جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
حاربي الشيخوخة.. بالميلاتونين |
مني عبدالقادر |
|
كلما مرت السنون وتوالت عليها الأعوام زاد اهتمام حواء بالبحث عن طوق للنجاة من تجاعيد الزمن لتتعلق بالأمل وتلهث وراء كل مايمكن أن يعيد لها جمالها رغم أنه موجود في طعامها. |
|
|
|
|
كلما مرت السنون وتوالت عليها الأعوام زاد اهتمام حواء بالبحث عن طوق للنجاة من تجاعيد الزمن وبصماته القاسية لتتعلق بالأمل وتلهث وراء كل مايمكن أن يعيد لها جمالها ورونقها رغم أنه موجود في طعامها, فكما يقول ابو قراط ان الطعام الذي تتناوله هو علاجك الغني بالميلاتونين وهو هرمون الشباب الدائم الذي يعمل علي نعومة البشرة ورقة الجلد, لانه يقاوم التوتر والتعب ويحارب البكتريا والفيروسات, ويساعد علي النوم ويقاوم أمراض القلب ويقي من أمراض السرطان.. وليس من الضروري الجري وراء أقراص الميلاتونين التي تلوح بها شركات الأدوية كواحدة من علاجات الشيخوخة ومتاعبها, لأن الميلاتونين متوافر في بعض الأغذية التي يمكن أن نتناولها في المساء ليكون بها نفس تأثير أقراص الدواء فماهي قصة الميلاتونين وماهي الأغذية التي تحتويه؟ يقول الدكتور سينوت حليم دوس أستاذ الهرمونات بالمركز القومي للبحوث وعضو مجلس الشوري ان العلماء أجروا تجاربهم العديدة لمعرفة تأثير بعض الغدد والهرمونات علي أعراض الشيخوخة ومايصاحبها من أمراض واكتشفوا غدة صغيرة جدا في منتصف المخ تقع وراء العينين وظيفتها تنسيق حياة الانسان بكاملها علي ايقاع هاديء عميق منتظم مترابط وضروري لحياة الانسان ولصحة الحياة عن واستمرارها وذلك عن طريق مادة معينة تقوم بإفرازها أثناء الليل فتطوف في جسم الانسان لتستريح خلاياه التي أرهقها عناء النهار. ووفقا لما جاءت به الأبحاث عن معدل افراز هذه المادة في اعمار الانسان المختلفة فإن أعلي مستوياتها في المرحلة السنية بين سن العاشرة والثامنة عشرة ثم تبدأ في الانخفاض مع التقدم في السن لتنتهي تقريبا بعد سن الأربعين.. وسرح العلماء بخيالهم وتساءلوا هل يمكن أن تكون لهذه المادة علاقة بين مايصيب الانسان من أمراض بعد الأربعين عند غيابها؟ وتوالت الأبحاث لتفتح الباب المسحور الذي ألقي الضوء علي هذه الظواهر, واكتشفوا ان هذه الغدة الصغيرة التي تقع في منتصف المخ تماما تسمي الغدة الصنوبرية, وهي في حجم وشكل حبة القمح وهي الغدة الوحيدة في جسم الانسان التي يكتمل شكلها بعد ثلاثة أسابيع من عمر الجنين, ولكنها ايضا آخر الغدد التي كشف العلماء سرها فهي تفرز هرمونا متعدد الوظائف وله فاعلية كبيرة في المحافظة علي الحياة واستمرارها في أحسن حال لأنه يقاوم التوتر والتعب ويحارب البكتريا والفيروسات, ويساعد علي النوم ويحمي الجسم من الأمراض. أما عن علاقتها بجمال وحيوية البشرة والأنسجة فيقول د. سينوت: نضارة الشباب وحيوية الأنسجة ترتبط بمرحلتين يتم فيها افراز الميلاتونين: المرحلة الأولي: هي التي يفرز الميلاتونين فيها مباشرة من الغدة التيموسية الموجودة بالصدر ويكون ذلك في فترة الطفولة وتبدأ هذه الغدة في الضمور بعد نهاية مرحلة الطفولة. أما في المرحلة الثانية فإن الميلاتونين يصنع من الغدة الصنوبرية بواسطة التحويل المثيلي لمجموعة الهيدروكسيل في الحمض الأميني سيروتين, وهو نوع من الأحماض لايصنعه الجسم من نفسه, إنما لابد من إمداده به من مصادر خارجية مثل بعض الأغذية ومع الاستمرار في البحث ظهر هرمون الشباب الدائم الميلاتونين. يقول د.مايو مؤسس المستشفي الأمريكي العالمي مايوكلينيك: إن المقاومة الحقيقية لأي اضطراب في الجسم لا تأتي أبدا من داخل علب الأدوية, وإنما يجب أن نبحث عن الطعام الذي يوفر كمية كافية من الميلاتونين في الجسم, فإذا تناولت عشاءك من هذا الطعام سوف تنامين بسهولة وعمق وإذا تقدم بك العمر وانخفض انتاج الميلاتونين في جسمك فهنا يصبح من الضروري تعويض هذا النقص سواء كان ذلك عن طريق الغذاء أو ابتلاع أقراص الميلاتونين. وهناك الكثير من الأطعمة الغنية بالميلاتونين مثل الشوفان والذرة والأرز والزنجبيل والطماطم والموز والشعير واللبن والجبن والكبدة والدجاج وكبد الدجاج والديك الرومي واللوز والسوداني وخميرة البيرة والزبادي والخبز المصنوع من الذرة أو الكورن فليكس. ويجب تناول الطعام قبل النوم بساعة أو ساعتين, حتي تكون هناك فسحة من الوقت لتكوين مزيد من الميلاتونين الذي يساعد علي الاستغراق في النوم بسهولة أكثر.
|
المصدر: مؤسسة الأهرام
مع أطيب الأمنيات بالتوفيق
الدكتورة/سلوى عزازي
ساحة النقاش