمو التحصيل المعرفي في هذه المفاهيم وقد أثبتت الدراسة أن التلاميذ الذين يتعلمون بطريقة المحاضرة يماثلون أولئك الذين يدرسون بطريقة المناقشة .

كما تناولت دراسة الهام فرج 1986( 9 ) بيان أثر استخدام الحوار في تدريس الفلسفة على تنمية التفكير الناقد لدى طالبات الصف الثالث الثانوي وأثبتت جدوى هذه الطريقة في تنمية جوانب التفكير الناقد لدى الطالبات عينة الدراسة .

وقد تناولت دراسة إبراهيم محمد سعيد 1994 (1 :158 - 186) استخدام الندوة والمناقشات الصفية في تدريس الفلسفة بالمرحلة الثانوية . وقد أشارت الدراسة إلى أهمية استخدام المناقشة الجماعية في التدريس لأنها تتيح الفرص للطلاب في المشاركة والرأي والإطلاع والتعليق والتلخيص ، كما أشارت هذه الدراسة إلى أن أساليب المناقشة الجماعية تنمى وعى الطلاب بالمشكلات المطروحة بالمنهج ، كما لا تعتبر عائقاً أمام التحصيل الدراسي الذي تهتم به الطرق التقليدية .

كما أثبتت دراسة فتحية حسنى 1994 (18: 178 - 206) فاعلية أسلوب التعلم التعاوني كأحد أساليب المناقشة الجماعية على التحصيل الدراسي في مادة الدراسات الاجتماعية لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي .

كما أثبت دراسة السعيد الجندي 1995(8: 101 - 118) فعالية استخدام استراتيجية التعلم التعاوني كأحد أساليب المناقشة الجماعية في تدريس التاريخ للصف الأول الثانوي على كل من التحصيل ،وتنمية الاتجاهات نحو دراسة التاريخ .

 

وتشير دراسة محمد رجب فضل الله وعبد الحميد زهرى 1998(32 :177 - 213) إلى أن التعلم التعاوني والمناقشات الجماعية تجعل التلاميذ أكثر حماساً وإقبالاً وواقعية للتعلم عن الطريقة التقليدية

وتشير دراسة محمد سالم 1998(33: 11 - 37) إلى أن المناقشة الجماعية تجعل الطلاب أكثر إيجابية نتيجة التعاون بينهم ، وقد أرجع ذلك إلى عملية التعزيز التي يقدمها المعلم في الموقف التعليمي لطلابه .

كما أشارت دراسة ملكة حسين صابر1999(38: 170 - 224) إلى أن المناقشات الجماعية تساعد على استيعاب الدرس في أقل وقت ، وتزيد من قدرة الطلبة على الفهم والتلخيص ، وتقرب المستويات الفكرية بين الطلاب.

وهكذا نجد أن هذه الدراسات قد أشارت إلى فاعلية استخدام المناقشة الجماعية كأسلوب من أساليب التدريس في رفع المستوى التحصيلي للتلاميذ، وإكسابهم العديد من المهارات مثل: التفكير العلمي ، جمع المعلومات ، وتنظيمها ، وتلخيصها ، و زيادة التفاعلات الاجتماعية الإيجابية للتلاميذ ، وإبداء الرأي ، واحترام الرأي الأخر ، واكتساب العديد من القيم كالتعاون والصداقة ، وتكوين اتجاهات إيجابية نحو المادة علماً بأن هذه الدراسات لم تستخدم أسلوب الندوة بصورة صريحة في التدريس عدا دراسة إبراهيم سعيد 1994 التي استخدمت أسلوبي الندوة والمناقشة الصفية في تدريس الفلسفة لطلاب الصف الثالث الثانوي ، ويؤخذ على هذه الدراسة أنها كانت تستهدف تنمية وعى الطلاب ببعض المشكلات الفلسفية الواردة بالكتاب المدرسي فقط تاركة المشكلات الأخرى التي تشغل ذهن الطلاب .

المبادئ الأساسية لأسلوب الندوة

1- تحديد موضوع الندوة : يجب أن يحدد المعلم مع تلاميذه الموضوع الذي تتناوله الندوة بدقة .

2- التخطيط للندوة : يجب على المعلم أن يشترك مع التلاميذ في التخطيط للندوة عن طريق تقسيم موضوع الندوة إلى عناصر، وتحديد الوقت الذي تستغرقه الندوة كلياً ، ثم الوقت الذي يستغرقه كل عنصر ، ويحدد لهم الوقت المناسب للمناقشة ، كما يجب عليه أن يحدد لهم الهدف الرئيس للندوة و يطلب منهم كتابة تقرير عن الندوة .

3- توزيع الأدوار : يجب أن يحدد المعلم مع التلاميذ من الذي سوف يتحدث في الندوة ويوزع عليهم الأدوار .

4- المسئولية الفردية والمسئولية الجماعية : يعتبر كل تلميذ مسئولاً عن تجميع المادة التعليمية التي تغطى العنصر الذي سوف يتحدث عنه أمام زملاءه ، كما أن جميع التلاميذ مسئولين عما يجرى في الندوة من مناقشات توضح ما يدور في الندوة .

5- التفاعل الإيجابي : يجب أن يؤمن التلاميذ بأن نجاح الندوة يعتمد على مشاركة الجميع فيها ، والتفاعل الإيجابي بين جميع التلاميذ .

6- تقويم الندوة : يجب أن يشارك جميع التلاميذ في عمل تقويم للندوة ، وتحديد إيجابياتها وسلبياتها ، حتى يمكن تلافى السلبيات في الندوات المقبلة .

]دور المعلم في أسلوب الندوة :

إن الدور الذي يقوم به المعلم عند استخدام أسلوب الندوة كأحد الأساليب التدريسية دوراً هاماً حيث يكون دوره الإرشاد والتوجيه ، وإطلاق طاقات التلاميذ حتى يتعلمون بأنفسهم من خلال التفاعل الإيجابي ، والحوار والمناقشة ، وما يتم داخل الندوة في ظل مناخ يتسم بالحرية الفكرية ، وتبادل الآراء.

ويتحدد دور المعلم في ثلاث مراحل :-

أولاً :التخطيط والإعداد للندوة

ثانيا ً: تنفيذ الندوة

ثالثاً : تقويم الندوة

أولا ً: التخطيط والإعداد :

حيث يجب على المعلم أن يعمل على :-

· تحديد الأهداف الخاصة بموضوع الندوة في المجال المعرفي – المهاري – الوجداني .

· تحديد الوقت المناسب للندوة ( تقسيم موضوع الندوة لعناصر وتحديد المدة الزمنية التي يستغرقها كل عنصر) .

· المشاركة في اختيار التلاميذ المتحدثين في الندوة ، وإرشادهم إلى المراجع التي يجمعون منها المادة العلمية بالمكتبة المدرسية ، وإمدادهم بما معه من مراجع تتعلق بالموضوع ، وإثارة اهتمامات التلاميذ لدراسة الموضوع ، وإثارة حماسهم عن طريق المناقشة أو صياغة الموضوع في صورة مشكلة تحتاج إلى حل .

· مراجعة المادة العلمية التي جمعها التلاميذ ، مراجعة دقيقة ، وتصحيح الأخطاء العلمية واللغوية التي جاءت بها .

ثانياً : تنفيذ الندوة :

إن مسئولية المعلم أثناء الندوة تتركز في ملاحظة أداء التلاميذ ومناقشتهم وتوجيههم التوجيه السليم إذا رأى هناك قصوراً أثناء تنفيذ الندوة ، وهناك مجموعة من القواعد الأساسية يجب على المعلم الالتزام بها أثناء انعقاد الندوة نزكر منها :-

· تقديم الندوة عن طريق تهيئة التلاميذ ، وإثارة اهتماماتهم لسماع الندوة ، ومناقشة ما يأتى فيها من معلومات .

· ترتيب المتحدثين حسب عناصر الموضوع وتقديمهم .

· إجراء مناقشات جماعية بين الحين والآخر؛ للعمل على زيادة فهم التلاميذ للموضوع ، وإزالة الملل الذي قد يشعر به التلاميذ أثناء الاستماع للندوة .

· تنظيم المناقشة ، والسماح لكل تلميذ بطرح أي سؤال يدور في ذهنه ، وتقديم الإجابة الوافية له .

· ديمقراطية الندوة عن طريق السماح لكل تلميذ بإبداء رأيه ،ومناقشة هذا الرأي لبيان صحته أو خطئه .

· عرض ملخص لأهم ما جاء بالندوة بعد انتهاء التلاميذ من مناقشات الندوة .

ثالثاً : تقويم الندوة :

إن عملية تقويم الندوة ليست مسئولية المعلم وحدة ، ولكنها مسئولية مشتركة بينه وبين تلاميذه ؛ حيث أن مشاركة التلاميذ في الندوة تتم من خلال المناقشات التي تجرى أثناء الندوة ، والتقارير التي يتقدمون بها إلى المعلم عن الندوة .

أما المعلم فعليه تسجيل كل ما يلاحظه على تلاميذه أثناء الندوة ؛ كي يساعده ذلك في كتابة تقرير دقيق عن الندوة ، ومن أهم الأمور التي يجب أن تخضع لتقويم المعلم هي الالتزام بما سبق الاتفاق عليه مع تلاميذه ، والقدرة على إنجاز المطلوب في الوقت المناسب ، والنقد الموضوعي ، ومشاركة جميع التلاميذ في هذه المناقشات ، وغير ذلك من الجوانب التي يرى المعلم أهميتها لنجاح الندوة . ويلاحظ أن الهدف الأساسي من عملية التقويم هو التعرف على إيجابيات وسلبيات الندوة ، والتعرف على ما تحقق من الأهداف المحددة سلفاً .

إن تدريس التاريخ لا يعنى مساعدة الطلاب على حفظ وتذكر حقائقه ومعلوماته وأحداثه وإنما يعنى فهمها ، والاستفادة منها في فهم الحاضر الذي نعيش فيه ، والتكيف معه ، واكتساب العديد من القيم الأخلاقية في وقت أهمل فيه هذا الجانب ، والتدريس الذي يؤدى إلى ذلك لا يعتمد على التلقين والتحفيظ ، وإنما على المناقشات ، والمناظرات ، والندوات ، وإعداد التقارير والأبحاث ، وعدم الاعتماد على الكتاب المدرسي وحدة في جمع المعلومات ، وإنما يعتمد أيضاً على المصادر الأخرى كالمراجع والآثار وتتبع الأحداث الجارية .

لقد بات فشل " التلقين " في أسلوبنا التعليمي واضحاً ، نريد أن نستبدل بالتلقين أسلوب "التربية المستديمة " الذي يقوم على شحذ مواهب الابتكار والإبداع والتفكير والحوار ، والمناقشة التي تعطينا طفلاً إيجابياً نمت جميع جوانب شخصيته ، ووقتئذ فقط يوجد عندنا مجتمع إيجابي متقدم ( 40 : 175 )

ومن هنا نرى ضرورة تخلى معلمي التاريخ عن أسلوب الحفظ والاستظهار الذي يسود حالياً ، واستخدام أساليب أخرى تساعد على تنمية شخصية التلميذ من جميع الجوانب ، ويعتبر أسلوب الندوة أحد هذه الأساليب التي يمكن أن تنمى لدى التلميذ العديد من المهارات والاتجاهات الإيجابية والقيم الأخلاقية .

القيم الأخلاقية وعلاقتها بمناهج التاريخ :

تعد القيم الأخلاقية من الموضوعات الهامة لدى العديد من الأفراد والمؤسسات في المجتمع ، حيث توجه سلوك الفرد ، وتحدد الإطار المرجعي للجماعة ، وترتبط هذه القيم بسلوك الأفراد في المواقف الحياتية المختلفة ؛ حيث توجه سلوك الفرد لتعطيه معنى وتحافظ على تماسك المجتمع.

إن عدم التمسك بالقيم من جانب الفرد يؤدى إلى فقدان إحساسه بها خاصة في هذا العصر الذي ظهرت فيه التغيرات الثقافية التي أدت إلى اهتزازات في القيم ، والاتجاهات وأنماط السلوك ، وامتد أثرها لينعكس على سلوك الأفراد وتصرفاتهم (17 : 18) ويمر المجتمع المصري حالياً بفترة خطيرة من حياته تتسم باهتزازات في القيم واضطراب المعايير الاجتماعية و الأخلاقية؛ وذلك نتيجة التغيرات التي حدثت في مجتمعنا في ظل الثورة التكنولوجية والعولمة.

ويشير الواقع إلى أن تعليم القيم الأخلاقية في بلادنا يمر بأزمة عاصفة . وفضلاً عن غياب الوعي بأهمية تدريس القيم ، فإن هناك تناقضاً صارخاً بين مؤسسات بناء الإنسان ينم عن غياب تصور كلى واضح لبناء الإنسان العربي (25 : 16) . وإذا كانت مسئولية نقل القيم وتنميتها مسئولية الأسرة في المقام الأول ، فهناك العديد من مؤسسات المجتمع تشاركها فى هذه المسئولية ، في مقدمتها المدرسة كمؤسسة اجتماعية موجهة ،ومؤثرة في تنمية الجانب القيمى لدى تلاميذها من خلال مناهجها وأنشطتها ؛ باعتبارها مسئولة عن تعليم أبنائنا القيم الأخلاقية اللازمة لحياة طيبة في مجتمع ديمقراطي .

ويرى " بايير Baier " أن المعرفة التي تقدم في المؤسسات التربوية يجب أن تؤدى إلى خلق أفراد لديهم مسئولية اجتماعية بدرجة عالية تجاه المشكلات الموجودة في مجتمعهم ، ولذلك كان على هذه المؤسسات أن تزود التلاميذ بالحقائق الأساسية والمهارات العقلية اللازمة لنمو القيم الأخلاقية (49: 33 - 47) .

وتعتبر مناهج الدراسات الاجتماعية بصفة عامة والتاريخ بصفة خاصة من أقدر المناهج الدراسية على إكساب القيم الأخلاقية لدى التلاميذ . فإذا كان التاريخ يساعد التلميذ على فهم بيئته والمشاركة الفعالة في حل مشاكلها ، فإن هذا الأمر ينطوي على قيم أخلاقية يمكن أن توقظ شعوره بالواجب كمواطن وكإنسان . ومن ثم فإن دراسة التاريخ في هذا الجانب يمكن أن تظهر للتلميذ إجمالاً أن من الخير للمرء أن يكون صادقاً وأميناً ومستقيماً من أن يكون شريراً ، كما أنه يمكن أن يجعل المرء واقعياً ، وإن اتسم هذا الاتجاه في بعض الأحيان بالتشاؤم ، الأمر الذي لا يجعله متهكماً ساخراً على الدوام ، وعلى ذلك فإن دراسة التاريخ لها دور لا شك فيه في تنمية المفاهيم الأخلاقية ، على أن لا يكون ذلك الهدف الوحيد من دراسة التاريخ (27: 49).

[b]ويؤكد سونال " Sunal " أن دراسة التاريخ تساعد التلاميذ على حل المشكلات ، والقدرة على اتخاذ القرارات ، والعمل على تنمية القيم التي يرغب المجتمع في غرسها لدى أبنائه كما توضحه الأهداف الأساسية للدراسات الاجتماعية بهدف ينص على تنمية قدرة التلاميذ على إصدار أحكام قيمية (45 : 150)

ويرى " اللقانى " أن دراسة التاريخ ومناقشة القضايا المختلفة، تظهر الآراء ، وتتصارع فيها القيم ، والاتجاهات ، ومن خلال ذلك نستطيع أن نغرس القيم ،والاتجاهات التي يرتضيها المجتمع لأفراده (5 : 12).

فالقيمة الأخلاقية لتدريس التاريخ تقاس بمدى معالجته كمادة لتحليل العلاقات الاجتماعية القائمة كوسيلة لفهم الحياة الاجتماعية ، فما يحتاجه التلاميذ ليس كثرة دروس الأخلاق المنفصلةبل أنهم في مسيس الحاجة إلى مهارة تفسير الأحداث والمواقف المعينة التي تعرض نفسها بلغة الحياة الاجتماعية (12 : 45) كما أن الهدف من تدريس التاريخ أكثر من مجرد الوقوف على الحوادث ، وعلى الوقت الذي وقعت فيه ، ولكن لابد من فهم هذه الحوادث ، والكشف عن وجوه ارتباطها بعضها البعض ، والكشف عن الصلة بين الأحداث من حيث أن بعضها علل ، وبعضها معلومات لاستخراج العبر والعظات والاستفادة منها (41 : 11) حيث التلميذ لا يستطيع أن يشارك بصورة إيجابية في تطوير من حوله ، إلا إذا أدرك وفهم أبعاد الإطار الذي يعيش ، والقوى والعوامل التي أثرت وتؤثر فيه .

فالتاريخ علاج لكل قصور أو انحراف أي أنه مصدر للحكم ، واكتساب الخلق الطيب ، وتعليم السياسة ، واكتساب القدرة على التصور ، والتخيل ، والمساهمة في إعداد المواطن الصالح .هكذا نجد أن مناهج التاريخ تهتم اهتماماً كبيراً بالقيم الأخلاقية من خلال عناصر المنهج المختلفة .

وقد اهتمت العديد من الدراسات بدور مناهج الدراسات الاجتماعية بصفة عامة ، ومناهج التاريخ بصفة خاصة بتنمية القيم الأخلاقية نزكر منها الدراسات التي اهتمت بدراسة الوضع الراهن لهذه المناهج من خلال تحليل المحتوى للتعرف على هذه القيم الأخلاقية الواردة بكتب الدراسات الاجتماعية مثل : دراسة يعقوب أوحلو 1986 (43 : 125 - 136) التي تناولت تحليل محتوى كتب التربية الاجتماعية المقررة على تلاميذ الصفوف الثلاثة الأخيرة من المرحلة الابتدائية (الرابع - الخامس - السادس) بالأردن . وأوضحت هذه الدراسة عدم مراعاة هذه الكتب لحاجات الفرد والمجتمع ، وعدم تجريبها قبل إقرارها ، كما أنها تضمنت أهدافاً عامة وركزت هذه الأهداف على الجانب المعرفي ولم تراعى التوازن بين الجوانب العقلية والمهارية والوجدانية .

هناك دراسة فتحى مبارك 1987 (19 : 93 - 99) التي حاولت الكشف عن مدى توافر المضمون الاجتماعي في مناهج التاريخ بالمرحلة الثانوية ،وأقتصر التحليل على كتاب التاريخ للصف الثاني الثانوي . وأظهرت الدراسة أن هناك قصور شديد في عدد القيم التي وردت بمحتوى منهج التاريخ للصف الثاني الثانوي .

كما تناولت دراسة سعيد عبدة 1988 (23) تحليل محتوى إحدى وحدات منهج التاريخ بالصف الثالث الإعدادي بالجمهورية اليمنية لتحديد القيم الاجتماعية التي تتضمنها ، وقامت الدراسة ببناء برنامج لتدريس هذه الوحدة الدراسية . وقد اتضح أن استراتيجية التدريس المتبعة بالبرنامج قد حققت فاعلية ، وأبرزت القيم المتصلة بحياة التلاميذ .

وهناك دراسة محمد حزين 1989 (34 :715 - 740)التي استهدفت التعرف على بعض القيم الخلقية ، والاجتماعية في كتب المعلومات العامة والأنشطة البيئة في الصفوف الأربعة الأولى من مرحلة التعليم الأساسي ، وتم تحليل هذه الكتب . وأسفرت الدراسة عن غياب كثير من القيم مثل (العدل - الصدق - الصداقة - الشجاعة ) .

كما تناولت دارسات "نزيرا ماسانجا Nzinamasanga " 1989 (55 :25- 28) إبراز دور الدراسات الاجتماعية في إعداد المواطن لقرن الحادي والعشرين ،و قدمت الدراسات عدة توصيات حول إعداد المعلم اللازم لتدريس تلك المناهج ومواصفات ذلك المعلم .

وقد حاولت دراسات محمود عوض الله سلم 1990 (37 : 27 - 47 ) الكشف عن مدي تمثيل محتوي مادة التاريخ للصف الأول الثانوي العام بالسعودية لفئات تصنيف الأهداف الوجدانية لكرا نوهل . وأظهرت الدراسة القصور الواضح في إعداد هذه المقررات ، غياب فكرة تمثيل المستويات العليا من الأهداف الوجدانية في ذهن القائمين علي إعداد هذه المقررات .

b]كما حاولت دراسات مياز خليل الصباغ 1991 (39 : 50-77 ) التعرف علي القيم والاتجاهات الاجتماعية في محتوي كتب التاريخ للمرحلة ابتدائية بنات بالمملكة العربية السعودية ، وأثر ذلك علي تفكير التلميذات بعد نهاية دراسة هذه المقررات . وأوضحت هذه الدراسة وجود عدة قيم بمحتوي هذه الكتب مثل: الحرية و الايثار والصدق والأمانة والتسامح والشجاعة والصبر ووجود اتجاهات نحو حب العلم والاعتماد علي النفس وحب الوطن وكراهية اليهود ، كما أوضحت الدراسة تفوق قيم الحرية عن بقية القيم ، وأن الاتجاهات التي تكتسبها التلميذات أقل من النسبة المئوية الدالة علي اكتسابها للقيم .

 

كما تناولت دراسة فايزة أحمد السيد سنة 1993 (17) التعرف علي القيم الاجتماعية المتضمنة في وحدة " ظهور الإسلام وقيام الدولة الإسلامية " المقررة علي تلاميذ الصف الثاني الإعدادي ، وكيفية تنميتها ، واستخرجت هذه الدراسة مجموعة من القيم من تلك الوحدة ، وقامت بإعادة صياغتها لتنمية هذه القيم باستخدام بعض الأساليب مثل أسلوب الاكتشاف الموجة وحل المشكلات .

كما حاولت دراسة " كيلبا تريك وآخرون1994 Kilpatrick & Others "(51) إلقاء الضوء على الكتب التي تنمي القيم الخلقية لدي الأطفال ، وقدمت قوائم بهذه الكتب في مقدمتها كتب التاريخ .

كما تناولت دراسة جمال الدين إبراهيم محمود 1997(10) مدي توافر مجموعة من المعايير في منهج الدراسات الاجتماعية للصف الأول الإعدادي لتنمية بعض القيم الأساسية للمواطنة لدي تلاميذ الصف الأول الإعدادي وتوصلت الدراسات إلي إمكانية إسهام محتوي هذا المنهج في تنمية قيم المواطنة لدي التلاميذ .

واهتمت بعض الدراسات بوضع برامج لتنمية القيم الأخلاقية من خلال مناهج الدراسات الاجتماعية بصفة عامة والتاريخ بصفة خاصة مثل :دراسة يحيي لطفي إبراهيم 1985( 42 ) التي قامت ببناء وحدة متكاملة من التاريخ والدين لتلاميذ الصف الثاني الإعدادي لمعرفة أثر هذا التكامل علي إكساب التلاميذ القيم الدينية ، وقد أثبت هذه الوحدة فاعليتها .

وقد قدمت دراسة فارعة حسن محمد 1989 (14: 121- 142) نموذجا مقترحاً لتنمية القيم من خلال تدريس الجغرافيا ،وتضمن هذا النموذج الأساليب التي يحتاجها معلم الجغرافيا عند تنفيذ هذا البرنامج .

وقد قامت دراسة سهير إسماعيل 1992 (24) ببناء برنامج لتنمية بعض القيم الاجتماعية لدي طلاب المرحلة الثانوية باْستخدام النماذج التعليمية من خلال مادة التربية الوطنية لدي مجموعة تجريبية . وقد نجح البرنامج في تنمية هذه القيم الاجتماعية، كما أثبت الدراسة وجود فرق دالة إحصائياً في مقياس القيم بين الطالبات ذوات الذكاء المرتفع والذكاء المنخفض في المجموعة التجريبية لصالح ذوات الذكاء المرتفع .

وهناك دراسة لويس louis 1993(52) التي استهدفت التعرف علي آراء المعلمين حول برنامج تدريس القيم في تايوان ، وأوضح المعلمون عن عدم فاعلية هذا البرنامج في إصلاح السلوك الأخلاقي لدي الطلاب ، وأرجعت الدراسة ذلك إلي نقص التدريب والتقييد الإداري .

كما اهتمت دراسة عبد المؤمن محمد عبده 1995 (28) بالتعرف علي فاعلية برنامج لتنمية بعض القيم الاجتماعية من خلال تدريس التاريخ لدي تلاميذ المرحلة الإعدادية . وقد نجح البرنامج في تحقيق هدف الدراسة بسبب توظيف المداخل التدريسية التي اقترحتها الدراسة أثناء تدريس التاريخ مثل : مدخل السير والتراجم ومدخل الأحداث الجارية ومدخل المتاحف .

كما اهتمت دراسة علي الجمل 1995 (30) ببناء برنامج في التاريخ التنمية لقيم لدي طلاب الصف الثاني الثانوي ، وحددت الدراسة ثلاث قيم رئيسية هي: الشورى والعدل والطاعة ، واستخدمت هذه الدراسة عدة إستراتيجيات لتنمية هذه القيم. وقد نجحت الدراسة في تنمية هذه القيم لدي طلاب المجموعة التجريبية .

كما اهتمت دارسة فاطمة مسلم 1998 (16 :67-95) بتحديد فاعلية استخدام مدخل تحليل القيم في تدريس الجغرافيا علي تنمية بعض القيم البيئة والاجتماعية لدي طلاب الصف الأول الثانوي . وقد نجح هذا المدخل في تنمية القيم التي حددتها الدراسة لدي طلاب المجموعة التجريبية .

كما اهتمت دراسة إبراهيم رزق 2000 (2) بالتعرف علي اثر استخدام القصة في تدريس التاريخ علي تنمية بعض القيم لدي تلاميذ المرحلة الإعدادية . و أسفرت الدراسة عن نجاح هذا الأسلوب في تنمية القيم لدي عينة الدراسة .

كما اهتمت العديد من الدراسات بأهمية الأنشطة والمناقشات المصاحبة لتدريس الدراسات الاجتماعية بصفة عامة والتاريخ بصفة خاصة علي تنمية القيم الأخلاقية مثل : دراسة براك Brack1979(44: 49- 60 ) التي استهدفت معرفة تأثير المناقشات الخلقية علي استيعاب المحتوي المعرفي لمنهج التاريخ ،والاتجاه نحو المادة . وقد أسفرت الدراسة عن ارتفاع مستوى التحصيل الدراسي لدي الطلاب عينة الدراسة واتجاهاتهم نحو المادة بسبب تأثير المناقشات الخلقية .

وهناك دراسات هنت hunt 1980 (48) التي تناولت تأث�

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 49/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
16 تصويتات / 2703 مشاهدة
نشرت فى 27 إبريل 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,762,592