أطفال الشوارع.. ضياع للأبد! 56٪ لصوصاً.. و16.5٪ مشردين.. و13.9٪ متسولين دراسة حديثة للدكتورة عزة كريم، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية والتي تم عرضها في إحدي الندوات عام 2009 تحت عنوان: »أطفال وبنات الشوارع بين الاتجار وفقدان الهوية«، هذه الدراسة حذرت من زيادة ظاهرة أطفال الشوارع من يوم الي آخر ونتيجة لذلك أصبح 56٪ منهم لصوصاً و16.5٪ متشردين و13.9٪ متسولين. وأوضحت الدراسة ظهور مشكلة خطيرة ومأساوية لأطفال بنات الشوارع تتنافي مع حقوق الطفل والقيم الإنسانية في المجتمع، وتتلخص كارثة هؤلاء الأطفال بانهم بلا هوية أو إثبات شخصية فأصبحوا معرضين للبيع والاتجار بأعضائهم واستغلالهم دون الخوف من التعرض للمسئولية الجنائية، وتبدأ المشكلة بأن أطفال الشوارع ومن بينهم بنات الشوارع يخرجون إلي الشارع غالباً من تسع أو عشر سنوات ويبدأن حياة الشارع بالاتجار في أجسامهن فكل بنات الشوارع تقريبا يمارسن الجنس سواء برغبتهن أو بدون منذ ذلك العمر أي أن 100٪ من أطفال الشوارع يمارسن الجنس مع من يوفر لهن مكاناً للنوم والطعام والحماية والمال، فأصبح جسد بنات الشوارع هو الثمن الذي يدفعهن للحصول علي احتياجاتهن الضرورية ونتيجة ذلك كارثة أكبر تتولد عن هذه الممارسات وهي الإنجاب غير الشرعي وبنات الشوارع ينجبن كماً كبيراً من الزطفال حيث يمارسن العلاقات غير المشروعة منذ البلوغ وينجبن كثيراً مثل القطط وليس لديهن وسيلة أو وعي لمنع الإنجاب ومصير أولادهن إما البيع أو الاتجار بأعضائهم أو التشرد في الشارع أو الموت والهلاك لظروف الشارع المصري. وأضافت الدراسة ان بنات الشوارع يتعرضن لعروض كثيرة لبيع ابنائهن منذ الحمل أو بعد الولادة وذلك من العصابات أو المارة العاديين في الشارع أو السماسرة أو البوابين وأعداد كبيرة من الناس يرغبون في شراء أطفال بنات الشوارع وذلك لان هؤلاء الأبناء ينفردن بسمات وظروف خاصة مثل عدم وجود شهادات ميلاد وخوف بنات الشوارع علي ابنائهن من الظروف القاسية في الشارع أو البيع أو الخطف أو التشرد في الشارع، ولعدم قدرة بنات الشوارع علي تربيتهن أو حمايتهن، كما ان بنات الشوارع لا تفكر بأن ابنها يمكن ان يستخدم في تجارة الأعضاء أو الاستغلال السيئ. وأكدت الدراسة ان الإقبال الكبير من الأفراد علي شراء هؤلاء الأطفال أكثر من اللجوء إلي المؤسسات نظراً لان أبناء المؤسسات يحتاجون الي توفير أوراق ومتابعة مستمرة من المؤسسة ولا يسمح بالتبني، أما أطفال بنات الشارع فالمشتري يحصل عليهم دون رقابة أو جهد وينسبونهم إلي أنفسهم ويخرجون شهادات ميلاد مزورة ويتصرفون معهم دون محاسبة أو مساءلة من أحد ويربحون منهم حيث يباع الطفل بسعر من 1000 إلي 3000 جنيه فقط فهم أطفال بلا أوراق رسمية وبلا هوية، كما ان فتاة الشارع تعرف من هو والد الطفل سواء كان من مختطفين لهن يمارسون معهن الجنس الجماعي وأحياناً أصحاب مصلحة مثل بلطجي الشارع وهو ابن الشارع يحمي الفتيات بدلا من الشرطة التي تؤذيهن وتعاملهن بقسوة أو من المتخصصين في الدعارة أو أصحاب الشقق المفروشة فكلهم ينهشون في جسد هؤلاء الفتيات، والنتيجة هي إنجاب الفتاة وهروبها من المستشفي خوفاً من المساءلة عن الحمل غير الشرعي. ونبهت الدراسة إلي انه لابد من النظر إلي هذه المشكلة التي يجب أن تعالج بطرق غير تقليدية تحمي أطفال الشوارع وأبناء بنات الشوارع من الضياع. مناديل وتسول الدكتور أحمد وهدان استاذ الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية اعد دراسة عام 2007 حول مهن أطفال الشوارع أكد فيها أن 40٪ من أطفال الشوارع يبيعون المناديل و20٪ متسولون و11.5٪ يعملون في مسح السيارات و4٪ لا يعملون و24٪ منهم يسرقون قوت يومهم. وأكدت الدراسة إصابة هؤلاء الأطفال بالإحباط والاضطراب والخلل في وظيفة الأمومة والأبوة والحرمان من الأسر مما جعلهم أكثر عدوانية. وتحدد الدراسة أماكن انتشار أطفال الشوارع في مواقف سيارات النقل الجماعي والحدائق العامة ومترو الأنفاق وبجوار المساجد ومواقف الأتوبيسات وأسفل الكباري العلوية وأمام المطاعم والمنازل المهجورة والآيلة للسقوط بالمدن.
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,621,617
ساحة النقاش