مؤكدة أن تعرض الاطفال لتدخين الآباء بشكل مستمر يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية المزمنة. التي قد تسبب مضاعفات خطيرة علي المخ أو العين والأخطر من ذلك ان هؤلاء الأطفال لا يستجيبون للعلاج, وفي حالة خضوعهم لجراحات مناظير الجيوب الأنفية تكون نتائجها سيئة. أجري هذه الدراسة الدكتور أحمد عاطف أستاذ مساعد أمراض الأنف بجامعة القاهرة علي مجموعة من الأطفال في شريحة عمرية من4 الي14 عاما تعاني من التهاب جيوب أنفية مزمنة تتطلب إجراء جراحة, وتبين ان الاطفال الذين تعرضوا للتدخين تكون لديهم الأهداب الدقيقة المبطنة للغشاء المخاطي للأنف في حالة ضعف شديد ولاتقوم بوظائفها الحيوية, ومن ثم كانوا أكثر عرضة لالتهابات الجيوب الانفية المزمن ولم يستجيبوا لأي علاجات دوائية, وبعد إجراء الجراحات المطلوبة للمجموعتين وجد ان نتائج مجموعة الأطفال التي لم تتعرض للتدخين أفضل بنسب كبيرة وظهر لديهم تحسن ملموس علي عكس المجموعة التي تعرضت للتدخين, وكانت نتائج جراحتها سيئة. وأكدت الدراسات الطبية ان الالتهابات الفطرية تمثل20% من التهابات الجيوب الأنفية كما يقول الدكتور أسامة منصور أستاذ الأنف والأذن بطب عين شمس ويتم تشخيصها بالأشعة المقطعية, ومن المزعج ان تراكم الفطريات بالجيوب الأنفية يسبب تآكل عظامها, وقد يمتد انتشارها لتسبب خطورة علي الأماكن المحيطة كالعين والمخ, كما أن هناك نوعا من الالتهابات الفطرية أكثر عنفا ينتشر عبر الأوردة مسببا غرغرينا, والعلاج الأمثل هو الجراحة بالمنظار لإزالة تراكم الفطريات داخل الجيوب الأنفية يتبعه علاج دوائي لمدة طويلة. والأنف له مشاكل أخري بخلاف الالتهابات, فهو قد تصاب بأورام حميدة لأسباب غير معروفة علميا, ويشير الدكتور رضا حسين كامل أستاذ أمراض الأنف والجيوب الأنفية بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية العربية للأنف انها تسبب انسدادا أو افرازات مع صداع شديد في حالة امتدادها للمخ وجحوظ للعينين في حالة امتدادها للعين, وقد قدم بحثا عن كيفية استئصال هذه الأورام بالكامل بالمناظير الضوئية عن طريق فتحة الأنف الخارجية ودون الحاجة الي عمل فتحات بالوجه أو تحت الشفاه تلافيا لأي تشوهات بالوجه, وقد تمكن بنجاح من استئصال الأورام بالمنظار في كل الأماكن التي يصعب الوصول اليها بالجراحة المفتوحة مثل الأورام التي تمتد فوق العين وذلك لموقعها الحساس وقربها من المخ. أما في حالة نزول سائل مائي شفاف من ناحية واحد من الأنف فهذا يعطي مؤشرا لتسرب سائل النخاع من المخ, هذا ما أكده الدكتور محمد عسكر أستاذ الأنف بطب طنطا, مشير الي أن3% من هذه الحالات تحدث نتيجة اصابات أو حوادث, وهناك حالات أخري تحدث بدون أسباب واضحة نتيجة ارتفاع مفاجئ لضغط سائل المخ أو نتيجة الإصابة بأورام المخ أو لعيوب خلقية. ورغم التطور الهائل لجراحات الأنف بالمناظير, إلا انه مازالت هناك حالات معينة تتطلب أساليب الجراحة التقليدية وتصل نسبتها الي10% كما يؤكد الدكتور عمرو حجاب استشاري الأنف والأذن, مشيرا الي بعض هذه الحالات, وهي إذا كان موقع الاصابة في الجزء الأمامي من قاع الجمجمة الأمامية فيصعب علاجه بالمنظار, ولكن الجراحة التقليدية تعطي مجالا أوسع للرؤية ونتيجة أفضل, وكذلك اذا كان حجم الورم كبيرا ومتشعبا في أماكن حول الأنف والأوعية الدموية حول الجمجمة فتضمن الجراحة التقليدية استئصالا كاملا للورم, مع العلم انه يتم استخدام الميكروسكوب الجراحي في هذه الحالات ليزيد وضوح الرؤية مما يحقق دقة أكثر في خطوات العمل..
|
ساحة النقاش