أنا عايزة أعيش فى كوكب تانى
أنا عايزة أعيش فى كوكب تانى
بقلم
أسماء الد سوقى
ماذا نفعل عندما نفقد كل شئ فى الدنيا يربطنا بها ؟ عندما نفقد الأب ثم الأم بالوفاة ثم نفقد الأخوة والأخوات ليس بالوفاة وإنما بتقطيع صلات الأرحام وهروب الكبير من السؤال على الصغير حتى لا يتحمل ولو أبسط المسؤليات سواء المادية أو المعنوية , عندما نجد أن العلاقات الانسانية لا تحكمها إلا المصالح سواء المادية أو المعنوية ونختزل المودة والرحمة فى رسالة بالموبايل أو نترك لبعض رسالة على الايميل . لقد استبدلنا الغالى بالرخيص بالله عليكم ما الذى يعطيه لى الموبايل وأنا أقرأ الرسالة هل سيعطينى عطف أختى ومشاعر أخى هل الرسالة على النت بديل لزيارة عمى وخالى ؟ ناهيك عن الزمن الذى عز فيه الرجال الذين يتصفون بالرجولة بكل ما تحويها من نخوة وشهامة وإحساس بالمسؤلية , فالزواج أصبح بمثابة صفقة تجارية والحكم فى الزواج هو محل المجوهرات ومعرض الموبيليا والإتفاقات المادية المكتوبة ولا يوجد بهذه الصفقة مكان للتكافؤ والتفاهم ولا حتى للمشاعر .
ماذا نفعل عندما نغترب فى وجود الأهل ونبحث عن الإحساس بالأمان والدفء فلا نجد إلا الخوف والبرد ؟
ماذا نفعل عندما نبحث عن الحياة مع الأصدقاء فلا نجد إلا الجفاء والخيانة وتجاهل أجمل الذكريات ؟
ماذا نفعل عندما نبحث عن رفيق الدرب وشريك العمر فلا نجد إلا أشباه رجال؟
للأسف لقد ولى زمن ود الأهل والأقارب وأمانة الصديق الصدوق وشريك العمر ورفيق الدرب المحب الودود .
وبعد فقدان كل هؤلاء ماذا نفعل على هذه الأرض بدونهم هل نستطيع أن نعيش بلا أهل بلا خلان بلا أحبة أكيد لا وألف لا .
وعشان كل ده أنا عايزة أعيش فى كوكب تانى .
ساحة النقاش