دراسة أوروبية ترصد طرق التفكير فى المخ وأماكنها
كتبت ــ د. كارين شْلُت 1092 طباعة المقال مواقع الملاحة الذهنية ومعالجة البيانات فى المخ باللونين البرتقالى والازرق
على مدار سنوات عديدة، سعى الباحثون لفهم طريقة أرشفة المخ للمعلومات والأفكار، إلا أنهم أصبحوا قريبين من حل هذا اللغز حيث تشير الدراسات إلى أن عملية التفكير والتذكر تتم بصورة مشابهة لمعالج البيانات بالكمبيوتر ونظم تحديد المواقع الجغرافية GPS المضافة بالهواتف الذكية لتقدير المسافات والأبعاد. ذات التقنيات تحدث بمنتصف المخ.
نظام تقسيط تصاعدي مميز، وأنظمة سداد حتى 10 سنوات، لتلبى كافة الاحتياجات
bit.ly
وفقا للدراسة التى نشرت أخيرأ بمشاركة البروفيسير إدوارد موسر من جامعة تروندهايم والفائز بجائزة نوبل فى الطب عام 2014 وعلماء من ألمانيا وأوروبا فإن نظام الفهرسة والملاحة المكانية بالمخ يتم اعتمادا على نوعين من الخلايا الأول يسمى خلايا الموقع وتوجد بالفص الصدغى للمخ، والثانية خلايا الشبكة بالقشرة المخية فى منطقة مجاورة للخلايا الأولي. ولفهم ما يحدث بالضبط دعونا نتخيل أنك تتجول فى شقتنا فعندما تقف فى مكان ما تصبح بعض خلايا الموقع دون غيرها نشطة مما يؤدى إلى إطلاق دفعات كهربائية بشكل مستمر. وبمساعدة خلايا الشبكة التى ترسل الإشارات على فترات منتظمة يمكننا فهم وتقدير أين نحن والمسافات التى تفصلنا عن الأفراد والأشياء المحيطة بنا.
يقول د.زياد يسري أستاذ جراحة المخ والأعصاب بطب عين شمس إنه بذات المفهوم وجدنا أن المخ يعمل لفهرسة و«تكويد» الأفكار الجديدة فى صورة خريطة ذهنية وتقييمها بناءً على تجاربنا السابقة, وبالتالى يتم حفظ الخريطة واسترجاعها إذا عدنا إلى نفس المكان.
يوضح د.ياكوب بيلموند من معهد ماكس بلانك لدارسات المخ بمدينة لايبزيج بألمانيا أن دائرة تواصل خلايا الموقع وخلايا الشبكة لا تشمل الأماكن فحسب بل أيضا الأفكار. فعلى سبيل المثال يتم تصنيف الحيوانات التى تنبح وتركض على أربع على أنها كلاب ويقوم المخ بتقسيم وترتيب سلالات الكلاب سواء كانت كبيرة أو صغيرة، سريعة أو بطيئة كما هو الحال فى نظام الإحداثيات على محورين: الحجم والسرعة. فإذا رأينا كلبًا لأول مرة مثل فصيلة «الدشهند» الألمانية، فإن المخ يحفظ صورته فى المكان المخصص لوصف الكلاب الصغيرة والبطيئة.
لا نقوم فقط بتحديد الحيوانات والبشر والأشياء بناء على المعيارين أو المحورين المذكورين وحسب، إذ يوجد العديد من أنظمة التنسيق أو الخرائط فى دماغنا وبنفس الطريقة نقوم بتقييم كل شيء محيط بنا فمثلا يمكننا تصنيف الناس وفقا لسماتهم الشخصية والسلوكية وما إذا كانوا قريبين منا شخصيًا أو مهنيًا, وبالتالى نضع تلك الانطباعات عنهم فى الأماكن المناسبة فى خرائط الذهن وبناء على كل هذه المعلومات نتفاعل معهم عند رؤيتهم حسب قول د.ياكوب بيلموند.
وحول سبل الاستفادة من هذه النتائج البحثية يقول د. زياد يسرى إن المصابين بأورام المخ وبعض الأمراض العصبية يعانون قصورا فى الخلايا العصبية خاصة المتعلقة بأرشفة الأفكار، وبالتالى فإن الفهم الدقيق للتواصل بين خلايا المخ سيمكننا من تطوير وسائل جديدة لتشخيص وعلاج الأمراض بشكل فعال.
د.كارين شْلُت محررة علمية بمجلة «بيلد دير فيسنشافت» الألمانية وهذا الموضوع ينشر فى إطار برنامج تبادل الصحفيين العلميين والممول من قبل معهد جوتة ووزارة الخارجية الألمانية.
رابط دائم:
ساحة النقاش