استراتيجيات التدريس *

يتناول هذا الفصل الاستراتيجيات التالية:

1.       المحاضرة  

2.       المناقشة  

3.       حل المشكلات  

4.       تمثيل الأدوار  

5.       التدريس المصغر  

6.       التعلم بالاكتشاف  

7.       استراتيجيات التدريس للمجموعات الصغيرة  

المادة العلمية المتضمنة منتقاة من الكتب المرجعية في مجال المناهج وطرق التدريس، وخاصة منشورات مشروع تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس بالمجلس الأعلى للجامعات

1- إستراتيجية المحاضـرة

  " الإلقاء "   Lecturing

تُعد المحاضرة الإستراتيجية الأكثر شيوعا في التدريس لأسباب متنوعة أبرزها زيادة عدد الطلاب، وازدحام الفصول والقاعات وارتفاع كثافتها مما قد يجعل من الصعب استخدام إستراتيجية أخرى،

ما المقصود بالمحاضرة ؟

وما أوجه القوة فيها ؟

كيف يمكن إعدادها وتقديمها بطريقة فاعلة ؟

ما المشكلات المرتبطة بها ؟

كيف نحسن استخدامنا إستراتيجية المحاضرة في التدريس ؟

المفهوم والمزايا:

      اشتق مصطلح المحاضرة Lecture من الكلمة اللاتينية Lactare بمعنى يقرأ بصوت عال، وتاريخياً يمكن إرجاع المحاضرة إلى القرن الخامس قبل الميلاد عندما كانت شائعة عند الإغريق ، ومن التعاريف التي يمكن استنتاجها للمحاضرة .

 

- تقديم لفظي منظم لموضوع دراسي، أو مادة دراسية ، معززا باستخدام وسائل بصرية .

 

- فترة من الحديث غير المتقطع من المعلم .

 

- طريقة تعليمية تتضمن تواصلا وتخاطبا باتجاه واحد ، من المقدم إلى المستمعين .

 

 

 

إعداد المحاضرة وتقديمها :

 

     يمثل التخطيط والإعداد الجيد للمحاضرة نقطة البداية اللازمة لتقديم محاضرة جيدة أو فاعلة ويمكن تصور الفرق بين حالة محاضر يقدم محاضرة أعدها جيدا، وآخر يتصدى لهذا العمل دون أي إعداد أو تخطيط ، وتذكر هنا أننا نتحدث في إطار الأداء الإبداعي وليس الأداء الروتيني.

 

     ويتبع إعداد المحاضرة وتقديمها مجموعة من الخطوات الرئيسية يمكن استنتاجها من تحليل المقولة التالية :

 

“  Tell Them What You Are Going To Tell Them  Finally Tell Them

 

What You Have Told Them.”

 

وهذا يشير إلى انه عندما تحاضر طلابك يصبح مطلوب منك ما يلي :

 

- اخبر طلابك بما سوف تخبرهم به .

 

- اخبر طلابك بما تريد أخبارهم به .

 

- اخبــر طلابك بما أخبرتهم به .

 

 

 

    يمكن تحديد هيكل المحاضرة من حيث إعدادها، وتقديمها، وتقويمها في الخطوات التالية:

 

 

 

- تحديد الأهداف العامة والخاصة للمحاضرة :

 

هل هي محاضرة للإجابة عن استفسارات الطلاب حول عمل أو مشروع ما وتقديم ملاحظات عنه ، أم محاضرة لتعميق الفهم وحل المشكلات ؟ أم محاضرة تلخيصية ؟ .

 

وتتمركز أهداف المحاضرة حول تقديم معرفة للطلاب وقد تكون هذه المعرفة تقريرية وهى معرفة عن شئ أو موضوع ، أو معرفة إجرائية وهى معرفة كيف تعمل الأشياء،  وأي ما كان الهدف من المحاضرة فمن المهم أن ينطلق هذا الهدف من الأهداف العامة للمادة الدراسية التى نقوم بتدريسها .

 

- اختيار محتوى المحاضرة وتنظيمه :

 

وذلك فى ضوء الهدف منها وطبيعة الطلاب المستهدفين بها ومما يساعدنا على حسن اختيار محتوى المحاضرة أن نراعى الاقتصاد وقوة التأثير فى اختيار المعلومات ذات العلاقة بموضوع المحاضرة ، فنبتعد عن التفاصيل الزائدة ونركز على الأفكار الرئيسية ، الأكثر صلة بالموضوع ، هذا فضلا عن حداثة تلك الأفكار . ويمكن تنظيم محتوى المحاضرة وفقا لأساليب متعددة منها التنظيم التقليدى ( الكلاسيكى ) وذلك بتقسيم الموضوع إلى أقسام رئيسية ثم أقسام فرعية يحتوى كل منها عناصر ومعلومات وأمثلة ، كما يمكن تنظيم محتوى المحاضرة بالتمركز حول مشكلة ما ، يتم عرضها جنيا إلى جنب مع الحلول المحتملة لها .

 

- الاستعداد لتقديم المحاضرة :

 

 من خلال الإعداد الجيد للمواد المساعدة Teaching Aids مثل الشفافيات والشرائح و أوراق العمل work sheets وشرائط الفيديو والأفلام والتسجيلات والبرمجيات مثل برنامج power point والتأكد من توافر متطلبات استخدام تلك المواد فى قاعة المحاضرات ومن المفضل فى هذه الخطوة مراجعة الملاحظات المكتوبة للمحاضرة والانشغال بالتفكير فى "سيناريو" لتنفيذها .

 

-       تقديم المحاضرة :

 

ويعتمد ذلك بالدرجة الأولى على الشرح وهو مهارة مهمة لتقديم محاضرة فاعلة ويراعى فيه حسن استخدام الوقت المتاح وتوزيعه على عناصر المحتوى ، وتحقيق مجموعة من الخصائص المطلوبة منها :

 

وضوح اللغة والتحدث بسرعة مناسبة .

 

التأكيد على النقاط والعناصر الجوهرية .

 

إبراز الروابط والعلاقات بين العناصر المختلفة للموضوع .

 

الاحتفاظ بانتباه الطلاب واهتمامهم .

 

    دور مقدمة المحاضرة :

 

تستغرق المقدمة الدقائق الأولى منها حيث تهدف إلى توضيح أهداف المحاضرة ومحتواها، وعناصرها الرئيسية .

 

1.    إثارة انتباه الطلاب واهتمامهم بموضوع المحاضرة .

 

2.    دعم العلاقة بالطلاب وتأسيس بيئة تعلم إيجابية محفزة .

 

- المناقشة :

 

وتكون غالبا بعد انتهاء شرح كل العناصر وقد تكون بعد انتهاء الشرح الخاص ببعض عناصر المحاضرة ، وتهدف المناقشة إلى الاستجابة إلى احتياجات الطلاب واستفساراتهم من  جهة، كما تسهم من جهة أخرى في حصول المحاضر على تغذية راجعةFeedback  حول فهم الطلاب بتوجيه أسئلة إليهم ومطالبتهم بتقديم توضيحات .

 

-       الغلـق Closure :

 

ويتمثل عادة في صورة تلخيص للمحتوى وعناصره الرئيسية ، مع إبراز العلاقات  بينهما وربطها بمحتوى المحاضرات السابقة وتوجيه الطلاب إلى عمل أو تكليفات ذات صلة بموضوع المحاضرة .

 

 

 

         

 

 

 

شكـــل (3) هيكـــل المحاضـــــرة

 

تقويم المحاضرة :

 

     وهو إجراء مهم فى كل محاضرة ويمكن أن يتم ذلك عبر أساليب مختلفة، منها طرح المحاضر أسئلة على طلابه تختص بما عالجه من موضوع المحاضرة، ويندرج ذلك تحت ما يعرف بالتقويم التكويني Formative Evaluation  فى مقابل التقويم التجميعي أو النهائي Summative Evaluation  الذي يكون فى نهاية المحاضرة وقد يكون فى صورة أسئلة شفوية أو تحريرية أو اختبار قصير Quiz .

 

ومن بين الأساليب الأخرى إستخدام الاستبيان Questionnaire الذى يهدف إلى تعرف ردود أفعال الطلاب وآرائهم، حول الجوانب المختلفة للمحاضرة ومدى إفادتهم منها ، مع ضرورة أن يقوم المحاضر بعد تقديمه المحاضرة بنوع من التقويم أو التفكر الذاتى Self Reflection حول أدائه ومدى نجاحه فى تحقيق الأهداف المنوطة به ، ويمكن للمحاضرة أن يلجأ إلى تسجيل محاضرته أو جزء منها لاستيفاء هذا الغرض .

 

 

 

بعض مشكلات المحاضرة :

 

       لا تخلو استراتيجية المحاضرة من المشكلات أو العيوب، وهى وإن كانت أكثر إستراتيجيات التدريس شيوعا إلا أنها تأتى فى مرتبة ثانية، إذا ما قورنت بفاعلية الاستراتيجيات الأخرى، فى تعليم المهارات وتغيير الاتجاهات واكتساب المعرفة على المستويات العليا كالتحليل والتركيب والتقويم .

 

وعندما نحلل التعريف الفكاهي : " المحاضرة هي فرصة جيدة للنوم عندما يتحدث شخص بلا انقطاع " يمكن أن تستنتج بعض المشكلات والصعوبات المتعلقة بالمحاضرة مثل:

 

-       قناة الاتصال بين المحاضر والطلاب ذات اتجاه واحد 

 

-       المحاضرة لاتزود المحاضر بمصدر عملي للتغذية الراجعة وغالبا ما يعتمد في ذلك على إحساسه الذاتي فقط .

 

-       فقد الانتباه أثناء المحاضرة حيث يقرر "بلوم" Bloom  أن حوالي ثلث تفكير الطلاب في المحاضرة ينصرف إلى موضوعات أخرى  لا صلة لها بالمحاضرة.

 

-       النسيان :

 

إذا كنا نذكر حوالي 90% مما نقوله ونفعله فإنه من المتوقع أن تتدنى قدرة الطلاب على تذكر مضمون المحاضرة ، ذلك أنهم ينهمكون طوال الوقت فى الاستماع وكتابة الملحوظات ، وعندما يستمع الطلاب إلى محاضرة ويسجلونها فإنه يكون من النادر أن يتذكروا أكثر من 40 % من المعلومات الأساسية منها ، وحوالي 20 % فقط بعد مرور أسبوع .

 

-       تضع المحاضرة المحاضر فى موقف السلطة ، لأنه خبير فى المادة وهو المتحكم فى سلوك الطلاب وهى فى الوقت نفسه تضعه فى موقف المنافسة مع الذات الذي إذا ما استسلم له صارت المحاضرة ذات اتجاه واحد .

 

-       لا تراعى استراتيجية المحاضرة إيجابية الطلاب وما بينهم من فروق فردية وهى لا تشجع التعلم الذاتى

 

-       المحاضرة فن خاص :

 

القدرة على المحاضرة بنجاح هو فن خاص يتوفر لدى البعض دون البعض الآخر والسؤال هنا هو ... هل يتوافر هذا الفن لدى جميع المعلمين بنفس الدرجة ؟ الإجابة بطبيعة الحال هي لا ، الأمر الذي يؤكد الحاجة المستمرة إلى تنمية المهارات الخاصة بهذه الإستراتيجية.

 

 

 

كيف نحسن استخدام المعلم لإستراتيجية المحاضرة ؟

 

     من الطبيعي أن تستمر جهودنا ومحاولاتنا لتحسين إستراتيجية المحاضرة ، وتعنى هذه الجهود بتأكيد مزايا المحاضرة ومواجهة عيوبها في الوقت نفسه الأمر الذي من شأنه أن يجعل من محاضراتنا محاضرات فاعلة .

 

هناك العديد من الأفكار والمقترحات لتحسين استخدام إستراتيجية المحاضرة منها :

 

 

 

-       فى بداية المحاضرة اعقد مع طلابك اتفاقا Contract توضح لهم فيه الهدف من المحاضرة  وأدوارك وأدوارهم والحدود المنظمة للسلوك .

 

-       قدم لمحاضرتك بمنظم متقدم Advance Organizer يزود الطلاب ببناء تصوري عام وشامل لموضوع المحاضرة ، يساعدهم على معرفة عناصرها الرئيسية ومتابعتها .

 

-       نوع من المثيرات باستمرار ... من الحديث إلى الصمت ، ومن الألفاظ إلى المرئيات .

 

-       اعتمد على الدهشة أحيانا بطرح مشكلات ومواقف مثيرة للتفكير .

 

-       اربط موضوع المحاضرة بخبرات الطلاب وتعلمهم السابق .

 

-       تحسس المشكلات والصعوبات قبل حدوثها واستعد لها .

 

-       استعن بتعبيرات مثل كيف ؟ HOW لماذا ؟  WHYوماذا ؟WHAT  

 

-       استخدم المقارنة وقدم رؤى مضادة تثير الجدل وتشجيع التفكير وإبداء الرأي .

 

-       إذا استشعرت صعوبة تعوق فهم طلابك نقطة ما فأعط شرح بديل لها .

 

-       استعن بالمواد والأدوات المساعدة ( السبورة وجهاز الإسقاط فوق الرأسي OHP ) لتأكيد النقاط الهامة وتوضيح الرسوم .

 

-       استخدم الأطر لتوضح للطلاب نهاية جزء من المحاضرة ، وبداية جزء جديد منها .

 

-       وضح صلة المحتوى وعناصره بالأحداث والاكتشافات الجديدة .

 

-       حاول استخدام بعض الوسائل السمعية والبصرية مثل العينات – النماذج – التسجيلات والأفلام لزيادة الإيضاح وتعميق الفهم.

 

-       غير النشاط الأساسي بتزويد الطلاب بأوراق عمل يناقشونها فرادى أو في جماعات صغيرة.

 

-       شجع مشاركة الطلاب بطرح الأسئلة ، وشجعهم على طرح الأسئلة أيضا .

 

-       استخدم عند الحاجة بعض الفكاهات البسيطة واذكر بعض الحكايات الشخصية على ان يكون ذلك تلقائيا ، لخلق بيئة تعليمية دافئة دافعة .

 

-       حافظ على ملاحظة طلابك ومراقبتهم هل يكتبون ؟ هل يشعرون بالملل ؟ هل يتحدثون مع بعضهم ؟

 

-       أشر إلى مصادر المعرفة الحديثة لتوجيه الطلاب إلى التعلم الذاتى والاستزادة من المعرفة .

 

-       اهتم بصنع فرصة تجعل طلابك ينشغلون فى نشاط فكرذي علاقة لها فذلك مما قد يساعدهم على الحوار وتبادل التعليم والتعلم فى إطار مجتمع التعلم .

 

-       بعد المحاضرة دون النقاط التى انتهيت عندها واكتب ملاحظات ذاتية عن المحاضرة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

2- إستراتيجية المناقشة    Discussion

 

المناقشة عبارة عن اجتماع عدد من العقول حول مشكلة من المشكلات، أو قضية من القضايا ودراستها دراسة منظمة، بقصد الوصول الى حل للمشكلة أو الاهتداء الى رأي في موضوع القضية. وللمناقشة عادة رائد يعرض الموضوع، ويوجه المجموعة الى الخط الفكري الذي تسير فيه المناقشة حتى تنتهي الى الحل المطلوب.

 

ومن مزايا المناقشة الدور الايجابي لكل عضو من أعضاء المجموعة والتدريب على طرق التفكير السليمة، وثبات الآثار التعليمية، واكتساب روح التعاون والديمقراطية، وأساليب العمل الجماعي والتفاعل بين المعلم والطلاب، والطلاب بعضهم والبعض الآخر، وتشمل كل المناشط التي تؤدي الى تبادل الآراء والأفكار.تقوم هذه الطريقة في جوهرها على الحوار، وفيها يعتمد المعلم على معارف الطلاب وخبراتهم السابقة، فيوجه نشاطهم بغية فهم القضية الجديدة مستخدما الأسئلة المتنوعة واجابات التلاميذ لتحقيق أهداف درسه. ففيها اثارة للمعارف السابقة، وتثبيت لمعارف جديدة، والتأكد من فهم هذا وذاك. وفيها استشارة للنشاط العقلي الفعال عند الطلاب، وتنمية انتباههم، وتأكيد تفكيرهم المستقل

 

عيوب طريقة المناقشة:

 

من عيوب طريقة المناقشة عدم صلاحيتها الا للجماعات الصغيرة، وتحديد مجالها بالمشكلات والقضايا الخلافية، وطول الوقت الذي تستغرقه دراسة الموضوع، والاقتصاد في كثير من الأحيان الى الرائد المدرب الذي يتيح الفرصة لكل عضو كي يعطي ما عنده مع التقدم المستمر في سبيل الوصول الى الغرض الذي تسعى اليه الجماعة، ويمكن التغلب على هذه العيوب باختيار الموضوعات التي تسمح طبيعتها بالمناقشة، وبقسمة الجماعة، دون أن يستأثر بالقيادة أو يحتكر الحديث، وبالاعداد السابق للمناقشة عن طريق جمع المعلومات المطلوبة، وتحضير الوثائق اللازمة، وتسجيل بعض مناقشات المجموعة ثم اعادتها على أسماع المجموعة، ومناقشة نقط الضعف والقوة في الطريقة التي سارت بها هذه المناقشات.

 

أشكال المناقشة:

 

       أ- المناقشة المفتوحة:

 

يتم فيها طرح قضية أو مشكلة ذات صلة بموضوع الدرس تمثل نقطة انطلاق للمعلم لبدء المناقشة مع طلابه.

 

       ب – المناقشة المخطط  لها:

 

يتميز هذا النوع بالتخطيط المسبق، فيحدد المعلم محتوى المناقشة والأفكار التي تتناولها، ويصوغ الأسئلة الرئيسة التي سيطرحها على طلابه .

 

 

 

أنواع المناقشة:

 

أ. المناقشة التلقينية:

 

تؤكد هذه الطريقة على السؤال والجواب بشكل يقود الطلاب الى التفكير المستقل، وتدريب الذاكرة. فالأسئلة يطرحها المعلم وفق نظام محدد يساعد على استرجاع المعلومات المحفوظة في الذاكرة، ويثبت المعارف التي استوعبها الطلاب ويعززها، ويعمل على اعادة تنظيم العلاقات بين هذه المعارف. وهذا النوع من المناقشة يساعد المعلم أن يكشف النقاط الغامضة في أذهان الطلاب، فيعمل على توضيحها باعادة شرحها من جديد أو عن طريق المناقشة. فالمراجعة المستمرة للمادة المدروسة خطوة خطوة تتيح الفرصة أمام الطلاب لحفظ الحقائق المنتظمة، وتعطي المعلم امكانية الحكم على طلابه في مدى استيعابهم للمادة الدراسية.

 

ب. المناقشة الاكتشافية الجدلية: 

 

يعتبر الفيلسوف سقراط أول من استخدم هذه الطريقة، فهو لم يكن يعطي طلابه أجوبة جاهزة، ولم يكن هدفه اعطاء المعارف للطلاب، وانما كان اثارة حب المعرفة لديهم. واكسابهم خبرة في طرق التفكير التي تهديهم الى الكشف عن الحقائق بأنفسهم والوصول الى المعرفة الصحيحة. وقد سمي هذا الشكل التوليدي للمناقشة بالطريقة السقراطية ، في هذه الطريقة يطرح المعلم مشكلة محددة أمام طلابه، تشكل محورا تدور حوله الأسئلة المختلفة الهدف، فتوقظ فيهم هذه الأسئلة معلومات سبق لهم أن اكتسبوها، وتثير ملاحظاتهم وخبرتهم الحيوية، ويوازي الطلاب بين مجموعة الحقائق التي توصلوا اليها، حتى اذا أصبحت معروفة وواضحة لديهم يبدأ هؤلاء في استخراج القوانين والقواعد وتصميم النتائج، وهكذا يكتشفون عناصر الاختلاف والتشابه، ويدرسون أوجه الترابط وأسباب العلاقات، ويستنتجون الأجوبة للأسئلة المطروحة بطريق الاستدلال المنطقي، وبهذا يستوعبون المعارف بأنفسهم دون الاستعانة بأحد.

 

ج. المناقشة الجماعية الحرة:

 

في هذه الطريقة يجلس مجموعة من الطلاب على شكل حلقة لمناقشة موضوع يهمهم جميعا، ويحدد قائد الجماعة، المعلم أو أحد الطلاب أبعاد الموضوع وحدوده. ويوجه المناقشة، ليتيح أكبر قدر من المشاركة الفعالة، والتعبير عن وجهات النظر المختلفة دون الخروج عن موضوع المناقشة، ويحدد في النهاية الأفكار الهامة التي توصلت لها الجماعة.

 

د. الندوة:

 

تتكون من مقرر وعدد من الطلاب لا يزيد عددهم عن ستة يجلسون في نصف دائرة أمام بقية الطلاب. ويعرض المقرر موضوع المناقشة ويوجهها بحيث يوجد توازنا بين المشتركين في عرض وجهة نظرهم في الموضوع. وبعد انتهاء المناقشة يلخص أهم نقاطها. ويطلب من بقية الطلاب توجيه الأسئلة التي ثارت في نفوسهم الى أعضاء الندوة، وقد يوجه المقرر اليهم أسئلة أيضا، ثم يقوم بتلخيص نهائي للقضية ونتائج المناقشة.

 

هـ. المناقشة الثنائية:

 

وفيها يجلس طالبان، ويقوم أحدهما بدور السائل، والآخر بدور المجيب، أو قد يتبادلان الموضوع والتساؤلات المتعلقة به.

 

 

 

عيوب طريقة المناقشة:

 

هناك من يدعي أن هذه الطريقة صعبة التطبيق، لأنها تتطلب من المعلم مهارة ودقة، والعناية الخاصة بالأسئلة، من حيث الصياغة والترتيب المنطقي بما يناسب فهم التلاميذ. كما أن طريقة المناقشة تحتاج الى زمن طويل حيث يسير الدرس ببطء، والاستخدام السيئ لها يبعثر المعلومات، ويفقد الدرس وحدته. ولذلك فهي تحتاج الى مدرس جيد يمتلك مهارات التدريس والمفاهيم والمعارف الجديدة، والقدرة على التفكير المنطقي. وقيادة المناقشة ليشارك أكبر قدر من التلاميذ ، وتقريب الحقائق الى الطلاب رغم الفروق الفردية.

 

كما يجب أن يتمكن المعلم من فن السؤال بمعنى:

 

أ. أن يكون السؤال واضحا بسيطا موجزا في صياغته، ليثير الطلاب في أقصر وقت ممكن الى شيء محدد.

 

ب. أن تكون هناك علاقة منطقية بين السؤال المطروح وما سبقه من أسئلة بحيث يسير الدرس في نظام متتابع يثير نشاط الطلاب ويساعدهم على حسن الفهم.

 

ج . أن تكون لغة السؤال واضحة سليمة محددة، لتكون استجابات الطلاب متقاربة او واحدة، لأنه لا يحتمل الا تأويلا واحدا.

 

د . أن يكون القاء السؤال بلغة سليمة وبشحنة انفعالية مناسبة تستثير الطالب، وتحضره الى البحث والاجابة.

 

هـ. ألا يتعمد السؤال عند القائه الى مفاجأة الطالب وارباكه.

 

و . أن توزع الأسئلة توزيعا عادلا على أساس عشوائي، حتى يضمن المعلم المشاركة الفعالة لكل الطلاب وشد انتباههم ناحية الدرس.

 

ز. أن تتنوع الأسئلة، لتستثير معارف قديمة سبقت دراستها، وتثبيت معارف جديدة، وتطبيق هذه المعارف وتلك.

 

 

 

 

3- إستراتيجية حل المشكلات   Problem Solving

 

 

 

هو نشاط ذهني منظم للطالب0 وهو منهج علمي يبدأ باستثارة تفكير الطالب، بوجود مشكلة ما تستق التفكير، والبحث عن حلها وفق خطوات علمية، ومن خلال ممارسة عدد من النشاطات التعليمية0

 

يكتسب الطلاب من خلال هذه الطريقة مجموعة من المعارف النظرية، والمهارات العملية والاتجاهات المرغوب فيها ، كما انه يجب أن يكتسبوا المهارات اللازمة للتفكير بأنواعه وحل المشكلات لأن اعداد الطلاب للحياة التي يحيونها والحياة المستقبلية لا تحتاج فقط الى المعارف والمهارات العملية كي يواجهوا الحياة بمتغيراتها وحركتها السريعة ومواقفها الجديدة المتجددة، بل لا بد لهم من اكتساب المهارات اللازمة للتعامل بنجاح مع معطيات جديدة ومواقف مشكلة لم تمر بخبراتهم من قبل ولم يتعرضوا لها.

 

وتدريب الطلاب على حل المشكلات أمر ضروري، لأن المواقف المشكلة ترد في حياة كل فرد وحل المشكلات يكسب أساليب سليمة في التفكير، وينمي قدرتهم على التفكير التأملي كما انه يساعد الطلاب على استخدام طرق التفكير المختلفة، وتكامل استخدام المعلومات، واثارة حب الاستطلاع العقلي نحو الاكتشاف وكذلك تنمية قدرة الطلاب على التفكير العملي، وتفسير البيانات بطريقة منطقية صحيحة، وتنمية قدرتهم على رسم الخطط للتغلب على الصعوبات، واعطاء الثقة للطلاب في انفسهم، وتنمية الاتجاه العلمي في مواجهة المواقف المشكلة غير المألوفة التي يتعرضون لها.

 

تعريف المشكلات :

 

هي كل قضية غامضة تتطلب الحل و قد تكون صغيرة في أمر من الأمور التي تواجه الإنسان في حياته اليومية و قد تكون كبيرة و قد لا تتكرر في حياة الإنسان إلا مرة واحدة أو هي حاله يشعر منها التلميذ بعدم التأكد والحيرة أو الجهل حول قضية أو موضوع معين أو حدوث ظاهرة معينة .

 

ويعرف أسلوب حل المشكلات عدة تعريفات منها

 

v    انه أحد الأساليب التدريسية التي يقوم فيه المعلم بدور إيجابي للتغلب علي صعوبة ما تحول بينة و بين تحقيق هدفه و لكي يكون الموقف مشكلة لابد من توافر ثلاثة عناصر

 

-    هدف يسعى إليه .

 

-    صعوبة تحول دون تحقيق الهدف .

 

-    رغبة في التغلب علي الصعوبة عن طريق نشاط معية يقوم به الطالب .

 

v    أنه حل المشكلات هو سلوك ينظم المفاهيم والقواعد التي سبق تعلمها بطريقة تساعد على تطبيقها في الموقف المشكل الذي يواجه الطالب. وبذلك يكون الطالب قد تعلم شيئا جديدا هو سلوك حل المشكلة، وهو مستوى أعلى من مستوى تعلم المبادئ والقواعد والحقائق.

 

v  أنه النشاط والاجراءات التي يقوم بها المتعلم عند مواجهته لموقف مشكل للتغلب على الصعوبات التي تحول دون توصله الى الحل. ومعنى ذلك أن سلوك حل المشكلة يتطلب من الطالب قيامه بنشاط ومجموعة من الاجراءات فهو يربط بين خبراته التي سبق تعلمها في مواقف متنوعة وسابقة وبين ما يواجهه من مشكلة حالية، فيجمع المعلومات، ويفهم الحقائق والقواعد، وصولا الى التعميمات المختلفة.

 

ويلاحظ من جملة التعاريف ما يلي :

 

·   تعتمد عملية حل المشكلات علي الملاحظة الواعية والتجريب وجمع المعلومات وتقويمها وهي نفسها خطوات التفكير العلمي .

 

·  يتم في حل المشكلات الانتقال من الكل إلي الجزء ومن الجزء إلي الكل بمعني أن حل المشكلات مزيج من الاستقراء والاستنباط .

 

·    حل المشكلات طريقة تدريس وتفكير معاً حيث يستخدم الفرد المتعلم القواعد والقوانين للوصول إلى الحل

 

·  تتضافر عمليتي الإستقصاء والإكتشاف وصولاً إلى الحل . حيث يمارس المتعلم عملية الإستقصاء في جميع الحلول الممكنة ويكتشف العلاقات بين عناصر الحل.

 

·  تعتمد على هدف بحيث على أساسه تخطط أنشطة التعليم وتوجه كما يتوفر فيها عنصر الإستبصار الذي يتضمن إعادة تنظيم الخبرات السابقة

 

·    حل المشكلات يعني إزالة عدم الإستقرار لدي المتعلم وحدوث التكيف والتوازن مع البيئة.

 

ومعنى ذلك أن سلوك حل المشكلات يقع بين ادراك تام لمعلومات سابقة، وعدم ادراك تام لموقف جديد معروض أمامه يمكن أن يستخدم فيه ما لديه من معلومات ومهارات، وأن ينظم خبراتة ومعلوماته السابقة، ليختار منها ما يطبقه في الموقف المشكلة الجديد الذي يواجهه.

 

 

 

وتدريب الطلاب على أسلوب حل المشكلات يتطلب تعريفهم لمشكلات ترتبط بما يدرسونه من مواد مختلفة، أو لمشكلات تتصل بالحياة المدرسية وغير المدرسية داخل بيئاتهم. تختلف المشاكل بين الأفراد، فما هو مشكلة لشخص ما في وقت ما قد لا يكون كذلك للشخص نفسه في وقت آخر، كما أن الأمر يتوقف على الفرد نفسه في قبوله ما يطرح عليه من مشكلة أيسعى لحلها أم لا. يضاف إلى ذلك أن ما يعتبر مشكلة بالنسبة للبعض قد لا يعتبر مشكلة بالنسبة لطالب سبق له أن مر بهذا الموقف، حيث انه يصل الى هدفه دونما مشقة، في حين يعتبر هذا الموقف مشكلة بالنسبة لطالب آخر فهو يحتاج الى استحضار خبراته الأدبية السابقة، والقيام بالتفكير في مهارات التذوق الأدبي، وقواعد النقد الأدبي المرتبطة بالنص الأدبي المعروض أمامه، ثم الانتقاء من هذه وتلك، ما يمكن تطبيقه في هذا الموقف الجديد، وصولا الى الحل المنشود.

 

وهناك عدد من الخصائص تستخدم عند الحكم على جودة المشكلة التي تعرض على الطلاب منها، أن المشكلة الجيدة هي التي تضع الطالب المتعلم في موقف يتحدى مهاراته، ويتطلب تفكيرا لا حلا سريعا، وأن يكون مستوى صعوبتها مناسبا للطالب، وذات الفاظ مألوفة بالنسبة له، وأنها تتضمن معلومات أو بيانات زائدة عن الحاجة أو أقل من المطلوب، كما ان العمليات التي تتضمنها يجب أن تناسب المستوى المعرفي للطلاب. وأن تثير المشكلة دافعية الطالب، وألا تفقد الطالب الثقة في نفسه او تحبطه بان تكون لغزا، وأن تكون ذات معنى للطالب بحيث تنمي مفاهيمه ومعلوماته ومهاراته، وأن تتضمن أشياء حقيقية يألفها الطالب المتعلم.

 

ان تعليم حل المشكلات ليس بالأمر مثل تعليمهم بعض المفاهيم او المعلومات او المهارات لأنه ذو طبيعة مركبة من عوامل متشابكة ومتداخله، منها الدافعية، والاتجاهات، والتدريب، وتكوين الفروض، واللغة، وانتقال أثر التعليم، وعدم وجود محتوى محدد للتدريس في ضوئه، او طريقة عامة تستند الى خطوات مبرمجة.

 

 

 

أهمية أستخدم أسلوب حل المشكلات :

 

·    

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 161/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
53 تصويتات / 1858 مشاهدة
نشرت فى 18 فبراير 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,823,138