مركز بحوث التقانه والسلامة الحيوية

يهتم بالتقانة الحيوية والهندسة الوراثية للنباتات

الأغذية المعدلة وراثياً ( جينياً )   السبت 15 أكتوبر 2011 - 6:52



[center]








تعد الأغذية المعدلة من الموضوعات الساخنة ما بين معارض ومؤيد، وقد غطت الأخبار الصحفية والعلمية في الآونة الأخيرة، وعلى وجه الخصوص في الدول الأوروبية ومنظمات ومناصري البيئة، واهتمامات الرأي العام والتجمعات السكانية، اعترضت في مجملها على الأغذية المعدلة وراثياً، وهناك أبحاث ودراسات حديثة كانت أيضاً محل خلاف وجدل عن تأثيرات وعواقب الهندسة الوراثية على الأغذية.. تلك الأمور وغيرها تصدرت اهتمامات ومشاعر الناس وشكوكهم في الأغذية المعدلة. ولما كان هناك الكثير من التساؤلات والاستفسارات التي طرحت، إضافة إلى المطالبات بتكثيف الأبحاث والدراسة للتأكد من سلامة استخدام هذه الأغذية، ومطالبات أخرى بإنشاء نظم واجراءات جديدة لتقنين التعامل مع الأغذية المعدلة بأمان، سأحاول التطرق لأهم المحاولات والقضايا مدار البحث وايضاح بعض الجوانب المهمة حيال هذا الموضوع الحساس.





الأغذية المعدلة وراثياً ( جينياً )

الأغذية المعدلة وراثياً هو مصطلح أصبح شائع الاستخدام يشير إلى النباتات التي يتم تخليقها للاستهلاك الآدمي والحيواني باستخدام أحدث تقنيات علم الأحياء، والهندسة الوراثية "هندسة الجينات". والغرض من تحوير وتعديل النباتات في المختبر هو الارتقاء بالخواص المرغوبة من حيث الجودة وتحسين القيمة الغذائية، والمذاق وتوفير الإمداد الغذائي الكافي لسكان العالم. إضافة إلى زيادة مقاومة النبات للعوامل البيئية، والأمراض والآفات الحشرية التي تضر بالمحاصيل من عدة قرون، والحرص على حماية البيئة والحياة الفطـرية.



إن تحفيز الخواص المرغوب فيها كان قد تم الاهتمام به في محاولات قديمة من خلال العناية بالنباتات، وزراعتها ورعايتها بالطرق التقليدية المتعارف عليها لتحسين المحاصيل الزراعية باختيار السلالات الجيدة والتلقيح والتهجين، لكن تلك الطرق فيها هدر كبير للوقت والجهد والمال، وهي غير مضمونة النتائج، والتقنية الحيوية الجديدة هي امتداد للطرق التقليدية القديمة، ومن خلال الهندسة الوراثية والتقنية الحيوية للنبات يمكن نقل عدد كبير من المعلومات الوراثية ( الجينية )، وبالتالي توفير نباتات حسب الرغبة من حيث المواصفات المطلوبة بدقة وبسرعة أكبر.









إن الطريقة التقليدية للـزراعة تشمل مرور مئات أو آلاف الجينات، بينما التقنية الحيوية تسمح بمرور جين واحد أو أكثر من الجينـــات المرغــوبة فقط، هذا العلم الحديث الأكثر دقة يسمح للمزارعين بتطــوير المحاصيل بخواص مفيـدة، والتخلص من الخواص غير المرغـــوبــة.

وعلى سبيل المثال تمكَّن المختصون في الوراثة النباتية من عزل الجين ( المورثة ) المسؤول عن مقاومة الجفاف، وإدخاله في نباتات أخرى مختلفة، وبهذا ستكتسب النباتات الجديدة المعدلة أيضاً خاصية مقاومة الجفاف.



ولا تقف العملية عند نقل الجينات من نبات لآخر، ولكن يمكن أيضاً استخدام جينات من كائنات حية غير نباتية، إن الأمراض والآفات الحشرية التي تصيب نبات الذرة أو محاصيل زراعية أخرى موجودة بشكل طبيعي في البكتيريا التي تقوم بإنتاج بروتين بلوري يعتبر قاتلاً ليرقة الحشرة، وجينات البروتين البلوري البكتيرية المنشأ يمكن نقلها إلى الذرة لإكسابها خاصية مقاومة الأمراض الحشرية، وباستخدام تقنية مماثلة يمكن إنتاج فواكه وخضراوات طيبة المذاق وتحسين الخواص مثل الطماطم الأفضل في محتوياتها وتحسين خاصية بقائها وخزنها لمدة أطول مع الاحتفاظ بنضارتها، كذلك تحسين القيمة الغذائية لبذور بعض النباتات التي تنتج زيوت، مع الإقلال من كميات الدهون المشبعة في محتواها. وبهذا يتم التوصل إلى أغذية أفضل من الناحية الغذائية والصحية.





جوهر عملية التقنية الحيوية للنبات

إن المادة الوراثية " DNA " من مختلف المخلوقات والكائنات الحية تعتبر بصفة رئيسية متشابهة في كنهها. فهي مجموعة من التعليمات التي توجه الخلايا لعمل وتكوين البروتين الذي يعد أساس وقوام الحياة، والمادة الوراثية سواء كان مصدرها كائناً حياً ( نباتاً أو حيواناً أو إنساناً ) فهي مصنعة من نفس المواد، ومع مرور السنين اكتشف الباحثون كيفية نقل قطعة معينة من المادة الوراثية من كائن حي لآخر.



إن أول خطوة قام بها الباحثون في نقل المادة الوراثية هي قطع وفصل قطعة من الجين من سلسلة المادة الوراثية باستخدام إنزيم يدعي " المقص " لإجراء القطع عند موقع معين على طول شريط المادة الوراثية، ولقد استخدم الباحثون فيما بعد تلك المقصات لقطع فتحة في البلازميد وهو عبارة عن حلقة من المادة الوراثية توجد في الغالب في خلايا البكتيريا، ويقوم الباحثون بعد ذلك بعملية لصق أو وضع قطعة الجين في البلازميد، ومن خلال النهايات المقطوعة فإن كلاً من البلازميد، وقطعة الجين يتحدان ويلتصقان كيميائياً، ويرتبطان مع بعض لتكوين بلازميد يحتوي على جين جديد، ومن أجل إكمال العملية فإن الباحثين يستخدمون إنزيماً آخر لعملية اللصق لمكان الجين الجديد.



إن عقوداً مضت في الأبحاث سمحت لبعض العلماء المختصين باستخدام معرفتهم وخبراتهم ومعلوماتهم في علم الجينات لتحسين محاصيل زراعية، مثل، الذرة وفول الصويا والقطن والبطاطس والطماطم واللفت، وتتوالى الأبحاث للتأكد من تحسين المحاصيل الزراعية الحالية، والحفاظ على استمرارية الإنتاج الزراعي من خلال تحسين نوعية البذور النباتية المستخدمة.





التقنية الحيوية.. لماذا؟

مع زيادة الوعي العام بدأ الكثير من الناس يتفهمون بعمق أكثر العلاقة بين الإنسان صحيح البدن والمستقر عاطفياً واجتماعياً وبين العمليات الطبيعية للكرة الأرضية التي تسهم بشكل أساسي في البناء والحياة من جميع الجوانب، لقد أدرك الناس وتحققوا من أن طاقة الكرة الأرضية على توفير الهواء والماء "النقيان"، والتربة "الخصبة"، والنباتات والحيوانات المتنوعة والنافعة للإنسان، تعتبر في مجملها حجر الأساس لتأكيد جودة الحياة لنا وللأجيال القادمة.



إن قضية تزايد النمو السكاني تعتبر معضلة شديدة وصعبة، وتتسبب في إنهاك مصادر الكرة الأرضية، ومن الأشياء القليلة المؤكدة في المستقبل هو تضاعف سكـــان الكـــرة الأرضية، ويتوقع أن يصل عدد سكــــان العـــالم إلى 10 مليارات نسمة خلال الخمسين عاماً القادمة حسب تقديرات البنك الدولي، وستكون التقنية الحيوية جزءاً مهماً ومحرجاً في توسيع الإنتاج الزراعي في القرن الحادي والعشرين، وإذا ما سارت الأمور بسلامة وأمان يمكن أن تكون النتائج رائعة، وتساعد على مواجهة التحدي في تغذية الزيادة السكانية والتي تشكل 95% منها في البلدان النامية الفقيرة وفي نفس حجم الأراضي والمياه المتوافرة في الوقت الحاضر، وبهذا من المتوقع أن تصبح التقنية الحيوية ومنجزاتها جزءاً من لغز التقدم العلمي المستمر.



لقد أكد الخبراء أن اكتشافات التقنية الحيوية ستعمل على زيادة كمية المحاصيل الزراعية إلى ثلاثة أضعاف دون الحاجة إلى أراضٍ زراعية إضافية، ومع الحفاظ على الثروة المائية القيِّمة، والغابات، وأماكن وحقول تربية الحيوانات.

إن الاكتشافات الجديدة الأخرى يمكن أن تقلل من الاعتماد على المبيدات الحشرية والعشبية التي تسهم في تدمير البيئة، كما وافق معظم الخبراء على أن مصلحة البشرية تفرض البدء منذ الآن في وضع التقنية الحيوية، والبنية التحتية اللازمتين لمواجهة الحاجة المستقبلية من الغذاء لإطعام سكان العالم لقرون قادمة، والسعي لتحسين نوعية حياة الناس في العالم، والأبحاث تسير على قدم وساق لتحقيق التطور والتقدم في هذا المجال.





فوائد الأغذية المعدلة وراثياً

كما سبق سيكون التحدي الأكبر خلال السنوات القادمة هو توفير الموارد الغــذائية للزيادة الكبيرة في سكان العالم. إن الأغذية المعدلة وراثياً تعد بمواجهة هذا الاحتياج بعدة طرق، إضافة إلى الفـوائد الأخــــرى للتقنية الحديثة أهمها ما يلي:

( إنتاج محاصيل زراعية مقاومة للأمراض، مقاومة المحاصيل للأعشاب، مقاومة الأمراض النباتية، تحمل الجفاف والملوحة، تحمل البرد والصقيع، إيجاد نباتات لإصلاح البيئة، ومقاومة أمراض الحيوان ).





انتقادات ومعارضة

إن الهيئات الصحية والمنظمات الدينية وجماعات أنصار البيئة في العالم وغيرهم من العلماء، والدوائر الرسمية والمؤسسات المهنية جميعهم قاموا برفع صوتهم ضد الأغذية المعدلة جينياً، كما انتقدوا الأبحاث بزراعتها من أجل طلب الربح بغض النظر عن تأثيراتها ومخاطرها، كما انتقدوا أيضاً الحكومات لفشلها في سن القوانين والتشريعات الكافية. ومعظم الاهتمامات التي تشغل بال الجميع حيال الأغذية المعــــدلة وراثياً تنصب على ثلاثة أمـــــــــــور هي: ( الأضرار البيئية _ المخاطر الصحية _ الآثار الاقتصادية ).





هل التقنية الحيوية قضية تجارية؟ وهل هناك قوانين تحكمها؟

يشعر بعض الناس بشيء من الارتياح للتقنية الحيوية الجديدة وإنجازاتها، وتراهم في نفس الوقت يشعرون بشيء من الريبة والقلق حيال القضايا البيئية والصحية والاجتماعية والاقتصادية وتبعاتها، وتظهر هذه المخاوف على وجه الخصوص في أوروبا، حيث أدت اهتمامات المستهلكين إلى إيجاد نوع من المقاومة تجاه النباتات والأغذية المشتقة من التقنية الحيوية، إن اهتمامات وقلق المستهلكين الأوروبيين كان قد تزايد من جراء ما لديهم من سوء الظن وعدم الثقة في قدرات حكوماتهم على التأكد من سلامة المصادر الغذائية على إثر الذعر الذي سببته لهم قضية مرض جنون البقر، وما تم اكتشافه حديثاً من تلوث الأغذية بشوائب مادة " ديوكسين " وهي مادة هيدروكاربونية سامة ومسرطنة موجودة في المبيد العشبي البلجيكي وإن الحادثتين المفزعتين كانتا قد تسببتا في هز ثقة المستهلكين بالمنتجات الغذائية الأوروبية، كما أن المواطنين أحجموا نفسياً لعدم ثقتهم بالمعلومات الحكومية عن الأغذية المعدلة وراثياً، مما أدى بالحكومات الأوروبية إلى التريث والسماح باستيراد المنتجات المشتقة من التقنية الحيوية، حتى لو ثبت سلامتها على صحة الإنسان والحيوان وعلى البيئة، وأيضاً استجابة للأحكام الفردية والعامة، وأوروبا تحتاج الآن إلى وضع بطاقة إجبارية على عبوات الأغذية المعدلة وراثياً. لقد أدى هذا الوضع إلى الاحتكاك مع الولايات المتحدة الأمريكية، والشركـــاء التجــاريـيــن الآخـــرين الذيـن ما زالوا يعتقـــدون أن المبــادئ العلميـة السليمة ينبغي أن تكون الأساس للأنظمة المقننــة لذلك.



أما في الولايات المتحدة فإن العملية التنظيمية القانونية كانت قد ارتبكت وصارت مشوشة لأن هناك ثلاث وكالات حكومية مختلفة لها سلطة شرعية على الأغذية المعدلة وهي: (وكالة حماية البيئة التي تقوم بتقييم سلامة النباتات المعدلة على البيئة، ووكالة الزراعة التي تقوم بتقييم ما إذا كان النبات سليماً لزراعته، ثم وكالة الأغذية والأدوية التي تقوم بتقييم ما إذا كان النبات سليماً وصالحاً للأكل)، وقد بادرت الحكومة الأمريكية بتوجيه جميع الوكالات المحلية المختصة بالتقنية الحيوية لسن القوانين والإجراءات المنظمة لتسهيل تسويق منتجات الهندسة الحيوية والوراثية في السوق المحلية والعالمية.

لقد فشلت البلدان الأخرى في إيجاد وتطوير إجراءات نظامية متسقة، وعلى أساس علمي للسيطرة على التقنية الحيوية التي لها خاصية اكتشافات علمية محرجة، مما أدى إلى اختلال في التجارة، لقد تحققت الدوائر الحكومية الأمريكية من ضرورة الأخذ في الاعتبار جميع الاختلافات، والأوضاع السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية في البلدان، ومع ذلك فإن الإجراءات التنظيمية يجب أن تكون شفافة وصريحة وتقبل النقد المتوقع لها إذا ما أريد لها أن تكون مفهومة ومقبولة وموثوقة من قبل الصناع وجمهور العامة، ومن خلال مفاهيم منظمة التجارة العالمية ومناقشاتها، فإن الدوائر والمنظمات الأمريكية ترغب في العمل مع أمم أخرى للتأكد من أن العلوم السليمة تعتبر حجر الأساس لأي موافقة مستقبلية، وتسعى أيضاً لتسهيل المفاهيم المشتركة، وإلى التآلف والتوافق على تقييم مخاطر منتجات التقنية الحيوية.





المحاصيل المعدلة وراثياً على مستوى العالم

وفقاً لإدارة الأغذية، والأدوية، وإدارة الزراعة في الولايات المتحدة الأمريكية، هناك أكثر من 40 نوعاً من النباتات المعدلة قد استكملت المتطلبات والشروط الحكومية الرسمية لطرحها تجارياً، ومن أمثلة هذه النباتات، الطماطم والكانتالوب ( الشمام ) التي تم تحوير خواص نضجها، وفول الصويا والبنجر اللذان أصبحا مقاومين للأعشاب، والذرة والقطن اللذان تمت زيادة مقاومتهما للآفات الحشـرية، ولا يوجد أي من هذه المنتجات في السوبر ماركت حتى تاريخه، ومع ذلك فإن توافر الأغذية المعدلة وراثياً في مخازن البقالات في الولايات المتحدة يعتبر منتشراً أكثر من المتوقع، بينما هناك القليل جداً من الفواكه والخضراوات المعدلة جينياً قد تتوافر في مواقع الإنتاج، وهناك الأغذية المعاملة بقوة مثل، زيوت الخضراوات، أو حبوب طعام الفطور مثل ( كورن فلكس ) قد تحتوي في الغالب على نسبة قليلة من عناصر معدلة، حيث إن العناصر الأولية كانت قد اشتركت في مجملها في سير عملية التحضير من مصادر مختلفة وعديدة، كما أن انتشار مشتقات فول الصويا في كل مكان، حيث تدخل كإضافات غذائية في الطعام الأمريكي الحــديث تؤكد تقريباً أن جميع المستهلكين الأمريكيين قد تعرضوا للمنتجات الغذائية المعدلة وراثياً حسب الإحصاءات الأمريكية.



هناك أيضاً ثلاثة عشر بلداً بدأت بزراعة محاصيل معدلة بالهندسة الوراثية عام 2000م بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية التي قامت بإنتاج حوالي 68% من المحاصيل المعدلة وراثياً على مستوى العالم، ثم الأرجنتين، وكندا، والصين، وأستراليا، وبلغاريا، وفرنسا، وألمانيا، والمكسيك، ورومانيا، وجنوب أفريقيا، وإسبانيا، والأرجواي، ويعتبر فول الصويا والذرة أكثر محصولين ويمثلان 82% من مجموع المحاصيل التي تم حصادها وجمعها عام 2000م، ويأتي بعدهما القطن وبذور اللفت والبطاطس بنسبة 74% من المحاصيل المعدلة وراثياً، وقد تم تحـوير ما نسبته 19% منها لمقاومة الآفـات الحشرية ونسبة 7% تم تحويرهـا لتقاوم الأعشاب الضارة والآفات الحشرية.



لقد تزايد محصول فول الصويا المعدل وراثياً في الولايات المتحدة الأمريكية وتزايد أيضاً محصول القطن المعدل وراثياً، ومر أيضاً محصول الذرة المعدلة وراثياً بالتجارب المماثلة، حيث ازداد إنتاج الذرة المعدلة، وكما هو متوقع فقد انتهى استخدام المبيدات الحشرية والمبيدات العشبية لهذه الأنواع المعدلة.



وفي الولايات المتحدة الأمريكية تم إجراء أكثر من خمسة آلاف تجربة ميدانية منذ عام 1987م بناءً على موافقة الوكالات الفيدرالية المعنية، وتم التوصل إلى إنتاج 40 صنفاً زراعيا جديداً من المحاصيل المعدلة وراثياً وقد اجتازت متطلبات القوانين الفيدرالية، وتم بيع هذه الأنواع تجارياً وتختلف ما بين الطماطم التي تتحمل الخزن الطويل إلى الذرة المقاومة للآفات الحشرية.



ومن الأمثلة على انتشار الأغذية المعدلة وراثياً في البلدان الأخرى، هناك في اليابان اختبارات صحية تجري على الأغذية المعدلة بشكل اختياري لكن الناس يفضلون الفواكه والخضراوات غير المعدلة بشكل أكبر، وعلى عكس ذلك في الهند ومع أن الحكومة لم تعلن بعد سياسة خاصة بالأغذية المعدلة وراثياً لعدم توافر زراعة محاصيل معدلة وراثياً في الهند، ولا تتوافر أيضاً منتجات تجارية منها في الأسواق، لكن الهند تدعم بشكل قوي أبحاث النباتات المحورة وراثياً، ويبدو أن الهند ستأخذ بمنافع الأغذية المعدلة، وتبني إجراءات جديدة لمواجهة الانفجار السكاني ووباء الفقر والمجاعة ومشكلات سوء التغــذيـــة.



هناك بعض الولايات في البرازيل كانت قد منعت المحاصيل المعدلة، بل هناك قضايا ودعاوى قضائية تم رفعها لمنع استيراد المحاصيل المعدلة وراثياً.



يتضح من ذلك أن التقنيات الحديثة للهندسة الوراثية تهتم في الأساس بعملية تحسين نوعية النباتات، وتعديل الجينات لكي تقاوم وتبقى مدة أطول أثناء خزنها واستخدامها، وعلى الرغم من أن هناك حذراً وريبة وتخوفاً من تقنية الأغذية المعدلة وراثياً إلا أن التوجهات العلمية المستقبلية تشير إلى أن الهندسة الوراثية حتمية لا نملك إغفالها وإهمالها.



إن المنتجات الجديدة التي يتم تعديلها بالتقنية الحيوية تعتبر أغذية واعدة وتبشر بالخير، ويتوقع أن تكون أكثر سلامة في المستقبل، والعلماء يشعرون بالرضا من خلال الأبحاث، والطرق الحديثة التي تعمل حقيقة على الإسراع بعملية تحسين نوعية البذور والمنتجات الغذائية الحديثة.





مقترحات على الطريق

على الرغم من استمرار التجارب والدراسات البحثية، فإن جميع بلدان العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بإجراء المزيد من الأبحاث المتقدمة الأخرى عن تأثيرات التقنية الجــديـدة على الزراعـــة والمنتجات الزراعية من أجل الحفاظ على سلامة الإنسان والحيوان والبيئة، وتواجه حكومات دول العـــالم قاطبة صعــوبة في إنشــاء طريقـة قانونية لمراقبة تأثيرات الأنواع الجديدة من النباتات المعدلة ومنتجاتها والموافقة عليها.



عليه فإنه من المهم جداً وعلى جميع الجهات الرسمية في المملكة متابعة الحركة التقنية الجديدة والأغذية المعدلة ودراستها من مختلف الجوانب السياسية والاجتماعية والصحية والاقتصادية، ومن هذه الجهات على سبيل المثال: وزارة الصحة، هيئة الغذاء والدواء، مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وزارة الزراعة، هيئة حماية البيئة والحياة الفطرية، الجامعات، وزارة التجارة، مجلس الغرف التجارية، مجلس الشورى، وغيرها. على أن يتم تناول هذه القضية كل فيما يخصه، وإجراء المزيد من التجارب والأبحاث والدراسات، وتقديم التوصيات الضرورية لذلك، ويمكن تشكيل لجنة وطنية عليا تمثل الجهات المعنية بصورة مبدئية وطارئة لإعداد الإجراءات التالية وغيرها ورفعها لمجلس الوزراء لإقرارها بالطريقة المناسبة:



● دعـــم وتكثيـــف وتوحيد الجهود القــائمة حيال الأغـــذية المعــدلة وراثيــاً في المملكـــــة.

● وضع سياسة استراتيجية وتقنين لكيفية التعامل مع الأغذية والمنتجات المعدلة وراثياً، ومعايير السلامة لهذه المنتجات كغيرها من المنتجات الزراعية الغذائية، ومدى السماح لها بدخول السوق السعودية، بعد الرجوع إلى قرارات وتجارب بعض الدول المتقدمة والنامية، والاستعانة بتعليمات وإرشادات منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الزراعة والأغــذية الدوليـة، ومنظمة التجارة الدولية وغيرها.

● تصميم اختبارات علمية صحية تقنية لإجرائها على عينات من الأغذية المعدلة وغير المعدلة وضرورة إيجاد وتحديد مختبرات معتمدة لإجراء تلك الاختبارات.

● تشجيع ودعم برامج الأبحاث العلمية والزراعية على النباتات والمنتجات الغذائية المعدلة وراثياً وغير المعدلة.

● التأكد من مصدر وسلامة جميع النباتات والخضراوات والفواكه والحبوب والبذور المستوردة، وتحديد ما إذا كانت مشتقة من التقنية الحيوية.

● التأكد من سلامة ومصدر المنتجات الغذائية، والعناصر الإضافية والمواد الملونة في الغذاء، وتشديد الرقابة على الأغذية المحتوية على عناصر معدلة وراثياً، وضرورة التزامها ببطاقة الصنف على كل منتج والتي توضح جميع العناصر المكونة، وعلى وجه الخصوص التركيز على رقابة الذرة ومشتقاتها من الزيت والنشا والزيت النباتي، وفول الصويا ومشتقاته، والطماطم ومنتجاتها، واللفت وبذوره ومنتجاته وزيوته وكذلك البنجر ومنتجاته، وزيت نبات دوار الشمس وباقي الزيوت النباتية، وإجراء الاختبارات المشددة عليها.

● مراجعة وتطوير القوانين، والإجراءات المطبقة على المبيدات الحشرية والمبيدات العشبية والسموم الأخرى وأضرارها ومخاطرها، وكذلك تطوير التراخيص بالنسبة للمبيدات المسموحة والممنوعة، والتأكد من تطبيق التعليمات بالتفتيش والرقابة وإجراء الفحوص الدورية.

● التأكد من سلامة ومصدر البذور الزراعية المحلية والمستوردة ورقابتها أثناء الزراعة والحصاد، وأخذ عينات لتحليلها والتأكد ما إذا كانت مخلوطة ببذور معدلة.

● التأكد من سلامة الأعلاف والمحاصيل التي تزرع لعلف الحيوانات.

● التأكد من مصدر وسلامة جميع المستحضـرات الصيدلانية الدوائية والمواد التجميلية.

● مراجعة وتطوير التعليمات الخاصة ببطاقات الأصناف الغذائية والزام جميع شركات الأغذية بوضع بطاقة خاصة على جميع الأغذية المعدلة وغير المعدلة ومنتجاتها، وعلى النـاس الانتباه وضـــرورة مراجعـــة ومعرفة مـا يأكلون بدقة.

● الاهتمام بوضع برامج تعليمية إعلامية وتعريفــية مكثفة لتثقيف وتوعية جميع فئات المجتمع، ونشر المعلومات والبيانات المتجـــــددة عن التقنية الحيــــوية، والأغــذية المــعدلة وراثياً من مختلف الجوانب والأبعاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 164 مشاهدة
نشرت فى 2 سبتمبر 2013 بواسطة arcbiotech

مركز بحوث التقانه والسلامة الحيوية

arcbiotech
يمثل المركز معملاً مرجعياً للكشف عن المواد المحورة وراثياً، وينظم إنتاج وتداول هذه الكائنات، بما يمكن السودان من تطبيق بروتوكول السلامة الحيوية. يمثل المركز أهم آليات تحديث البحث العلمى فى ظل معاناة العالم من ضعف فى الإنتاجية ونقص الإنتاج وشح فى الموارد والتغيرات المناخية فى ظل الزيادة المضطردة فى السكان »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

152,349