تلك الأزمات المتكررة . والمنتشرة والتي تعرف بمرض الصرع أصبحت تصيب7 أطفال من كل ألف مما يشكل خطورة عليهم, والحقيقة أن هناك أكثر من50% من الحالات لا يعرف ماهي الأسباب الحقيقية وراء الإصابة بالمرض, فهي تغيرات فجائية في كيمياء المخ تحدث في أي مرحلة من العمر. وهناك أنواع كثيرة من الصرع يعرف منها ما يطلق عليه الصرعة الكبري, وفيها يحدث فقدان للوعي وتشنجات في الأيدي والأرجل, رغم أن الأنواع الأخري يمكن علاجها عندما يتم اكتشافها مبكرا.. ومن خلال المؤتمر الحادي عشر للأمراض العصبية الذي سيعقد الأحد القادم سيناقش65 بحثا علي مستوي العالم للوصول لحقائق كثيرة عن مرض الصرع وأنواعه, ويقول الدكتور احمد رؤوف أستشاري مخ وأعصاب الأطفال أن هناك ما يسمي بالصرعة الصغري وهي منتشرة في الأطفال وخاصة البنات في سن المدرسة من سن4 سنوات حتي14 سنة, وتؤدي إلي تدهور في الدراسة نتيجة تكرار حدوثها حتي يمكن أن تصل في اليوم الواحد إلي100 مرة, وأعراضها أن يفقد الطفل الوعي لمدة ثوان معدودات دون الشعور به, مع ضعف في التركيز في المدرسة وشعور بصداع دائم يمكن أن يكون كليا أو نصفيا مصحوبا بزغللة في العين وألما في البطن, وهذا ما يطلق علية الصرعة الصغري ويمكن علاجها بنسبة100% إذا تم اكتشافها مبكرا قبل أن تصل إلي الحالات المتأخرة. وهناك أنواع كثيرة من صرع الأطفال مثل التشنجات التي تحدث أثناء النوم في شكل حركة لاإرادية سواء نوم ليلي أو نهاري أو ما بعد النوم مباشرة في صورة رعشة في الأيدي أو الأرجل أو في شكل تبول إداري أو المشي أثناء النوم, وهذه أشكال حالات صرع الأطفال التي يجب أن يتنبه لها الآباء لحماية الأطفال من تدهور الحالة. وتزيد حالات الصرع في الطفل المغولي وحالات التوحد' الذاتوية' وتصل إلي17% من الحالات, ويرجع ذلك إلي أسباب وراثية أبرزها زواج الأقارب, وهناك مشاكل كثيرة تزيد من حالات الصرع مثل نقص الأكسجين وتعرض الآم الحامل إلي العدوي بالبكتيريا أو الفيروسات أو الملوثات البيئية أثناء الحمل. ولقد أصبح هناك تطور هائل في وسائل التشخيص من خلال رسم مخ الكتروني مزود بريموت كنترول لمدة24 ساعة, مزود بجهاز صغير يتم تركيبه في المريض لرسم المخ علي مدي يوم كامل لمعرفة البؤرة الصرعية بدقة, مما يساعد في إعطاء الدواء المناسب أو إجراء الجراحات اللازمة, هذا بالإضافة إلي وسائل التشخيص بأشعة الرنين المغناطيسي, وهناك تطور كبير في أدوية الصرع وتنوعها, حيث أصبحت أكثر فاعلية في ضبط كيمياء المخ, وهذه الأدوية مفعولها أفضل وليس لها أعراض جانبية, ولكن مشكلتها الحقيقية أنها مرتفعة الثمن لأن المريض يحتاجها لفترات طويلة. والأطفال المصابون بالصرع يعانون من مشاكل نفسية كبيرة, كما توضح الدكتورة سوسن سلامة جاد استشاري طب الأطفال من خلال دراسة أجرتها علي100 طفل من سن6 إلي13 من المصابين بالصرع, فقد ثبت أن هؤلاء الأطفال يعانون أمراضا نفسية مثل القلق والاكتئاب مع مشكلات ضعف الانتباه وكثرة الحركة وفشل في استخدام اللغة للتعبير عن الأفكار, وهم يميلون للتمرد والعصيان والعنف, لذلك لابد من الاهتمام بالأبعاد النفسية لمرضي الصرع لأن تأثيرها في بعض الأحيان أكثر من تأثير نوبات الصرع نفسها, لذلك لابد من التعامل مع الأطفال المصابين بالصرع بمجرد تشخيصهم بفريق عمل متكامل من طبيب الأطفال مع أطباء الأمراض النفسية والعصبية والمعالج النفسي حتي يستطيعوا التغلب علي المرض ويحيوا حياة طبيعية.
|
ساحة النقاش