السماسرة الوافدون أشعلوا الأسعار بدعوي الاستثمار
الوادي الجديد ـ من خالد قريش: 865
الانفلات الأمني تسلل في جنح الظلام إلي المدينة الهادئة القابعة في الصحراء الغربية, وهي مدينة الفرافرة التابعة للوادي الجديد.. وأبطال هذا الانفلات هم سماسرة الأراضي ومغتصبو أملاك الدولة الذين احترفوا شراء الأراضي من الأهالي وشباب الخريجين بأبخس الأسعار.
ثم يعيدون بيعها بعد أن يكونوا قد استولوا علي عشرات الأفدنة المجاورة لها من أراضي الدولة ثم يلوذون بالفرار دون اقامة أي مشروعات للتنمية الحقيقية, فيما يطلق عليه اسم أوكازيون أراضي الفرافرة!!
المدينة تحتل الجانب الغربي من الوادي الجديد والمركز الإداري الخامس للمحافظة, وتنحصر بين جبالها مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والكنوز الاثرية السياحية, والتي تحولت خلال السنوات الخمس الأخيرة إلي مقصد للمغامرين من رجال الأعمال الجدد من السماسرة والمضاربين ومعظمهم من الوافدين علي الفرافرة والذين احترفوا المضاربة بشراء الاراضي من أصحابها وبيعها مرة أخري بأسعار عالية, وتدور الحلقة إلي أن وصلت المشكلات للركب في الفرافرة بسبب المتاجرة في أراضي الدولة ناهيك عن المشكلات التي تقابل شباب الخريجين وشركات الاستثمار التي تعمل في الفرافرة بسبب تعدد عمليات البيع غير القانونية!!.
المهندس داود سليمان رئيس مركز الفرافرة أكد أن سحب الأراضي من شركات الاستثمار غير الجادة يتم حاليا, ويتم دراسة الاوضاع مرة أخري, بحيث لن يتم التهاون في السطو علي أرض الدولة, حيث يتوجب علي جميع الأفراد الراغبين في الشراء للأراضي العودة للوحدة المحلية قبل شراء أية أراضي من أية جهة سواء شباب خريجين أو أراض استثمار أو تقسيمات شباب لأن هناك شروطا يجب مراعاتها قبل نقل الملكية بالتنسيق مع الوحدة المحلية.
وحول مشكلات الخريجين فإن المسئول عنها هو المراقبة العامة للتنمية الريفية والتعاونيات لأنها لم تفرض الرقابة الواجبة علي عمليات البيع التي تمت بين الشباب والآخرين... وطالب رئيس الفرافرة بتكثيف الحماية المدنية لأن الفرافرة مدينة مفتوحة من جميع الاتجاهات, وبها تعدد لانماط البشر, وبها كوكتيل من العمالة الاستثمارية!!.
ويضيف عبد الغني السماحي نائب رئيس مركز الفرافرة أن الهجرة يومية إلي الفرافرة وابن البلد ذأب وسط التوافد اليومي علي المدينة وآخر دراسة تشير إلي أن معدلات تغيير الاقامة للأفراد بعد ثورة25 يناير مباشرة أكدت أن770 فردا تم تغيير محال اقامتهم إلي عناوين داخل الفرافرة من واقع السجلات خلال45 يوما!!
وما تشهده الفرافرة يتطلب استراتيجية موسعة منظمة, وليست عشوائية تتماشي مع طموحات أهلها بما يضمن التزام جميع الوافدين إليها بضوابط محددة للحفاظ علي مستقبل هذه المدينة.. وأشار إلي أن المياه لا تمثل مشكلة حاليا في الفرافرة, ولكن المشكلات اليومية التي يتم التعامل معها تكمن في الأراضي خارج الزمام وإجراءات تقنين الأوضاع وإن كان الأمر السائد هو الطمع في الأراضي للتسقيع والاتجار فيها, والذي زاد في الفترة الماضية لغياب الأمن إلا أنه يمكن القول إن هذه المشكلات سيتم تجاوزها حيث أن طريق الفرافرة ديروط عند تنفيذه سيحول الفرافرة إلي مدينة عالمية في الزراعة والسياحة والصناعات التكميلية التي تعتمد علي الحاصلات الزراعية.
الجدير بالذكر أن الفرافرة بها ست قري أم وعدد من التوابع منها قريتان الشباب الخريجين.
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش