المنافسة سنة الحياة :-
خلق الله الإنسان وزرع بداخله حب المنافسة لمساعدته على تطوير نفسه ، فكانت حكمة الله تعالى أن يتحلى الإنسان بتلك الصفة ويميزه بها عن سائر مخلوقاته بصفته خليفته في الأرض ، فالإنسان لم يكن يستطيع تعمير الكون إلا بالتفاعل مع كل من حوله ومنافستهم للوصول إلى حياة أفضل ...
منذ بدء الخليقة وهناك منافسة بين الرجل وأخيه ، ظهرت جليه في القصة الشهيرة والمذكورة في جميع الكتب السماوية بين قابيل وأخيه الصغير هابيل بسبب تنافسهما على قربهما من الله ولأبوهما آدم ، مما أدى ذلك الصراع في النهاية إلى أول جريمة قتل عرفها التاريخ ، وظل الإنسان في منافسة مستمرة إختلفت وتطورت مع مرور العصور ، ولكنها دائماً كانت السبب الرئيسي في تطور البشرية ، ووصولنا إلى مانحن فيه نتيجة شدة المنافسة بين المخترعين والمطورين سواء كانوا شركات أو أفراد ، وتتنوع المنافسة نظراً لإختلاف المجالات المرتبطة بحياتنا اليومية .
ونلقي الضوء في هذا المقال على المنافسة في المجال الصحفي الذي يعتبر شديد التنافسية لأن الصحافة بطبيعتها تحتوي على مجالات متنوعة سواء كان التخصص هو التحرير ، أو كتابة التقارير أو أقسام النشر والإذاعة ، فمجال الصحافة متنوّع في فترات العمل ، ومع التطور المتزايد في هذا المجال ، والتأثير المتنامي له عالمياً ، أصبح من الضروري البحث عن صحفيين أكفاء ذوي خبرة جيدة حتى يتمكنوا من التعامل مع المجالات الصحفية الحديثة مثل الصحافة الألكترونية والإعلام التفاعلي ، والتي أصبحت تتصف بالمنافسة القاسية سواء ضد الصحافة التقليدية المطبوعة ، أو بين تلك المؤسسات والمنظمات المسئولة عن إصدار هذا النوع الجديد من الإعلام ، وذلك للإستحواذ على أكبر عدد من القراء والمتابعين للوصول إلى أكبر عائد ممكن ، كما أصبح التنافس شخصي بين الصحفيين والإعلاميين ، لأن كلما يحصل الإعلامي على نسب أعلى من المشاهدة والمتابعة تزيد قيمته بين أقرانه في مجاله ، وبالرغم من أن تلك المنافسة كلها في صالح القارئ والمشاهد .
لكن في النهاية نؤكد أن علينا الإستفادة بقصة قابيل وهابيل ، بأن المنافسة سلاح ذو حدين ، فالبرغم من فائدتها وقيمتها الحقيقية في تطوير ونشر الوعي العام ، إلا أن بعض أصحاب النفوس الضعيفة يستغلون تلك المنافسة لترويج أفكاراً هدامة أو نشر الفتنة أو تشويه سمعة أفراد أو حتى مؤسسات بأكملها ، لذلك يجب أن تتصف المنافسة الصحفية بالشرف والأمانة ، لأن إن حدث ذلك فقدت المنافسة دورها في تطوير المجتمع والوطن بأكمله .
ساحة النقاش