سموم "الأفلاتوكسين" تنتقل عبر لبن الأمهات

بالاضافة الى انه ينتقل من الأمهات إلى اطفالهن عبر الرضاعة الطبيعية . وتقول الدكتورة رانيا حسني أستاذ مساعد طب الأطفال بجامعة القاهرة إنه من خلال متابعة الحالات التي ترد علي مستشفي أبو الريش أجريت دراسة علي مدار سنتين حتي عام‏2009‏ علي الأمهات وأطفالهن‏.‏ وقد راعينا اختيار فئة الأطفال الذين لا يحصلون علي أي طعام خارجي غير لبن الأم‏.‏ وبرصد نسب الأفلاتوكسين في لبن الأم وقياس وظائف الكبد للأمهات والمواليد علي‏150‏ أم فوجئنا أن عدد الحالات التي لديها المركب السام في اللبن تصل إلي‏98‏ حالة‏.‏ كما وجدنا أن الأمهات يعانين ارتفاعا بإنزيمات الكبد مما يهدد بإصابتهن بمضاعفات بالكبد منها السرطان‏.‏ الأسوأ من ذلك كما تشير الدكتورة رانيا هو أن أجسام الأمهات تتخلص من النسب الزائدة من الأفلاتوكسين عبر الرضاعة مما يهدد صحة المواليد وقد رصدنا ارتفاع إنزيمات كبد الأطفال الذين يرضعون ألبان بها أفلاتوكسين وإن كانت نسب إنزيمات الكبد لديهم في الحدود الطبيعية‏.‏
وكما هو معروف فإن الأفلاتوكسين ينتج من فطريات تنمو بشكل واسع علي مواد غذائية مثل الأرز والذرة والشعير والفول السوداني والمكسرات وفاكهة رمضان المجففة‏.‏ ونظرا لغياب نظم التعقيم والسلامة وارتفاع الأجواء الحارة والرطوبة خاصة في شهور الصيف وحفظ بعض المنتجات الغذائية في أكياس بلاستيك أثناء التخزين فإن سموم الأفلاتوكسين تتراكم بالأطعمة لتصيب فئات كثيرة من المجتمع‏.‏
وتضيف الدكتورة رانيا إن الذرة المخزنة بشكل خاطئ والملوثة بالأفلاتوكسين تعد من المأكولات الخطرة خاصة وأن الذرة يتحول إلي عدة منتجات غذائية مثل رقائق الذرة للأطفال و الزيت كما يتم تسمين الأبقار بالذرة مما يؤدي لتركز السموم في الألبان واللحوم وانتقالها للإنسان‏.‏
و توصي الدكتورة رانيا في دراستها ضرورة توجيه مزيد من الاهتمام لنظم حفظ وتخزين الغلال أما بالنسبة للأمهات المصابات بارتفاع نسبة الأفلاتوكسين فيفضل متابعتهن دون تحويل الأطفال لتناول أي مصادر أخري غير لبن الأم والذي يعد بجميع الحالات أفضل صحيا للطفل من اللبن المعلب‏.‏