الوجبات السريعة والتدخين تهديد للرجل
كتب:حسن فتحي:
على خلاف مايعتقد الكثيرون أن الهشاشة مشكلة نسائية فقط‏،‏ بل أيضاً يعانيها الرجال‏ وشبابنا فى مصر خاصة‏ إذ يقف الكثيرون منهم على أعتاب مرحلة الهشاشة‏.
 
 

 

والأسباب كما يراها الدكتور أحمد مرتجي أستاذ طب المسنين بجامعة عين شمس‏. تنحصر غالبا في الوجبات السريعة والتدخين وعدم ممارسة الرياضة‏، بجانب أن نسبة هرمون الذكورة أقل من المعدل الطبيعي‏,‏ ما يعني أن مستقبل خصوبتهم في خطر‏,‏ ويتهم صراحة‏'‏ الهمبورجر‏'‏ لأنه مخلوط بفول الصويا‏,‏ وقرائن الاتهام بدوره في تقليل هرمون الذكورة ثابتة‏,‏ كما أن الشباب عادة مايشربون المياه الغازية‏,‏ الشائع عنها تسببها في الهشاشة‏,‏ خاصة الداكن منها‏.‏
ورغم أن الدراسات عن الهشاشة في مصر مازالت محدودة‏,‏ لكن دراسة أجريت بوحدة الهشاشة بقسم طب المسنين بطب عين شمس وجدتها‏9%,‏ لكن لأنها محصورة في القاهرة لايمكن تعميم نتائجها‏,‏ طبقا لما يقوله الدكتور مرتجي‏,‏ متوقعا أن تبلغ هذه النسبة نحو‏15‏ ـ‏20%‏ بين المصريين‏.‏ والهشاشة أو ترقق العظام مشكلة عالمية‏,‏ لأن كبار السن فوق الـ‏65‏ يشكلون‏22%‏ من البشر‏,‏ ومتوسط الأعمار بلغ‏75‏ عاما‏,‏ وهذا يعني حزمة من أمراض الشيخوخة منها ضعف البصر والعضلات وعدم التعرض لأشعة الشمس للحصول علي فيتامين د‏,‏ وكثرة الكسور‏,‏ حيث تحدث حالة كسر كل‏5‏ ثوان في العالم‏,‏ وأكثرها كسور العمود الفقري‏,‏ وطبقا لما يقوله الدكتور سمير البدوي أستاذ الروماتيزم والتأهيل بطب القاهرة ورئيس الجمعية المصرية للوقاية من ترقق العظام‏,‏ تكثر كسور عنق عظمة الفخذ بعد سن الـ‏75,‏ مما يتطلب استبدال المفصل‏,‏ لكن نسبة الوفاة بعدها في أول سنة تبلغ‏20%‏ و‏20%‏ منهم لايستطيعون العودة لحياتهم الطبيعية والـ‏60%‏ الباقون تحدث لهم إعاقة ويحتاجون لمساعدة الغير‏,‏ مع نقص فيتامين د‏,‏ ويحدث نقص في كتلة العضلات في الجسم‏,‏ علما بأننا بعد سن الـ‏50‏ نخسر‏5%‏ من الكتلة العضلية والمعدل يزيد بنقص فيتامين د‏,‏ ونقص الكالسيوم في الدورة الدموية ينشط الغدة الجاردرقية لإفراز هرمون الجاردرقي لأنه لابد أن تكون نسبة الكالسيوم في الدم ثابتة لكفاءة القلب والعضلات‏,‏ والمكان الوحيد لتحريك الكالسيوم هو الكتلة العظمية‏,‏ وبالتالي تحدث الهشاشة‏.‏
أما عن دور فيتامين د‏,‏ فالمفروض أن يسمي هرمون الحياة‏,‏ أو النمو‏,‏ كما وصفه الدكتور البدوي أمام المؤتمر التاسع لجمعية ترقق العظام‏,‏ لأن الجسم به‏30‏ ألف جين‏,‏ يتعامل فيتامين د مع‏20‏ ألفا منها‏,‏ وعلي‏36‏ عضوا في الجسم مثل العضلات والغدة النخامية والبنكرياس والمخ والأمعاء لأن كل هذه الأعضاء بها مستقبلات لفيتامين د‏,‏ وله دور أيضا في تعديل مسار أمراض جهاز المناعة كالروماتويد‏,‏ والمفروض أن تتجاوز النسبة الطبيعية لفيتامين د‏50‏ نانومل‏/‏لتر‏,‏ وعند أقل من‏30‏ نانومل‏/‏لتر يكون لدينا نقص شديد فيه‏,‏ والحد الأمثل هو‏100‏ نانومل‏/‏لتر لتقليل نشاط الغدة الجاردرقية وبالتالي نمنع الهشاشة‏,‏ وللوقاية من أورام الثدي والقولون لابد أن تكون نسبته بين‏90‏ ـ‏135‏نانومل‏/‏لتر‏,‏ وللوقاية من بعض أورام الجهاز الدوري والضغط نحتاج إلي نحو‏140‏ ـ‏150‏ نانومل‏/‏لتر‏,‏ وهناك دور لم يكتشف حتي الآن في الوقاية من الزهايمر‏.‏ ومرض الهشاشة ليس مؤلما بوجه عام لمفصل الحوض‏,‏ لكن تحدث آلام حادة في حالة حدوث كسر بمنطقة الحوض سواء بمنطقة عنق الفخذ‏,‏ ويحدث ذلك عادة في السن المتقدمة للجنسين‏,‏ أو منطقة الحق الحرقفي وهي قليلة مقارنة بكسور الفخذ‏,,‏ وكما يقول الدكتور حازم عبدالعظيم أستاذ جراحة العظام بطب القاهرة‏,‏ وهنا يحدث للمريض ألم شديد ومفاجئ لايتمكن معه من النهوض بعد السقوط الذي يسببه الكسر‏,‏ والعلاج يتم باستبدال المفصل كليا أو جزئيا‏,‏ وفي بعض الحالات قد يتمكن المصاب من الحركة خاصة لو حدث كسر منضغط في منطقة عنق الفخذ‏,‏ كذلك من أسباب آلام مفصل الفخذ حدوث الكسر أو الشرخ الإجهادي والذي تصاحبه آلام دون سقوط‏,‏ ويزيد الألم مع الحركة‏,‏ وقد لايظهر الكسر في الأشعات في الحالات الحديثة‏,‏ لكن يمكن تشخيصه بالأشعة المقطعية أو المسح الذري‏,‏ وقد يحدث هذا الكسر في حالات تصاحب هشاشة العظام‏,‏ ويتم تثبيته جراحيا بالمسامير وعلاجه بالكالسيوم وفيتامين د‏,‏ وفي متوسط العمر قد يحدث نوع من الهشاشة المؤلمة والمعروفة بمرض‏'‏ الجوديستروفي‏'‏ ويحدث نتيجة اضطراب العصب السمبثاوي الذي يؤدي لاحتقان عظام الحوض وعدم ترسيب الكالسيوم جيدا فيها‏,‏ والعلاج يكون تحفظيا ودوائيا بهرمون الكالسيتونين وعنصر الكالسيوم وبعض أنواع علاج الألم والعلاج الطبيعي‏,‏ وفي الحالات المتقدمة نلجأ للجراحة‏,‏ وهذه الحالة من الحالات المؤقتة التي تنتهي تلقائيا في مدة‏6‏ أشهر‏.‏ وعن الجديد في مجال التشخيص‏,‏ فهو ظهور جيل جديد من الأجهزة الخاصة بقياس درجة الهشاشة يمكنها تصوير كامل العمود الفقري بما في ذلك الفقرات الصدرية والقطنية وحساب مقدار القصر في طول الفقرات مهما كان ضئيلا‏.‏ وتعد هذه‏,‏ كما أوضح الدكتور عمر حسين أستاذ الأشعة بطب عين شمس‏,‏ من الوظائف المهمة‏,‏ لأن فرصة حدوث الكسور في الفقرات تتزايد بشدة مع حدوث أي تغير في إحداها‏,‏ حيث يتسبب ذلك في اختلال توزيع جسم الانسان علي الفقرات‏,‏ ومن ثم زيادة الحمل الواقع علي الفقرات الأخري‏,‏ مما يزيد فرصة حدوث كسور أخري تتوالي فيما يسمي بمنظومة‏'‏ الدومانو‏',‏ وما كان يتم من قبل هو قياس كثافة عظام الفقرات وليس أبعادها‏,‏ وقد أثبتت الأبحاث أن إضافة هذه المعلومة لتقرير كثافة العظام يحسن كثيرا من خطة العلاج‏,‏ ويحول دون تحدب الظهر الذي كان يؤدي لمشاكل كبيرة أهمها الضغط علي الرئتين وحدوث إختناقات في الجهاز التنفسي تؤدي للوفاة‏,‏ كذلك أمكن التعرف علي درجة هشاشة العظام عند مرضي الروماتويد بقياس كثافة العظام في اليدين‏,‏ إذ تبدأ المرحلة الأولي للروماتويد بفقد كثافة العظام حول المفاصل قبل حدوث التآكل والتشوهات بها‏,‏ وبذلك يمكن متابعة هؤلاء المرضي مبكرا قبل ظهور أي مظاهر للمرض بالأشعة العادية‏.‏

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 35/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
12 تصويتات / 414 مشاهدة
نشرت فى 20 إبريل 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,763,608