وللتحكم في عوامل الخطر علي القلب والإقلال من نسبة الإصابة بقصور الشرايين وضع العلماء خلال جداول علمية تحدد دور كل عامل من عوامل الخطر.. فهناك إمكانية لخفض معدلات الإصابة بجلطات الدم وقصور الشرايين بنسبة تصل إلي60%, برأي الدكتور عادل الاتربي أستاذ أمراض القلب بطب عين شمس ورئيس شعبة تجلط الدم, عن طريق التحكم في عوامل الخطر علي القلب وخفض مستوي دهون الدم والسكر والامتناع عن التدخين وإنقاص الوزن مع ممارسة أي نوع من الانشطة الرياضية, ويضيف في المؤتمر السنوي السادس لشعبة تجلط الدم الذي عقد أخيرا بمدينة مرسي علم بالتعاون مع جامعه جنوب الوادي أنه لوحظ أن بعض أدوية الضغط تقلل بنسبة40% من معدلات الاصابة بالسكر, مؤكدا إمكانية استخدام جرعات قليلة من بعض أدوية خفض دهون الدم كوسيلة أولية لتجنب الإصابة بجلطات وأمراض القلب, واستخدام أدوية السيولة للإقلال من نشاط الصفائح الدموية, وخفض نسب حدوث الجلطات التي تعد سببا رئيسيا للوفاة بأمراض القلب. ورغم تميز الأدوية الحديثة, إلا أنها تسبب بعض المضاعفات مثل حدوث نزيف بالمخ, وحاجاتها الي تحاليل متكررة لضبط جرعتها وضمان فاعليتها.. وقد لوحظ نسبة من يعالجون بهذه الأدوية بطريقة سليمة لاتتعدي50%, لهذا لايتم علاج أكثر من نصف مرضي الذبذبة الأذينية بطريقة سليمة, وتزداد المضاعفات علي القلب والمخ. وفي تحليل لأسباب ذلك, وجد أن عددا كبيرا من الأطباء يحجمون عن استخدام هذه الأدوية الحديثة رغم تميزها لحاجتها لتحاليل دورية متكررة لضبط جرعاتها. وقد ثبت وجود علاقة بين أمراض القلب والأورام, خاصة في الأعمار الكبيرة, حيث تحدث معظم حالات سرطان الثدي في الخمسينات, كما يوضح الدكتور شريف الطوبجي أستاذ أمراض القلب بقصر العيني, وهو نفس السن التي تكون فيها السيدات عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين, كذلك يحدث سرطان البروستاتا في سبعينيات العمر, وعادة مايكون لدي الرجال استعداد للإصابة بأمراض القلب والذبحة في هذه السن, وثبت أن بعض أدوية العلاج الكيماوي للسرطان يزيد من معدل الإصابة بالجلطات الوريدية في الساقين والشريان الرئوي, كما ثبت أن الخلايا السرطانية تفرز مواد تزيد من نسب تجلط الدم, لذا ينصح مريض السرطان الذي يعالج كيميائيا بضرورة متابعته حالة القلب حتي لايصاب بضعف وهبوط في كفاءة عضلة القلب. وقد يتطلب الأمر تغيير بعض الأدوية لتحقيق التوازن بين فاعلية علاج السرطان وتقليل مضاعفاته علي القلب. وهناك بالفعل جداول علمية تم وضعها لتحديد دور عوامل الخطورة, مع وضع نقاط رقمية لكل منها, ومن ثم يمكن التنبؤ بدرجة احتمال الإصابة بأمراض الشريان التاجي والقلب في السنوات القريبة القادمة, ويعد التدخين ـ كما يذكر الدكتور سمير عبد القادر أستاذ القلب والأوعية الدموية بطب أسيوط ـ من أول هذه العوامل, حيث يسبب تقلص الشرايين التاجية والطرفية ويساعد علي زيادة نسبة دهون الدم الضارة وزيادة إفراز الأدرينالين الذي يؤدي لتأثيرات ضارة علي الشرايين واختلال نظم القلب, علاوة علي تأثيره الضار علي الجهازين التنفسي والهضمي, يليه ارتفاع الدهون منخفضة الكثافة والدهون الثلاثية, وانخفاض الدهون عالية الكثافة, حيث أثبتت الأبحاث العلاقة الوطيدة بينها. وهناك اتجاهات لاستخدام أكثر من دواء في قرص واحد, حيث لوحظ أن نسبة علاج ارتفاع ضغط الدم لاتتعدي30% من معظم دول العالم, و8% فقط بمصر, ويرجع ذلك علي حد قول الدكتور يحيي كشك أستاذ ورئيس قسم أمراض القلب بطب أسيوط, لعدم انتظام المريض في تعاطي أدوية الضغط وكثرة الأدوية التي يتناولها وجرعاتها, وتظهر دراسة حديثة أن أكثر من70% من مرضي الضغط يحتاجون لأكثر من دواء, ولذا تتجه أبحاث الإشارة إلي وجود اختلاف في أعراض ومضاعفات ضغط الدم بين الكبار والصغار, وحتي في الآثار الجانبية لأدويته, وهذا يتطلب, وفقا لما ذكره الدكتور عمر عواد أستاذ أمراض القلب بطب عين شمس وجود تكامل في العلاج لتجنب الآثار الجانبية للأدوية, حيث لوحظ أن بعض أدوية الضغط قد تؤدي لهبوط مفاجئ للضغط, أو هبوط في وظائف الكلي أو نقص للدورة الدموية بالمخ. مما يستدعي الحذر في اختيار أدوية علاج الضغط عند الكبار. وتثبت الأبحاث أن ارتفاع ضغط الدم يمثل أهم أسباب هبوط عضلة القلب والفشل الكلوي, ومن الثابت احصائيا أنه كلما انخفض الضغط زاد عمر المريض.
|
ساحة النقاش