الورقة الأخيرة لأمن الدولة لحرق البلد
ابحث عن المستفيد الحقيقي مما يجري حتي تعرف الفاعل..هذا هو السؤال الآن عقب أحداث العنف المتصاعدة بين مسلمين وأقباط في بعض مناطق القاهرة الكبري..خاصة أنها وقعت في خمس مناطق متباعدة وفي توقيت واحد..المؤكد أن هناك أصابع خبيثة تدفع بالأحداث الي هذه الدرجة من الإشتعال وإحداث فتنة لن نتحملها جميعا..ولن نستبعد هنا نظرية المؤامرة فهي المؤامرة في أحط وأحقر صورها.
دعنا في السطور التالية أن نجيب علي السؤال:من المستفيد مما يجري؟..الاجابة المباشرة تشير الي فلول الحزب الوطني وضباط مباحث أمن الدولة..والسبب أنهما أكثر المتضررين من ثورة يناير..فالشعب يدعو الي حل الحزب الوطني ومصادرة أمواله ومقاره لأنه سقط عندما قامت الثورة فقد كان التجسيد الحي لفساد النظام السابق..أما الجناح الثاني الذي تضررت مكاسبه الفاسدة فهو جهاز أمن الدولة ومن ثم توحدت الأهداف والمصالح بين كلاهما.
تذكر أن ملف الفتنة الطائفية كان يقوم علي إدارته مباحث أمن الدولة ومن ثم فإنها الجهة الوحيدة من النظام السابق التي تعلم تمام العلم خريطة ومواقع وبؤر الفتن الطائفية في جميع أنحاء الجمهورية..وأكثر تلك البؤر ضعفا مما يسمح لها بسهولة من إذكاء روح التعصب فيها عبر توظيف بعض العناصر الفاسدة من فلول الحزب الوطني وهذا ماجري.
لاحظ معي أن تلك الأحداث المتسارعة بين المسلمين والأقباط قد وقعت عقب هجوم المواطنين علي مقار أمن الدولة ولم تقع حادثة واحدة مماثلة قبل ذلك وقد استغلت عناصر أمن الدولة حادثة حرق كنيسة أطفيح لتأجيج مشاعر الغضب والفتنة بين المسلمين والأقباط..أرجو ألا يكون لديك شك في ذلك؟.
ورقة الفتنة الطائفية هي آخر أوراق فلول النظام السابق من أمن الدولة والحزب الوطني وسوف يسعوا جاهدين لتوظيفها في اشعال مزيد من الحرائق بيننا..أتوسل اليك..لاتسبعد نظرية المؤامرة..فالفاسدين ليس لديهم ضمير ويمكنهم أن يحرقوا وطنا بأكمله دون وازع أخلاقي رافعين شعار (علي وعلي أعدائي)..لذا نرجو الحذر فنحن نعيش عصر الفتن والنوازل الكبري..وعلينا ألا نسمح بأن تجرنا تلك العصابات الي حرق الوطن.
نناشد المجلس العسكري بالتدخل المباشر والفوري في هذا الملف ولاتأخذه شفقة أو رحمة بالعابثين بأمن البلاد حتي إذا قرر الجيش اعلان الأحكام العرفية بضعة أيام حتي يستتب الأمن والاستقرار في البلاد التي أصبحت علي شفا التفتيت والتفكك..مصر الوطن وشعبها أكبر من أن يحرقها هؤلاء الفاسدين صغار النفوس.
نعلم أن المجلس الأعلي يحسب خطواته بدقة ويقدر قرارته بميزان دقيق لكن يخشي المواطنون من انفلات الأحداث أو أن تصدر القرارت متأخرة..والبلد (مش مستحملة) هذا العبث..بعد أن بات الرعب والخوف يسكنان النفوس.
اضربوا بيد من حديد علي تلك الأصابع الخبيثة وفي المقابل نريد من جميع طوائف وفئات الشعب تأجيل تظاهراتهم الفئوية حتي نتيح للمجلس الأعلي والحكومة الجديدة مزيد من الوقت للسيطرة علي الأوضاع حتي يعود الاستقرار.
نناشد المجلس الأعلي والحكومة الجديدة تنفيذ بقية مطالب الثورة حتي تهدأ الأمور والنفوس علي النحو التالي:
1-حل الحزب الوطني (ملاحظة سريعة:تونس ألغت ترخيص الحزب الحاكم في تونس التجمع الدستوري)
2-اعلان هيكلة جهاز مباحث أمن الدولة سريعا وعرضها علي الرأي العام..وحل مشكلة الفراغ الأمني والشرطي فورا بحلول ناجزة وعملية.
3-الغاء العمل بقانون الطواريء.
4-الموافقة علي اعلان الأحزاب بمجرد الإخطار فالثورة المجيدة لابد أن يعبر عنها أحزابها ولايمكن أن يكون الحزب الوطني وفلوله هم الذين سيخوضون الانتخابات البرلمانية القادمة.
5-تأجيل انتخابات مجلس الشعب لمدة عام علي الأقل لاتاحة الفرصة لتشكيل أحزاب جديدة.
6-الغاء العمل بالدستور الحالي وليس تعطيله واعلان ورقة مبادئ دستورية لحين اعداد دستور جديد للبلاد
7-اجراء حركة محافظين جديدة وحل كافة المجالس الشعبية بالمدن والمحافظات.
نرجو ألا يداهمنا الوقت الذي لازلنا نملكه الآن..فتنفيذ المطالب السابقة سوف يريح النفوس كثيرا ويعيد قدر كبير من الاستقرار للشارع.
ساحة النقاش