فى فقه اللادينية بقلم صافى ناز كاظم ١٥/ ٢/ ٢٠١٠ منذ خمس سنوات، مارس ٢٠٠٥، تسلم كوفى أنان، الأمين العام للأمم المتحدة حينئذ، ما تمت تسميته «البيان الدولى ضد الإرهاب» الذى أعدته مجموعة من أقطاب اللادينيين العرب وجمعت عليه توقيعات شتى من حدائق شياطينهم فى أرجاء أمتنا العربية المنكوبة بهذه الخُشُب المُسنّدة، وكان بيانهم قد دعا مجلس الأمن والأمم المتحدة إلى إقامة محكمة دولية لمن أطلقوا عليهم «فقهاء سفك الدماء» من علماء الدين الإسلامى وخصوا بالذكر،فى بلاغهم المكارثى، أسماء علماء بعينهم منهم فضيلة الأستاذ العلامة الدكتور يوسف القرضاوى والأستاذ المجاهد راشد الغنوشى، رائد حركة النهضة التونسية ضد تبوير بلاده العزيزة تونس! لم تغب عن أحد من الأمناء حقيقة تلك الأصوات العالية التى تؤذن فى بلادنا بنداء أبالسة اللادينية، لابسة أقنعة الليبرالية وتسمى نفسها «التنويرية»، فمنها من يحتمى بحكومات العسكر ومنها من يحتمى بالسفارات الأجنبية، لا تجتذب إليها سوى البلهاء والسذج ومن فى قلبه مرض وعلى قلبه وعينيه غشاوة. لم يكترث أحد من الموقعين على مثل ذلك البيان المقزز، إنهم قد أصبحوا هم فقهاء محاكم التفتيش، التى يرمون بها غيرهم افتئاتا وقلبا للموائد، ولم يعنهم، أو تعمدوا، أن يكونوا ورثة المثقفين العرب الذين تحالفوا مع موسولينى الفاشيست ضد مجاهدنا الشهيد عمر المختار، يهرعون بالشكوى نحو أعداء أمتهم ودينهم وثقافتهم ويرتمون ببلاغاتهم الملفقة وبهتانهم الصريح فى أحضان إدارات أمريكية متتالية، أجمع الخيرون من كل أطراف العالم على أنها الإدارة العليا للإرهاب وترويع كل البشر. هؤلاء التبويريون، بالأمس واليوم والغد، هم المتخرجون فى حوزة «فقه اللادينية»، الآثم ثقافيا وفكريا وحضاريا... إلخ، وهم وقود كل فتنة وكل بلاء ووباء. إنهم المطففون الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون، أفليسوا هم الذين صدعوا الأدمغة بالشكوى من «المكفراتية» فى الوقت الذى استكثروا فيه سلب راحتهم، فى بلد مسلم، بسبب «ضجيج» الأذان لتنبيه الغافل عن الصلاة؟ أليسوا هم الذين جهروا بسب القائد عمرو بن العاص، جزاه الله عن أهل مصر الخير، ونددوا بفتح الإسلام لمصر بأمر الله وتلفظوا عنه بفحش القول واعتبروه احتلالا فرض عليهم البداوة و«نباح غربان الصحراء»؟ أليسوا هم الذين لا ينفكون عن التحرش بالمادة الثانية من الدستور المصرى ليتحقق لهم، أخزاهم الله بمكرهم، تنحية الإسلام تماما عن أوجه حياة أهل البلاد المؤمنين به شريعة ومنهاجا ودينا ودولة؟ أليسوا هم الذين ضاقوا ذرعا لتفشى مصطلحات الإسلام بين ناسه وشقوا الجيوب ولطموا الخدود لضياع «آلو» و«هالو» و«مرسى» و«باى باى» و«سعيدة» و«العواف» و«سال الخير»... إلخ. لتستعيد مكانتها «السلام عليكم» و«جزاكم الله خيرا»، و«لا إله إلا الله» ليرد الذاهب «محمد رسول الله»؟ أليسوا هم الذين تحمسوا للحملة العالمية لحرمان المسلمات، بالقهر والترويع، من حق ارتداء ما تمليه عليهن شريعتهن من ثياب ووجدوا مطالبات حريات الزنا والشذوذ الجنسى معقولة وحرية شخصية؟ أليسوا هم الذين غضوا الطرف عن الاغتصاب الصهيونى المتواصل بالحديد والنار ثم طالبوا الضحايا بالتوقف عن مقاومة الظلم والظالمين وطالبوهم بالخنوع والتطبيع مع عدو يدعى أن بالقرآن الكريم آيات معادية للسامية؟ سقط القناع عن الوجوه الشائهة وها هم من حولنا، اليد فى اليد، يطنون.
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,824,477
ساحة النقاش